في الـ12 من شهر أغسطس/آب عام 1968 اخترقت طائرتان تابعتان للقوات الجوية السورية من طراز (ميغ-17) بشكل غير متوقع المجال الجوي الإسرائيلي،
ولكن بدلاً من بدء بروتوكول القـ.ـتال كما هو متوقع؛ هبطت الطائرتان في مدرج مطار (بتست) المهجور، و(بتست) هي قرية زراعية اسمها العربي هو «البصة».
كانت هذه المرة الأولى التي يتمكن فيها الغرب من رؤية هذا النوع من الطائرات روسية الصنع عن قرب، والتي أصبحت فيما بعد مصدراً مهماً في صناعة السلاح الجوي الإسرائيلي والغربي.
تم التقاط الصور للطيارين –الملازم وليد أدهم البالغ من العمر 25 عاماً، والملازم الثاني ردفان الرفاعي البالغ من العمر 22 عاماً– واستجوابهما،
حيث صرح بيان صدر عن الجيش بعد الحادثة مباشرةً أن التحقيق لا يزال جاري لكنه حتى الآن ما زلنا لا نعلم إن كان هذان الطياران من الهاربين أم أنهما اضطرا للهبوط في هذا المطار.
هبطت الطائرتين السوريتين روسيتا الصنع في المطار الذي عادة ما يستعمل لوضع الطائرات التي تستخدم لرش المحاصيل، ولم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى وصلت مجموعات كبيرة من المدنيين وتجمعوا حول هاتين الطائرتين، كان المشهد غريباً بالنسبة إليهم، طائرتان عدوتان تهبطان في مدرج مهجور ليس مشهداً تراه كل يوم!
في عام 1966، شهدت إسرائيل هبوط طائرة من طراز (ميغ-21) بقيادة أحد الطيارين المنشقين العراقيين، لا تزال هذه الطائرة حتى الآن معروضة في معرض تابع للجيش. لكن هبوط طائرة من طراز (ميغ-17) هي الحادثة الأولى من نوعها في إسرائيل.
في المقابل، صرّح المتحدث باسم الجيش السوري في دمشق أن الطيارين ضلا طريقهما وذلك بسبب حالة الطقس السيئة، لذلك أجبرا على الهبوط في الأراضي الإسرائيلية بحالة طوارئ بعد نفاد الوقود منهما.
كتب الكولونيل (داني شابيرا): ”سمعت الكثير عن قدرات طائرات (ميغ-17) القتالية الجوية وقدرة الطيارين المقاتلين على القيام بمناورات ممتازة على متنها، لذلك كان لدي فضول كبير لاكتشاف أسرارها، طائرة (ميغ-17) لا تتمتع بالأناقة والتصميم الراقي، لكن شكلها الخارجي يخفي مزاياها وقدراتها الحقيقية“.
في 21 أكتوبر/تشرين الأول عام 1968، أي بعد مرور شهرين على هبوط الطائرتين في إسرائيل، بدأت الرحلات الجوية التجريبية. وقال (داني شابيرا): ”طرنا أنا والمقدم (هانكين) في كلتا الطائرتين واحدة ضد الأخرى، كما اختبرنا أدائها ضد الطائرات الأخرى.
واختبرنا أداء طائرة (ميغ-17) أثناء المناورات العسكرية. كانت الطائرة تتمتع بمناورة مذهلة، وكانت معدات التحكم بغاية الفعالية. حيث كانت تصل إلى 400 عقدة وما بين 200 و350 عقدة“. (العقدة هي وحدة سرعة تستخدم للسفن والطائرات وتعادل ميلاً بحرياً وجغرافياً واحداً).
وأضاف: ”ومع ذلك، كان لديها بعض نقاط الضعف. فإن زادت سرعتها عن الـ 400 عقدة، يصبح من الصعب التحكم بها. كما اكتشفنا أنه عند الطيران بسرعة 600 عقدة، فمن الممكن أن ينفصل الجناح الأيمن عنها، كما سيكون عليك بذل الكثير من الجهد لإعادة السيطرة عليها والخروج من هذا الوضع الخطير. كما كان لها عيب آخر وهو أن محركاتها الخلفية شرهة جداً للوقود، حيث فرغ خزان الطائرة في وقت قصير جداً“.