نظرية الجيش الذكي الصغير

mohammed bassam

رزانة العقل
صقور الدفاع
إنضم
6 يوليو 2008
المشاركات
4,769
التفاعل
113 0 0
نتيجة تأثير المتغيرات التي شهدها العالم في العقد الأخير من القرن العشرين، وتحت تأثير العولمة والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تحاول كل القوى علاجها والحد من انهيارها، ومع الأخذ في الاعتبار ضرورة ملاءمة القوات العسكرية مع متطلبات الصراع ضد التهديدات، الكامنة في كل مكان، والقابلة للانفجار بأشكال غير متوقعة، ومع تزايد رفض الرأي العام للخسائر البشرية الناجمة عن الحروب،وبالإضافة إلى التقدم الكبير في مجال تكنولوجيا التسليح، كل ذلك أدى إلى وضعت العديد من الدول مجموعة من البرامج الرامية إلى إعادة تنظيم وتجهيز جيوشها، بحيث تغدو قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية في القرن الحادي والعشرين.

وتوجهت الجهود نحو تخفيض عدد القوات المسلحة بشكل عام، وتزويدها بأجيال جديدة من الأسلحة والمعدات، لتحقيق المرونة، وخفة الحركة، والحشد النيراني، وإمكانية نقلها جوا، وقدرتها على الكشف ونقل المعلومات، في الزمن الحقيقي، إلى كافة أنساق القتال. وذلك من خلال تبنى فكرة الجيش الذكي الصغير.

وتعتمد فكرة الجيش الذكي الصغير في أحد شقيها على تسليح هذا الجيش بأحدث النظم، خاصة أننا في العصر المتميز بثورة المعلومات والاتصال، والابتكارات التكنولوجية، القادرة على الإسهام في شؤون الحرب، وعلى تصنيع أسلحة "ذكية" Smart.

هذه النظم، التي تمثلت في الطائرات الخفية، والصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية، وأنظمة القيادة والسيطرة الآلية، والأقمار الصناعية، ونظام تحديد المواقع على مستوى الكرة الأرضية Global Positioning System: GPS، وطائرات الإنذار المبكر، والسفن الحربية "ايجيس"، بالإضافة إلى استخدام الإمكانات العسكرية لنظم إدارة المعلومات، ونظم الإخفاء والخداع، ونظم الحرب الإلكترونية، ومستشعرات فائقة الحساسية، ونظم تسليح قوات جوية متقدمة.

أما الشق الثاني في فكرة الجيش الذكي الصغير فيتمثل في تخفيض أعداد القوات المسلحة، حيث إن وجود قوة صغيرة، على درجة استعداد عالية، وذات روح معنوية مرتفعة، تكون دائما أفضل من قوة أكبر حجما، ولا تتمتع بهذه الخصائص، حتى توافرت لهذه القوة الكبيرة أفضل التكنولوجيات والأسلحة.

وكلما زاد التقدم التكنولوجي العسكري، ظهر فكر عسكري جديد، حيث كانت الحاجة تدعو دائما لتطوير الأسلحة والعتاد الحربي، لتلبية متطلبات العمليات، وجد العسكريون أنفسهم أمام إمكانيات جديدة في مسرح الحرب، فينعكس ذلك على تطوير العقائد القتالية، سعيا لتحقيق الهدف من الصراع المسلح، بأقل خسائر بشرية ممكنة.

وانتشرت المساعي الرامية إلى تطوير وسائل نقل المواد المتفجرة، سواء من على سطح الأرض، بواسطة المدفعية والصواريخ، أو من الجو بواسطة الطائرات المختلفة، أو من الغواصات. وتطورت وسائل التدمير، وجرى الاهتمام بتكنولوجيا التوجيه لزيادة المدى ودقة الإصابة، اعتمادا على التطور في مجال الحاسبات الآلية، والتي تتميز بقدرات عالية لمعالجات البيانات، فظهرت منظومات التسليح الآلية المتكاملة، الفائقة الدقة، والشديدة "الذكاء"، والقوية التأثير.

لذا فإن استخدام الوسائل النيرانية، بعيدة المدى، والطائرات الموجهة من دون طيار، والقوات المحمولة جواً، والقادرة على خوض قتال في أماكن بعيدة، وكذلك القوات الخاصة، سوف تمنح الجيش الذكي الصغير في المستقبل قدرة حقيقية على خوض المعارك العميقة. وسوف يؤدى كل هذا التقدم إلى تحقيق تفوق نسبى في القوات، مما سيؤدى إلى تدمير العدو، قبل وصوله إلى بؤرة القتال.
الجيش الذكي الصغير في الفكر العسكري العالمي

أولاً: خلفية تاريخية

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، عكف المفكرون العسكريون، في كل أنحاء العالم، على دراسة خبرات هذه الحرب، والأسلحة الرئيسية المستخدمة خلالها، لتحديد اتجاهات تطوير القوات المسلحة، وطبيعة أي حرب مقبلة.

وسرعان ما ظهرت نظريات وآراء جديدة منها، نظرية "الجيش الذكي الصغير"، التي نادى بها، على سبيل المثال، كل من الجنرال فولر وليدل هارت، في بريطانيا، وسيكت، في ألمانيا، وديجول، في فرنسا. وجاءت هذه النظرية نتيجة لتقويم دور المعدات والأسلحة الجديدة المتطورة تكنولوجيا ـ في حينها ـ وخاصة الدبابات.

ثانياً: دعوة "فولر"

نادى الجنرال "فولر" ـ رئيس أركان قوات التاج البريطاني ـ في كتابه "دور الدبابات في الحرب العظمى 1914 ـ 1918م " بأن نجاح الحلفاء في الحرب العالمية الأولى يعود إلى الدبابة. وأنه يجب على الغرب أن يبنى جيوشا مدرعة وميكانيكية، تتميز بصغر حجم القوات البشرية، ولكنها كبيرة التأثير.

كما رأى "فولر" أن نسبة كبيرة من النجاح في الحرب سيتوقف على السلاح، بينما باقي العناصر الأخرى، من استخدام، وقيادة، وشجاعة، وانضباط، وإمداد بالاحتياجات، تمثل نسبة أقل من النجاح.

ولقد أيد ديجول أفكار "فولر"، واعتبر أن سر انهيار فرنسا، في بداية الحرب العالمية الثانية، يرجع إلى سوء تقديرها لنظرية الجيش الذكي الصغير، هذه النظرية التي ترى أن الدبابة، بإمكاناتها، بوصفها قوة نيران، وبقدرتها على إحداث الصدمة، سوف تلعب الدور الحاسم في الحرب الحديثة من حيث تحقيق الاختراق السريع في دفاعات الخصم والقدرة على القتال في العمق.

ثالثاً: الثورة التكنولوجية العسكرية الأولى

منذ ظهور الحروب البدائية، وأسلحة القتال تنقسم إلى فئتين هما: الفئة الأولى، التي تتمثل في أسلحة الصدمة، مثل السيف والرمح والسونكي، وهى تستخدم للقتال القريب، ثم الفئة الثانية، وهى القذائف، والتي تعمل على تدمير العدو من بعد، مثل السهم، والطلقة، والقنبلة شديدة الانفجار، والتي تطلق من مختلف الوسائل.

ولذلك كانت الثورة التكنولوجية العسكرية الأولى تكمن في ظهور القوس، الذي يطلق من 8 ـ 12 سهما، وبمدى يصل ما بين 200 ـ 400 ياردة، ليظهر قتال العمق، ومرونة الأداء. وزادت كثافة التشكيلات ومعدات القتال، مع المرونة في توزيعها على مسرح العمليات، وجرت المساعي لتوفير الحماية للقوة البشرية، من خلال الدروع الفردية، والبذلة الحديدية الكاملة.

رابعاً: الثورة التكنولوجية العسكرية الثانية

تمثلت في ظهور البارود، ليبدأ عصر جديد، تسود فيه الأسلحة النارية، بمختلف أنواعها، وتعم المدفعية مختلف جيوش العالم، ويظل استخدامها مستمرا، حتى الآن. وتزايدت قوة الأسلحة، وسهولة استخدامها، ولذا تفوقت المدفعية على الخيالة، وأخذت مكانها بوصفها مطرقة للمعركة، تدمر قوات العدو في العمق، وتقطع طرق انسحاب قواته الأمامية، وتهيئ أفضل السبل لقوات المشاة الصديقة المهاجمة من الأمام، للقضاء على العدو وفرض الإرادة عليه.

وكان لتأثير التطور التكنولوجي، الذي أحدثته الثورة الصناعية في أوروبا، أن أجبرت العسكريين، المتمسكين بالقديم، إلى البحث عن أساليب جديدة لإدارة الحروب والمعارك، فقد توفرت وسائل لنقل المدفعية والقوات، وسرعة أعمال الإمداد، والسهولة النسبية في المناورة على أجناب ومؤخرة الخصم، وظهرت الدبابة، ورغم هذا ظلت المدفعية على احتكارها لقوة النيران في الميدان.

وبتطور الطيران، صار بوسع الجيوش زيادة سرعة إيقاع المعارك، وفيما بين الحربين العالميتين، ظهرت القوات المنقولة أو المسقطة جوا،مما أدى إلى زيادة خفة الحركة للقوات.

ونظراً لأن القاذفة الإستراتيجية قد ظهرت في هذه الآونة فكان يتم استخدامها بوصفها أحد وسائل إيصال الذخائر لمدى بعيد، فلم تكن هناك ثمة غرابة في أن المفكرين العسكريين قد سعوا لاستبدالها بحاملة ذخائر لا يقودها بشر، وقادرة على إحداث القدر نفسه من الدمار.

فظهرت القنبلة الطائرة الألمانية، لأول مرة في سماء بريطانيا، والتي تعمل بمحرك نفاث بسيط، وبسرعة 350 ميل/ ساعة، وتطلق من على مسافة 320 كم، وليصبح ذلك إعلانا بظهور عصر الصواريخ الباليستية.

خامساً: الثورة التكنولوجية العسكرية الثالثة

تمثلت في ظهور السلاح النووي يوم 6 أغسطس 1945م، عندما ألقت الولايات المتحدة الأمريكية أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية، ليتم إصابة عشرات الآلاف بين قتيل وجريح، ولتدخل الترسانة النووية التاريخ، وتسعى كل دول العالم لدخول النادي النووي.

سادساً: الثورة التكنولوجية العسكرية الرابعة

تمثلت في ظهور الترانزيستورTransistor، ليبدأ السباق السريع في مجال الإلكترونيات، ولتصبح بعدا رئيسيا ثابتا في تطوير كل سلاح أو معدة عسكرية، ولتسمح ببناء الأقمار الصناعية، وتصنيع أجهزة الحاسب الحديثة.

ثم بدأ سباق الفضاء بإطلاق السوفيت لأول قمر صناعي "سبوتنيك" Sputnik يوم 4 نوفمبر 1957، ويعقبهم الأمريكيون بإطلاق القمر "إكسبلورر ـ 1" Explorer-1 في 31 يناير 1958. ورغم البداية المتواضعة في استخدام هذه الأقمار، بغرض الإنذار، إلا أنه سرعان ما اتسع استخدامها في مجال الاستخبارات، والمعلومات، والتجسس، والاتصالات، والتصوير.

سابعاً: أسباب بناء الجيش الذكي الصغير في الفكر العسكري الأمريكي

تشغل فكرة الجيش الذكي الصغير بال العسكريين الأمريكيين بدرجة كبيرة. فمنذ انتهاء الحرب الباردة والولايات المتحدة الأمريكية تسعى حثيثا لوضع تصور واضح محدد لإستراتيجيتها
العسكرية للقرن الحادي والعشرين بما يتلاءم مع متغيرات البيئة الخارجية والداخلية، ويضمن تحقيق المصالح الحيوية الإستراتيجية للولايات المتحدة سواء الآنية أو المستقبلية.

وتهدف هذه الإستراتيجية إلى إدارة الصراعات المسلحة على المستوى العالمي بأسلوب الفعل وليس رد الفعل، وذلك بامتلاك المبادأة والحفاظ عليها، واعتناق إستراتيجية الردع ضد القوى الإقليمية المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية كافة ، مع الاستعداد للحرب والنصر، إذا تطلب الأمر ذلك، واستمرار التمسك بإستراتيجية الهيمنة وفرض الإرادة على البيئة الأمنية العالمية من خلال امتلاك جيش جديد للقرن الحادي والعشرين، بدأت تظهر ملامحه الأساسية.

ثامناً: الإستراتيجية العسكرية الأمريكية للقرن الحادي والعشرين

تعتبر الإستراتيجية العسكرية من أهم مجالات نشاط القيادة العسكرية، حيث تطرح الفكر العسكري اللازم لتطبيق الخطوط العامة التي حددتها السياسة العسكرية، سواء خلال فترات السلم، أو أثناء حالات الصراع المسلح.

وهو أمر ينعكس بالضرورة على كيفية بناء قدرات القوات المسلحة الأمريكية وإمكانياتها بمختلف عناصرها وتخصصاتها، وأيضا على تحديد الأهداف والمهام الإستراتيجية لها، والتي بتنفيذها يتم إحداث تغييرات جذرية في الموقف السياسي العسكري، وتؤثر على تطور الصراع كله، وتقود في النهاية إلى فرض الإرادة على الخصم.

تاسعاً: عناصر الإستراتيجية الشاملة للولايات المتحدة الأمريكية

تتضمن الإستراتيجية الشاملة للولايات المتحدة العديد من العناصر التي تبنى عليها الإستراتيجية العسكرية الأمريكية للقرن الحادي والعشرين. وتشمل هذه العناصر:

1. الاستخدام الأمثل للقوة العسكرية، من حيث المهمة، والحجم، ونوعية القوات.

2. التحديد الواضح للمصالح الحيوية في كافة المجالات.

3. وضع معايير محددة لطبيعة التدخل الأمريكي وأبعاده باستخدام قوى الدولة كافة.

4. توفير أقصى حماية أمنية لمنطقة أوروبا.

5. الحفاظ على أمن إسرائيل وتفوقها العسكري في منطقة الشرق الأوسط.

6. استمرار الدور الأمريكي لضبط التوازن في منطقة الباسفيك.

7. تنمية الاستثمارات في المجال الدفاعي والعسكري.

8. الحفاظ على الدور القيادي العالمي للولايات المتحدة.

9. مواجهة انتشار التسلح النووي والصاروخي وأسلحة الدمار الشامل.

عاشراً: الدور الجديد للقوة العسكرية الأمريكية

في ظل عدم وضوح التهديدات الأمنية للولايات المتحدة بعد انخفاض حدة التهديدات والصراعات التي كانت تواجه بوضوح المصالح المهمة والإستراتيجية للولايات المتحدة خلال حقبة الحرب الباردة، حدد الهدف الإستراتيجي في المستقبل بضرورة خلق بيئة إستراتيجية أمنية للولايات المتحدة، تسمح لها بتحقيق مصالحها المختلفة، بأقصى قدر من المكاسب، وأقل خسائر ممكنة، وذلك من خلال السيطرة على البيئة الأمنية الكونية، بجيش وقوات مسلحة جديدة أطلق عليها "جيش القرن الحادي والعشرين".

وذلك بهدف تحقيق الآتي:

1. ضمان الحفاظ على قدرات الردع، وهزيمة العدو، والدفاع الوقائي.

2. إنشاء وحدات السلام، وتنفيذ عمليات الإغاثة الإنسانية، من دون أو بأقل خسائر مادية وبشرية.

3. الاستمرار في تنفيذ عمليات الطوارئ المختلفة حول العالم.

4. بناء قوات مسلحة أصغر، وأكفأ، وقادرة على الفتح، والانتقال السريع، والعمل مستقلة على امتداد مسرح العمليات الكوني، وتعمل من دون دعم إداري لمدة 120 يوما.

5. إعداد قادة وضباط المستقبل لمدى الثلاثين عاما القادمة، وبحث الحقائق الجيوبولتيكية المحتملة، والسلوك الإنساني، وتطوير الفن العسكري، واستيعاب التكنولوجيا الحديثة وأعمال القيادة والسيطرة.

6. الاستفادة إلى أقصى حد من الثورة في الشؤون العسكرية لتوفير الرؤية المشتركة لأفرع القوات المسلحة الأمريكية كافة، والتي تشمل إنتاج الأسلحة غير القاتلة، وتكنولوجيا التصغير، وثورة المعلومات، وأنظمة التسليح الذكية، واستخدام المركبات الآلية التي تعمل من دون بشر، وزيادة فعالية وتأثير البعد النفسي والسيكولوجي على العدو، بصورة حاسمة، تكون ذات تأثير أقوى من التدمير القاتل، وتقليل الاعتماد على البشر، ويكون ذلك بحلول عام 2010م.

7. تحقيق التوازن بين ضرورة حماية المصالح الحيوية الأمريكية وتأمينها وبين قدرة الدفاع عنها، باستخدام القوى الشاملة للدولة.

8. تحقيق التوازن في بناء القوات المسلحة، ودرجة استعدادها، مع تقليل التكلفة.

9. تحقيق التوازن بين القوات العاملة وبين قوات الاحتياط.

10. توفير أقصى قدر من الإمكانيات التي تضمن هيمنة القوات الأمريكية على كل مسارح الحرب.

حادي عشر: قدرات جديدة للقوات المسلحة الأمريكية من خلال الجيش الذكي الصغير

من خلال الجيش الذكي الصغير تحاول القوات المسلحة الأمريكية الحصول على قدرات جديدة في مجالات: التوجيه، والتحكم، والاتصالات، وأنظمة المعلومات، والاستخبارات، والاستطلاع.

وذلك من خلال الآتي:

1. توفير أجهزة ومعدات رئيسية للمراقبة، مثل الأقمار الصناعية والطائرات الموجهة من دون طيار.

2. تحديث خطط برامج القتال الأولية وجهود التطوير الرئيسية.

3. إعادة هيكلة فرق القتال الثقيلة.

4. تحديث القوات البرية والجوية والبحرية.

5. توفير الدعم لإدخال تحسينات على الذخيرة الموجهة لجميع أفرع القوات المسلحة.

6. تدعيم الخطط الدفاعية ضد التهديدات الكيماوية والبيولوجية، في شكل ملابس الوقاية من أسلحة التدمير الشامل،
pic01.JPG


وأقنعة، ونظم كشف وإزالة التلوث، بالإضافة إلى تعزيز قدرات تدمير الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية المعادية.

ثاني عشر: الرؤية الأمريكية في عام 20
20

بالتأمل فيما سيكون عليه العالم في عام 2020 فإن قيادة الأركان المشتركة الأمريكية تتصور وجود وحدات صغيرة، تعمل على مسافات متباعدة، وتؤدى مهام سريعة مع بعض الدول الأخرى والمنظمات غير العسكرية.

ثالث عشر: الجيش الذكي الصغير يحقق متطلبات المستقبل الأمريكية

بتبني نظرية الجيش الذكي الصغير تهدف القوات المسلحة الأمريكية إلى تحقيق الآتي:

1. السيادة الكاملة: حيث ستحتاج القوات الأمريكية إلى تنفيذ عمليات فورية، ومشتركة، ومتزامنة، في مختلف أنحاء العالم. وللحفاظ على التفوق فإن القوات ستكون بحاجة إلى المرونة، التي تجعلها أكثر تميزا عن أعدائها. والسيادة الكاملة تعنى السيادة في الأرض، والبحر، والجو، والفضاء، والمعلومات.

2. العمليات المشتركة مع الجهات الأخرى: ففي عام 2020م سيكون على وزارة الدفاع تنسيق الجهود مع وزارة الخارجية والمجموعات الدولية، لتأكيد الاستقرار الإقليمي. وقوات المستقبل عليها أن تكون سباقة في تحسين الاتصالات، والتخطيط، والتنسيق مع الشركاء المحتملين.

3. التركيز اللوجستي: ستعيد القوات المسلحة الأمريكية هيكلة أنظمتها الخاصة بالإمداد، وستخلق شبكات معلومات عبر الإنترنت يمكنها العمل عبر الحدود.

4. حرب المعلومات: من الممكن أن تتطور حرب المعلومات، لتصبح مجالا منفصلا، يتطلب من الأسلحة المختلفة الحفاظ على تنظيمات جيدة التصميم وخبراء مدربين.

رابع عشر: الجيش الذكي الصغير في الفكر العسكري الفرنسي

أعلنت فرنسا في مارس 1996م أنها ستتخلى عن التجنيد الإلزامي، وتطور قوات مسلحة متطوعة على غرار النموذج البريطاني وتحسب فرنسا أنها عندما تستكمل إصلاحاتها، ستكون قادرة على تدبير حملة عسكرية، خارج الوطن، بقوة تتراوح بين 50 ـ 60 ألف جندي في أوقات الأزمة.

وتمشيا مع فكرة الجيش الذكي الصغير، تخطط فرنسا لتخفيض جيشها من 250 ألف جندي إلى حوالي 100 ألف جندي، وسحب الوحدات العسكرية المتمركزة خارج المراكز المدنية الفرنسية الكبرى، وكذلك الفرقة المدرعة، الموجودة في ألمانيا.

وقد أعلنت فرنسا أنها سوف تخفض قواتها الاحتياطية من 4.5 مليون جندي إلى 500 ألف جندي، لكي تقوم بتشكيل ثلاثة أقسام رئيسية من قوات الاحتياط. وعلى الرغم من أن عدد وحدات الاحتياط، التي تبلغ 2000 وحدة، سيجرى تقليصها إلى حد كبير، إلا أن تدريبها وتسليحها وتجهيزها لحالة الطوارئ، سيتحسن كثيرا عما كانت عليه القوات الحالية، التي تعتبر مكلفة وغير فعالة.

خامس عشر: الآثار السلبية في فرنسا نتيجة تبنى فكرة الجيش الذكي الصغير

سوف تتأثر الحالة الاقتصادية في فرنسا نتيجة خفض أعداد القوات، حيث إن ما يصل عدده إلى 150 من "مدن الثكنات" سيجري التخلي عنها، وسيكون من نتائجه فقدان الدخل للتجار المحليين، وسيكون هنالك أيضا تخفيض كبير في صناعة الأسلحة الفرنسية المملوكة من الدولة، وسيتم خصخصة أقسام منها، وهذا ما سيؤدى إلى فقدان 50 ألف وظيفة في أحواض بناء السفن.

1. أثر القرار الفرنسي على ألمانيا


أزعج القرار الفرنسي الحكومة الألمانية، التي تنوى أن تحتفظ بنظام التجنيد الإلزامي، والتي اشتكت أنه كان ينبغي أولا التشاور معها في هذه المسألة، بموجب معاهدة الإليزيه في عام 1963، وهى المعاهدة التي نظمت الاتصال العسكري الفرنسي- الألماني.

وارتاب الألمان في أن الفرنسيين كانوا يستعدون للقيام بواجبات التدخل العالمية الأكثر جاذبية، بينما ينظر إلى الجنود الألمان، الذين يخدمون بالتجنيد الإلزامي مدة عشرة شهور فقط، على أنهم جنود من الدرجة الثانية، يبقون مستقرين في مشاريع الدفاع الأوروبية فقط. والجيش الألماني الذي يبلغ تعداده حوالي 443 ألف جندي لم يستعد عافيته إلا تواً.

2. فرنسا تتخلص من الأسلحة القديمة

حيث يعتمد تسليح الجيش الذكي على أحدث نظم الأسلحة، فقد دخلت فرنسا، لأول مرة، في سوق الأسلحة المستعملة، لبيع ما يوجد في مخازن الجيش الفرنسي من غواصات وطائرات "ميراج"، ودبابات AMX-30، لتنضم بذلك إلى كل من روسيا وأمريكا في هذا المضمار. ويأتي ذلك نتيجة لبرنامج إعادة تنظيم القوات الفرنسية، حيث سيفرض هذا البرنامج تخفيضا كاملا لعدد القوات الفرنسية، وتغييرا في نوعية معداتها، وتبديل الأسلحة القديمة بأسلحة أكثر تقدما.

سادس عشر: الجيش الذكي الصغير في الفكر العسكري الأسباني

تقوم أسبانيا، بالتخلي عن التجنيد الإلزامي لصالح قوات مسلحة متطوعة، ورفعت الحكومة الأسبانية الموازنة الدفاعية بدءا من العام 1999م بهدف تحويل القوات المسلحة إلى جيش محترف.

وقد حولت الحكومة الأسبانية فائض الأموال من وزارة الصناعة لدعم عمليات تطوير الصناعات العسكرية المحلية، وذلك لإعدادها للمشاركة في أهم ثلاثة مشاريع لشراء نظم تسليح جديدة، وهذه المشاريع هي: بناء أربع فرقاطات جديدة من فئة "ايجيس" Aegis F - 100، وشراء 235 دبابة قتال رئيسية طراز "ليوبارد ـ 2" Leopard - 2، و 87 طائرة مقاتلة طراز "يوروفايتر 2000" Eurofighter-2000.

سابع عشر: الجيش الذكي الصغير ودوافعه الاقتصادية في الفكر العسكري الروسي

إن الإصلاحات الجارية في القوات المسلحة الروسية أملتها تحديات وضروريات العصر، وفي الوقت الذي تمارس فيه روسيا عمليات الإصلاح، فإنها تسعى إلى تقليص عدد أفراد القوات المسلحة، وتأخذ الخطة في الاعتبار الأوضاع الاقتصادية والسياسية والديموجرافية السكانية والمالية، ودراسة احتمالات الخطر القائمة في عالم اليوم، وذلك نابع من الاهتمام الأساسي بأمن روسيا الإستراتيجي.

إن إعادة بناء القوات المسلحة الروسية يقوم على التكنولوجيا المتقدمة، والأسس العلمية والإدارية، بما يستجيب إلى متطلبات القرن الحادي والعشرين، وتحديث أنظمة الإدارة، وجعلها قادرة على استيعاب الصراع العسكري وإدارته وقيادته بصورة علمية، قائمة على أحدث الحسابات. وترى روسيا أنه من المهم تحديث المنظومة النووية الإستراتيجية، وتحويلها إلى أسلحة فضائية نووية إستراتيجية، وسوف يتحقق ذلك في غضون السنوات من 2002م إلى 2005م.

1. الخطة المتوقعة لتخفيض حجم القوات المسلحة الروسية

اقترح مجلس الأمن القومي الروسي تخفيض القوة البشرية للآلة الحربية الروسية بحوالي 600 ألف فرد. وأكثر القطاعات تأثرا بهذه التخفيضات هي وحدات القيادة ووحدات الدعم اللوجيستي، في حين أن الوحدات القتالية لن تتأثر بشكل كبير بهذه التخفيضات.

وتتكون القوات المسلحة الروسية من أكثر من ثلاثة ملايين فرد، منهم حوالي 960000 مدني، يخدمون في 12 هيئة حكومية، مسموح لها بامتلاك قوات مسلحة. والقوات التابعة لوزارة الدفاع، والبالغ عددها 1.2 مليون فرد، سوف تكون الأكثر تأثرا بهذه التخفيضات.

خطة تخفيض القوات الصاروخية الإستراتيجية، والتي لا زالت تمثل قلب القوة النووية الروسية، تتضمن تسريح 10 فرق من فرق الصواريخ الباليستية عابرة القارات. كما سوف تقوم القوات الصاروخية الإستراتيجية بتسليم قيادة قوات الحرب الفضائية إلى القوات الجوية الروسية.

2. الاستفادة المالية من عمليات التخفيض

وسوف توفر هذه التخفيضات في أعداد القوات بلايين الروبلات على وزارة الدفاع، والتي تستهلك حاليا ما يقرب من 70% من ميزانيتها في الإنفاق على هذه القوات، ويبقى جزء صغير فقط من الميزانية لشراء معدات جديدة ولتدريب القوات.

وستوجه الأموال، التي سيتم توفيرها، نحو تحسين القدرة على نقل القوات، وبناء منظومة قيادة وسيطرة تكتيكية على درجة عالية من الكفاءة، وتحديث نظم التسليح الحالية، بحيث تصبح هذه النظم قادرة على القتال الليلي، في جميع الظروف الجوية. أما في مجال التدريب، فسيتم تشكيل قوات متخصصة في عمليات التدريب، بدلا من قيام المجندين بتدريب بعضهم بعضاً.

3. خفض طاقة التصنيع العسكري الروسي

قررت الحكومة الروسية خفض طاقة التصنيع العسكري لديها إلى النصف تقريبا، وذلك في إطار برنامج طويل المدى لإصلاح صناعة السلاح المتضخمة، الموروثة عن الاتحاد السوفيتي السابق. ونصف الشركات المصنعة للأسلحة ستظل موجودة بحلول عام 2006م. وهناك 1700 شركة دفاعية تعمل حاليا، وأكثر قليلا من نصف هذه الشركات فقط ستبقى، ويتضمن البرنامج تخفيضات كبيرة في عدد العسكريين والعتاد العسكري لصالح قوات أصغر حجما، مجهزة بأسلحة متقدمة تكنولوجيا.

ثامن عشر: الجيش الذكي الصغير في الفكر العسكري الإسرائيلي

مرت إسرائيل، وما زالت تمر، بظروف ميزت إستراتيجيتها العسكرية عن غيرها من الدول، وذلك نتيجة لظروفها التاريخية والجيوستراتيجية. وتأتى فكرة الجيش الذكي الصغير في إسرائيل وليدة تطورات مر بها المذهب العسكري الإسرائيلي، منذ عام 1948م، وحتى اليوم.

وكانت بنية الجيش تتغير من حيث الحجم، وتتسلح وتتدرب وفق المتغيرات، التي تطرأ على المذهب العسكري، وما يتعرض له الجيش من انتصارات وهزائم.

وقد اتجهت إسرائيل إلى دراسة تصغير حجم الجيش، في مقابل تحسين نوعيته وتطوير أسلحته، كما وكيفا، والاعتماد على السلاح النووي غير المعلن، وعلى تكنولوجيا حرب الفضاء، وذلك بعد أن تم إنجاز بعض الخطوات على بعض مسارات التسوية السلمية مع بعض الدول العربية.

1. أسباب تبنى إسرائيل لفكرة الجيش الذكي الصغير

نبعت فكرة الجيش الذكي الصغير في إسرائيل نتيجة العوامل الآتية:

أ. حساسية المجتمع الإسرائيلي تجاه قتلى الحروب، حيث تشكل الخسائر البشرية في الحرب حساسية خاصة لدى الإسرائيليين، بسبب الوضع الديمغرافي في إسرائيل، لهذا فإنها تسعى دائما في حروبها إلى إجرائها وإنهائها في أقصر مدة ممكنة، عبر استخدام جيشها مبادئ المبادرة والمفاجأة والاقتراب غير المباشر والحرب الخاطفة وتوجيه الضربة الأولى والضربة الوقائية والحرب الإجهاضية، وإبعاد القتال عن العمران الإسرائيلي والسكان الإسرائيليين.

ب. التطور المتسارع في أنظمة الأسلحة، بمختلف أنواعها، بحيث أصبحت هذه الأنظمة "ذكية" وغزيرة النيران، وطويلة المدى.

ج. قدرة إسرائيل العلمية والتكنولوجية والصناعية، المستمدة من العون الأمريكي على تصنيع أسلحة متطورة.

د. أدركت إسرائيل أهمية الأسلحة "الذكية" ذات المدى الطويل، وضرورة تعزيز القدرة الهجومية الجوية في الليل، وتعظيم دور الطائرات العمودية المقاتلة، والحاجة إلى قوة جوية كبيرة ومتطورة، وقادرة على العمل لمسافات طويلة.

2. التغيرات في التوجهات العسكرية الإسرائيلية

حدث في الفترة الأخيرة تغير جذري في توجهات العسكرية الإسرائيلية، بما يراه بعضهم أنه ثورة في شؤون الأمن الإسرائيلي، وملامح هذه الثورة كما يلي:

أ. الاستعداد للدفاع بجيش عامل صغير، لديه قدرات إنذار مبكرة، وتعبئة ونظام نقل فعال للاحتياطي.

ب. دعم قوة الردع التقليدية، وغير التقليدية، من خلال تطوير قوة الصواريخ الباليستية، وتسليح الغواصات بصواريخ تطلق على أهداف برية.

ج. العمل على تعميق وتوسيع نطاق التحالف الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية.

د. تكثيف الدور الإسرائيلي في الفضاء الخارجي بالأقمار الصناعية.

هـ. تكوين منظومة قادرة على تدمير قواعد الصواريخ بعيدة المدى قبل أن تنطلق، ومنظومة أخرى لتدمير الصواريخ في الجو قبل أن تصل إلى أهدافها في إسرائيل.

و. تكثيف دور القوات الجوية الإسرائيلية لتكون قادرة على القيام بإنجازات مؤثرة، وتفعيل دورها في أي حرب مقبلة.

ز. تطوير نظام الإنذار الإستراتيجي.

ح. تدريب الجيش على خوض غمار حرب ذرية كيميائية بيولوجية، حيث زودت المدرعات بأجهزة استشعار من بعد، ووسائل إنذار مبكر، ضد التلوث الذرى والكيميائي والبيولوجي. وأنشئت وحدات الحرب الكيميائية، وتوزع الضباط المختصون بهذه الحرب على مختلف الوحدات العاملة. وأنشئت المصانع لتصنيع مختلف أنواع أجهزة الوقاية ومستشعرات المواد الكيميائية والبيولوجية.



يتبع.........
 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

أسس بناء الجيش الذكي الصغير

هناك أسس عديدة يعتمد عليها بناء الجيش الذكي الصغير. وتستخلص هذه الأسس من البحث في مقومات هذا الجيش، وتحديد عناصره ومفاهيمه، وتحديد الخصوم والأولويات، ومن القدرة على توفير هذه العناصر والمقومات.

وإذا ما تم بناء الجيش الذكي الصغير، فسيكون بمقدور القيادة العسكرية أن تستغني عن نشر أعداد ضخمة من الأسلحة على خط المواجهة مع الخصم. فالأسلحة الدقيقة "الذكية"، والجنود المتفوقين تدريبا، والنيران الغزيرة والكثيفة والدقيقة، المنطلقة من العمق، إلى أعماق الأراضي المعادية، والقوة البحرية المتفوقة، والذراع الجوية الضاربة الطويلة، وسلاح الصواريخ برؤوسها التقليدية، وغير التقليدية، وأسلحة الفضاء، كله يؤكد فكرة الجيش الذكي الصغير.

أولاً: أهمية القيمة النوعية للقوات والقادة

تؤكد فكرة الجيش الذكي الصغير على أهمية القيمة النوعية للقوات والقادة، التي تعتبر أحد أسس بناء هذا الجيش. فالنصر لا يتحقق إلا بمقاتلين أشداء، والأسلحة "الذكية" تتطلب أناسا أذكياء، يؤازرهم مذهب قتالي يضاعف قدراتهم.

والأسلحة المتطورة لا تشكل إلا جزءا من مقومات نجاح الجيش الذكي الصغير في ميدان القتال المستقبلي، ويتوقف الباقي على مدى التطوير الذي سيتم إدخاله في مجالات إعادة تنظيم القوات المسلحة، وتطوير أساليب القيادة والسيطرة، والتدريب، والإنذار المبكر، وطرق وأساليب القتال، بالإضافة أيضا إلى تطوير أساليب انتقاء القادة والضباط ومناهج تدريبهم وتأهيلهم.

ثانياً: دراسة اتساع مسرح العمليات جغرافياً

الجيش الذكي الصغير عليه الاستعداد للعمل في مسرح العمليات العسكرية الذي سيتسع جغرافيا، بينما يقل عدد القوات والآلات المستخدمة فيه. وهذا يمثل أحد أسس بناء هذا الجيش. فعلى مدى التاريخ، يلاحظ أن حجم القوات المستخدمة في منطقة المعارك تقل مع الوقت. وعلى سبيل المثال، في عام 1815م، كانت الفرقة العسكرية، التي تضم ما بين 15 وعشرين ألف شخص، تحتل مساحة تبلغ 25 ميلا مربعا.

ومع حلول عام 2015م قد تحتاج نفس الفرقة مساحة لا تقل عن مائة ميل مربع. حيث تتحرك القوات بسرعة على أرض المعركة، في وحدات صغيرة، ولن يكون هناك ما يعرف بـ"خط مواجهة"، كما كان في الماضي.

ثالثاً: الاهتمام بتوفير المعلومات

أحد أسس بناء الجيش الذكي الصغير الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات.فتكنولوجيا المعلومات تزود المقاتل بقدرات هائلة، تساعد في خلق عوامل النجاح في كل جوانب التنظيم. وهذا الأسلوب يمكن المقاتل من المشاركة في المعلومات ومعالجتها، بما يتيح له إدارة فعالة، لاستخدامها في تذليل العقبات.

رابعاً: الاستفادة من التقدم التكنولوجي في مجال التصنيع الحربي


يمثل تقدم التصنيع الحربي أحد أسس بناء الجيش الذكي الصغير. فالصناعات الحربية هي صناعات دائمة التطور، تستخدم كل ما هو جديد في العلم والتكنولوجيا، وتضعه في القالب الذي يناسب المتطلبات الفنية والتكتيكية والبيئية لأفرع القوات المسلحة المختلفة، بل إن هذه المتطلبات قد تدفع المفكرين والمهندسين والعلماء لابتكار نظريات جديدة وتكنولوجيا حديثة.

فمثلا، الحاجة إلى سعة تخزين عالية في الحاسبات المستخدمة في المعدات العسكرية، أدت إلى تصغير الدوائر المتكاملة، والعدد الكبير من الأجزاء التي تتكون منها المعدات الحربية، مثل الطائرة، أو الصاروخ، دفع بالمصانع إلى استخدام الحاسبات في التصميم وفي التصنيع.ولزيادة سرعة الطائرات لزم البحث عن مواد جديدة لجسم الطائرة، تتحمل الحرارة العالية وهكذا.

وفي كل مجال من مجالات الصناعات العسكرية يكون للتكنولوجيا الحديثة أثرها المهم على تطوير هذه الصناعة. ففي الأسلحة البرية، مثل الصواريخ المضادة للدبابات، هناك مواجهة بين درع الدبابات والأسلحة المضادة. ودخول صناعة السيراميك في إنتاج الدروع، مثلا، منح الدبابة وقاية ضد هذه القذائف الخارقة للدرع، مما دفع بالشركات المصنعة للصواريخ للجوء إلى أساليب جديدة لزيادة قدرات الصواريخ.

أما في الأسلحة البحرية فالغواصات تعتبر الهدف الذي يجب تدميره سواءً بالطوربيدات أو بالقذائف، ويلزم لذلك معرفة مكان الغواصة وهذا كان له أثر كبير على التطور الذي حدث في أجهزة الاستشعار، سواء الصوتية، أو الحرارية، نظرا لأن الموجات الكهرومغناطيسية، تمتصها المياه ولا تسمح بمرورها. وقد كان لاستخدام سبائك التيتانيوم الأثر الكبير في صناعة بدن الغواصات التي يمكنها الغوص لمسافات أعمق والتحرك بسرعات أعلى، نظرا لخفة هذه السبائك وصلابتها.

أما الطائرات فقد زادت سرعتها، وذلك باستخدام محركات جديدة، ومواد جديدة، لتصنيع جسم الطائرة، وكذا زودت الطائرات بأجهزة ملاحية ومعدات إلكترونية، سواء للاتصالات أو لكشف وتتبع الأهداف.

خامساً: الاستفادة من تكنولوجيا الحرب الإلكترونية

تعتبر الحرب الإلكترونية أحد الأسلحة التي تعتمد عليها الجيوش، التي تتبنى فكرة الجيش الذكي الصغير. فكل المعدات الحربية، سواء الجوية، أو البحرية، أو البرية، ووسائل الدفاع الجوى، تحتاج إلى وسائل حرب إلكترونية. وهذا هو سبب التوسع في استخدام أكبر نطاق للترددات في أجهزة الرادار، سواء المحمولة جوا أو الأرضية، وعلى القطع البحرية.

سادساً: الاستفادة من تكنولوجيا الإخفاء

الجيش الذكي الصغير يعتمد في بنائه على التكنولوجيا الحديثة في مجال الإخفاء. إن أهمية إخفاء الأسلحة في بيئة مشبعة بمستشعرات المراقبة المختلفة لها تأثير حاسم بالنسبة إلى نجاح أي مهمة قتالية. والهدف النهائي للإخفاء يكمن في استنباط تكنولوجيا تجعل المهاجم، أو المدافع، على حد سواء، غير مرئي ضمن النطاقين الكهرومغناطيسي والكهروضوئي على السواء.

وهذا يعنى أن تصبح الوسائط المهاجمة غير مرئية على شاشات الرادار، وضمن مجال رؤية الأجهزة الكهروبصرية. ولكن يصعب بلوغ مثل هذا الهدف تماما، على الرغم من أنه يمكن تخفيف نسبة الأشعة الرادارية، المنعكسة من على سطح ما، إلى درجة كبيرة، تجعل من الصعب كشفه بواسطة المستشعرات المختلفة.

ويوضح نسبة المدى الجديد لجهاز الرادار، بعد تقليل مساحة المقطع الراداري للهدف، إلى المدى الحقيقي للجهاز، كلما قلت مساحة المقطع الراداري. ويتضح من هذا الجدول أنه عندما تقل مساحة المقطع الراداري بنسبة 93.7% فإنه ينتج عن ذلك أن يقل أقصى مدى للرادار إلى النصف.

وعملية التقاط الهدف وتمييزه، لا تعتمد على مساحة المقطع الراداري فقط، بل تعتمد على استخراج إشارة الهدف وتمييزها من الإشارات المرتدة من الأهداف الثابتة، والسحب وسطح البحر، والجبال، ومصادر الإعاقة، والتداخلات من أجهزة الرادار الأخرى.

ولقد أدى مفهوم تكنولوجيا التخفي إلى ظهور عدة برامج في الدول الصناعية أبان العقدين الأخيرين. ولأن أي تقدم، أو مجرد وجود مثل هذه البرامج يعتبر سرا قوميا، فإن القليل معروف عنها.

والتخفي لا يمكن أن يكون كاملا، ولكن ما يتم منه يؤخر لحظة اكتشاف الهدف. وعلى المقاتل الذكي أن يستفيد من هذا التأخير الثمين، حيث إن امتداد تكنولوجيا التخفي، لتشمل الصواريخ ومنصات الصواريخ الأرضية، والسفن، والدبابات والمدافع، يصيب المستشعرات بدوار بالغ، بل ويقلل من كفاءتها.

والتخفي يعطى الأهداف المهاجمة ميزة خطيرة، إذ لا يمكن كشفها على المسافات التقليدية، وبذلك يجسد الخفاء مبدأ "شراء الوقت" حيث يوفر لهذه الأهداف مسيرة طويلة في خفاء، تفقد خلالها الأسلحة المضادة زمنا بالغ الأهمية، وتفقد المستشعرات خلال تلك المسافة قوة "الإبصار" الإلكترونية، وتصاب بقصر النظر، وبالتالي، يقل زمن الإنذار المتيسر لاتخاذ الإجراءات المضادة اللازمة.

سابعاً: ضرورة امتلاك ذخائر متطورة

تعتمد أسلحة الجيش الذكي الصغير على ذخائر متطورة، فيما يمثل أحد أسس بناء هذا الجيش. ولذلك فإن أعمال التطوير مستمرة فيما يتعلق بزيادة التأثير التدميري لشحنة المتفجرات التي يحملها رأس المقذوف.

وتتميز الأجيال الجديدة من الرؤوس الحربية، التي يتم تطويرها، بفعاليتها ضد كل من الأهداف المعرضة والمحمية على السواء. وفي هذه الحال يتولى حاسب التوجيه تنبيه جهاز التفجير بنوع الهدف الذي سيصطدم به، سواء كان دبابة، أو جدار خرسانة. وهناك أنواع كثيرة من الذخائر يبرز تطورها في مستوى ذكائها، من حيث مستشعرات التوجيه التي تؤدى إلى دقة عالية في الإصابة.

1. تعريف الذخائر الذكية

يمكن تعريف "الذخائر الذكية" Smart Projectiles، والتي يطلق عليها "دقيقة التوجيه"، بأنها الأسلحة التقليدية، غير النووية، التي يمكن توجيهها بدقة نحو أهدافها بعد إطلاقها. وسوف تؤدى هذه الذخائر إلى التغيير في الخطط العسكرية، وتسيطر على ساحة المعركة مستقبلا.

ويرى بعض الخبراء أن التكنولوجيا الراهنة تتيح إمكانية مهاجمة أهداف ثابتة من أي مدى، وبدقة عالية. وفي نفس الوقت فهذه الذخائر مقاومة للأعمال الإلكترونية المضادة، بسبب وجود تكنولوجيا الحماية الذاتية، التي تعمل عقب انطلاقها.

2. استخدام الذخائر الذكية

تعتبر الذخائر من صلب أنظمة التسليح الحديثة، حيث هي عنصر أساسي مكمل لها، ومجالها مفتوح دائما للتعديل والتحديث، الذي يغطى العديد من الاتجاهات، مثل، نوعية الذخائر، ونظم التوجيه ودقة الإصابة، ومداها، وآلية التحكم المرتبطة بها، وقدرتها الفائقة على المناورة قبل الانقضاض بأشكال مختلفة على هدف واحد، أو أكثر، في الوقت نفسه.

وسواء كانت الذخائر "الذكية" بعيدة، أو متوسطة، أو قصيرة المدى، وسواء كانت مضادة للطائرات، أو للسفن، أو للأهداف البرية، فهي تشكل أداة، لا يمكن لأي قوات مسلحة تعتنق فكرة "الجيش الذكي الصغير" أن تستغني عنها. فهي قد أخذت تحتل مكانة رائدة في تجهيز الجيوش الحديثة، التي تضطر، في العديد من الأحيان، إلى الاستغناء عن استعمال الذخائر التقليدية، مما يقلل من الأعباء اللوجيستية.

3. استخدام الذخائر ذات الرؤوس الحاملة

خضع تطوير الذخائر التقليدية لسياق منظم، يدمج في الوقت نفسه قدرات التفجير، ودقة التصويب، والمدى العملياتي. وقد تفرعت عن هذه الآلية المتماسكة، تقنية أخرى قوامها التخلي تدريجيا عن الشحنة الواحدة المغلفة بإطار فولاذي، والاستعانة عنها بقنابل حاملة لقذائف ثانوية، أو قنيبلات مغلفة بإطار من الوزن الخفيف.

ولإعطاء هذه التقنية طاقاتها التدميرية، بشكل كامل، تم تجهيزها بصواهر Fuses زمنية لتوقيت عملية التفجير. وأضحت الرؤوس الحربية الصغيرة تنصب على الهدف بفعالية ودقة غير معهودة من قبل.

4. تقنيات الذخائر "الذكية" وأسلوب عملها

تطوير الذخائر "الذكية" يعتمد أساسا على العديد من التقنيات الحديثة مثل: الدوائر الإلكترونية المتكاملة فائقة السرعة، وبرامج الحاسبات المتطورة، وأشعة الليزر، والنظم والتطبيقات الفضائية، والمواد الفائقة التوصيل Superconductors والمواد المركبة، والألياف البصرية، ونظم الملاحة الدقيقة، والوقود عالي الطاقة.

وتعتمد الذخائر "الذكية" على أجهزة كمبيوتر فائقة الأداء، ونظم ذاكرة صغيرة الحجم، لحفظ معطيات مبرمجة، ودوائر إلكترونية مدمجة، تستخدم شرائح Chips صغيرة من أرسنيد الجاليوم GaAs، بدلا من الشرائح التي كانت تصنع من السيليكون، لتحقيق معالجة أسرع للبيانات، حيث يلزم أن يؤدى الكمبيوتر العمليات الحسابية، ويوفر معطيات التوجيه، بصورة شبه لحظية، أي في الزمن الحقيقي.

ويتم تطوير البرامج Software الخاصة بالذخائر "الذكية" باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence: AI، ويتم اختبار أدائها في الظروف كافة ، مع تحديد فترة عملها دون إخفاق.

وقد يستدعى الأمر تغيير البرمجة في الميدان، نتيجة لظروف مسرح العمليات، ولذلك يلزم أن تكون برامج التوجيه قابلة للتغيير، لأن المقذوف يعمل تلقائيا بعد الإطلاق، ويكون عليه "اتخاذ بعض القرارات الذكية". ويؤكد ذلك صعوبة ودقة تطوير مثل هذه البرامج، فهي قد تعد حاسمة في نجاح أو فشل المقذوف. وهناك محاولات لتطوير برامج لتمكن الذخائر من العثور على أهدافها، وكذلك لتتوجه نحو أهداف أخرى، إذا "تأكدت" من أن الأهداف الأصلية قليلة الجدوى، مثل دبابة محترقة.

5. مستشعرات الذخائر "الذكية"

ترجع فعالية الذخائر "الذكية" أساسا إلى تطور تقنية المستشعرات، التي تحملها هذه الذخائر، حيث ينبغي أن تكون هذه المستشعرات مضغوطة، وصغيرة الحجم، لتتلاءم مع مقدمة المقذوف المخروطية الشكل.

وتستخدم المستشعرات الحرارية لتوجيه الذخائر بالأشعة تحت الحمراء. وبينما كانت المستشعرات الباحثة عن الإشعاعات الحرارية عند ظهورها تحتاج إلى مصدر حراري قوى، مثل اللهب المنطلق من الطائرة للإطباق عليها، أصبح الجيل الأحدث من هذه المستشعرات يكتفي بمصادر حرارية لا يزيد الفرق بين درجة حرارتها ودرجة حرارة البيئة المحيطة بها عن بضع درجات.

ويضيف استخدام حيزين مختلفين للتوجيه بالأشعة تحت الحمراء "ذكاء" أكثر للمقذوفات الموجهة، حيث يتم التغلب على أعمال الخداع الحراري المعروفة، وتتجه الذخائر فقط نحو الهدف الحقيقي، طبقا للبصمة الحرارية، الموجودة في ذاكرة الحاسبات.

6. تكامل المستشعرات في الذخائر الذكية

قد لا تعمل بعض المستشعرات في ظروف جوية معينة، أو قد يتأثر البعض الآخر بالإجراءات الإلكترونية المعادية. وقد أدى ذلك إلى تكامل المستشعرات. فمثلا، إذا كان مدى كشف الرادار العامل بالموجات الميليمترية غير كاف، فإن نظام التتبع المساند، العامل بالإشعاعات الحرارية، يزيد من مدى السلاح. وإذا لم يستطع نظام الأشعة تحت الحمراء وجهاز تكوين الصورة في الصاروخ تحديد هوية الهدف، يمكن الاستعانة بنظام "لادار" لتوليد صور في ثلاثة أبعاد.

ثامناً: التوسع في استخدام الروبوت في الأعمال العسكرية

أحد أسس بناء الجيش الذكي الصغير، يتمثل في الحفاظ على أرواح الأفراد، بقدر الإمكان. ولهذا يستخدم الروبوت المقاتل الذكي لتنفيذ مهام شديدة الخطورة، كزرع المتفجرات، أو إطلاق القنابل اليدوية، وهناك مشروع الروبوتات المتحركة تكتيكيا، التي تحارب في المناطق المأهولة،
pic02.JPG


ولأن المهم هو تجنيب الجنود الموت أو الإصابة، فإن الربوت سيقوم بالعديد من المهام التي تمثل خطورة على العنصر البشري، ومنها:

1. تفجير الألغام البرية، أو البحرية، أو تعطيلها، أو فتح الثغرات في حقول الألغام.

2. القيام بأعمال الاستطلاع في الخطوط المتقدمة.

3. القيام بأعمال الحراسة، في المواقع المتقدمة، المعرضة للهجوم المعادى المفاجئ.

4. القيام ببعض المهام الانتحارية.

5. القيام ببعض المهام الإدارية، مثل تعبئة الذخيرة وتفريغها.

وتعتمد "منظومة القتال المستقبلية" Future Combat System: FCS، التي يطورها الجيش الأمريكي، على مركبة رئيسية، يقودها شخصان، وعدة مركبات مساعدة، كطائرات الاستطلاع، غير المأهولة، ومركبات الاستطلاع، ومركبات إطلاق النار المباشرة، ومركبات الدفاع الجوى، وراجمات الصواريخ، وجميعها مركبات روبوتية، يقودها إنسان آلي. والمنظومة ستكون مرتبطة بشبكة مركزية، تسمح لها بتلقي المعلومات ونقلها بين الآليات المختلفة، والسيطرة على تلك المركبات الروبوتية.

تاسعاً: السعي لاستخدام الأسلحة غير القاتلة في بعض المهام الخاصة

أحد أسس بناء الجيش الذكي الصغير يتمثل في اختيار نوع الإصابة المطلوب تحقيقها في الهدف. وفي هذا المجال بدأ الأمريكيون التفكير في ما أطلقوا عليه "الحرب النظيفة" باستخدام جيل جديد من الأسلحة، التي تستهدف شل حركة العدو بالكامل، أو بصفة مؤقتة، وأطلقوا عليها اسم "الأسلحة غير القاتلة " Nonlethal Weapons.

ولقد أصدر البنتاجون تعريفا لهذه الأسلحة بأنها: "نظم أسلحة مصممة خصيصا لتستخدم أساسا في شل قدرة الأفراد عن الحركة، أو تعطيل أداء العتاد، مع تقليل الضحايا، من القتلى والمصابين بعاهات مستديمة، والأضرار غير المقصودة، ضد الممتلكات والبيئة في أضيق الحدود".

ويرجع التفكير في تطوير هذا النوع من الأسلحة إلى وجود مدنيين في مواقع القتال، في الوقت الذي يطلب فيه من الجيش أن ينجز المهام المسندة إليه. ولذلك، لابد أن يكون هذا الجيش قادرا على إغلاق منافذ الوصول لمنطقة ما، أو إحكام السيطرة على حشد ما من البشر، أو القبض على هدف ما، أو شل مركبة ما عن الحركة.

من الأسلحة غير القاتلة، على سبيل المثال:


1. ذخائر تحدث إصابات محدودة الأثر، أي أنها تشل حركة الإنسان دون التسبب في قتله.

2. بخاخات تنشر رذاذاً لمواد كيماوية نشطة، للتأثير على حواس الإنسان.

3. مهدئات لتخدير الهدف.

4. أدوات مزودة بشحنة كهربية لصعق الهدف.

5. مواد فائقة اللزوجة لتعطيل أنظمة الجر في المركبات.

6. مصادر بث أصوات مدوية تصم الأذان.

7. أشراك الشباك والرغاوى والحواجز، لشل حركة العدو.

8. تصويب أشعة الليزر بكثافة، في كل الاتجاهات، لإصابة الهدف بالعمى المؤقت.

9. مركبات عضوية، شديدة التركيز، لإحداث شبورة لاصقة لشل الحركة.

عاشراً: السعي لامتلاك أسلحة الردع

يحتاج الجيش الذكي الصغير إلى أسلحة ردع، قادرة على منع الأعداء من التفكير في مواجهته، وبذلك لا يكون في حاجة إلى بناء قوات مسلحة تقليدية ضخمة، وهذا يعتبر أحد أسس بناء هذا الجيش. وأهم أسلحة الردع هذه هي أسلحة الدمار الشامل.

وقد تطورت هذه الأسلحة، وزادت إمكاناتها التدميرية. كما زاد عدد الدول المنتجة لها، وتطورت أساليب استخدامها، والمعدات المستخدمة في إطلاقها، أو قذفها. وتقسم هذه الأسلحة إلى أسلحة كيماوية، تشمل، الغازات الحربية، والمواد الحارقة، وأخرى بيولوجية، بالإضافة إلى الأسلحة النووية.

حادي عشر: اتباع أساليب الإدارة الذكية للموارد البشرية

أحد أسس بناء الجيش الذكي الصغير يتمثل في الإدارة الذكية للموارد البشرية، التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من المتطلبات العسكرية. فالاستثمارات المالية الهائلة، والفترات الزمنية الطويلة، التي تحتاجها عمليات شراء المعدات الحديثة، تفرض أن تحظى فعاليتها العملياتية باهتمام العنصر البشري.

والأهم من ذلك أن قضية الموارد البشرية تعتبر جزءاً رئيسيا في عملية التخطيط الإجمالية في الجيش الذكي الصغير. فالجيش الذي يتمكن من تحقيق التوازن الصحيح بين التكنولوجيا والموارد البشرية، سيكون هو الجيش الفائز في النهاية، لأن توفير الإمكانيات والقدرات القصوى للمعدات العسكرية يؤدى إلى جعلها مضاعفة القوة. وفي حال تعادل مستوى الإمكانيات التكنولوجية، المتوفرة للطرفين المتحاربين، فإن العامل المؤثر هنا يصبح هو العنصر البشري.

وهناك العديد من العيوب في وجود أعداد كبيرة من المجندين، منها التكاليف الباهظة في الملبس، والمأوى، والتدريب، والعلاج، وغيرها من مجالات الإنفاق المادية. والجيوش الضخمة من المجندين لا تملك إلا درجة منخفضة من خفة الحركة، التي هي غالبا مفتاح النجاح في الحرب.

والافتقار إلى الدافع هو عيب آخر في المجندين، وكذلك فإن قصر مدة خدمة المجند الأولية، نسبيا، تحدد كمية التدريب، الذي يمكن له أن يستوعبه، والذي قد لا يمكنه من أن يصبح فردا عسكريا كفئا، في جيش عصري، مجهز بالأسلحة والمعدات المتطورة، ليحارب في ميدان معركة حديثة.

أما القوات المسلحة الصغيرة النظامية المحترفة، فإنها لا تتطلب إلا نسبة صغيرة من القوة البشرية، وبالتالي فإن تكلفتها أقل بكثير من القوات المسلحة المجندة الضخمة، وهى تتطلب أسلحة ومعدات وإيواء وخدمات مساندة أقل. وهناك جزء من الشباب في كل أمة يريدون أن يكونوا جنودا متطوعين، مثلما أن بعضهم يريد أن يشغل أي مهنة في المجتمع. ومدة الخدمة التطوعية تمكنهم من اكتساب مستوى عال في المهارات الفنية المطلوبة.

والبلاد التي تملك مساحات شاسعة من الأرض لتدافع عنها، توازن، غالبا، بين ميزات وعيوب القوات المسلحة المجندة الكبيرة مع القوات الصغيرة، أو تنظر فيما إذا كانت قادرة على أن تتدبر مزيجا من كلا النوعين من القوات، ليناسب أراضيها، ويردع التهديدات الخارجية.

ثاني عشر: إتباع أساليب الاختيار والدافع للعنصر البشري

الاهتمام بالعنصر البشري يعتبر أحد أسس بناء الجيش الذكي الصغير. إن عمليتي الاختيار والدافع عمليتين مرتبطتين ارتباطا وثيقا، ولذا فإنه يتم أخذهما بعين الاعتبار قبل عملية التجنيد، وخلال فترة الخدمة، وبعد النقل إلى الاحتياط، وذلك حتى يمكن الاعتماد على هذا الجيش، عندما تستدعي الظروف ذلك.

وغالبا ما تركز عملية الاختيار على القدرات الأكاديمية والكفاءة، وفي حين أن ذلك قد يجعل العملية ناجحة جدا، إلا أنه غالبا ما يتم التغاضي عن الجوانب المتعلقة بالدافع، عند اتخاذ قرار معين، بخصوص اختيار مهنة ما.

1. النموذج الأمريكي لإيجاد الدافع لدى المتطوعين

عندما أصبحت القوات المسلحة الأمريكية كلها مؤلفة من متطوعين في العام 1973م فقدت الأسلحة العسكرية موردها المضمون من الأفراد. ومن ذلك الوقت فصاعدا بات عليها أن تجتذب المتطوعين من كافة أنحاء الوطن. وكانت أجهزة التجنيد لكل سلاح هي الخطوط الأولى للنهوض بهذه المهمة، التي بدت لبعضهم مهمة مستحيلة.

أ. وضع معايير للجودة

كانت الخطوة الأولى في عملية إعادة البناء في القوات المسلحة الأمريكية هي وضع معايير للجودة. فوضع كل سلاح معايير تعتمد على مستوى تعليم المجند، والدرجات التي يحصل عليها في اختبار للقدرات العامة. فالجيش مثلا حدد أهدافا مؤداها أن تكون نسبة معينة من جنوده في أعلى فئتين في اختبار الاستعداد الطبيعي، وأن نسبة معينة ينبغي أن تكون من خريجي المدارس الثانوية.

وقد تم تحقيق هذه الأهداف، بوجه عام، من جانب الأسلحة الأربعة جميعا. وأوضحت النتائج أنه ينبغي التمسك بهذا الأسلوب، فالعسكريون الأمريكيون يجب أن يقوموا بتشغيل معدات تزداد تعقيدا، وأن يجروا عمليات عسكرية تزداد فيها أهمية المبادرة.

ب. إقناع المتميزين بالتطوع

حصلت أجهزة التجنيد الأمريكية على أهدافها بزيادة المتطوعين من خلال إقناعهم بالانضمام لصفوف القوات المسلحة الأمريكية، وذلك عندما اعتمد الكونجرس القانون الذي يعد المتطوعين بدفع الجانب الأكبر من تكاليف تعليمهم الجامعي، بعد أن يقضوا مدة تطوعهم. وقد اجتذب الإعلان عن ذلك خريجي المدارس الثانوية الذين يرغبون في استكمال دراستهم الجامعية، ولكنهم لا يملكون تكاليف تلك الدراسة. ولم يكن ذلك مؤديا فقط إلى زيادة الحافز للتطوع، بل إنه وجه الحافز مباشرة إلى أولئك الخريجين المتميزين والطموحين، والراغبين في الحصول على دراسة جامعية.

ولقد حصل القائمون على شؤون التطوع على زيادات في ميزانياتهم لاستخدام وسائل الإعلان. وكان على الإعلان أن يفعل ما هو أكثر من تصوير "العم سام" وهو يصيح: "إني احتاج إليكم" على لوحات الإعلان أمام مكاتب البريد في كل أنحاء أمريكا.

واستخدمت أفرع القوات المسلحة الزيادة التي طرأت على ميزانياتها للإعلان في التليفزيون، ولاسيما أثناء الأحداث الرياضية المذاعة. وقد تبين أن هذه إستراتيجية صحيحة، وعلى مدى ما يقرب من عقدين، حققت الأفرع العسكرية، بوجه عام، أهدافها في التطوع، من دون خفض معاييرها.ونتيجة لذلك أصبح لدى مختلف الأفرع وارد مستمر من المتطوعين الشبان، الأذكياء، والذين لديهم طموح لتعلم مهنة جديدة، ولديهم القدرة على إجادة برامج التدريب الصعبة، التي تقدمها أفرع القوات المسلحة.

2. نموذج من البحرية الملكية البريطانية للاختيار

تحتفظ البحرية الملكية البريطانية بنظام موثوق ومجرب لعملية الاختيار، يركز على مختلف أنواع القضايا التي تتجاوز الجوانب المتعلقة بالمقدرة والتحصيل الأكاديمي، ومن هذه الجوانب: المظهر، العمل ضمن الفريق، القدرات القيادية، واختيار إمكانية استخدام المنطق والعقل عند اتخاذ أية قرارات في الظروف الصعبة.

وحيث إن مستوى التحصيل الأكاديمي لدى جميع المرشحين متقارب، فإن فائدة هذه العملية هي فصل أولئك الذين يتصفون بالدافع المناسب، لأن وضع الشخص المناسب الذي يتمتع بالدافع والإمكانيات المناسبة في الوظيفة المناسبة يعتبر من العوامل الحيوية جدا، والتي يجب الأخذ بها عند تخصيص الموارد المادية المحدودة لصرفها على النظام التدريبي، الباهظ التكاليف، والذي يتوجب تطبيقه، من أجل تخريج ضباط وأفراد يتمتعون بالكفاءة التامة.

3. النموذج الإسرائيلي لإدارة القوى البشرية العسكرية

حدث تغير كبير في مجال القوى البشرية العسكرية الإسرائيلية، وأهم ملامح هذا التغير ما يلي:

أ. التخلي عن الخدمة العسكرية العامة، إلى نظام يعتمد بدرجة أكبر على المتطوعين، الذين يشجعون بحوافز مالية، ولفترة خدمة عامة أطول. أما بالنسبة للجندي العادي فتشتمل خدمته على فترة تدريب أساسي تتلوها فترة احتياط. أما ذوى المهن الحرفية، الذين ينتظر أن تزداد أعدادهم باطراد، فتشملهم عقود خدمة لفترة طويلة، وقابلة للتجديد.

ب. تطوير كادر الضباط على الطريقة الأمريكية، من خلال التركيز على النوعية والحرفية والاندفاع نحو الاحتراف والامتياز، في كل المجالات، ودعم الحوافز والروح العسكرية، والحاجة إلى فهم المهام، والإصرار على تحقيق الهدف، حتى النهاية، والاهتمام بالمشكلات الشخصية للجنود، والتقارير الدقيقة.

ج. ضمان أن يؤدى تطوير الجيش الإسرائيلي إلى التفوق النوعي، والوصول بكفاءة الأداء لأن تتساوى مع جيوش أوروبية متقدمة.

د. إحداث انقلاب في أساليب تدريب وتأهيل القادة والضباط، من مختلف المستويات، في التشكيلات والوحدات الميدانية، وفي جميع أسلحة القوات البرية، بما يجعلهم قادرين على مواجهة المشكلات المعقدة في الحرب، على الأصعدة التكتيكية والفنية والمعنوية.

ثالث عشر: الاهتمام بتنمية روح القيادة في الجيش الذكي الصغير

تمثل القيادة أحد الأسس في بناء الجيش الذكي الصغير. ويرى بعض الخبراء في مجال العلوم الإنسانية أن القيادة ليست من المواهب التي تتناسب بشكل مباشر مع الذكاء أو المعرفة، على الرغم من أن هذين العاملين يعتبران من العوامل المساعدة في تنفيذ المهام القيادية، خاصة في الأوقات العصيبة.

ومع أن العديد من الخبراء لا يؤيدون وجهة النظر القائلة بأن القادة مولودون قادة بالفطرة، إلا أن هناك بعض الدلائل التي تشير إلى أن بعض القادة هم قادة بالفطرة، وأن بعضهم الآخر لا يتصف بأية صفات قيادية، وهذا يعنى أن النوع الأخير من القادة قد وصل إلى هذا الوضع نتيجة الاختيار، وأن يتم وضعه في المناصب التي تحتاج إلى قيادة قوية، خاصة إذا أخذ بعين الاعتبار أن السيناريوهات العسكرية الحديثة، يمكن أن تضع أي شخص في موقف يتطلب بعض المهارات القيادية، لإدارة هذا الموقف.

وتعمل القيادة العسكرية للجيش الذكي الصغير في بيئات ديناميكية معقدة، مما يستوجب تواجد قدرات هائلة لمواجهة الأوضاع المتغيرة والتحديات الفريدة من نوعها. ولذلك تركز الجيوش الحديثة، على تغيير أسلوب الإدارة ليكون الجيش "منظومة" تناسب الظروف المعقدة، التي تكونت في البيئة الإستراتيجية الجديدة.

وعلى هذا الأساس، فإن عنصر القيادة والفكر القيادي العسكري يشهدان تطورا مواكبا للتطورات التكنولوجية، التي تتجدد دائما في عالمنا المعاصر، ويتبع هذا الفكر العسكري الجديد التقدم العلمي الجاري، من خلال أساليب وطرق الدراسات المتداخلة، في ما يعرف الآن بـ "التفكير بمنطق المنظومة".

ويساهم هذا الأسلوب من التفكير في تشكيل الكيفية التي ينظر بها القادة إلى الظروف العالمية الأمنية المتغيرة. ويؤثر كل ذلك، من غير شك، في خلق نوع جديد مبتكر من الأفكار القيادية، ويساهم في تطوير علاقات جديدة بين القادة والمرؤوسين.

ويمثل التفكير بمنطق المنظومة ثورة حقيقية في الكيفية التي يرى بها الفرد علاقات السبب والنتيجة. وفوق ذلك، فإن هذا الأسلوب في التفكير يمثل أساليب فريدة لفهم وتحليل البيئة المحيطة، وبالتالي، خلق قيادة فعالة في المستقبل. ومن مظاهر هذا الأسلوب النظرة إلى الصورة الكاملة للأحداث عند اتخاذ القرار بشأن تحديد السبب والنتيجة، ومن ثم فإن أي قرار يتخذه القائد لابد أن يكون له تأثير على النظام بأكمله.

وتشير أحدث الدراسات في هذا المجال إلى ضرورة أن يحتوى نموذج قيادة المستقبل على كل عناصر التفكير بمنطق المنظومة، مما يمكن الجيوش من الحصول على أقصى القدرات الممكنة من الجنود المهرة المدربين في منظومة قتالية مبتكرة ومرنة لمواجهة التحديات المعقدة.

وتؤكد هذه الدراسات على أنه ربما يكون تراكم المعرفة، غير المباشرة، لدى قائد المستقبل، أكثر أهمية وفائدة من تراكم المعرفة الواضحة المباشرة، وعلى هذا الأساس، فإن مهارات وقدرات قائد المستقبل تكون قدرات ومهارات على الفهم والإدراك، أكثر منها مهارات ميكانيكية، أو حرفية. وتصف هذه الدراسات قائد المستقبل بأنه مرن، متعدد المهارات، طليق الحركة، قابل للتكيف والابتكار، وأن القائد الناجح بحق، هو الذي يتمكن من استيعاب مثل هذه العناصر ودمجها في فلسفته القيادية.

وتشير الدراسات كذلك إلى أن قادة الجيش الذكي الصغير يعتمدون على التعليم والأسس العقلية الثقافية، بشكل لم يسبق له مثيل. وعلى هذا الأساس، فإن القائد الذي يعجز عن التفكير يكون هو القائد الذي سوف يفشل في القيادة.

رابع عشر: وضع أسس جديدة للتدريب في الجيش الذكي الصغير

الجيش الذكي الصغير يعتمد في بنائه على التدريب المتميز للمقاتلين. وينظر إلى التدريب على أنه حجر الزاوية في القضايا المتعلقة بالموارد البشرية في القوات المسلحة، التي تتبنى فكرة الجيش الذكي الصغير، حيث ثبت أن تحقيق مستوى تدريب أفضل يضاعف القدرة العسكرية، ووجود أعداد اقل من الوحدات ذات التدريب الممتاز يحقق وفرا في حجم الإنفاق العسكري، وهو ما تنشده جميع دول العالم، غنيها وفقيرها.

ويتطلب ذلك أن يتم تدريب العاملين على المعدات العسكرية تدريبا متواصلا، لمجاراة التكنولوجيا المتطورة، التي يتم تركيبها وتعديلها في المعدات العسكرية على فترات مختلفة.

ونتيجة للتطور العلمي والتكنولوجي الكبير الذي تحقق في تصنيع نظم التسليح المختلفة، أصبح من اللازم خلق الكوادر القادرة على التعامل مع هذه النظم المعقدة. ولا يتأتى هذا إلا عن طريق التدريب الواقعي والمستمر، والذي بدوره يستلزم نفقات وتكاليف، نتيجة استهلاك الأسلحة الجديدة في أغراض التدريب.

ونظرا لهذا التعارض بين ضرورة التدريب الواقعي وارتفاع التكاليف، ظهرت الاتجاهات الحديثة في التدريب العسكري. فتطورت الوسائل التكنولوجية المستخدمة لتدريب المستويات المختلفة، واتسمت بالواقعية.

وتنوعت أساليب التدريب باستخدام المحاكيات، لتحقيق الواقعية في التدريب، وتوفير استهلاك المعدات الحقيقية، وذلك بأساليب مختلفة، ثم استخدمت برامج الحاسبات لاختيار وتدريب وتقويم الأفراد والقيادات، وأخيرا استخدم أسلوب الدمج في الحاسبات بين المعلومات المتوفرة من مصادر مختلفة، مع تمثيل أسلوب التدريب المتكامل، بما فيه التقويم وتصحيح الأخطاء. ثم يصل التدريب إلى مستويات التدريب على العمليات الشاملة، باستخدام المباريات الحربية.

وتحتاج تكنولوجيا التدريب المتطورة إلى تطبيق العلوم الحديثة في مجالات نظم المعلومات، والحاسبات، والنظم الخبيرة Expert Systems، والذكاء الاصطناعي، وتحليل النظم وهندسة الاتصالات، وعلوم الإدارة الحديثة، وعلم النفس.

 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

منظومة المقاتل في الجيش الذكي الصغير

تتطلب سيناريوهات الحرب المستقبلية، التي سيخوضها الجيش الذكي الصغير، تحويل الجندي المقاتل إلى منظومة متكاملة، تتمتع بسرعة ومرونة القوات الخفيفة، وهذا الجندي سيختلف كثيرا عن الجندي الحالي، لأنه سيكون أشبه بمنظومة، تؤدى مهامها باستقلالية تامة، وتتكامل مع باقي المنظومات، من أسلحة ومعدات، تعمل في ظروف المعركة المختلفة، ولها القدرة على الإصابة، والبقاء، والحركة، والقيادة والسيطرة والاتصال.

وتؤهل هذه المواصفات المقاتل بقدرة فريدة على الصمود في ساحة القتال، وتحقيق أهدافه بنجاح لم يكن واردا لدى الجندي العادي.وسوف يوفر نظام التسليح إمكانية القتال للجندي بكفاءة واقتدار في جميع الظروف الجوية، ليلا ونهارا.

ولن يتعرض جسم الجندي لنيران العدو، نظرا لأن الكاميرا المثبتة فوق السلاح ستقوم بنقل صورة الميدان إلى الشاشة المثبتة أمام عينه مباشرة، مع تزويدها بإمكانية التسديد. كما أن الكاميرا ستزود بجهاز لتقدير المسافة، يعمل بالليزر، وجهاز تصويب بالليزر أيضا.

ومن ناحية أخرى، فإن نظم المراقبة والاستطلاع، التي تعتمد على الأقمار الصناعية، وطائرات الاستطلاع، المأهولة وغير المأهولة، ونظم المعلومات الأرضية، الليلية والنهارية، التي تخترق غبار ساحة المعركة، بالإضافة إلى نظم التوجيه والاتصال، ونظم كشف الألغام الحديثة، لن تبقى جندي المستقبل في منأى عن محيطه وواقعه، كما هي الحال في الحروب التقليدية.

أولاً: أهداف المنظومة المتكاملة للجندي

تبلورت في الجيوش الحديثة برامج تطوير التسليح والتجهيز، ومن بينها برنامج تزويد الجندي المقاتل بمنظومة متكاملة تضم السلاح الفردي ومختلف التجهيزات، وتضمن للمقاتل:

1. زيادة مساحة الرؤية النهارية/ الليلية.

2. الحماية من الليزر والشظايا وطلقات الأسلحة الخفيفة.

3. تحسين مستوى الوقاية الفردية من تأثيرات أسلحة التدمير الشامل.

4. تأمين الاتصال وتبادل المعلومات بين أفراد وحدة المشاة الصغرى، الجماعة، والفصيلة.

5. زيادة دقة وفاعلية الرمي، مع استهلاك الحد الأدنى من الذخيرة.

6. الحفاظ على الحركية والمرونة، من خلال التناسب بين الوزن المحمول وقدرة الجندي على الحمل والانتقال وتنفيذ الأعمال القتالية.

7. منح الجندي القدرة على تحديد موقعه ومواقع أفراد وحدته في أرض المعركة.

ثانياً: منظومة القيادة والسيطرة للجندي

سوف يحمل الجندي على ظهره منظومة القيادة والسيطرة والتحكم والاتصالات، المربوطة بالحاسب الآلي، وهى عبارة عن جهاز اتصالات متكامل، مع حاسب شخصي محمول، يحتوى في نفس الوقت على نظام لتحديد الموقع GPS، وبوصلة إلكترونية.

وهناك شكلان أساسيان لمنظومة القيادة والسيطرة للمقاتل: الشكل الأول وهو منظومة القائد، حيث ستزود بجهازي اتصالات من طرازين مختلفين للاتصال بالمستويات المختلفة، وحاسب شخصي له شاشة مسطحة.

أما الشكل الثاني، فهو منظومة الفرد المقاتل المزود بجهاز لاسلكي واحد، يمكن الجندي من الاتصال بقائده، وإرسال الصور من خلال الكاميرا المثبتة على السلاح، بينما يستطيع القائد الاتصال بالأفراد المقاتلين وتبادل المعلومات معهم، أو مع القيادة الأعلى، بالإضافة إلى أن المنظومة مزودة ببرمجيات لتنظيم المهام التكتيكية وتوقيعها على الخرائط.

1. نظم جندي المستقبل

تخضع نظم جندي المستقبل لدراسات متعمقة، تشمل: الوزن، والحركية، والقدرة التدميرية، والطاقة، والحماية، والتوجيه، والدعم، والكومبيوتر، والاتصالات، والمعلومات. وعندما يبدأ استخدام هذه النظم في الميدان، سوف تسود معايير ومناهج جديدة للجندي المقاتل، وقد تتمكن بعض الدول من إنتاج أو شراء بعض مكونات النظام، دون الحاجة إلى اقتناء النظام بالكامل.

ورغم بعض العراقيل التي تواجهها نظم الجندي المستقبلي من جهة ثقل الوزن، في حرب صعبة وقاسية، فإن الحسابات تدل على إمكانيات كبيرة لنجاح هذا النظام الجديد، الذي سيطرح تغييرا نوعيا في ساحة المعركة، قد يتطلب تكتيكات حربية جديدة ومبتكرة.

2. ملابس جندي المستقبل

تجري الأبحاث حاليا على طبيعة الأقمشة المستخدمة في الملابس، بما يسمح بتكامل الأنظمة المختلفة والمكونات الإلكترونية مع الملابس. وفي هذا الإطار، تم تحقيق بعض النجاحات، مثل زراعة قنوات توصيل كهربية داخل القماش، بما يسمح باستخدامها بوصفها أسلاك توصيل بين الأنظمة والمكونات المختلفة للمنظومة، وأيضا تم زراعة هوائي داخلي في النسيج، مع إدماج خلايا شمسية تسمح بمد المنظومة بالطاقة الكهربائية، وتم إدماج بطارية، قابلة للشحن، داخل مادة النسيج.

ويوضح كل ذلك الاتجاه لاستخدام ملابس القتال بوصفها قنوات توصل بين جميع أنظمة المنظومة بكفاءة. وبما يسمح باستخدام أكبر عدد من الأنظمة الإلكترونية.

ثالثاً: المنظومة الأمريكية للمقاتل البري

أصبحت الحاجة إلى جنود متعددي المواهب أمرا لا بد منه للجيش الأمريكي في إطار فلسفة الجيش الذكي الصغير. ولذلك، فإن فكرة جندي المستقبل، التي وضعها الجيش الأمريكي، عبارة عن مفهوم يتصور أفراد المشاة بوصفهم نظم قتال فردية ضمن قوة في ساحة المعركة، متصلة فيما بينها إلكترونيا بشكل أوسع. وقد واجهت هذه الرؤية تحديين تقنيين: الأول هو وزن المعدات المحمولة، والثاني هو كيفية تطوير مصدر للطاقة الكهربائية يناسب كل هذه المجموعة المتطورة من الأجهزة.

وتقوم شركة "ريثيون" Raytheon الأمريكية ببناء منظومة "المقاتل البري" Land Warrior التي تشكل قوة شاملة صغرى،
pic03.JPG


يمكنها الحصول على البيانات، والاستفادة منها بوسائل تزيد من خفة حركة المقاتل وقدرة عالية على جمعه للمعلومات، كي يتمكن من إطلاق النيران بدقة، وبعدة خيارات، بواسطة سلاحه، أو أسلحة خاصة متوفرة، أو عبر الاتصال للاستعانة بنيران المدفعية والطائرات.

ويعتمد "المقاتل البري" على جهاز كومبيوتر، مع جهاز لاسلكي يحمل على الظهر، ويتصل الكومبيوتر بجهاز الرؤية الحراري المركب على سلاحه. ويتصل الكومبيوتر أيضا بجهاز ليزري لتحديد المدى، يساعد على برمجة تفجير القذائف على مقربة من الهدف، وبوصلة رقمية، وكاميرا فيديو، بالإضافة إلى الكاميرا الحرارية.

ويعرض الكومبيوتر الصور على شاشة تغطي عينا واحدة، كما في
pic04.JPG


وتظهر هذه الشاشة الخرائط والرسوم والنصوص،. ويمكن أيضا مشاهدة صور الكاميرا الحرارية والصور الفيديوية، التي تسمح له بكشف هدفه وإطلاق النار بدقة من المخبأ، دون إظهار رأسه، بينما يساعد جهاز تحديد الموقع GPS على تحديد الجندي لموقعه.

ويستخدم الجندي ميكروفونا مستقرا في الخوذة، وممتدا أمام فمه، حيث يستطيع التخاطب مع الآخرين، بمثل نظام الاتصال الداخلي في المركبة. ويمكن للقادة في ساحة المعركة بث الخرائط الرقمية إلى الجنود، مع إضافة رسومات، أو حتى وضع دائرة حول الهدف، ورسم المسار إليه، أو المخطط المطلوب للمناورة إلى الهدف خلال الهجوم.

1. اختبار نموذج المقاتل البري

عند إخضاع نظام "المقاتل البري" للتجارب تعرض للفشل من جراء عدة عوامل، منها أن النظام الذي يحمل على الظهر كان ثقيلا لدرجة أن الجندي الذي حمله لم يستطع رفع رأسه لإطلاق النار من سلاحه الشخصي وهو منبطح على الأرض. كما واجه المظليون الذين اختبروا النموذج الأولي صعوبات في ارتداء مظلاتهم فوق العتاد والخروج من باب الطائرة، إذ أخذت أسلاك الخوذ تتشابك مع باب الطائرة.

وخلال التجارب تسربت المياه إلى جهاز الحاسب والبطاريات، وحدث تداخل كهرومغناطيسي عند اقتراب الجنود من معدات كهربائية، وانتهى عمر البطاريات بعد خمس ساعات، على الرغم من أن عمرها الافتراضي اثنتي عشرة ساعة.

2. النموذج الجديد للمقاتل البري

وبعد أن كان موعد بدء إنتاج النظام في عام 2000م، شكل الجيش الأمريكي لجنة لإعادة دراسته، ومحاولة إيجاد حلول للمشكلات والتحديات التي يواجهها.

وتوصلت هذه اللجنة إلى عدة حلول، أهمها اعتماد النظم الجاهزة، قدر الإمكان، كما استعانت اللجنة بشركة مختصة بالتقويم التقني، والتي منحت صلاحيات واسعة، فاستطاعت جمع نموذج لنظام "المقاتل البري" أصغر حجما بكثير، وأقل استهلاكا للطاقة، مع استبدال نظام اللاسلكي والكومبيوتر، فقد تم اعتماد جهاز الكومبيوتر الأصغر حجما وبرمجته، أما شاشة العرض الرأسية فلم يتم استبدالها.

وقد حسن النموذج الجديد كثيرا من وزن نظام "المقاتل البري"، الذي يبلغ حوالي 40 كجم، ويشمل ذلك الدرع الخاص، وملابس الوقاية من العوامل الكيميائية والبيولوجية، والسلاح والذخائر والطعام.

حيث كان هذا الوزن غير مقبول، على المدى الطويل، ولذلك سعى المسؤولون لتخفيضه، عبر المزيد من الدمج، خصوصا وأن النظام قد يزود بأجهزة جديدة في المستقبل. ويتم السعي، من جهة أخرى، لتصغير حجم البطاريات، وحصر أمكنتها، قدر الإمكان. ويمثل هذا النظام الجيل الأول من منظومات القتال لجندي المستقبل، والذي سيستخدم مع كل من الجندي المحمول جوا، وجندي المشاة.

ويعتمد تصميم جهاز اتصالات المستوى الأعلى على طراز متطور من النظام "سنجارز" Singars، ويحتوى الجزء السفلي من الإطار الخلفي المحمول على الظهر على الجزء الخاص بالقيادة والسيطرة، الذي يعتمد أساسا على جهاز حاسب، ونظام تحديد الموقع GPS، دون الحاجة إلى شاشة خاصة لبيان الموقع، مما يقلل من الحجم والوزن والطاقة الكهربائية المستهلكة.

ولقد تم اعتماد أسلوب "المكونات المنفصلة" Modules في تصميم النظام، مما يسمح بالإضافة المباشرة واستبدال أي جزء. ويمكن للجندي التحكم في شاشة العرض، والمهام، طبقا لاحتياجاته الفعلية وما يفضله شخصيا.

3. مشكلة الطاقة في نموذج المقاتل البري

بالنسبة للطاقة، فإن التحدي يشمل الحاجة إلى تقليص حجم مصدرها، وجعله أكثر قدرة على إمداد الطاقة من البطاريات الحالية، من أجل التمكن من الاستخدام العملي للنظم الكهربائية الخفيفة الوزن، والقادرة على البقاء طويلا، والتي يجري تطويرها لجنود المستقبل.

وقد طور مختبر "لوس ألاموس الوطني" بالولايات المتحدة الأمريكية خلية وقود مصغرة تعمل بالميثانول Methanol لتحل محل البطاريات التقليدية المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية الحالية. ويتكون البناء الأساسي لخلايا الوقود من جهاز رقيق، يمكن تشكيله، ليحل محل أي نوع من البطاريات المستخدمة مع التجهيزات الإلكترونية المحمولة فرديا. ويعتقد أن هذه الخلايا تدوم حوالي 20 عاما، بينما تعيش البطاريات الحالية حوالي عامين.

وتهدف الأبحاث إلى تطوير خلية وقود قادرة على مد هاتف خلوي بالطاقة لمدة 100 ساعة متواصلة، بالمقارنة مع ساعتين للبطاريات التقليدية. وعندما تفقد خلايا الوقود طاقتها في النهاية، يمكن إعادة تزويدها بالوقود، بالمقارنة مع إعادة الشحن، في ثوان، وذلك بإضافة المزيد من وقود الميثانول إلى حيز التخزين فيها.

وكل خلية وقود هي في الواقع رقاقة مسطحة، لها خلايا مطبوعة على شبكتها، ويعود معظم الوزن إلى وقود الميثانول، المخزن في غشاء بلاستيك، يمكن طيه بأي شكل مناسب.

وتصلح خلايا الوقود هذه للاستخدام، بوصفها مصادر طاقة لنظم المراقبة وغيرها، إلا أن فائدتها تكمن في إمكانية استخدامها في مجموعات واسعة من التجهيزات الفردية، ذات التقنية العالية، التي يجري تطويرها لجنود المستقبل، كالمناظير الليلية، ونظم الاتصالات، ووحدات التصويب الليزري للبنادق، وغيرها من أنواع النظم الإلكترونية.

ويستطيع المستهلك النموذجي لخلية الوقود أن يحمل قارورات وقود صغيرة، كل واحدة منها بحجم الرصاصة، وعندما تنفد الطاقة من الخلية، يفرغ المستهلك قارورة جديدة فيها لتعود جاهزة للاستخدام من جديد.

4. نظام جديد للتصويب للمقاتل البري

البرنامج الأمريكي الثاني المطور، هو نظام قتال للتصويب يستخدمه الجنود. وهو تصميم لبندقية يتحكم فيها جهاز حاسب وتطلق ذخائر قاتلة متفجرة، شبيهة بذخائر الدبابات. وتعتبر البندقية ثقيلة الوزن، إذ يبلغ وزنها
9 كجم، بينما وزن البندقية M-16 أربعة كيلوجرامات فقط. وتستخدم البندقية الجديدة جهاز حاسب لقياس المدى، ويستطيع الجندي إطلاق ذخائر تنفجر فوق رؤوس العدو المختبئ.

5. نظام الخوذة للمقاتل البري

وسيوفر نظام الخوذة في المنظومة الأمريكية لجندي المشاة الحماية ضد الشظايا ونيران الأسلحة الصغيرة، وسيحتوى على جهاز حاسب صغير، وشاشة تقوم بعرض المعلومات والصورة من خلال جهاز رؤية حراري، ذو مجال رؤية 60 درجة، بالإضافة إلى الخرائط التي توضح مكان العدو، طبقا لما هو وارد من الاستطلاع الفردي.

6. البندقية للمقاتل البري

يتم تطوير البندقية "أيكو" OICW، حاليا، لصالح الجيش الأمريكي، ضمن برنامج "نظام الجندي" Soldier System. وتحتوي هذه البندقية على الكثير من التقنيات الجديدة، مثل نظام تحديد المدى بالليزر لقياس مسافة الهدف، واستخدام مصهرات Fuzes مبرمجة بالحاسب للطلقات، وجهاز لتعقب الهدف، ونظام رؤية ليلية/ نهارية.

وهي تعد بندقية معيارية، مزدوجة الاستخدام، حيث تستطيع إطلاق الذخيرة عيار 20 مم، التي تستخدم نظام دفع باحتراق الهواء Air Bursting، وكذلك تستخدم الذخيرة القياسية لحلف شمال الأطلسي عيار 5.56 × 45 مم. كما يمكن للبندقية استخدام ذخائر شديدة الانفجار، أو ذخائر الطاقة الحركية.

وقد تم تصميم البندقية OICW بوصفها سلاحاً معيارياً، يتكون ـ من الناحية الوظيفية ـ من سلاحين منفصلين، لإطلاق عيارين مختلفين من المقذوفات. وتشارك في تطوير البندقية عدة شركات متخصصة من مختلف الجنسيات. وقد تم تجربة البندقية ميدانيا بنجاح، ويخطط الجيش الأمريكي مبدئيا لشراء عدد يتراوح بين 45000 و50000 بندقية من هذا الطراز، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة ابتداء من عام 2006.

تحتوي البندقية OICW أيضا على عناصر كانت ـ حتى الآن ـ صورة على نظم الأسلحة الكبيرة، مثل نظم إدارة النيران، التي تعمل بمساعدة الحاسب، والمصهرات المبرمجة الموجودة في الذخيرة، وذلك لضمان انفجار الذخيرة عند الهدف تماما، مع الحد الأدنى للخطأ.

والبندقية مزودة بنظام رؤية يدخل في تكوين نظام السيطرة على النيران، والذي يمنح جندي المشاة خيارات في إدارة النيران، مماثلة لقائد الدبابة. فالنظام يحتوي على منظار رؤية ليلية حراري يعمل بالأشعة تحت الحمراء، وجهاز تحديد نقطة الهدف، ووحدة لتحديد المدى بالليزر، ونظام تتبع آلي للهدف، سواء باستخدام الذخائر عيار 20 مم أو 5.56 مم.

وعند استخدام الذخيرة عيار 20 مم يقوم المقاتل بإسقاط النقطة المضيئة على الهدف، ثم تشغيل محدد المدى الليزري، ليقوم بعد ذلك نظام إدارة النيران بحساب بعد الهدف واتجاهه وسرعة حركته، ثم يوجه نقطة التصويب إلى النقطة التي يجب إصابتها.

وكذلك يقوم نظام إدارة النيران بضبط عمل المصهرات المبرمجة، المزودة بها الذخيرة. ويمكن للمقاتل إعادة ضبط المسافة لتشغيل المصهر، بحيث يحدث الانفجار بعد المسافة المحسوبة، مثل تفجير الذخيرة داخل أحد المباني بعد اختراقه. وكل هذه الأجهزة يتم تطويرها، لتصبح وحدة متكاملة، صغيرة الحجم، يتم تركيبها على البندقية.

7. نظم الرؤية الليلية للمقاتل البري

على الرغم من اقتصار استخدام أجهزة الرؤية الليلية - حتى وقت قصير - على الطائرات والمعدات القتالية الكبيرة، مثل الدبابات ومركبات القتال المدرعة، وذلك نظرا لتكلفتها العالية وحجمها الكبير نسبيا، إلا أن برامج تطوير القدرات القتالية لجندي المشاة في الجيش الذكي الصغير أصبحت تعتبر هذه الأجهزة معدة مهمة للجنود.

ويوجد نوعان من أجهزة الرؤية الليلية:

الأول: يقوم بتكثيف الضوء الموجود للحصول على صورة جيدة في ظروف الإضاءة الخافتة جدا. ومنها النظام Little Munos WS4 الذي يزن 850 جرام، ويقوم بتكثيف الضوء بما يكفي لمراقبة الهدف والاشتباك معه. وهذا النوع الأكثر استخداما حتى الآن نظرا لتكلفته المنخفضة نسبياً.

أما النوع الثاني: فيقوم بتحويل الأشعة تحت الحمراء الصادرة عن الأجسام إلى صورة مرئية، ويتميز عن الأول بالقدرة على العمل ليلا ونهارا، والرؤية من خلال الغبار والدخان ووراء الحواجز، وتكوين الصور حتى في الظلام الدامس.

ويفترض ألا يكون وزن وحجم جهاز الرؤية الليلية ثقيلا، حتى لا يعيق سهولة الاستخدام. يمثل ذلك منظار التسديد الليلي KITE الذي أنتجته شركة "بليكنجتون أبترونكس" Plikington Optronics، الذي يتميز بحجم صغير، يجعله ملائما للاستخدام على الأسلحة الفردية. ومنظار التسديد W100 للأسلحة المحمولة من شركة Raytheon، فوزنه مماثل لمنظار KITE. ومنظار الأسلحة الفردية OB50 من شركة SFIM، الذي لا يتجاوز وزنه 0.9 كجم.

وتوجد أيضا أجهزة الرؤية الليلية "لايت" Lite التي تستطيع زيادة فاعلية الصواريخ، التي يستخدمها المشاة، والتي تطلق من على الكتف، مثل صاروخ "ميسترال" Mistral، وصاروخ "ستاربرست" Starburst، وصاروخ RBS- 70، وصاروخ "ميلان" MILAN المضاد للدبابات.

في مجال الرؤية الليلية، ستعتمد المنظومة الأمريكية على المناظير الحرارية، التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، حيث تلتقط الإشعاعات الحرارية المنبعثة عن الأهداف، وتقوم بتحويلها لصورة مرئية واضحة.

وأحد الأمثلة النموذجية لهذه المناظير، والمرشح لإدخاله جزءاً من منظومة "المقاتل البري"، هو منظار "الرؤية الحرارية للسلاح" AN/PAS-13 Thermal Weapon Sight: TWS الذي تنتجه شركة "ريثيون" الأمريكية. ويمكن تركيب هذا المنظار على بنادق الجيش الأمريكي طراز M16A2/M16A4 والبنادق الصغيرة M4A1..

وجهاز الرؤية TWS يرى عبر الغبار والطقس الرديء والظلام الدامس، كما يمتاز بمستوى بؤري متقدم، يمكنه من السيطرة على هدف بعيد المدى بمستشعر فتحته صغيرة. وأجهزة التصوير الحراري، الحالية، ثقيلة وكبيرة الحجم، وربما لا تكون مناسبة لصالح الأسلحة الخفيفة، إلا أن جهاز الرؤية الحراري للسلاح TWS الجديد لا يزن لدى تركيبه على بندقية M16 أكثر من 1.7 كجم.

وقدرة المنظار TWS على تكوين صورة واضحة للهدف، في ظروف الإضاءة الخافتة، أو انعدام الرؤية، تجعله منظارا مثاليا في عمليات استطلاع، ومراقبة منطقة الأهداف، وتكوين صورة واضحة للمنطقة، يمكن تسجيلها ومشاهدتها، وإرسالها إلى باقي أفراد المجموعة، أو مراكز القيادة البعيدة، عن طريق نظم الاتصالات في المنظومة.

رابعاً: البرنامج الفرنسي

يأتي البرنامج الفرنسي "عتاد الجندي المترجل" والمعروف اختصارا باسم المنظومة "ايكاد" ECAD،
pic05.JPG


في الطليعة بعد البرنامج الأمريكي. إلا أن مصمميه ابتعدوا عن النهج الأمريكي، الذي وضع التقنيات المتقدمة في موقع الصدارة،

واعتمد الفرنسيون نهجا آخر يتحاشى الوقوع في فخ الانبهار العلمي- التقني، ويكتفي بالإفادة من الابتكارات التقنية دون إفراط، وفي حدود ما تقدمه للمقاتل من مزايا في مجالات الكشف والاتصال والقوة النارية وتحديد الموقع، مع تأمين التوازن بين مختلف المزايا، حتى لا يؤدى التحسين الكبير في إحداها إلى إضعاف المزايا الأخرى.

وتقوم الصناعات الحربية الفرنسية، تحت إشراف الهيئة العامة للتسليح، بتطوير مكونات المنظومة، التي يتوقع أن تغدو جاهزة في العام 2005م. حيث سيتم اختبارها وانتقاء ما يتلاءم منها مع قدرات الجندي ومتطلبات المعركة، وجمعها داخل منظومة جندي المشاة ذي التجهيزات والاتصالات المندمجة، والتي سميت FELIN-V1 التي ستدخل الخدمة في العام 2006م، وستخضع لتطوير لاحق يؤدي إلى ظهور المنظومة FELIN-V2 في العام 2012م.

وتزن مكونات "ايكاد" 28 كجم، من بينها 10 كجم لتجهيزات الحماية. ويعتبر هذا الوزن ثقيلا بالنسبة إلى المقاتل العادي. لذا تتجه الجهود نحو تخفيضه، بحيث يصبح وزن المنظومة بشكلها FELIN-V2 23 - 25 كجم، أي ما يعادل ثلث وزن المقاتل، وهى نسبة مألوفة في الجيوش البرية منذ أمد بعيد.

ويهدف البرنامج الفرنسي إلى تكامل رجل المشاة مع المنظومة المتكاملة لإدارة النيران في ميدان المعركة الرقمي، حيث يتم تبادل المعلومات والبيانات بدقة وبسرعة، وفي زمن حدوثها. وهناك خطة طموحة لتسليح 12000 جندي بهذه المنظومة. وفي عام 1998م بدأت تجربة أول عناصر المنظومة.

وتقوم بتنفيذ برنامج "ايكاد" 8 شركات، تتولى كل واحدة منها إحدى المهام الآتية:

· إدارة المشروع والنظم الإلكترونية والمعدات الجماعية.

· العوامل الإنسانية والأسلحة ومصادر الطاقة.

· برمجية النظام.

· المعدات المثبتة على الخوذة.

· نظم الرؤية وكاميرا الخوذة.

· بذلة القتال.

· حمالات الذخائر الكتانية.

1. أنظمة الاتصالات والمعلومات والملاحة في البرنامج الفرنسي

في إطار تطوير منظومة الجندي هناك أنظمة اتصالات ومعلومات تم تقديمها للجيش الفرنسي، وجرى اختبار هذه المنظومة بنجاح على دبابة قتال رئيسية وعلى مركبة الاستطلاع AMX-10، والمركبة المدرعة حاملة الجند من نوع "فاب" VAB.

كما أضيف جهاز للتعارف وهو يتكون من مجيب/ مستقبل ذاتي التشغيل، ويمكن تحميله من خارج المركبة على أي سطح حامل، ويعمل بالموجات الميليمترية، 33 - 40 جيجا هرتز، وذلك لتقليل مخاطر الإصابة بنيران الأسلحة الصديقة.

أما نظام الملاحة وإعداد التقارير " فايندرز" Finders، فقد بدأ إنتاجه في نهاية عام 1995م، وهو مصمم لإدارة المعركة على مستوى السرية/ الكتيبة، ويسمح بإظهار خريطة ميدان المعركة على شاشة المستخدم، حيث يظهر عليها توزيع القوات الصديقة والمعادية والأسلحة، مع تحديث الموقف أولا بأول. ويمكن أيضا إظهار بيانات الصلاحية الفنية والتأمين الفني للمعدات والمركبات على نفس الشاشة، ويعتبر أحد أنظمة المعلومات في البرنامج.

2. تطوير البرنامج الفرنسي

يجري تطوير البرنامج على مرحلتين، تنتهيان بعد إنجاز تطوير السلاح PAPOP لدى شركة "جيات" GIAT،
pic06.JPG




، وسيستخدم في المرحلة الأولى نموذج معدل لبندقية "فاماس" FAMAS عيار5.56 مم، التي يستخدمها الجيش الفرنسي حاليا، حيث يتم إعادة تصميم قبضتها، وتزويدها بنظام إلكتروني، من ثلاثة أجزاء مدمجة، هي منظار تسديد نهاري/ ليلى، يعمل بأسلوب تكثيف الضوء.

ويزود النظام بجهاز ليزري مشفر، يحدد نوعية الهدف، لدى التسديد عليه، وأيضا بكاميرا تلفزيونية نهارية/ ليلية. ويتصل هذا النظام مع منظار الخوذة، مرورا بأزرار التحكم عند القبضة. وللخوذة واقٍ زجاجي يحمي الوجه.

ويعتمد تطوير النظام الفرنسي على الاستعانة بالنظم الجاهزة، والواقعية في تلبية الحاجات العملياتية، ضمن تكلفة معقولة، والدمج، لتسهيل الاستخدام البشري، والتجديد لتبني المفاهيم والتكنولوجيات الجديدة.

3. الملابس في البرنامج الفرنسي

تتضمن "المنظومة" الفرنسية بذلة مريحة، تقلل تبدد حرارة الجسم، وتؤمن الحماية من الحريق وبعض تأثيرات استخدام أسلحة التدمير الشامل، ويمكن خلعها بسرعة في الحالات الطارئة، ويثبت على جاكيت البذلة سترة واقية من الشظايا، مصنوعة من البولي إيثيلين، عالي الكثافة، وصفائح كيفلار Keflar.

ويتجه الباحثون الفرنسيون نحو ابتكار مادة مركبة جديدة تجعل سترة الوقاية قادرة على الحماية من طلقات الأسلحة الخفيفة، دون زيادة الوزن، بغية التوصل إلى وسيلة تخفف تلك التأثيرات التي يمكن أن تمزق أعضاء الجسم الداخلية.

وبدلاً عن حذاء الميدان ذي الساق النصفية، المستخدم حاليا على نطاق واسع، سيستخدم الجندي حذاء جلديا مزودا بنعل قابل للتبديل، حسب طبيعة المهمة، ومبطنا من الداخل ببطانة دافئة شتاء أو باردة صيفا. وستكون قفازاته أيضا مبطنة بطبقة لوقاية اليدين من الشظايا.

وخوذة الجندي مصنوعة من خلائط معدنية تجمع بين الحماية وخفة الوزن، وهى مزودة من الأمام بواقية وجه متحركة، تختفي عند الضرورة داخل الخوذة، مهمتها حماية الوجه من الشظايا الصغيرة، ووقاية العينين من أشعة الليزر، وهى مصنوعة من مادة مركبة تحقق التناسب الأمثل بين الوقاية والشفافية اللازمة لتقدير المسافات بشكل صحيح.

ويمكن استبدال هذه الواقية في المهام الخاصة التي تتطلب زيادة الحماية على حساب خفة الحركة، بواقية شفافة ثقيلة، تحمي الوجه من طلقات الأسلحة الخفيفة. وفي مقدمة الخوذة منظار قابل للطي ومتعدد الاستخدامات.

4. توفير الطاقة في البرنامج الفرنسي

تتصل مختلف المكونات الإلكترونية في المنظومة بشبكة كهربائية واحدة تغذيها بطارية جافة، مزودة بكاشف ضوئي لإنذار المقاتل عند انخفاض الطاقة المخزونة في البطارية، وبقاطع آلي يخفض استهلاك التيار الكهربائي في حال العمل بأسلوب تحديد استخدام الطاقة.

ولا يستبعد أن يتوصل الخبراء في السنوات القادمة إلى تطوير بطارية جافة، وزنها 1.5 كجم، ومدة عملها ست ساعات، ويمكن إعادة شحنها بواسطة جهاز تعبئة البطاريات المحمول على العربات المدرعة، العاملة في وحدات المشاة الميكانيكية.

وتقوم الصناعة الحربية الفرنسية بتصميم منظومة خاصة بقائد وحدة الجماعة أو الفصيلة المشاة، تتميز على منظومة الجندي باحتوائها على نظارة مزدوجة، ليلية/ نهارية، مع جهاز قياس مسافات ليزري، وبوصلة مغناطيسية، وشاشة عرض تكتيكية قابلة للحمل. مما يسمح لقائد الوحدة باستقبال وإرسال الصور الثابتة، وتحديد الموقع.

خامساً: البرنامج البريطاني

ينقسم البرنامج البريطاني، لتطوير جندي المستقبل، إلى قسمين: الأول هو نظام "كروسيدر" Crusader XXI للباس الجندي وتجهيزاته، والثاني، هو نظام التكنولوجيا المتكاملة لجندي المستقبل "فيست" FIST Future Integrated Soldier Technology لسلاحه ومعداته الإلكترونية،
pic07.JPG


على أن يندمج القسمان في نظام واحد. ويدار هذا البرنامج من خلال وكالة المشتريات لأنظمة الدفاع البريطانية، ويتوقع دخوله الخدمة بعد عام 2008م.

ومن أهم التحديات التي تواجه اتحاد المصنعين لهذه المنظومة، تكامل النظام، والمواءمة مع الاستخدام البشري، ومصدر الطاقة الكهربائية، وتخفيض وزن وحجم النظام.

وتقوم إحدى الشركات بتصميم نظام الاتصالات ونظام الصوت والخوذة ونظام الملاحة، بينما تتولى مسؤولية هندسة النظام وكهروبصريات الخوذة والنظام المركب على السلاح شركة أخرى. وأسندت مهمة تصميم السلاح إلى شركة "رويال أوردنانس" في برنامج فرعي لبيان إمكانية إطلاق القذيفة إلكترونيا من السلاح، وهذا يستلزم المواءمة مع السلاح AS-80 عيار5.56 مم.

سادساً: المنظومة الأسترالية

تأتي المنظومة الأسترالية والمعروفة باسم "منظومة الجندي المقاتل" Soldier Combat System في السياق نفسه المشابه للمنظومة البريطانية، مع التركيز، بشكل خاص، على متطلبات العمل في المناطق الصحراوية الحارة،وينتظر دخولها الخدمة في العام 2004م.

سابعاً: النظام الهولندي

النظام الهولندي لجندي المستقبل، والمعروف باسم D2S2 بدأ تطويره منذ عام 1996م، قد بني على أساس تطوير أجزائه بشكل منفرد، حسب الحاجة، بدلا من بناء نظام متكامل منذ البداية.

ثامناً: نظام الجندي الأوروبي

هناك مبادرة أوروبية تسمى "نظام الجندي الأوروبي" ESSI التي تهدف لتلبية حاجات السوق المحلية والخارجية، وتدرس هذه المبادرة خطط دمج النظم الوطنية الأوروبية، لجندي المستقبل، من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في نظام موحد.

تاسعاً: الذخائر الذكية في مجال الأسلحة البرية

قام مصممو الأسلحة بتطبيق تكنولوجيا الذكاء في العديد من نظم التسليح البرية، حيث يعتقد هؤلاء المصممون أن كل طلقة ذخيرة "ذكية" تعنى تدمير هدف، في أي معركة برية تقليدية، لأن للذخائر "الذكية" القدرة على العمل، ذاتيا، على مديات كبيرة، من خلال تكنولوجيا التعرف على الأهداف وتمييزها.

عاشراً: الذخائر الذكية للهاونات

تستخدم الذخائر "الذكية" حاليا مع الهاونات، ذات المدى حتى 8 كم، والمدافع عيار 203 مم و 155مم، وهى ذات مدى حوالي 24 كم، والمدفعية الصاروخية متعددة القواذف Multiple Launch Rocket System: MLRS.

والهاون 120 مم تم اختياره في بداية استخدام وتطبيق الذخيرة "الذكية" في التسليح البري، ففي ألمانيا استخدم في نظام "بوسارد" Bussard، الذي يستخدم أسلوب التوجيه النصف إيجابي بأشعة الليزر للعمل ضد الدبابات. وفي السويد استخدم الهاون 120 مم في نظام "ستريكس" Strix الذي يوجه بالأشعة تحت الحمراء.

وفي فرنسا تجري محاولات جادة لإحدى الشركات المتخصصة لإنتاج ذخيرة هاون 120 مم موجهة بالموجات المليمترية، وعند تحديد الهدف يقوم الحاسب الآلي بتشغيل محرك خاص يدفع الذخائر الفرعية نحو الهدف، على مسافة تصل إلى حوالي 10 كم. وتتم عملية المسح على ارتفاع 900 م من الأرض، في مساحة 500 × 500 م، لأي هدف متحرك، فإن لم يتواجد الهدف في هذه المساحة ينخفض المسح لمنطقة 150 × 150 م، للتفتيش عن الأهداف الثابتة.

1. القنبلة "ميرلين"

تنتج شركة "بريتش ايروسبيس" BAe ذخيرة هاون "ذكية" مضادة للدروع، موجهة بالموجات الميليمترية، ومعروفة باسم "ميرلين" Merlin،

fig01.JPG



وقد صممت بحيث يمكن إطلاقها من مدافع الهاون عياري 80 مم و82 مم لتعطى قوات المشاة قدرة ضرب عالية الفعالية، ضد الدبابات والعربات المدرعة الأخرى.

ولا يختلف تشغيل وإطلاق "ميرلين" عن أية قذيفة هاون عادية، ولكن بعد انطلاق القذيفة، تنفتح ست زعانف في مؤخرتها، لتأمين الثبات الايرودينامى الأساسي، ويبدأ تشغيل جهاز الاستشعار عند اقتراب القذيفة من ارتفاعها الأقصى، فتبحث أولا عن الأهداف المتحركة، ثم عن الأهداف الثابتة. ويشكل جهاز الاستشعار هذا جزءا أساسيا من نظام "ميرلين"، وبإمكانه التفتيش عن الأهداف في مساحة 300 × 300 م. وبعد اكتشاف الهدف، ينقل جهاز الاستشعار المعلومات الضرورية إلى نظام التوجيه، لتأمين إصابة القسم العلوي من العربة المدرعة، وهو الجزء الأقل حماية في العادة.

2. القنبلة "ستريكس"

نجحت شركة سويدية في تصميم القنبلة "ستريكس" Strix للهاونات عيار 120 مم، وتستخدم باحثا للأشعة تحت الحمراء يتميز بالحساسية الفائقة في التقاط الأهداف والتمييز بينها، فبمجرد التقاط هدف ما وتحديد مكانه، تبدأ وحدة البرمجة في تغذية جهاز توجيه القنبلة بكافة التفصيلات اللازمة عن زاوية الارتفاع، وزمن المرور، وذلك بغرض تنشيط دائرة برمجة القنبلة.

وبعد تحديد مكان الهدف بالدقة المطلوبة، وكذلك حالة الجو، تصبح القنبلة جاهزة للإطلاق، مثل أي مقذوف تقليدي آخر. وعندما تبلغ القنبلة الارتفاع المحدد لها، ينشط الباحث، ويقوم بتكبير الإشارات تحت الحمراء وترقيمها، توطئة لتحليلها داخل الوحدة الإلكترونية، التي تميز بين الأهداف المختلفة، عن طريق مقارنتها بما سبق تخزينه من معلومات عنها، لاختيار ما يتطابق منها.

وبإتمام كل ما سبق ذكره، تدخل القنبلة مرحلة التثبيت بإطلاق 12 مقذوفا، مثبتة حول مركز الجاذبية الأرضية في القنبلة، لزيادة سرعة انطلاقها نحو هدفها. ويتم إطلاق تلك الذخائر طبقا للترتيب الذي يضمن تصحيح خط مرور القنبلة، مع إحكام وصولها إلى نقطة الصدم الصحيحة بالهدف.
 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

المبحث الرابع

الدبابة والأسلحة والألغام المضادة للدروع في الجيش الذكي الصغير

أولاً: استمرار أهمية الدبابة في تسليح الجيش الذكي الصغير


تستعد مختلف الجيوش في العالم، خاصة التي تعتنق فكرة الجيش الذكي الصغير لتجهيز قواتها بمعدات تتلاءم مع متطلبات وتوقعات المخاطر والتهديدات التي قد تحدث لها. ودبابة القتال تشكل العنصر المهم في هذه القوات، نظرا لكونها تجمع بين القوة النيرانية، وخفة الحركة، والوقاية. كما أن الدبابة، بوصفها سلاحاً هجومياً، تعتبر من أفضل الأسلحة المضادة للدبابات.

ورغم استمرار تعرض الدبابة لخطر الأسلحة المضادة لها، من البر والجو، فإن دور الدبابة لا يزال دورا فعالا بوصفه قوة هجومية سواء ضد الدبابات المعادية أو ضد قدرات محدودة من الأسلحة المضادة للدبابات. ويتوقف حسم الصراع على تكتيكات الاستخدام، وكفاءة الدبابة.

وسيشهد المستقبل المزيد من التطوير لزيادة فعالية الدبابة وإمكانياتها وقدراتها، وسوف تزداد وقايتها في مواجهة أسلحة التهديد المختلفة. وربما تكون دبابة المستقبل ذات أشكال وأبعاد جديدة بما يخدم قوة النيران وخفة الحركة والوقاية. وربما تكون من دون برج تقليدي، وبتصميم جديد للمدفع، وأسلوب تعميره، وذخيرته، ومحركات جديدة، قد توضع في مكان مختلف، ومعدات نقل حركة وجنزير تعطياه خفة الحركة.

ويكفي ملاحظة أن جميع الجيوش لا تقتصر على اقتناء الدبابات، وإنما على تطويرها. وينطبق ذلك على الأمريكيين في الدبابة "ام ـ 1 ابرامز" M1 Abrams والإنجليز في الدبابة "تشالنجر" Challenger والألمان في الدبابة ليوبارد Leopard والروس في الدبابة "تى ـ 72" T- 72 و"تى ـ80" T- 80.

1. الدبابة في منظومة القتال المستقبلية الأمريكية

تتضمن "منظومة القتال المستقبلية" Future Combat System FCS للجيش الأمريكي العديد من أنظمة التسليح، التي تعمل ضمن منظومة واحدة، منها: مركبات الاستطلاع، ومركبات القتال، ومراكز القيادة والسيطرة المتحركة، وأنظمة الدفاع الجوى المحمولة على مركبات،والقوات الجوية.

وكان الجيش الأمريكي قد أعلن خطته لاستبدال أساطيل دباباته بدبابة ذات وزن خفيف، يمكنها من العمل في التضاريس الصعبة، وفي نفس الوقت يعطيها سرعة أكبر للانتشار، وقدرة أعلى على المناورة.

وتتضمن الخطة تطوير شبكة مركزية لمنظومة قتالية، متعددة الأغراض، فتاكة، ذات قدرة على مهاجمة العدو وإصابته، قبل أن يتمكن من مهاجمة القوات الصديقة، ويسهل نشرها إستراتيجيا، وذات اعتماد ذاتي، وقدرة عالية على البقاء، حيث يمكنها احتمال هجوم من الصواريخ المضادة، المحمولة على الكتف، كما أنها ترتبط بعضها ببعض باستخدام تقنيات القيادة والسيطرة المتكاملة.

والمنظومة التي سيتم تسليمها للقوات المسلحة الأمريكية بحلول عام 2012 سيمكن استخدامها لمهام مختلفة، حيث يمكن إعادة تشكيل مكوناتها، لتلائم الظروف المختلفة لتلك المهام. وربما يتسلم الجيش الأمريكي أولى وحدات المنظومة في العام 2008م.

وتزن الدبابة الجديدة 40 طنا، وصغرها نسبيا سيجعل نشرها الإستراتيجي ممكنا بواسطة طائرات C-130، مما سيقلل الوقت المطلوب لنشر القوات البرية، لاسيما في المناطق البعيدة.

ولصالح المنظومة، يجري تطوير طائرات استطلاع صغيرة جدا، وطائرات هيلوكبتر، من دون طيار، وغيرها من المستشعرات الأرضية، التي تستطيع أن تعمل لمدة طويلة، دونما الحاجة لصيانة أو عناية وتظل في الوقت ذاته مرتبطة إلكترونيا، بالإضافة إلى الجيل القادم من الصواريخ فائقة السرعة، وصواريخ "هيل فاير"، وتقنيات جديدة في التقاط صور الأشعة تحت الحمراء.

ويفترض أن تزود منظومة القتال المستقبلي بسلاح واحد، قادر على إطلاق عدد من الذخائر المختلفة، في الوقت ذاته الذي سيكثف فيه الجيش من بحوثه في مجال الأسلحة الكهروبصرية، والأسلحة الكهرومغناطيسية. أما في مجال تدعيم قدرتها على البقاء، والحفاظ على سلامة الطاقم، فإن بحوت الجيش تركز على هياكل الدروع، إضافة للبحوث حول أنظمة الحماية المتقدمة، مثل أنظمة الدفاع أثناء الاشتباك.

2. دبابات الجيش الذكي الصغير

في إطار فكرة الجيش الذكي الصغير وضعت أهداف تصميمية لدبابات المستقبل تهدف إلى خفض الوزن بنسبة تتراوح من 30 إلى 50 بالمائة، حيث سيتراوح وزنها بين 40 إلى 50 طنا، بينما يتراوح وزن الدبابات الحالية بين 68 إلى 70 طنا. ولزيادة القدرة على البقاء والتخفي ستنخفض البصمة الرادارية والحرارية والصوتية للدبابة.

وتطوير الدبابات الجديدة وإنزالها إلى الميدان قد لا يكون ممكنا قبل العام 2010م، وفي غضون هذه الفترة سيجرى تحديث وتطوير متواصلان لسلسلة دبابات "أبرامز"M-1 Abrams.

ولتحسين القدرة على البقاء، ستتضمن دبابات القتال الرئيسية المستقبلية تقنيات معينة، مثل نظم الدفاع النشطة، وتخفيض البصمة، ونظم قتال رئيسية أكثر فعالية، ومستشعرات مدمجة، ومحركات مجمعة بصورة أفضل.

وستستخدم دبابات القتال الرئيسية نظم التحكم بالنيران المتطورة، بينما سيكون التدريع أخف وزنا، ويحقق قدرة أفضل على البقاء.

3. زيادة قدرة نيران الدبابة

تقوم بعض الدول الغربية بمجهودات متعددة في مجال زيادة القدرات الفنية لدبابات القتال الرئيسية باختيار المدفع الرئيسي الأملس عيار 140 مم كعيار جديد للتسليح الرئيسي للدبابات. وأول تجارب عملية لاستخدام هذا المدفع الجديد ستتم على الدبابة "ليوبارد -2" الألمانية.

ويعتبر المدفع 140 مم هدف تطوير للعديد من الدبابات الغربية الحديثة لزيادة قدرتها الفنية. وإلى جانب ذلك توجد الاختبارات والتجارب الخاصة بالمدافع ذات التقنية الحديثة، وفي مقدمتها مدفع البلازما الكهروحراري - الكيميائي. وكذلك يوجد على مستوى الترسانة الشرقية مخطط لتطوير التسليح الرئيسي لدبابات القتال الرئيسية أيضا بزيادة العيار، حيث تزود الدبابات في المستقبل بمدفع أملس عيار 135 مم.

4. التحميل الخارجي لمدفع الدبابة

قامت روسيا ببناء نموذج جديد لدبابة قتال رئيسية مزودة بمدفع كبير محمول بنظام تحميل خارجي، ويتراوح عياره بين 135 – 140 مم، ويتمتع بماسورة طويلة، وهو الأمر الذي يتوقع معه أن تزيد السرعة الابتدائية للطلقة، ولذلك فإن قدرة اختراق الدروع بواسطة الطلقات التي يطلقها هذا المدفع سوف تزيد إذا قورنت بالإمكانيات الحالية للطلقات التي تطلقها المدافع عيار 125مم مششخن والمستعمل في معظم الدبابات الروسية الحديثة.

والميزة الأساسية من استخدام أسلوب التعليق الخارجي للمدفع تتمثل في زيادة صعوبة اكتشاف الدبابة من الأمام، كما أن الوزن الذي جرى اختصاره يمكن استخدامه في زيادة إمكانيات الوقاية بالدرع. ونظرا لأن النموذج الأولي للدبابة الجديدة محمول على شاسيه دبابة طراز "ت - 80" T-80، فإنه يعتقد أن هذا النموذج هو نموذج تجريبي.

ويبدو من ناحية أخرى أن طاقم الدبابة، والذي يتشكل من ثلاثة أفراد، سوف يتواجد في الأمام، بينما سيكون جسم المدفع والذخيرة في المنتصف، والمحرك في الجزء الخلفي من الدبابة، وسيتوافر للمدفعجي أجهزة تصويب ورؤية على كلا جانبي المدفع. وكان أول ظهور علني لهذه الدبابة الجديدة، في ساحة معهد أبحاث الدروع والتكنولوجيا في كوبيكا بضواحي موسكو.

وكانت فكرة استخدام التحميل الخارجي للمدفع، العيار الرئيسي، في دبابة القتال قد جرى استكشافها في منتصف الثمانينات، وذلك عندما قامت شركة "جنرال ديناميكس" بصنع نموذج مطور من دبابة القتال من نوع "ام-1" M-1 مزود بمدفع بنظام التحميل الخارجي عيار 120مم، ماسورة ملساء. وتم إضافة أجهزة الرؤية والتصويب على كلا جانبي المدفع أمام البرج.

وبينما يتمتع الخبراء العسكريون الروس بخبرة عريضة في مجال نظام التعمير الآلي للمدفع، فإنهم يفتقرون إلى الخبرة في مجال أنظمة إدارة النيران وأنظمة التصويب والرؤية، وهى الخبرة المطلوبة لاستخدام مدفع عيار كبير بنظام التحميل الخارجي بكفاءة.

5. تطوير أجهزة نقل الحركة في الدبابة

يركز المهتمون بتطوير دبابات القتال الرئيسية على دراسة إمكانية استخدام أجهزة نقل حركة كهربية، تقوم بنقل الحركة من محركات الاحتراق الداخلي إلى عجلات الإدارة والجنزير، وتقوم بالتحكم والسيطرة في توجيه الدبابة. وتتم هذه الدراسات في شكل مقارنات بين أجهزة نقل الحركة التقليدية الهيدروميكانيكية وأجهزة نقل الحركة الكهربية.

6. نقل المعلومات في الدبابة

ستستخدم دبابة المستقبل أسلوبا لنقل المعلومات من السائق إلى وحدة توليد القوى للحصول على سرعات معينة للدبابة، أو للتغلب على موانع خاصة. ويتم ذلك بواسطة استخدام حاسب آلي يتولى عملية الحسابات، وإصدار الأوامر لوحدة القوى، وفي نفس الوقت يمكن للسائق متابعة وحدة القوى خلال جميع مراحل أدائها من خلال شاشة مناسبة.

ويحقق أسلوب التحكم الرقمي في وحدة القوى، توفير حجم الموصلات والكابلات المستخدمة في التحكم، وإمكانية اختبار المحرك داخل الدبابة في وقت محدود، وتحسين عملية متابعة المحرك أثناء عمله، وتحسين أداء المحرك مع توفير استهلاك الوقود، والمرونة في استخدام المحرك وتطويعه طبقا للموقف أثناء التحرك. ومن المعروف أن هذا النظام قد تم تطبيقه في الدبابة M1 وأنواعها المتطورة.

7. خفض عدد أفراد طاقم الدبابة

حيث إن فكرة الجيش الذكي الصغير تعتمد في أحد شقيها على خفض عدد الأفراد، فإن هناك تفكيراً في خفض عدد أفراد طاقم الدبابة. وفي هذا الإطار عرضت شركة "جنرال ديناميكس" General Dynamics على الجيش الأمريكي دبابة يشغلها فردان، قائد وسائق،وذلك في بيان موجز عن دبابة قتال رئيسية مستقبلية، أقل وزنا من الدبابات التقليدية، ويبلغ وزنها 45 طنا.

وتعلن الشركة أنها تستطيع تصميم دبابة يشغلها شخصان من داخل الهيكل، بدل البرج. مما يخفف الطلب على الحماية بالدروع ويخفض بالتالي من الوزن، وتزداد قدرة الدبابة على الحركة.

ويعمل المدفع بواسطة الكمبيوتر ولكن، لتشغيل الدبابة من داخل الهيكل، يحتاج الطاقم إلي تحسينات مهمة فيما يتعلق بالوضع خارج الدبابة ونظم الرؤية.

أما نقل مستودع الذخائر من البرج إلى مؤخرة الهيكل، حيث يوجد حاليا المحرك، فيؤمن إمكانية أكبر لبقاء الطاقم على قيد الحياة في أثناء الهجوم. وسيثبت محركان بقوة دفع مكثفة في كل حاضن على الجانبين. ومن المتوقع أن يكون نظام القيادة كهربائيا. وقد يدمج التصميم ما بين التكنولوجيا الكهروحرارية والكيميائية والكهرومغناطيسية. وقد يثبت في الدبابة أيضا نظام حماية نشط.

8. الدبابة في مواجهة الطائرات العمودية

نظرا للتوسع في استخدام الطائرات العمودية، المسلحة بالصواريخ المضادة للدبابات، فإنه من المنتظر أن تقوم الدبابات بمهاجمة هذه الطائرات بقذائف متفجرة خاصة على مسافات قصيرة نسبيا، ومن الممكن تزويد الدبابة بقدرات دفاعية ضد الطائرات العمودية باستخدام مدفعها الأساسي، أو بإضافة صواريخ مضادة للعموديات، ويمكن أن تحمل هذه الصواريخ في مستودعات خارجية، أو تطلق بواسطة المدفع الأساسي.

9. نظم القيادة والسيطرة للدبابات

تقوم الولايات المتحدة بتطوير نظم القيادة والسيطرة للدبابات، من خلال تجهيز الدبابة بمعدات إلكترونية متطورة لكل من السائق والقائد والرامي والمعمر، مع تخصيص نظام متابعة يظهر المعلومات على شاشة أمام قائد الدبابة، وتوفير إمكانية تداول المعلومات بين جميع أفراد طاقم الدبابة.

ويتضمن التطوير أيضا استخدام أجهزة لاسلكي متطورة لتحقيق الاتصال داخل الدبابة وخارجها باستخدام جهاز SINGARS وكذلك استخدام مواصلات نقل المعلومات ذات القدرة العالية، حيث يمكن متابعة الموقف التكتيكي الخارجي على الشاشة الموجودة أمام القائد، ويمكن تبادل المعلومات مع باقي طاقم الدبابة حيث تتوفر شاشة لكل فرد من أفراد الطاقم.

أما ألمانيا فتقوم بتطوير نظم القيادة والسيطرة لدبابة القتال الرئيسية، وذلك باستخدام أسلوب النظام المتكامل للقيادة والسيطرة لتحسين نقل المعلومات خلال مراحل العمليات المختلفة بين جميع مستويات القيادة.

10. الدفاع الذكي عن الدبابة

بذلت جهود كبيرة لتطوير نظام دفاع "ذكي" تزود به الدبابات لحمايتها من الصواريخ أو القذائف المعادية. ولتكون هذه النظم فعالة، من الضروري توافر درجة عالية من الميكنة. ومن المؤكد أن كشف الإضاءة بالرادار أو بالليزر، واكتشاف الصاروخ المقترب سيؤدي إلى رد الفعل المناسب.

وتتضمن نظم الوقاية الذكية، والتي يتم البحث والتطوير فيها مجموعة مستشعرات تعمل بالتوازي لتكون قادرة على استشعار العدائيات المختلفة والمنتشرة في أرض المعركة. وقد تكون هذه المستشعرات بصرية، أو حرارية، أو رادارية، أو صوتية. وتعتمد فكرة هذه النظم على التقاط التهديدات ومعالجة بياناتها باستخدام حاسب آلي لتحديد أنسب وسائل التدمير المتاحة وإطلاقها صوب الهدف.

أما نظام الوقاية فيتكون من منظومة متكاملة يرتبط عملها آليا بنظام الاستشعار ومعالجة البيانات، ويحتوي على أنواع متعددة من قذائف تطلق على الهدف في الاتجاه القادم منه لتدميره أو إعاقته.

ومن هذه المقذوفات:

مقذوفات الدفاع الإيجابي لتدمير الهدف، وتهاجم الهدف القادم وتقوم بتفجيره علي مسافات تحقق أمن معدات الدبابة حتى 20 مترا تقريبا من الدبابة.
مقذوفات الدفاع السلبي، وتهاجم المقذوف القادم بأن يطلق نظام الوقاية أنواعا من القذائف التي تعيقه إلكترونيا بغرض تغيير مساره أو تفجيره وهو ما يتم على بعد يصل إلى 20 مترا تقريبا.
ثانياً: الأنظمة العالمية في مجال الدفاع الذكي عن الدبابة

تقوم روسيا بتطوير نظام لحماية الدبابات، يقوم بصد هجوم الصواريخ المضادة للدبابات، ويشمل هذا النظام رادارا متعدد الاتجاهات يمكنه استشعار الصواريخ المهاجمة، ونظاماً للحاسب الآلي معداً لقذف الذخائر، بحيث تأخذ الذخائر المقذوفة شكل قوس حول مقدمة الدبابة والجوانب خلف البرج.

وتذكر المؤسسة الروسية المصممة للنظام بأن عملية إطلاق الذخائر المضادة للصواريخ على شكل قوس لحماية الدبابة تستغرق خمسة أجزاء من الألف من الثانية، بشكل أتوماتيكي، مما يوفر قدرا أكبر من الحـماية للدبابة من الرأس المدمر شديد الانفجار للصواريخ المضادة للدبابات. وتكون هذه الحماية بزاوية مقدارها 300 درجة أمام وحول البرج.

وقد تضمنت النماذج المبدئية من النظام ثلاثة خيارات، ويعد النظام الذي أطلق عليه اسم "ايرينا" ARENA، هو أحدث ما قدمته الصناعة الروسية لدعم المدرعات، وقـد تم استخدامه في روسيا لحماية الدبابة T-90، و T-84، و T-80.

والدبابات الروسية T-90، وT-80 والأوكرانية T-84S مزودة بالنظام المسمى "شورا-1" Shora-1 الذي يحتوى على قواذف دخان ومقذوفات إعاقة تعمل بالأشعة تحت الحمراء. والنظام يتكون من 2-4 أنظمة لاكتشاف أشعة الليزر، ونظام أو اثنين لتشويش الأشعة تحت الحمراء، وقذائف خاصة وحاسب مركزي، ولوحة تحكم.

ويؤمن النظام الدفاع ضد الصواريخ الموجهة بالليزر، فعند اكتشاف الإشعاع الليزري يطلق النظام القذائف التي تتسبب في نشر سحابة من الدخان المضاد لليزر، تجعل مشغل الصاروخ يفقد رؤية الهدف ويجعل التوجيه النهائي نحو الهدف غير ممكن.

ونظام Tshul-7 الروسي هو نظام للتشويش على الهدف، ويعمل عن طريق إطلاق إشارة تحكم تتداخل مع دورة التوجيه للصاروخ، وتتسبب هذه الإشارات في قطع الصلة بين نظام إطلاق الصاروخ، الموجه حراريا، وقدرته على تحديد موقع الهدف.

ثالثاً: استخدام رؤوس اليورانيوم المستنفد لاختراق الدروع

تستخدم المعادن الثقيلة، مثل اليورانيوم المستنفد Depleted Uranium: DU، غير المشع، لزيادة القدرة على اختراق الدروع، بواسطة الشظايا والقدرة التدميرية للرؤوس الحربية، عند اصطدامها بالهدف.

وذخائر اليورانيوم المستنفد هي نوع من القذائف المتفجرة، التي يتم إطلاقها، بوصفها مواد مخترقة، لها قدرة عالية جدا على الإذابة، وهى تستخدم لاختراق دروع المركبات والدبابات بتركيزها على مخزن الوقود. وعند اختراقها للدرع، تنتج كمية هائلة من الطاقة، تذيب وتصهر كل ما في طريقها، وتحدث عندئذ حرائق مهولة.

وهذا الحريق تخرج منه أدخنة تملأ الهواء الجوى المحيط بأكسيدات اليورانيوم. وكذلك تتخلف إشعاعات قوية، وهى التي تسبب التأثير الضار على الإنسان، والذي يصل إلى درجة الإصابة بسرطان الدم "اللوكيميا".

وهذا اليورانيوم عبارة عن ناتج ثانوي من عملية تخصيب اليورانيوم الطبيعي، المحتوى على يورانيوم 235 ويورانيوم 238، بنسبة معينة، وذلك لإنتاج اليورانيوم المخصب المستخدم بوصفه وقوداً في المفاعلات والأسلحة النووية.

وتكون القوة الإشعاعية لليورانيوم المستنفد أقل من اليورانيوم الطبيعي بنسبة 40%، حيث تصل نسبة اليورانيوم 235 في اليورانيوم المستنفد إلى اقل من 4%، ويصدر عنه جسيمات ألفا وبيتا وأشعة جاما، وليست له خطورة إشعاعية كبيرة، حيث إن جسيمات ألفا لا يمكنها اختراق الجلد، بينما جسيمات بيتا لا تخترق الملابس، وأشعة جاما الناتجة قوتها الإشعاعية ضعيفة.

وقد استخدمت ذخائر اليورانيوم المستنفد في كوسوفو، بواسطة الطائرات الأمريكية من طراز A-10 Thunderbolt II التي تستخدم لتدمير المدرعات، وذلك بواسطة مدفعها، الذي يطلق هذه الذخائر. وقد أطلقت القوات الجوية الأمريكية 31 ألف قذيفة من هذه الذخائر، خلال عملياتها في كوسوفو.

رابعاً: أسلحة مضادة للدروع توجه بمستشعرات الموجات الميلميترية

يتميز التوجيه بالموجات الميلميترية عن التوجيه بالرادار التقليدي، الذي يعمل في حيز الميكروويف Microwaves بالقدرة العالية في التحليل Resolution، بالإضافة إلى القدرة على انتشار الموجات الميليمترية في أي وسط، ماعدا المطر الغزير جدا.

ولكن من عيب هذا الأسلوب في التوجيه أنه يوجه الأسلحة قصيرة المدى، فالصواريخ التي تستخدم وفق أسلوب "أطلق وانس" Fire and Forget لن تحتاج إلا إلى هوائي قطره لا يزيد عن 10 سنتيمترات، ويصبح من الصعب الإعاقة على شعاعه، لأنه يمسح بسرعة كبيرة.

وإذا ما بات في الإمكان إطالة فترة تجوال المقذوف أو المنصة التي تحمله في الجو، فسوف يغدو السلاح الموجه بهذا الرادار، وكأنه لغم جوى متجول، مستعد لمهاجمة أية دبابة، تدخل في مجال أدائه الفعال. كما أن صغر حجم هذه الرادارات، وسعرها، الذي سوف يكون منخفضا نسبيا، يسمحان باستخدامها بوصفها أسلحة قليلة التكاليف.

ومن أمثلة ذلك تزويد ذخائر المدافع عيار 155مم برادار ميليمترى، يجعل المقذوف يتجه نحو الهدف بدقة، وكذلك، فإن النظام SWAARM-2000 الألماني، عبارة عن مقذوف "ذكي" مضاد للدروع، مزود بمستشعر يعمل بالموجات الميليمترية، ويحمل 16 رأسا حربية، من طراز "سادارم" Sense and Destroy Armour: SADARM.

خامساً: أسلحة مضادة للدروع توجه بمستشعرات ليزرية

تم إنتاج الأسلحة التي تستخدم تكنولوجيا البحث الدقيق باستخدام الليزر، ومنها صاروخ "هيل فاير". وهذه الصواريخ تستخدم مصدر إشعاع ليزري، ذا كود Code خاص، لإضاءة هدف محدد، وينعكس هذا الإشعاع من الهدف، فيستقبله الصاروخ، ويوجه إلى الهدف.

وفي ألمانيا، يستخدم أسلوب التوجيه بأشعة الليزر للعمل في تطوير المقذوف "بوسارد" Bussard، المضاد للدبابات، والذي يطلق من الهاونات عيار 120 مم.

سادساً: الذخيرة الذكية "بونس" Bonus

طورت شركة "بوفورز" Bofors السويدية، بالتعاون مع شركة "جيات" Giat الفرنسية، المقذوف "بونس" عيار 155 مم، الذي يحتوي على قنبلتين تزن الواحدة 6.5 كيلوجرامات، ومدى المقذوف 34 كم، ويستخدم طابة زمنية، لإطلاق القنبلتين الفرعيتين.

وقد تم تزويد القنابل بأجنحة لتساعد على التوجيه، وتخفيض سرعة الهبوط. ويعتمد توجيه المقذوف "بونس" على استخدام مستشعرات الأشعة تحت الحمراء. ويستخدم المستشعر أسلوب البحث الحلزوني لاكتشاف الهدف في مساحة محدودة،


fig02.JPG


وعندما يتم تحديد الهدف على الارتفاع المناسب، ينفجر المقذوف، ويطلق الرأس الحربي شظايا تخترق الدرع من أعلى. ويتم تداول وتعمير المقذوف بنفس أسلوب التعامل مع مقذوفات المدفعية العادية.

سابعاً: استخدام حقول ألغام برية "ذكية" مضادة للدروع

في إطار فكرة الجيش الذكي الصغير، يتم تطوير بدائل للألغـام البرية، من خلال حقول ألغام "ذكـية" ذاتية الحركة. والمقصود من هذا المفهوم أن الألغام تستخدم شبكة اتصالات مستقلة، وعندما يزيل جنود العدو بعض هذه الألغام من الحقل، فإن هذه الألغام المزالة ترسل تلقائيا إشارات إلى ألغام أخرى في الحقل لتسد الفراغ الناتج.

ويتطلب ذلك وجود اتصالات بين الألغام، ضمن شبكة ذاتية التنظيم، مع قدرة على نقل كتلة وزنها كيلوجرام وأبعادها القصوى 12 سم من كل جانب، وقدرة على التحرك، تسمح لكل لغم بالانتقال إلى المسافة المطلوبة لتحقيق إعادة ترتيب كامل للألغام، تؤمن الثغرة على مسافة نموذجية، لا تتعدى 5 أمتار، خلال فترة تقل عن 10 ثوان، ومقاومة الإجراءات المضادة للاتصالات والتحرك.

وقد أطلقت وزارة الدفاع الأمريكية مشروعا لإقامة حقل ألغام "ذكي"، يتم فيه ربط الألغام المضادة للدبابات بواسطة شبكة حاسبات، مع تبديل مواقع الألغام بصورة آلية، وفق متغيرات الوضع الميداني، وذلك لسد الثغرات على خطوط الجبهة.

ويعرف هذا المشروع باسم "حقل الألغام الملتئم ذاتيا" Self Healing Minefield: SHM، وتم وضع مواصفاته نتيجة عمليات محاكاة بالحاسبات. والهدف من هذا المشروع هو التوصل إلى خفض عدد الألغام الأرضية، وهو ما يتمشى مع فلسفة الجيش الذكي الصغير.

ثامناً: اللغم الذكي "هورنت"

اللغم الذكي الجديد من طراز "هورنت" Hornet،
pic08.JPG



والذي أطلق عليه اسم "ذخائر المساحة الواسعة" Wide Area Munitions: WAM. سيؤدى استخدامه إلى زيادة قدرات القوات، المحمولة جوا، على مواجهة الدبابات.

ويزن اللغم 35 رطلاً، وارتفاعه 13 بوصة، وله شكل طاحونة الهواء، ويستخدم مستشعرات صوتية، وسيزمية Seismic لالتقاط أصوات المركبات المدرعة والدبابات، التي تبعد حتى 650 م، ثم يقوم اللغم بمقارنة هذه الأصوات بالأصوات المحفوظة في قاعدة بياناته، والتي تتضمن خصائص أصوات كل من المركبات المدرعة والدبابات الصديقة والمعادية، وإذا ما تم التمييز، بوصفه هدفاً معادياً، يبدأ اللغم في تتبع هذا الهدف.

وأثناء تتبع الهدف، يطلق اللغم مقذوفا يحمل شحنة متفجرة، تزن خمسة أرطال، وهي شحنة كافية لاختراق جسم الهدف. ويقوم مستشعر الأشعة تحت الحمراء في المقذوف بالتقاط الهدف وتتبعه، والتحويم فوقه. وإذا ما "قرر" المقذوف مهاجمة الهدف، فإنه يطلق رأسا حربية، على شكل قضيب يخترق الدرع.

أما النوع المعدل من اللغم الذكي "هورنت"، فسيمكن للجنود تشغيله وإيقافه من بعد، والتعرف على موقعه، وذلك بفضل جهاز إرسال الراديو، الذي يحمله. فالتسلح بعدد من هذه الألغام يوفر ما يساوى سرية كاملة، مزودة بأسلحة مضادة للدبابات، في ميدان القتال.

ويظهر تأثير اللغم بوضوح عندما يصيب الدبابة أو المركبة المدرعة من أعلى. وقد نجحت تجربته في إصابة دبابتين روسيتي الصنع، إحداهما من نوع T-62، في شهر مايو 1992م، والأخرى من نوع T-72، في شهر سبتمبر 1997م.

تاسعاً: الكمين الصاروخي الذكي "مازاك"

يجرى تطوير صاروخ كمائن مضادة للدبابات. ويحمل هذا الصاروخ رأسا حربية، ويمكنه استشعار الهدف ومعالجة البيانات بطرق يصعب إعاقتها حاليا. ومن بين هذه الأنواع صاروخ كمائن ذاتي الأداء من تصميم فرنسي يسمى "مازاك" MAZAC يطلق ذاتيا بناء على استشعار بصمة صوت محرك الدبابة، ليطير فوقها، ويستشعر مكان المحرك حراريا، لإطلاق قذيفة، لتصطدم بسطح الدبابة من أعلى.


 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

غدا ان شاء الله نستكمل المواضيع والنقاط التاليه :

النظم والوسائل الذكية المحمولة جواً
ا النظم والوسائل الذكية المحمولة بحراً
الصواريخ الطوافة سلاح الردع في الجيش الذكي الصغير
الصواريخ البالسيتية سلاح الردع في الجيش الذكي الصغير
الجيش الذكي الصغير وحرب المعلومات
تحياتي
 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

موضوع ممتاز شكرا اخى محمد:smile:
 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

موضوع رائع جدا
و له ابعاد إستراتجية كبيرة ستؤثر على جيوش العالم
و تغير من شكل الحروب
 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

النظم والوسائل الذكية المحمولة جواً

في إطار فكرة الجيش الذكي الصغير، تتجه الأسلحة الجوية إلى استخدام الطائرات الحديثة، وخاصة الأجيال الجديدة من المقاتلات، متعددة المهام، والمحملة في نفس الوقت بأجهزة حماية ذاتية، بالإضافة إلى الرادارات، والاتصالات، ووسائل الحرب الإلكترونية، والتسليح المرتبط بأنظمة إدارة النيران الآلية المتقدمة.

والمقاتلة الحديثة لا يجوز أن تتقدم في محيط عملياتي دون أن تحدد لنفسها مسارا يحتوى من كل جوانبه على عناصر الأمان، ولذلك فإن الإعداد المكثف للحرب الإلكترونية في إطار مهمة قتالية، يعتبر ذا أهمية قصوى بالنسبة لقائد الطائرة. والمعرفة الدقيقة لخصائص منظومات الأسلحة في ساحة المعركة، إضافة إلى تحديد مواقع الصواريخ والمدفعية المعادية، تسمح برسم مخطط طيران يغلب عليه طابع الأمان.

كما أن التزود بمستشعر متعدد الأشكال والمهام للإنذار المبكر، يسمح بالتأكد من وجود التهديدات المتوقعة، إضافة إلى الكشف عن التهديدات المجهولة والتعرف عليها، مع توفير معلومات دقيقة حول موقعها وبعدها عن الطائرة. وبذلك تتم السيطرة، في الوقت الحقيقي، على الوضع التكتيكي، لإنجاح المهمة المطلوبة من جهة، ولتجنب الخطر من جهة ثانية.

أولاً: المقاتلة الضاربة المشتركة

ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تطوير طائرة مقاتلة للعمل مع كل من: سلاح الجو الأمريكي، وسلاحي البحرية ومشاة البحرية الأمريكية، في نفس الوقت. فهي مصممة لتحل محل الطائرة F-16 في القوات الجوية، والطائرة F/A-18C في البحرية، والطائرة "هارير" AV-8B في مشاة البحرية والقوات الجوية البريطانية. وهذه الطائرة أطلق عليها اسم "المقاتلة الضاربة المشتركة" Joint Strike Fighter JSF
fig03.JPG


والطائرة متعددة المهام JSF. وحجمها مماثل لحجم الطائرة "هورنت" F/A-18، وستضم أحدث تقنيات التخفي، وإلكترونيات الطيران "أفيونكس" Avionics، ويفترض أنها ستدخل الخدمة عام 2008م.

وستحل المقاتلة الجديدة محل سلسلة واسعة من الطائرات التي لها أحجام وأدوار مختلفة. وهذا يقلص تكلفة تطويرها، مقارنة بتطوير ثلاث طائرات مختلفة تماما. وهو الأمر الذي يجعلها جذابة لمتخذي القرار. والأمر يتطلب تطوير نموذج يرتفع بالدفع النفاث ليقدم إقلاعا قصيرا، وقدرة على الهبوط العمودي، وهذا يمثل تكلفة إضافية جوهرية.

ثانياً: نظام تخطيط الهجوم المتكامل

أكدت الحروب التي وقعت في العقد الأخير من القرن العشرين أهمية وجود نظام مبرمج بواسطة الحاسبات الآلية للتنسيق بين هجمات الصواريخ الطوافة، وهجمات طائرات البحرية، وهو ما يعرف باسم "نظام تخطيط الهجوم المتكامل"، ويمثل هذا النظام الأولوية في برنامج الجيل القادم للطائرات الهجومية للبحرية AX.

ثالثاً: عناصر الاستطلاع والإنذار المبكر المحمولة جواً


تتكون عناصر الاستطلاع والإنذار المبكر من طائرات الاستطلاع والإنذار المبكر، والطائرات من دون طيار. وتستخدم هذه العناصر مستشعرات رادارية، ذات مدى كشف بعيد، لتحديد الأهداف المعادية وتتبعها، أو مستشعرات حرارية، تجهز بكواشف Detectors الأشعة تحت الحمراء.

ومن أهم وأبرز البرامج الجاري تطويرها بالولايات المتحدة بهدف إقامة درع مضاد للصواريخ الباليستية، والتي تحوي أجهزة رصد واستشعار متعددة، بجانب الإنذار المبكر والقيادة والسيطرة الأحدث تكنولوجيا، ما يعرف بـ "مركز القيادة المتكامل المتعدد الاستشعار المحمول جوا"، والمحمل في طائرة "بوينج ـ 777".

ويدرس حلف شمال الأطلسي "NATO" إقامة آلية الإنذار المبكر على المستوى التكتيكي لمواجهة تهديد الصواريخ التكتيكية الباليستية. وهناك اقتراح أمريكي، يقضي بتعزيز قدرات الإنذار للحلف وفقا لخطط موضوعة أصلا للخدمة في الولايات المتحدة.

رابعاً: برنامج الوسائل المشتركة لتحليل التضاريس

تطور القوات الجوية الأمريكية، بالاشتراك مع الجيش، برنامج حاسب Software يمكنه التنبؤ بمواقع الأهداف الأرضية الحساسة، مثل منصات إطلاق الصواريخ المتحركة، وأطلق عليه اسم "الوسائل المشتركة لتحليل التضاريس" Joint Terrain Analysis Tools: JTAT.

ويعتمد على دمج عدد من برامج قواعد المعلومات، التي يستخدمها الجيش الأمريكي في الحصول على معلومات استخبارات، للتنبؤ بالمواقع، التي يحتمل أن يخفي فيها العدو مركبات، مثل منصات إطلاق الصواريخ المتحركة.

وعلى الرغم من أن منصات الاستطلاع يمكنها كشف الصواريخ بمجرد إطلاقها، فإن القوات المسلحة الأمريكية تواجه صعوبة في اكتشاف منصات الإطلاق، وخاصة إذا تم إخفاؤها أو تمويهها. وهذا البرنامج يمثل محاولة لتدمير الأهداف، التي تتطلب رد فعل مباشر، لأنها تمثل خطرا واضحا وفوريا، ويمثل اصطيادها فرصة ثمينة.

خامساً: الطائرات من دون طيار

الطائرات من دون طيار، الموجهة عن بعد، والتي يطلق عليها أحيانا "الطائرات غير المأهولة"، أو " المركبات الجوية الآلية"، عبارة عن طائرات، توجه بواسطة موجه في محطة أرضية، أو في سفينة، أو بواسطة حاسب آلي مبرمج موجود على متن الطائرة نفسها. وتزود الطائرة بمعدات إلكترونية لجمع البيانات عما تشاهده حولها، ومعدات استقبال. ويستخدم في توجيه هذه الطائرة موجات الميكروويف.

ففي عملية القوة المتحالفة في كوسوفو دفعت الطائرات من دون طيار، بأسلوب التوجيه عن بعد، من محطات أرضية، ودخلت في مناطق كانت تشكل خطرا كبيرا على الطائرات المقاتلة، التي يقودها طيارون، على ارتفاعات منخفضة، وبالتالي جعلت هؤلاء الطيارين يعملون بأمان على الارتفاعات العالية، لتنفيذ مهامهم.

وقد نشر حلف شمال الأطلسي العديد من هذه الطائرات، التي شملت طائرة الجيش الأمريكي "هنتر" Hunter من صنع شركة TRW، وطائرة سلاح الجو الأمريكي "بريديتور" Predator RQ-1A وطائرة الجيش الألماني CL-289، وكان دور طائرات التجسس هذه هو البحث عن الأهداف العسكرية المعادية، وقد أدت الطائرات مهامها ليلا ونهار، من خلال طيرانها فوق رقعة عريضة من المسرح لكشف مناطق الأهداف المحددة، وإرسال الصور التي تلتقطها إلى القادة في المحطات الأرضية.

وبالإضافة إلى دورها في تحديد الأهداف، كانت هذه الطائرات تقوم بمراقبة نجاح الضربات الجوية، كما أنها كانت تقدم تقييماً فورياً للضرر الذي يصيب الأهداف، بدون تعريض أرواح الطيارين للخطر.

ومن خلال العديد من المهام أثبتت هذه الطائرات جدواها وهى ترافق أكثر من 400 من طائرات الهجوم والإسناد الأمريكية و200 طائرة أخرى من طائرات القوات المتحالفة، ضمن قوات حلف شمال الأطلسي في يوغسلافيا.

وقد أجرت وزارة الدفاع الأمريكية استعراضا لوقائع عملية القوة المتحالفة، وكان في مقدمة المواضيع التي تناولها هذا الاستعراض استخدام الأنظمة والتقنيات الجديدة، وجاء بالدراسة أن الطائرات من دون طيار كانت عنصرا مهماً في عملية القوة المتحالفة، وأن تأثيرها سيخضع بالتأكيد للدراسة، وكان الهدف من هذا الاستعراض هو تجهيز القوات المسلحة الأمريكية لخوض الحروب المستقبلية، وذلك من خلال تحديد ما كان مفيدا وما لم يكن كذلك خلال هذه العملية.

وتعمل وزارة الدفاع الأمريكية بجد في تطوير نوعين من الطائرات من دون طيار لدعم التصور المشترك لعام 2010م الخاص بالسعي نحو التفوق المعلوماتي. وهذان النوعان هما الطائرات من دون طيار التكتيكية، والطائرات من دون طيار التي لها قدرة على التحمل على الارتفاعات العالية High Altitude Endurance: HAE.

· الطائرات HAE

الطائرات HAE ستكون موجودة على مستوى مسرح العمليات، تحت السيطرة الكاملة لقائد قوات المهام المشتركة، ومن شأنها أن تؤمن المراقبة، على مساحة واسعة فوق ميدان القتال. أما الطائرات من دون طيار التكتيكية، فستكون تحت سيطرة قادة أدنى من ذلك، مثلا القادة على مستوى الكتيبة، ومن شأنها أن تؤمن تغطية ذات تركيز اكبر.

والطائرات HAE، عبارة عن نظام استطلاع متطور، محمول جوا، تمثله الطائرة "جلوبال هوك" Plus Global Hawk،
pic09.JPG


وينصب هدف هذا النظام نحو العديد من متطلبات الخدمات العسكرية، والتي تختص بقدرة المراقبة، بعيدة المدى، وقدرة تصوير مساحات واسعة، دعما لقائد مسرح العمليات.

والطائرة عبارة عن تصميم تقليدي لطائرة ذات بدن وجناح وذيل، تعمل بمحرك نفاث، ومهيأة لحمولة صافية، ومدى، وقدرة تحمل معينة، وهى من فئة 24 ألف رطل، وتعمل على ارتفاع 65 ألف قدم، بقدرة تحمّل تصل إلى 12 ساعة.

أما من ناحية الحجم، فيبلغ طولها 44 قدما، وباع جناحها 116 قدما، وهى في حجمها مشابهة لطائرة التجسس U-2، وتبلغ حمولتها الصافية 2000 رطل، وتحمل الرادار، وأجهزة استشعار كهروبصرية/ حرارية، وهى تستطيع بالرادار أن تقوم بمسح منطقة تصل إلى 40 ألف ميل بحري في اليوم، بدرجة دقة أفضل من 3 أقدام.

والطائرات تحلق على الارتفاعات العالية، وتستطيع، عند بدء أي نزاع، أن تعمل من على بعد، مؤمنة استطلاعا مبدئيا لمنطقة العمليات، بدون أن تتسبب في إثارة العدو، وعندما تتصاعد حدة النزاع تستطيع هذه الطائرات أن تحافظ على المراقبة المستمرة، مقتفية أثر جميع حركات العدو، مما يمكّن من تهيئة خطط القتال على أفضل وجه، مع اختيار الأهداف بدقة.

أما إذا تطور النزاع إلى حرب فيمكن لهذه الطائرات أن تؤمن المعلومات الخاصة بجودة التسديد، سواء بالنسبة للطائرات الهجومية، أو الصواريخ الطوافة، كما يمكنها متابعة الهجمات، حتى مرحلة تقويم الأضرار، التي أصابت الأهداف بعد الهجمات.

والمعلومات الدقيقة أثناء الحرب يمكنها أن تؤمن الفوز، فالمعلومات الدقيقة والسريعة يمكنها أن تقرر مصير الحملات، أي أن المعلومات الدقيقة يمكنها أن تحقق الانتصار الحاسم، والطائرات ذات التحمل على الارتفاعات العالية تساعد في التأمين بالمعلومات.

سادساً: أسلحة الطاقة الإشعاعية المحمولة جوا

تعتمد أسلحة الطاقة الإشعاعية على أنظمة أشعة موجهة، عالية الطاقة، مثل أشعة الليزر، وذلك بعد نجاح الأبحاث الخاصة بإنتاج ليزر الإلكترون الحر، حيث أصبح بالإمكان تطوير نظام تسليح شعاعي، محمول جوا، يمكنه اعتراض الصواريخ المعادية في الجو. وقد كانت الولايات المتحدة رائدة في هذا المجال عندما تمكنت من تطوير مولد الشعاع عالي القدرة، تقترب قدراته من الشعاع المطلوب، بوصفه سلاحاً مضاداً للصواريخ.

ويعتبر الليزر وسيلة فعالة للدفاع ضد الصواريخ الموجهة العابرة للقارات. فأشعة الليزر تقطع المسافة من قاعدة الإطلاق إلى الصاروخ المعادى في أجزاء من الثانية، بدلا من الدقائق التي تلزم أي صاروخ مضاد للصواريخ لقطع نفس المسافة.

وتستطيع أشعة الليزر عالية القدرة أن تخترق ألواح الصلب التي يتراوح سمكها ما بين 1.5ـ 2 مم، وفي حالة اصطدام هذه الأشعة بمخزن الوقود في الصاروخ، فإن ذلك يؤدى إلى رفع درجة حرارة الوقود وتفجيره مع الصاروخ كله.

ويتم توليد شعاع "ليزر اليود والأكسجين الكيماوي" Chemical Oxygen Iodine Laser وهذا النوع من أشعة الليزر يتميز بإمكانية إنتاجه في طبقات الجو العليا، كما يتميز باستمراره لفترات طويلة، وهو ما يساعد على توليد شعاع جيد، لمسافة طويلة، تخدم أغراض استخدامه من منصات محلقة جوا.

سابعاً: تجارب الليزر المحمول جوا

كانت تجارب استخدام سلاح الليزر في الولايات المتحدة الأمريكية قد نجحت في تدمير خمس طائرات موجهة من دون طيار من طراز PMQ-34، وكذلك صاروخ من طراز Vandal. وفي إطار مبادرة الدفاع الإستراتيجي Strategic Defense Initiative : SDI الأمريكية، والتي عرفت باسم "حرب النجوم"، أجريت عدة تجارب منها:

1. في عام 1982م، نجح شعاع من الليزر في تدمير صاروخ أرض/ أرض من طراز "ثور" على قاعدة الإطلاق.

2. تمكنت طائرة أمريكية في عام 1983م من تدمير طائرة من دون طيار، بواسطة جهاز يعمل بأشعة الليزر.

3. في عام 1983م، استخدمت أشعة الليزر، ذات الطاقة العالية، في إصابة صاروخ جو/ جو من طراز "سايدويندر" Sidewinder

4. في 19 سبتمبر 1985م، تمكنت أشعة الليزر من تدمير صاروخ من طراز "تيتان" Titan، وهو على قاعدة الإطلاق على الأرض.

ثامناً: النظام الأمريكي لليزر المحمول جوا

تطور القوات الجوية الأمريكية نظام الليزر المحمول جوا،
fig04.JPG


، الذي يحلق فوق مسرح العمليات، على ارتفاع 40000 قدم لاصطياد الصواريخ، أو الأهداف الجوية الأخرى. ويعمل النظام وفقا للخطوات التالية:

1. يحتوى النظام على 6 مستشعرات، تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وتسمى "مستشعرات البحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء" Infrared Search and Track Sensors IRSTS لاكتشاف وتتبع الأهداف في مرحلة الإطلاق الأولى.

2. تقوم هذه المستشعرات بنقل البيانات لمحدد المدى الليزري منخفض الطاقة.

3. ينقل محدد المدى الليزري هذه البيانات إلى جهاز الليزر، الذي يقوم بإضاءة الهدف في أحد نقاطه الضعيفة، مثل منطقة خزان الوقود، كما يقوم بقياس نقاط الخلل في المسار الجوي، الذي سيتبعه الشعاع القاتل.

4. يستخدم النظام كل هذه البيانات في توجيه المرآة العاكسة، التي تتولى توجيه الشعاع القاتل، ثم يتم بعد ذلك إطلاق خليط من الكلورين والأيودين وماء الأكسجين، وهذا الخليط هو الذي يولد الشعاع القاتل عالي القدرة.

5. يعبر الشعاع القاتل ماسورة التوليد.

6. في خلال عبور الشعاع في الجو، يتم تركيزه، وهذا الشعاع غير مرئي للعين الآدمية.

وينتظر أن تتوفر قدرة عملياتية مبدئية للبرنامج بحلول عام 2013م. ويذكر أن التكلفة الإجمالية للبرنامج تصل إلى 11 مليار دولار، متضمنة تشغيل وصيانة النظام لمدة 20 عاما.

وسيحمل النظام على الطائرة "بوينج "، وسيمكن للطائرة توجيه نظم اعتراض أخرى لمهاجمة الهدف، مثل الصاروخ "باتريوت" Patriot، أو الطائرة المقاتلة التكتيكية F-22،
pic10.JPG


حيث يقوم النظام الليزري، المحمول جوا، باكتشاف الصواريخ المحمولة على وسائل نقل متحركة، في أماكن تمركزها في عمق العدو.

تاسعاً: الذخائر "الذكية" التي تطلق من الجو

إن الدور الرئيسي للقوات الجوية هو تدمير أهداف على الأرض، ذات قيمة كبيرة. وحيث إن الدفاعات الجوية أصبحت تتصف بمزيد من الفعالية، فإن أسلحة الجو تسعى إلى الحفاظ على فعالية غارات طائراتها، وذلك بتطوير مقذوفات "ذكية"، تطلق من بعد، ومن خارج غطاء الدفاعات الجوية المعادية.

وحيث إنه من الضروري للطائرات التي تقوم بعملية الاعتراض أن تطلق صواريخها قبل الاشتباك، فإن الطيار يحتاج إلى صواريخ لها القدرة على الاستجابة بسرعة متناهية، وتتميز بالسرعات والمناورات العالية، لضمان إصابتها للأهداف المعادية.

1. ذخيرة الهجوم المباشر المشتركة

من أحدث الذخائر "الذكية"، التي تطلق من الجو، والتي يكمن ذكاؤها في دقة التوجيه، يمكن ذكر "ذخيرة الهجوم المباشر المشتركة" Joint Direct Attack Munition: JDAM ، التي استخدمت في المعركة، لأول مرة، خلال عمليات القوات المتحالفة في يوغسلافيا، وهى العمليات التي شنها حلف شمال الأطلسي ضد الصرب في البلقان. وقد ألقت هذه القنابل طائرات سلاحي الجو والبحرية الأمريكية، بما فيها القاذفة الخفية الحديثة، طراز B-2، التي يمكنها إطلاق حتى 16 قنبلة.

وقد شرع مسؤولون رسميون عن البرنامج بإجراء تحليل للبدائل المقترحة لإجراء تحسينات مختلفة لمجموعة التوجيه المتعلقة بالذخيرة JDAM، والمثبتة حاليا على قنابل طراز MK84، التي تزن أكثر من 900 كجم. وتتضمن التحسينات، زيادة الدقة والمدى، وإضافة أجنحة سهلة النشر للذخيرة، بحيث يزداد مداها من 16 ـ 24 كم حاليا، ليصبح 96كم.

2. الصاروخ AIM-9X

تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتطوير جيل جديد من الصواريخ جو/جو الذكية، القصيرة المدى، تحت اسم AIM-9X، والتي يتمثل ذكاؤها في قدرتها على تدمير الصواريخ الطوافة، وسيتضمن هذا الجيل نفس المحرك الصاروخي للصاروخ AIM-9M، وطابة تفوق المستخدمة في الصاروخ AA-11 الروسي، والصاروخ "ميكا" MICA الفرنسي. ومن المتوقع أن يحل الصاروخ الجديد محل الصاروخ الحالي من نوع AIM-9M "سيد ويندر" Sidewinder، .

عاشراً: تقنية صواريخ السيادة الجوية

في طليعة صواريخ جو/ جو التي تصل لما وراء مرمى البصر Beyond Vision Range Air- to-Air Missile: BVRAAM يبرز الصاروخ جو/ جو، متوسط المدى، المتقدم "أمرام" AMRAAM طراز AIM-120، وقد خلف هذا الصاروخ سلفه Sparrow AIM-7 بوصفه صاروخاً قياسياً، في فئة الصواريخ التي تصل لما وراء مرمى البصر في القوات الجوية الأمريكية.

وتقوم شركة "بوينج" بتنفيذ برنامج "تقنية صواريخ السيادة الجوية" Air Superiority Missile Technology: ASMT الذي يتضمن تطوير فتحات النفث، والطيار الآلي الجديد، وأساليب توجيه متقدمة لتحسين كل من مستوى المناورة والحجم والمدى للصاروخ، مما سيزيد من مستوى ذكاء الصاروخ.

وكل هذه التقنيات ستحقق للصاروخ العمل بزاوية هجوم 90 درجة، بعد ثانية واحدة من الإطلاق، ثم يدور 360 درجة في أقل من ثلاث ثواني، وبعد ذلك يمكنه الاشتباك مع الأهداف على مديات أكبر من 40 كم في الاتجاه الأمامي، و25 كم في اتجاه الخلف. أما الباحث الذي يستخدم تقنية المصفوفات التطابقية، فسيمكن الرادار من العمل في مجال تزيد زاويته على 155 درجة من المحور.

1. الصاروخ "ميكا" MICA

يعد الصاروخ "ميكا"، الذي تنتجه شركة "ماترا" Matra الفرنسية،
fig05.JPG


من الصواريخ التي دخلت الخدمة حديثا على مقاتلات سلاح الجو الفرنسي، على الطرازات المختلفة من عائلة "ميراج-2000"، كما ستزود به المقاتلات الحديثة "رافال".

ويتم استخدام هذا الصاروخ في عمليات القتال المتلاحم، ذات المدى القصير، وعمليات الاعتراض ذات المدى البعيد. وهو صاروخ متعدد المهام، ويتم التحكم في مساره آليا. ولقد أنتج من هذا الصاروخ طرازان يختلفان في نظام التوجيه المستخدم في تتبع الهدف: فالطراز الأول يستخدم الرادار النبضي، بينما يستخدم الطراز الثاني باحثا حراريا عن الصور بالأشعة تحت الحمراء، على موجتين طويلتين، لتمييز الأجسام المتوهجة المزيفة.

ويتميز الصاروخ "ميكا" أيضا بقدرة عالية على المناورة وبمرونة فائقة، مما يسمح باستخدامه في جميع الظروف الجوية، وفي إصابة الأهداف المرتفعة والمنخفضة، والأهداف ذات المدى البعيد، وبحد أقصى 60 كم، وذلك نتيجة لتصميمه الايروديناميكى، الذي يتضمن أجنحة خلفية طويلة، وأسطح تحكم خلفية فاعلة.

2. الصاروخ "ماجيك-2"

تنتج شركة "ماترا ـ بريتش ايروسبيس ديناميكس" الصاروخ "ماجيك ـ 2"MAGIC- 2 MK2 الذي يعتبر من أنجح الصواريخ القصيرة المدى، والتي تستخدم خلال عمليات الالتحام بين المقاتلات. ولقد زود الصاروخ بنظام للبحث يعمل بالأشعة تحت الحمراء، وسجل نسبة إصابة بلغت 90 في المائة في تجارب الطيران التي أجرتها القوات الجوية الفرنسية.

ويراوح مدى هذا الصاروخ ما بين 500 م و20 كم، وسرعته ضعف سرعة الصوت، ويزن 89 كجم، ويستخدم الوقود الصلب. ويتم التحكم في مسار الصاروخ على ثلاثة محاور، لضمان دقة المناورة وسرعة الاستجابة للإرشادات، مما يسهم في أداء نظام الطيران الآلي، وإحكام توجيه الصاروخ إلى منطقة التفجير المحيطة بالهدف.

3. الصاروخ "ميتيور"

قررت المملكة المتحدة تبنى الصاروخ "ميتيور" Meteor لتغطي احتياجاتها من الصواريخ التي تطلق من خارج مدى الرؤية،
pic11.JPG


وهو صاروخ أسرع من الصوت، بفضل نظام الدفع الحديث المجهز به، والذي يزيد من سرعة ومدى اشتباك الصواريخ جو/ جو، مما يقلل منطقة الهروب للهدف.

ويفترض أن يدخل الصاروخ الخدمة في القوات الجوية الملكية البريطانية عام 2008م بوصفه سلاحاً للسيطرة الجوية الأساسي، على متن طائرات "يوروفايتر". كما أن ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا قد أعلنوا عن رغبتهم في الحصول على هذا الصاروخ لتزويد مقاتلاتهم "يوروفايتر" به،

في نفس، الوقت أعلنت فرنسا عن رغبتها في أن تزود بها طائراتها "ميراج ـ 2000 " و"رافاييل"، كما تنظر السويد في إمكانيات استخدامه لتسليح مقاتلاتها من طراز "جريبين" Gripen، الأمر الذي قد يدفع جميع مستوردي تلك الطائرات للاهتمام بهذا الصاروخ.

4. الصاروخ "أسرام"

استطاعت شركة "ماترا" تطوير الصاروخ جو/ جو قصير المدى المتطور "أسرام" Advanced Short Range Air to Air Missile: ASRAAM ،
pic12.JPG


لسلاح الجو الملكي البريطاني، ليستخدم مع المقاتلة "يوروفايترـ 2000" المتعددة المهام.

ويستجيب هذا الصاروخ للمعلومات التي تنتقل إليه من الطائرة، هذا بالإضافة إلى قدرته الذاتية على الانطلاق بعد اكتشاف الأهداف من خلال الباحث في داخل الصاروخ، والذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، كما أن الصاروخ يتمتع بسرعة عالية، وهو مزود بنظام توجيه حراري. ويمكن للمقاتلات التي تستخدم صواريخ من طراز "سايدويندر" Sidwinder أو "امرام" AMRAAM أن تزود بهذا الصاروخ، من دون أية تعديلات، مما يخفض تكلفة تشغيل الصاروخ.

5. الصاروخ IRIS-T

تشترك كل من كندا واليونان وإيطاليا والنرويج والسويد في برنامج تطوير صاروخ IRIS-T، والذي تقود ألمانيا برنامج تطويره، وينتظر أن يبدأ إنتاجه عام 2003م. وعلى عكس صاروخ "أسرام"، الذي يعتمد على تحريك زعينفات ليقوم بمناوراته، فإن كلا من AIM-9X و IRIS-T يعتمدان على مزيج من طريق تحريك الزعينفات، وإعادة توجيه الدفع الصاروخي للنفاثات، لتوجيه الصاروخ لهدفه.

والصاروخ IRIS-T مصمم للاشتباك على زاوية 90 درجة من المحور، وهو يستخدم محركا له سرعتان لتقليل حرارة الاحتكاك بالهواء عندما ينطلق الصاروخ من على قضيب الإطلاق. ويصل الصاروخ إلى سرعته القصوى بعد ثانيتين من الإطلاق. والتصميم الحديث للصاروخ يقلل من قطر مرحلة الدفع.

6. الصاروخ R-77

تزود المقاتلات الروسية الصنع، مثل "ميج ـ 29"، وسوخوى SU-27 بصاروخ طراز R-77 RVV-AE،
pic13.JPG


الذي يصل مداه إلى 100كم، وهو ما يزيد عن أقصى مدى لإطلاق الصواريخ "أمرام" الأمريكية. ووزن الصاروخ R-77 عند الإطلاق 175كجم، بينما يزن الصاروخ "أمرام" 185كجم.

والصاروخان متقاربان في الطول، ولكن قطر الصاروخ R-77 أكبر، وبالتالي، فإن له هوائي أكبر مركب في الباحث طراز B-1348E، ومدى إطباقه على الهدف 16كم. أما مدى عمل وصلة نقل المعلومات الخاصة به فهو 50 كم، ووزن الرأس المدمر 22كجم، وهو بنفس حجم رأس الصاروخ "أمرام" تقريبا.

والصاروخ R-77 مصمم أيضا للتحميل الداخلي، وأسطح اتزانه في الذيل مصممة بحيث يمكن طيها بسهولة، فعند طي الذيل، يكون الصاروخ مدمجا، ويمكن إطلاقه من حاوية ملاصقة لجسم الطائرة، أو من داخل الجسم.

والطائرة الروسية SU-35 ستزود برادار إيجابي تحذيري في مؤخرتها، يمكنها من إطلاق صواريخها في اتجاه الخلف. ويمكن أن يعمل بهذا الأسلوب الصاروخ R-77 المعد للإطلاق الأمامي، وذلك بعد تجهيزه ليطلق في اتجاه الخلف.

7. الصاروخ R-77M

تقوم روسيا بتطوير طراز بعيد المدى من الصاروخ R-77 ويطلق عليه R-77M أو RVV-AE-PD، وهو يستخدم محركاً يعمل بالوقود الصلب، وهو أثقل وزنا من الصاروخ الأساسي، فوزنه عند الإطلاق 225 كجم. ومداه 160 كم، مما يضعه في قائمة الصواريخ بعيدة المدى، حيث يعادل مداه المؤثر مدى الصاروخ "فونيكس" Phoenix نوع AIM-54.

8. الصاروخ "دارتر"

تنتج شركة "دينيل"Denel في جنوب أفريقيا الصاروخ جو/ جو من الجيل الخامس، طراز "دارتر" A-Darter،
pic14.JPG


ومن المتوقع أن يتبع هذا الصاروخ الطراز U-Darter الموجود حاليا في الخدمة مع سلاح الجو في جنوب أفريقيا.

9. الصاروخ "بيثون-4"

تطور شركة "رفائيل" Rafeal الإسرائيلية الصاروخ جو/ جو القصير المدى "بيثون ـ4" Python-4، المستخدم في سلاح الجو الإسرائيلي. وقد اختارت له الشركة الإسرائيلية باحث يعمل بمصفوفة مسح.

حادي عشر: الرؤوس الحربية الحاملة في الذخائر المحمولة جوا

الرؤوس الحربية الحاملة برزت منها طرازات مختلفة، من أهمها السلسلة الأمريكية Rockeye، والسلسلة الروسية Bazalt RBK 500، إلى جانب الفرنسية Matra/Beluga والبريطانية Hunting BL 755.

· الصاروخ JSOW

الصاروخ التكتيكي الأمريكي JSOW AGM-154A، يطلق قنيبلات فعالة ضد أهداف، مثل رادارات الدفاع الجوى، وتجمعات المركبات. والنموذج الثاني هو السلاح JSOW AGM-154B يطلق ست ذخائر ثانوية طراز BLU-108.

والصاروخ JSOW AGM-154A مصمم لتزويد الطائرات التكتيكية بقدرات لتدمير الأهداف المعادية من مسافات بعيدة، بما يضمن سلامة هذه الطائرات.

ثاني عشر: الرؤوس ذات المحركات الصاروخية

تحولت الذخائر ـ إلى حد ما ـ وبصورة تدريجية، إلى نظم متكاملة تتوفر فيها أسطح التحكم ومجموعات التوجيه، مع إمكانيات التزود بأجنحة إنزلاقية ومحركات دفع صاروخية. وقد نجحت على سبيل المثال شركة "ايروسباسيال" الفرنسية في إعطاء رأس المقذوف شكلا انسيابيا، كما هي الحال في القنبلة AS-30L المطورة على شكل صاروخ بسرعة 1.5 ماخ، وبوزن 240 كم، لتحقيق مدى عشرة كم.

وطورت الشركة البريطانية "جيك ماركوني" Gec-Marconi فئة القنابل المجنحة ذات المحركات الصاروخية، طراز PGM-500 الذي تزن رأسه الحربية 225 كيلوجرام، ثم طراز PGM-2000 مع وزن مضاعف تماما. وإذا كانت إحدى مزايا هذه الفئة، اختيار التوجيه بالليزر أو بالتلفزيون، فإنه يمكن أيضا تحقيق مدى إضافي من خلال تجهيز القذيفة بمحرك صاروخي.

1. القنابل "بيف واى"

قد تكون سلسلة قنابل "بيف واى" Paveway الأمريكية،
fig06.JPG



في طليعة النظم الموجهة ليزريا، خاصة من خلال الطراز الأحدث Paveway III، القادر على تحقيق الإصابات الدقيقة، من مستويات منخفضة، والمزود بموجه رقمي تلقائي لتحديد مسار القذيفة في منتصفه، قبل تعديله، بأفضل سيناريو ممكن لمهاجمة الأهداف. ومن مزايا هذا الطراز أيضا، توفره بعدة أنواع، حسب وزن القنابل، الذي يراوح بين 450 و 900 كجم.

2. قنابل BGL

طورت الشركة الفرنسية "ماترا" MATRA، التي تشكل جزءا من التكتل الأوروبي EADS، سلسلة قنابل BGL ذات التوجيه الليزري، والتي تتمتع بقدرة فائقة على الإصابة، كما أنها صممت للإحكام على الأهداف على مدى 7 كم، من علو أدنى من مائة متر. ويعتبر طراز "أركول"، المتفرع عن هذه الفئة، زنة 1000 كجم، بالغ الفعالية في تنفيذ عمليات تفجير قواعد الجسور.

ثالث عشر: تحويل القنابل العادية إلى قنابل ذكية

يقوم سلاح الجو الأمريكي بأعمال التقويم لنظام يقوم بتحويل القنابل العادية ـ غير الذكية ـ إلى قنابل ذكية، وذلك بإضافة خاصية دقة التوجيه للقنبلة الصماء. كما يوفر هذا النظام طول المدى، بحيث يمكن إطلاقها من منطقة أمان Stand Off.

ويحقق هذا النظام زيادة مدى القنابل من 40 إلى 60 ميلاً بحرياً، حسب ارتفاع الطائرة القاذفة. وهذه القنابل يمكنها تنفيذ نفس المهام، التي تقوم بها الذخائر الحديثة الموجهة، التي تنطلق من منطقة أمان، مثل ذخائر الضرب المشترك Joint Stand Off Weapons: JSOW من طراز AGM154 A/B مع توفير كبير في النفقات.

وقد أجريت في 16 مايو 2001م تجربة على دمج النظام المذكور مع القنابل من نوع GBU-87، حيث قامت إحدى الطائرات طراز F-16 التابعة لسلاح الجو الأمريكي، وهى تطير بسرعة 0.8 ماخ، على ارتفاع 12000 قدم، بإطلاق القنبلة، حيث أصابت هدفها بدقة كبيرة.

وتعتبر القنبلة GBU-15 تطويراً للقنبلة العادية طراز MK-84 زنة 2000 رطل، حيث تم إضافة عدة وحدات إليها لتحويلها من قنبلة عادية إلى قنبلة موجهة. وهذه الوحدات هي: وحدة توجيه تليفزيوني، وحدة تحكم، وحدة نظام ربط البيانات، ووحدة قياس المسافة. وتستخدم هذه القنبلة ضد الأهداف الأرضية الثابتة، مثل مراكز القيادة والسيطرة، والمطارات، ومواقع الدفاع الجوي والكباري. ويمكن تحميل القنبلة على العديد من الطائرات، مثل، F – 15 وF – 16 وF – 18 ويمكن إسقاط القنبلة من ارتفاعات مختلفة، تبدأ من 2000 قدم، وبالتالي يختلف مدى القنبلة طبقا للارتفاع عند الإسقاط.
 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

موضوع جداااااااااااااااااااا رائع ومتميز
يستحق التثبيت​
 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

في الحقيقه اخي محمد الموضوع جمييييييييل جدا ورائع
ومتعوب عليه شكرا جزيلا لك

ولاكن اخي اين العرب من هذا ماذا سنفعل بما ان التكنلوجيا الغربيه وانظمه التوجيه قادر الغرب على التشويش
عليها وتعطيلها في اوقات الحروب

ما هو البرنامج العربي لجندي المستقبل
وهل هناك دوله اسلاميه تتبني برنامج ممثال لهذا البرامج

المستقبل بعلم الله ولاكن حالنا هكذا مقلق جدا
 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

المبحث السادس

النظم والوسائل الذكية المحمولة بحراً



الحاجة إلى سفن السطح الذكية

تحتاج القوات البحرية إلى امتلاك سفن سطح ذكية نتيجة اتساع مسرح العمليات البحرية، وأن سفن السطح أصبحت معرضه للخطر بشكل متزايد، نتيجة لتزايد قدرات الأسلحة المعادية، خاصة مع تطور الصواريخ المضادة للسفن، وزيادة القدرات الهجومية لكل من الطائرات والغواصات، مما جعل جدوى السفن في مسرح العمليات الحربية موضع تساؤل مع كل توتر ينذر بالحرب.

تصميم السفن الذكية


يكمن ذكاء السفن في قدرتها على التخفي عن المستشعرات المعادية. ولذلك فإن من أولويات تصميم هذه السفن أن تكون الأجناب والأسطح العلوية للسفينة مستوية، حتى تقل احتمالات الكشف الراداري، مما يصعب على العدو تحديد توصيف السفن.

ويمكن تقليل البصمة الرادارية للهدف البحري باختيار الشكل والأبعاد، بحيث تعكس الأسطح الخارجية الأشعة الرادارية الساقطة عليها بعيدا عن مصدر الإرسال المعادى. ويتحقق ذلك بجعل اتصال الأسطح بالمنشآت العلوية يتم بأجناب مائلة.

ويركز التصميم الجديد للسفن الحديثة على جعل أسطح الأجسام، الموجودة على السطح، ذات انحناءات ملساء.

ويهدف التحكم في الإشعاع الحراري إلى تخفيض البصمة الحرارية للقطعة البحرية، وتقليل إشعاعها الحراري بحيث يسهل الدفاع عنها باستخدام وسائل الإعاقة السلبية الحرارية.

والمناطق الرئيسية التي تتم معالجتها لخفض البصمة الحرارية هي المدخنة والمناطق الملاصقة لفتحات العوادم. وإحدى أساليب خفض البصمة الحرارية تتمثل بجعل فتحة العادم تحت سطح الماء، وتبريد الأسطح المعدنية، كما يمكن تبريد العادم بخلطه بهواء بارد يسحب من الجزء العلوي للمدخنة.

السفينة الخفية

كانت المتطلبات التقليدية في السفن الحربية هي السرعة والقدرة على البقاء في البحر، وإمكانية المناورة العالية، وتحمل الصدمات، وكذلك القدرة على القيام بأكثر من مهمة، مع قلة التكلفة. ولكن إزاء مواجهة التهديدات التي تمثلها الصواريخ سطح/ سطح، المتطورة تكنولوجيا، ظهرت الحاجة إلى سفن لها قدرة على البقاء وسط هذه التهديدات، ويتمثل ذلك في تقليل البصمة الخاصة بالسفينة، سواء كانت البصمة الرادارية، أو الحرارية، أو الصوتية، أو المغناطيسية، أو السيزمية.

والسفن الخفية تكون أقل عرضة للتهديد بواسطة الصواريخ الموجهة راداريا، أو بالأشعة تحت الحمراء.

وتقوم البحرية الأمريكية بتصميم فئة جديدة من السفن القتالية، تختلف اختلافا جذريا عن السفن الحالية، أو تلك التي ستدخل الخدمة في المستقبل القريب. وإذا كتب لهذه التصميمات النجاح ستستعيد سفينة السطح دورها بوصفها وحدة ضاربة مستقلة في الأسطول البحري، كما كانت.

وحسب بعض التصميمات، التي كشف النقاب عنها، سيكون شكل السفن الجديدة انسيابيا، مع خط علوي منحنٍ. ويصنع الهيكل من مواد مركبة، مثل "الجرافيت"، مع أنظمة تبريد خاصة لخفض الإشعاعات تحت الحمراء، المتولدة من المحرك. أما قبطان السفينة فسوف يقودها من مركز عمليات تحت مستوى الماء، ولا يستخدم المساحة العلوية إلا عند الاقتراب من المرفأ.

الإخفاء الراداري للسفن

تتراوح الترددات المستخدمة في معظم أجهزة الرادار بين 10 ميجا هرتز و 300 جيجا هرتز، ويتوقف انعكاس موجات الرادار من الهدف على مساحة مقطعه الراداري Radar Cross Section: RCS وزاوية اتجاه الشعاع الراداري، ومعامل امتصاص المواد المصنوع منها الهدف، وكذلك تردد الموجة الرادارية وشكل نبضاتها. وتنعكس الأشعة الرادارية من جسم الهدف البحري وإنشاءاته العلوية مثل نظم التسليح والسلالم وقواذف الصواريخ وهوائيات الرادار.

ويمكن التقليل أو التحكم في البصمات الرادارية للمعدات بأساليب عديدة منها:

1. تصميم السطح الخارجي بما يقلل مساحة المقطع الراداري للهدف.

2. تغطية الأسطح بمواد ماصة للموجات الرادارية Radar Absorbing Materials: RAM

3. استخدام وسائل الإعاقة المختلفة السلبية والإيجابية.

تقليل البصمة الصوتية

يتم التحكم في البصمة الصوتية للسفن بتصنيع الأجزاء المتحركة من مواد منخفضة الصوت عند الاحتكاك، حيث إن المصادر الرئيسية للضوضاء والاهتزازات في السفينة عادة ما ترتبط بعمل الماكينات الرئيسية أو المساعدة، وكذلك من دوران الرفاصات.

استخدام نظم قيادة وسيطرة ذكية

تزداد فعالية السفن الحديثة بزيادة قدراتها الهجومية والدفاعية، وباستخدام نظم قيادة وسيطرة ذكية، يمكنها تنسيق مهام السفينة مع المستشعرات، التي قد تتواجد على مسافات قريبة. وعلى سبيل المثال، فإن المدمرة الأمريكية "ايجيس" Aegis سيمكنها توجيه وإطلاق المقذوفات، التي تحملها سفن أخرى، قريبة منها.

تكامل وسائل الدفاع الذاتي عن السفن

يجرى تطوير نظام متكامل للدفاع الذاتي عن السفن يجمع بين الأنظمة المنفصلة، مثل نظم التسليح، ووسائل الحرب الإلكترونية.

مدمرة المستقبل DD-21

ظهر برنامج تطوير المدمرة DD-21،
fig07.JPG


نظرا للحاجة إلى وسيلة جديدة لمهاجمة الأهداف الساحلية والأرضية، من مسافات كبيرة في البحر، ولتقديم دعم نيراني كثيف لقوات الإبرار البحري. وقد ساعدت التقنيات الجديدة في مجال المستشعرات المتقدمة والأسلحة،والرؤوس الحربية، على قبول الإدارة الأمريكية لمشروع تطوير هذه المدمرة.

وتقوم الشركات الأمريكية بتصميم مدمرة المستقبل DD-21 للهجوم الأرضي، ويظهر هذا التصميم استخدام مدفعين من عيار 155 مم المتقدم لتجهيز المدمرة من الأمام، كما يظهر وجود مهبطين للطائرات العمودية في مؤخرة المدمرة، يتسعان للطائرات العمودية البحرية من طراز سيكوريسكى SD-60، أو للطائرة من دون طيار، ذات الإقلاع القصير والهبوط العمودي.

ويتيح هذا التصميم إجراء عمليتين قتاليتين في وقت واحد، بحيث، يمكن للطائرات العمودية الإقلاع والهبوط، واستخدام المدفعين 155 مم في القصف في نفس الوقت. وقد روعي في تصميم البدن خفض البصمة الرادارية.

والتصميم يحتوى على مجموعة متكاملة من نظم الحرب البحرية تحت الماء، مما يمكن المدمرة من أن تقوم باكتشاف الألغام البحرية، والقيام بعمليات ضد الغواصات، واكتشاف الطوربيدات المعادية المهاجمة، باستخدام السونار، وأنظمة الاستشعار المثبتة بالبدن.

ويمكن للمدمرة DD-21 أن تحمل أكثر من 250 صاروخ، تطلقها من خلال القواذف المناسبة. وهذه الصواريخ من أنواع متعددة، تشمل صواريخ "توماهوك" للهجوم الأرضي، وصواريخ Standard-2 وصواريخ "سى سبارو" Sea Sparrow. كما سوف تجهز المدمرة بمدفعين من عيار 40 مم في المؤخرة، للدفاع الذاتي القريب.

وستحمل هذه المدمرة على متنها طاقما لن يزيد عدده عن 95 فردا فقط، وهو ما يتمشى مع فكرة الجيش الذكي الصغير، من حيث تقليل عدد الأفراد. وستعتمد بشكل كبير على النظم الإلكترونية والآلية لأداء معظم المهام، التي عادة ما يقوم بها الطاقم.

ويتمثل جزء من ذكاء المدمرة في التقنيات المتقدمة للخفاء، وخاصة في تصميم البدن، حيث يتميز بأنه انسيابي. كما تتميز المدمرة ببرج صغير أملس، لا يحتوي على زوايا حادة كثيرة، ومعظم الأجزاء والمعدات السطحية، أصبحت داخل جسم المدمرة، وذلك لتقليل البصمة الرادارية قدر المستطاع.

وتتسلح المدمرة بما يزيد عن 250 صاروخ من مختلف الأنواع، بالإضافة إلى المدفعين عيار 155مم، اللذين تم تصميمهما، خصيصا لهذه المدمرة. وقد تم مراعاة خواص الخفاء في شكل المدفع بحيث يشتت الأشعة الساقطة عليه. ويصل مدى هذا المدفع إلى حوالي 100 ميل بحري، عند قصف الأهداف الأرضية، و30 ميل بحري، عند قصف الأهداف البحرية الأخرى، ويطلق 12 قذيفة في الدقيقة، ويتحرك بشكل آلي تماما.

تحسين منصات المدفعية والصواريخ على السفن

إن التحسين المستمر في تنويع منصات المدفعية والصواريخ المثبتة على متن السفن، جعل الولايات المتحدة وبريطانيا تقومان بتنفيذ برنامج مشترك لتطوير مواسير الطوربيد البحري، المضاد للسفن، حتى يمكنها إطلاق الصاروخ "توماهوك التكتيكي للهجوم الأرضي" Tactical Tomahawk Land Attack وسوف يسمح هذا البرنامج للغواصات بإطلاق صواريخ "توماهوك" من أنابيب الطوربيد الموجودة بها، كما يسمح للبحرية الأمريكية بإطلاق هذه الصواريخ من دون نظام إطلاق رأسي.

وسوف تستخدم أحدث ما أنتج من الصواريخ "توماهوك"، وهي "بلوك 4" Block IV، في عمليات الدمج بين الصواريخ "توماهوك" ومواسير الطوربيدات البحرية الخاصة بالغواصات، والتي سوف تدخل الخدمة عام 2003م، وذلك بالإضافة إلى استخدام النسخة الموجودة حاليا في الخدمة من الصواريخ " توماهوك" في الإطلاق من مواسير الطوربيدات التقليدية، والتي تختلف عن القواذف الخاصة بالصواريخ في أن منصات الإطلاق سوف تكون مغمورة في الماء، ويلزم لذلك إجراء بعض التعديلات، بدلا من تطوير قواذف جديدة تكون مرتفعة التكاليف.

نظم إطلاق الصواريخ الرأسية

ستصبح نظم الإطلاق الرأسية Vertical Lunch Systems: VLS للصواريخ هي النظم السائدة في سفن المستقبل بشكل عام، حيث لا تتطلب هذه النظم وحدات معقدة للدوران. ولا تحتاج إلى الكثير من الصيانة، نظرا لقلة عدد القطع التي تتحرك بها.

وستحتوي سفن المستقبل على عدد كبير من أنابيب الإطلاق، مقارنة بالقواذف الصاروخية المستخدمة على الوحدات البحرية حاليا، وستستطيع التعامل مع مجموعة واسعة من الصواريخ، دون تعديلات، كما أن نظم الإطلاق الرأسية تقلل كثيرا من البصمة الرادارية للوحدة البحرية، وذلك لأنها تكون داخل جسم السفينة.

وتستخدم البحرية الأمريكية، بشكل أساسي، نظام الإطلاق الرأسي MK 41 VLS، وكذلك النظام الأصغر MK48 VLS لإطلاق صواريخ الدفاع الجوي قصيرة المدى، والصواريخ "سي سبارو" Sea Sparrow وصواريخ سي سبارو المتطورة Evolved Sea Sparrow Missile: ESSM.

وتقوم فرنسا بتطوير نظام الإطلاق الرأسي "سيلفر" Sylver، وذلك لاستخدامه على الفرقاطة "هوريزون" Horizon الجديدة لإطلاق الصاروخين "استر-15/30" Aster-15/30.

الصاروخ "هاربون بلوك -2"


يحتوي الصاروخ الجديد من طراز "هاربون بلوك-2" Harpoon Block 2 على باحث راداري، وجهاز حاسب جديد، وسيعتمد على نظام GPS للملاحة ولتحديد مواقع الأهداف. ويمكن استخدام هذا الصاروخ ضد سفن السطح، أو الأهداف الساحلية.

شبكة الدفاع الصاروخية البحرية

تتميز شبكة الدفاع الصاروخية البحرية، التي ستستخدم لمواجهة الصواريخ الباليستية، بقدرة القطع البحرية، التي ستحمل الصواريخ المدافعة، عن العمل قريبا من شواطئ الدول المعادية، والتي تمتلك قدرة صاروخية باليستية. ولذلك فإن هذه الشبكة لديها فرصة أفضل لاعتراض الصواريخ المعادية، في المراحل الأولى من إطلاقها.

وقد أنهت وزارة الدفاع الأمريكية المرحلة الأولى من الدراسة الخاصة بتقويم مدى كفاءة نظام بحري متكامل للتصدي للصواريخ، على ثلاثة مستويات مختلفة، والذي سوف يكون حجر الأساس في أي نظام مستقبلي لاعتراض الصواريخ الباليستية من البحر، بوصفه جزءاً من برنامج الدفاع القومي ضد الصواريخ.

وأوضحت هذه الدراسة أن إنشاء شبكة صاروخية للدفاع ضد الصواريخ من على متن القطع البحرية يعتبر اختيارا ممكنا من الناحية العملية، ومتاحا أمام جهات اتخاذ القرار في البنتاجون، حيث لا توجد معوقات كبيرة تواجه إقامة مثل هذا النظام من الناحية الفنية.

ونظم الاعتراض الصاروخية البحرية سوف تعتمد على الأبحاث والتطويرات التي تنفذ بالفعل من أجل شبكة الدفاع المخطط إقامتها على الأرض. فالنظم البحرية يمكن أن تستخدم نفس الرأس الحربي، ونظم إدارة المعركة والاتصالات، المستخدمة في النظم المقامة على الأرض. بل ويمكن تجهيز النظم البحرية وإدخالها الخدمة قبل النظم الأرضية.

وحددت الدراسة ثلاثة نظم اعتراض بحرية للدفاع ضد الصواريخ على ثلاثة مستويات. وهذه النظم سوف تستخدم وحدات الإطلاق العمودي للصواريخ، الموجودة حاليا على القطع البحرية. وهذه النظم هي:

1. نظام مسرح العمليات البحرية الشامل المحسن Enhanced Navy Theater Wide، ويتكون من ثمانية صواريخ، محمولة في وحدات إطلاق الصواريخ الحالية، الموجودة على الوحدات البحرية. ويعتمد النظام في نظرية عمله على أسلوب الدفاع الشامل عن مسرح العمليات البحرية، الموجود حاليا في البحرية الأمريكية. ويتوقع أن تبلغ سرعة هذه الصواريخ 4.5 كم/ الثانية، وسوف يزود برأس حربي جديد.

2. النظام Improved 8-Pack، وهو يعتبر نظاما جديدا تماما، وستصل سرعة الصاروخ الاعتراضي إلى 5.5 كم /الثانية، كما سيزود برأس حربي أكبر وأكثر قوة.

3. النظام New 6-Pack وهو أكبر النظم من حيث المدى، وسوف يتكون من 6 صواريخ فقط، محمولة في وحدات إطلاق الصواريخ الموجودة على القطع البحرية. وسرعة الصاروخ الاعتراضي في هذا النظام تصل إلى 6.5 كم /الثانية، وسوف يستخدم نفس الرأس الحربي المصمم للصواريخ الأرضية في برنامج الدفاع القومي المضاد للصواريخ NMD

أهمية شبكة الدفاع البحرية في الفكر العسكري الأمريكي

في الفكر العسكري الأمريكي، لا غنى عن مشاركة القوات البحرية في اعتراض الصواريخ في المستقبل. فلا يوجد داع للمخاطرة باعتراض الصواريخ فوق أراضي الولايات المتحدة، أو بالقرب منها، في حين أنه يمكن اعتراضها في أعالي البحار، أو بالقرب من مناطق إطلاقها.

فخطر امتلاك الدول، التي تصفها واشنطن بأنها "المشاغبة"، للصواريخ الباليستية المتقدمة، سيكون في تزايد مستمر. والشبكة الصاروخية البحرية سوف تكون هي السلاح الوحيد القادر على التصدي لهذه التهديدات، البعيدة نسبيا، عن الأراضي الأمريكية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك تقبلاً عاماً ومتزايداً لفكرة الشبكة الصاروخية البحرية من قبل المسؤولين عن برامج الدفاع ضد الصواريخ.

نظم الأسلحة الاعتراضية البحرية الأمريكية

تقوم البحرية الأمريكية بتطوير نظم من الأسلحة الاعتراضية لمواجهة الصواريخ الباليستية. وهذه الأسلحة تعتمد على تصميم صاروخ الدفاع الجوي "ستاندرد" Standard طراز SM-3، ذو المدى الطويل، والذي يستخدم مع المدمرة "ايجيس" Aegis،
pic15.JPG



وهذا الصاروخ مصمم لتدمير المقذوفات الباليستية المعادية، خارج الغلاف الجوي، وذلك من خلال اصطدام رأسه الحربي، العالي السرعة، بالمقذوف المعادي. أما برنامج البحرية للدفاع المساحي، فيهدف إلى مواجهة المقذوفات الباليستية على ارتفاعات أقل، باستخدام الطراز Block IVA، المطور من الطراز SM-2 للصاروخ "ستاندرد" STANDARD.

رادارات خاصة للبحرية

المقذوفات المضادة للصواريخ الباليستية تحتاج إلى رادارات لها قدرات خاصة، ولذلك يخطط سلاح البحرية الأمريكية لتطوير طرازات جديدة من الرادارات، المحمولة على السفن، لتتكامل مع منظومة المقذوفات الاعتراضية، التي ستسلح بها سفن السطح، للقيام بمهام الدفاع ضد الصواريخ الباليستية في المستقبل.

الغواصات في تسليح الجيش الذكي الصغير


لن يستغني الجيش الذكي الصغير عن سلاح الغواصات في قواته البحرية. فالغواصة واحدة من أهم وأخطر السفن الحربية التي تقوم بالعديد من المهام في الحروب البحرية، مثل العمليات الهجومية ضد السفن والغواصات المعادية، والاستطلاع البحري للشواطئ والموانئ والقواعد البحرية، ودفع عناصر القوات الخاصة من الصاعقة البحرية والضفادع البشرية إلى مناطق عملياتهم وبث الألغام أو تأمينها.

ومع مرور الزمن زادت كفاءة وقدرات الغواصات من حيث السرعة والأمان والفاعلية، فقد توفرت لها درجة عالية من الأمن والسلامة سواء في تحركها على سطح الماء أو في أعماقه، كما زادت قدرات الغواصات من حيث طول المدى والسرعة والقدرة على المناورة والغوص إلى أعماق أبعد، بالإضافة إلى إمكانية الملاحة تحت السطح دون الحاجة إلى الصعود أو استخدام مناظيرها فوق سطح الماء لتحديد موقعها.

والغواصات الهجومية، متوفرة في آلية تقليدية إلى جانب آلية الدفع النووي، وتتمتع تقريبا بالدرجة نفسها من التخفي، مع ممارسة دور فعال ومكمل للسفن السطحية، سواء على مقربة من الشواطئ، أو في أعالي البحار.

وما يميز سلاح الغواصات أيضا، هو أنه يضع الطرف الآخر في حالة من اليقظة الدائمة، مما يضاعف من مناخ نفسي يسوده التوتر. وحتى لو لم تتدخل الغواصة في أي عملية بحرية مباشرة، فإن باستطاعتها نثر حقول الألغام في مواقع حساسة، أو اختراق مجال بحري معين لمراقبة واستطلاع المياه الإقليمية.

وقد حدث تطوير هائل في نظام وأساليب القتال ضد الغواصات، مما حفز مصممي الغواصات على إنتاج غواصات أكثر تطورا، فجرى سباق محموم بين الغواصات والأسلحة المضادة لها.

وعلى امتداد عقود الحرب الباردة، كان الشغل الشاغل للمواجهات البحرية المحتملة، أن تتم في أعالي البحار، حيث يتكثف انتشار الغواصات النووية والنظم التسليحية والوسائط المضادة. وكل ذلك، استدعى اليقظة الدائمة وإحاطة المفاوضات للحد من التسلح الإستراتيجي بمناخ من الحذر، مع وضع الخطط والتصميمات لتطوير نظم جديدة، أكثر دقة، وأبعد مدى، وأقل حساسية أمام الاكتشاف.

والفارق النوعي الآن، يتمثل في انتفاء الحاجة كليا لسيناريوهات مماثلة من جهة، والقدرة المتزايدة للغواصات التقليدية في حمل وإطلاق صواريخ مباشرة وفعالة ضد أهداف بحرية وبرية وجوية من جهة ثانية.

تخفي الغواصات

إن ظاهرة التخفي التي أخذت تتمتع بتقنيات متطورة أكثر من السابق، تتجه نحو التعميم لتشمل الأسلحة البحرية. إلا أن الغواصات، على عكس السفن البحرية الأخرى، صممت من الأساس بهدف تحقيق أعلى نسبة ممكنة من التخفي والتحرك بأمان تام في أعماق البحار والمحيطات.

الغواصات الخفيفة والمتوسطة

يؤكد الأخصائيون على الأهمية المتزايدة للغواصات الخفيفة، أو صغيرة الحجم، المجهزة بطوربيدات وبنظم توجيه دقيقة، نظرا لدورها الرادع، ولتحركها الخفي، في تأمين سلامة المياه الإقليمية وحماية الشواطئ، وبالطبع تبقى الأفضلية للغواصات المتوسطة شريطة أن تشكل حلقة في سلسلة من سفن السطح تتكامل أدوارها بصورة منظمة.

تطوير محركات الغواصات

التحدي التكنولوجي البارز هو، الذي طرحته عملية تحديث غواصات الديزل أو تطوير الأجيال الجديدة منها، وهو تقليل الاعتماد على محركات دفع تستوجب إلزام الغواصة لتطفو على السطح خلال فترات زمنية متقاربة من أجل أن تعيد تعبئة بطارياتها.

ومن المحاولات الناجحة في هذا السياق، تطوير محركات "سترلينج " Sterling، التي تتميز بإحراق وقود الديزل والأكسيجين النقي في حجرة مكثفة الضغط، أو اعتماد محركات أخرى، تحول الطاقة الكيميائية إلى طاقة كهربائية، من خلال استعمال خلايا الوقود.

ونجحت التكنولوجيا الأوروبية عموما، والفرنسية خصوصا، في تطوير نظام دفع للغواصات، قليل الاعتماد على الهواء، من خلال توليد محدود للطاقة، مع نظام تحكم مدمج. وفي الواقع، هناك مقدمات ناجحة، تعتبر ممهدة منذ الآن، للنظام الأوروبي المقترح، وفي طليعتها سلسلة الغواصات من الحجم المتوسط، التي تطورها عدة شركات أوروبية، وحدت جهودها في هذا السبيل.

ومن بين الطرازات الأكثر اعتمادية، فئة "سكوربين" الفرنسية، وفئة "الطراز 212" Type 212 الألمانية، التي تستطيع على سبيل المثال، البقاء زهاء ثلاثة أسابيع متواصلة، تحت مستوى المياه.

وتعتبر هذه الطرازات، إضافة إلى احدث نظام طورته الصناعة السويدية للخدمة في سلاح البحرية المحلى، ذات مستوى ارفع من الغواصات المطاردة فئة "أجوستا" Agousta-90B الفرنسية، ويمكن مقارنتها بفئة "مورأي" Moray البريطانية.

الغواصات غير النووية

استخدمت محركات الاحتراق الداخلي التي تعمل بالبنزين أو الديزل في الغواصات بعد أن بدأت محركات البخار تخرج من الخدمة، ولكن محركات الاحتراق الداخلي كانت تضطر الغواصة إلى الارتفاع إلى السطح على فترات لطرد الغازات الضارة وعوادم الاحتراق.

وقد صمم الأمريكيون في البداية محركا يعمل بنظام الاحتراق الداخلي بالبنزين لتتحرك الغواصة به وهي طافية على سطح الماء أما عند الغوص فيستعمل محرك آخر يعمل بالطاقة الكهربائية المستمدة من بطاريات خاصة.

وتطالب الدول الشركات المنتجة بإنتاج غواصات غير نووية متميزة بقدرات أعلى حتى يمكن تقليل المصروفات الباهظة والأخطار الجسيمة للغواصات النووية. وبدأ المصممون تلبية مطالب الأساطيل العالمية في إنتاج غواصات ذات محركات أكثر اقتصادا وأمنا، وأقل تعقيدا. فأنتج مؤخرا محرك الديزل الذي يفي بمتطلبات عمليات الغواصات في المعارك الحالية والمستقبلية.

الغواصات النووية

نتيجة التسيير بالطاقة النووية، والتمكن من دمج ماكينات السير على سطح الماء والماكينات الأخرى التي كانت تستخدم للسير في الأعماق في مجموعة واحدة، أصبح للغواصة النووية كل مقومات الطاقة الكافية للسير بلا قيود أو حدود، إذ تضاعفت إمكانيات الغواصة على شق طريقها بسرعة كبيرة جدا سواء في طوافها على سطح الماء أو في غوصها بصفة خاصة تحت الأعماق، وأصبح بإمكانها أن تظل في الأعماق لمدة عدة شهور.

وتستطيع هذه الغواصات السير وهى غائصة بسرعة أكبر من سيرها فوق سطح الماء، وذلك لأن قوة الاحتكاك بالهواء والماء وهى تسير فوق سطح الماء تستنفد كثيرا من قوتها وسرعتها. كما أن البحار العاصفة لا تؤثر في الغواصة وهى تسير في الأعماق كما هي الحال إذا كانت تكافح هذه الأمواج الصاخبة وهى تسير على السطح، وبالأخص إذا كانت الغواصة صغيرة الحجم.

كما أن الغواصة النووية بما لها من مزايا السرعة والتحمل الطويل تحت الماء أصبحت قادرة على أن تزيد من صعوبة اكتشاف موقعها وهى تحت الماء، بل وإن سرعتها الفائقة تحت الماء تمكنها من أن تفلت من مطاردة سفن المطاردة.

وينتظر أن تصل سرعة الغواصة النووية وهى غائصة تحت سطح الماء إلى ما يزيد عن 50 عقدة، ويمكن القول أن باستطاعة الغواصة النووية أن تصمد لأي مطاردة مهما طال وقتها، وأن تهرب ممن يطاردها. وكانت في الماضي لا تتحمل أكثر من فترة قصيرة في عمليات محاولة الهرب التقليدية بالسير بأقصى سرعة لها، وبعدها تضطر إلى النزول إلى القاع، وتبقى ساكنة حتى يرحل مطاردها أو يقضى عليها.

زيادة إمكانيات الغواصات

مازالت القوى الكبرى التي تمتلك مجموعات كبيرة من الغواصات، مستمرة في تطوير عملياتها البحرية التي تجرى تحت الماء، ومن هنا فإنها تطور غواصاتها، وتهتم بتحسين إمكاناتها من جميع الوجوه، فقد أنتجت بعض دول حلف شمال الأطلسي غواصات من طرازات جديدة أصغر حجما، وأسرع حركة، وأبعد مدى، كما أن قدرتها النيرانية أقوى بكثير من الأنواع السابقة.

ويسعى مصممو الغواصات إلى إنتاج الغواصات ذات المرونة الحركية الكبيرة، بالإضافة إلى خفض الضجيج الناتج عن محركاتها وأجهزتها إلى أدنى حد ممكن مما يجعل اكتشاف الغواصة بالأجهزة الصوتية أمرا صعبا للغاية.

وتتجه دراسات وبحوث التطوير أيضا إلى إيجاد التصميم الداخلي الجيد الذي يكفل الراحة وسهولة الحركة للأفراد داخل حجرات الغواصة، حيث إن ظروف وطبيعة عمل رجال الغواصات تقتضي بقاء الطاقم بداخلها لعدة أسابيع وقد تطول إلى أكثر من شهر، وقد يستمر لعدة أشهر خاصة مع استخدام المحركات والإمكانات الحديثة التي تعطيها المدى الأبعد،

فالمعيشة داخل الغواصة الضيقة، وتحت ظروف العمليات القتالية، مع قلة ضرورات الحياة، كل ذلك يشكل ضغطا مركزا على أعصاب أفراد الطاقم.

اتجاهات التطوير المستقبلي للغواصات في تسليح الجيش الذكي

يتجه تطوير الغواصات مستقبلا إلى تحسين الخصائص والقدرات العامة حتى يمكن تحقيق ما يلي بكفاءة عالية:

1. زيادة عمق الغوص، وزيادة قوة البدن، مع توفير مساحات كافية في الداخل لراحة الطاقم.

2. زيادة مدى العمل والسرعة في الأعماق وفوق السطح.

3. خفض نسبة التعرض بتقليل الحجم الخارجي.

4. قدرة كبيرة على التحكم والسيطرة الآلية.

5. نظم تسليح قوية ومتنوعة ودقيقة.

6. نظم ملاحة دقيقة عند الإبحار في الأعماق ومعرفة المحل وتحديده أثناء الغطس، ودون الحاجة إلى الصعود للسطح، أو رفع المناظير خارج الماء لاستكشاف أوضاع الغواصة.

7. قدرات كبيرة على بث الألغام وتحديد مواقعها وإمكانيات تفاديها وتأمينها.

8. زيادة القدرة على المناورة، مما يوفر للغواصة أكبر قدر من الأمان والفاعلية.

9. محركات اقتصادية وقليلة الضجيج، حتى يمكن حرمان العدو من التقاط الأصوات الصادرة من المحركات.

تجهيز الغواصات بنظم معلومات

تجهيز الغواصات الحديثة بنظم معلومات يكسبها قدرات هائلة على التحرك الآمن في الأعماق البعيدة، حيث يمكنها متابعة تضاريس قاع البحر، وتحديد موقعها أولا بأول، أثناء السير والمناورات العملياتية.

الحرب ضد الغواصات

اتسعت مجالات الحرب ضد الغواصات من خلال توجيه صواريخ أو طوربيدات من السفن السطحية، إضافة إلى تطوير وسائط كشف إلكترونية ومستشعرات بالغة الحساسية، قادرة على ملاحظة أي نشاط غير عادي على مستوى الأعماق.

استخدام شبكات متكاملة من المستشعرات

تتجه القوات البحرية الحديثة إلى استخدام شبكات متكاملة من المستشعرات في ساحة العمليات، وذلك لتخفيض أعداد وأنواع المستشعرات. وفي هذا الإطار، على سبيل المثال، تخطط البحرية الأمريكية لنشر شبكة تتضمن آلاف المستشعرات في البر والبحر والجو،
fig08.JPG



، والتي سوف ترتبط بعضها ببعض عن طريق شبكة نقل معلومات.

وقد ظهرت فكرة هذه الشبكة، والتي أطلق عليها اسم "شبكة المستشعرات الاستكشافية" Expeditionary Sensor Grid: ESG، في مركز تطوير أساليب الحرب البحرية، والذي يتولى تطوير الأساليب المستقبلية للحرب البحرية.

وتتكون الشبكة من حوالي 10000 مستشعر، منها ما هو محمول على طائرات موجهة من دون طيار، ومستشعرات أرضية، ومستشعرات بحرية طافية، ومركبات برمائية غير مأهولة، بالإضافة إلى حاويات للأسلحة المتنوعة، مثل الصواريخ والألغام، والطوربيدات. وسيتم نشر هذه المستشعرات في مساحة كبيرة، لتقوم بإمداد القوات بكميات هائلة من المعلومات.

ونجاح مثل هذه الشبكة يضمن التفوق المعلوماتي للقوات الأمريكية، وبالتالي إمكانية توفير أموال طائلة تنفق من أجل تطوير وتدشين الرادارات ونظم التوجيه ومستشعرات الأشعة تحت الحمراء، التي لا غنى عنها، وهو ما يتمشى مع فكرة امتلاك جيش "ذكي" وصغير.

والهدف الأساسي من ذلك هو رفع كفاءة القوات، من خلال استثمار التقنيات الحديثة التي ستؤدى إلى سرعة الكيفية التي بها تمتلك القوات، وتستخدم، وتحلل البيانات ومعلومات الاستخبارات. وتعتمد فكرة استخدام شبكة المستشعرات لإدارة المعركة على أنه في العمليات المستقبلية، سيكون لسرعة امتلاك وفهم البيانات، التي يتم تجميعها بواسطة الشبكة، دور أكبر بكثير من السفن والطائرات، وحتى الغواصات، التي تستخدم هذه البيانات.

وإذا تمكنت القوات من إقامة هذه القوة المعلوماتية، فإن ذلك سيضاعف كثيرا من تأثير المعلومات المتبادلة بين المنصات الجوية والبحرية المختلفة، من طائرات وسفن وغواصات.

فحاملة الطائرات، مثلا، ستتمتع بمزايا تكتيكية من خلال استفادتها بالمعلومات التي يحصل عليها رادار المدمرة "ايجيس" Aegis، وذلك من دون تحميل الرادار على حاملة الطائرات، بينما يمكن للبوارج الاستفادة من معلومات مستشعرات الطائرات المقاتلة F/A-18، وكل ذلك من خلال تصميم الشبكة، وتبادل المعلومات بين عناصرها المختلفة.

وفي سبيل تنفيذ شبكة المستشعرات هذه، تمول البحرية الأمريكية برنامج تطوير رادار الطائرة "هوك آى"E-2C Hawkeye للإنذار المبكر، وهو البرنامج المعروف باسم "برنامج تحديث الرادار" Radar Modernization Program: RMP، بتكلفة تصل إلى حوالي بليون دولار، وينتظر دخوله الخدمة عام 2007م.

ويتضمن التطوير، زيادة القدرات الاستكشافية التي يوفرها الرادار في ميدان القتال البحري، والحرب الساحلية، والتعامل مع الصواريخ الطوافة، والصواريخ الباليستية، وذلك من خلال زيادة مدى الكشف الراداري للطائرات والسفن، مما يجعل الطائرة "هوك أي " مثالا جيدا لفكرة ترابط شبكات المعلومات.

زيادة الاعتمادية على نظم الحرب الإلكترونية المحمولة جوا


كثير من التقدم حدث، وسوف يحدث، في مجال تزويد القطع البحرية والنظم البحرية الساحلية والغواصات بمنظومات متكاملة للحرب الإلكترونية، بما تشمله من مستشعرات إلكترونية في كافة الحيزات الكهرومغناطيسية والكهروضوئية، ونظم إعاقة إيجابية وسلبية، لخداع مستشعرات العدو، ونظم توجيه ذخائره الذكية، كما أن توفير نظم سيطرة وتوجيه وإدارة نيران وحاسبات ونظم مخابراتية، على درجة عالية من التقدم، سوف يؤمن هذه النظم، ويحرم نظم الحرب الإلكترونية المعادية من التأثير فيها.


 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

المبحث السابع

الصواريخ الطوافة سلاح الردع في الجيش الذكي الصغير

ستمثل الصواريخ الطوافة أهم أسلحة الردع التقليدية في الجيش الذكي الصغير، الذي لا يمتلك أسلحة التدمير الشامل. وقد ذاع صيت هذه الصواريخ في عمليات عاصفة الصحراء، واستخدمتها الولايات المتحدة بعد ذلك في الهجمات ضد مواقع في أفغانستان والسودان، ثم استخدمتها قوات حلف شمال الأطلسي في البلقان، مما جعلها تحتل رأس قائمة الأسلحة دقيقة التوجيه، عظيمة التأثير، ولكي تثير احتمالات واسعة، سواء من ناحية مجالات الاستخدام، أو فرص النجاح.

وعلى الرغم من نجاح الصواريخ الطوافة، من نوع "توماهوك"، ، في عملية عاصفة الصحراء، وإصابتها للعديد من الأهداف، التي وجهت إليها، فإن الكثيرين لا يعرفون أن التصميم الأساسي لهذه الصواريخ يرجع إلى سنوات عديدة مضت.

وقد تحققت زيادة فاعليتها بفضل الاستفادة من التطور التكنولوجي الكبير، في مجالات قوة الدفع للمحرك النفاث المروحي التوربيني الصغير الحجم، والاقتصادي في استهلاك الوقود، ويضاف إلى ذلك استخدام الإلكترونيات الدقيقة، وأساليب التوجيه الفائقة الدقة، للملاحة على ارتفاعات منخفضة جدا، وضغط الرؤوس الحربية إلى أحجام صغيرة.

وأهم خصائص الصواريخ الطوافة أنها مزودة بكمبيوتر، يحقق دقة كبيرة في إصابة الهدف، وتتمتع بالقدرة على تصحيح خط سيرها بشكل مستمر، كما أنها تزود بالمعلومات الجغرافية من خلال استقبالها لمعلومات الأقمار الصناعية في المنطقة.

ولكن مشكلة صواريخ الطوافة الأساسية، هي أنها تحلق بسرعة بطيئة، وعلى ارتفاعات منخفضة، وبالتالي يمكن للدفاعات الأرضية أن تصيبها بسهولة نسبية. والصاروخ الطواف له صوت واضح، لأنه يعمل بمحرك شبه نفاث، كما أنه يمكن رؤيته بالعين المجردة، حيث يبلغ طوله عدة أمتار. ولذلك، فإن من أول اتجاهات التطوير الحالية للصواريخ "الطوافة"، استخدام تكنولوجيا الإخفاء، سواء بتقليل البصمة الرادارية، أو البصمة الحرارية، أو البصمة الصوتية.

1. الصاروخ " توماهوك"

يعتبر الصاروخ الطواف " توماهوك" أحد أنواع الأسلحة "الذكية " التي ذاعت شهرتها بعد حرب الخليج. وهذا الصاروخ تحمله وتطلقه سفن السطح والغواصات، وتوجد منه أربعة أنواع، ويزن 1450 كجم عند الإطلاق، ويستخدم محركاً مروحياً توربينياً، ويعمل بالوقود الصلب.

ويستخدم الصاروخ نظام توجيه يقوم بالملاحة بمقارنة الصورة الأرضية الرقمية المخزنة مع نقاط أرضية حقيقية، على طول خط مروره، ويتم وضع خريطة لكل الطريق قبل بدء المهمة بواسطة مخططين لمسرح العمليات. ويوفر نظام التوجيه الابتدائي بيانات عن طبيعة الأرض، لضبط النظام، الذي يقارن الخريطة المخزنة بالأرض الفعلية لتحديد موقع الصاروخ، كما يقوم نظام التوجيه بتصحيح المسار.

ويتميز الصاروخ "توماهوك" ببصمة رادارية وحرارية صغيرة، وبدقة عالية في إصابة أهدافه، وقدرة على العمل في معظم الأحوال الجوية، وتحت ظروف رؤية متدنية، مع فرصة قليلة لاكتشافه أو إسقاطه.

وهناك نوع معدل جديد للصاروخ "توماهوك" يخضع للتطوير لإدخاله الخدمة لدى سلاح البحرية الأمريكي، وسيكون هذا الصاروخ قادرا على اختراق الأرض بعمق كبير، أو الأهداف المحصنة، باستخدام رأس حربية خارقة عالية الحرارة لهذه الغاية. وسيتمكن الصاروخ من الطيران على ارتفاع 25000 قدم قبل الانقضاض على هدفه، بدلا من المهاجمة، بحسب الصيغة التقليدية، على ارتفاع منخفض، ومتابعة التضاريس الأرضية

برنامج التطوير الأساسي للصاروخ "توماهوك"

يتم تنفيذ برنامج لتطوير صاروخ محسن من نوع "توماهوك" ليكون له دقة إصابة أعلى، مع القدرة على مهاجمة المقذوفات المتحركة. وقد أطلق على هذا البرنامج اسم "برنامج التطوير الأساسي لتوماهوك" ووضعت قائمة بالمتطلبات الأساسية المطلوب تحقيقها في هذا البرنامج ومنها:

أ. تحقيق درجة دقة في حدود ثلاثة أمتار من الهدف، حتى مع إطلاق الصاروخ من مدى 600 ـ 700 ميل.

ب. تطوير عملية تخطيط تصويب الصاروخ نحو الهدف.

ج. إضافة وصلة اتصالات للصاروخ من سفينة الإطلاق أو الغواصة لنقل المعلومات.

د. تطوير المستشعرات ليمكن للصاروخ البحث عن الأهداف القريبة في حالة عدم القدرة على تحديد الهدف الأصلي.

هـ. تطوير رأس حربية جديدة تسمح للصاروخ بإصابة الأهداف المحصنة، مثل ملاجئ مراكز القيادة والسيطرة ودشم الطائرات.

و. تحقيق إمكانية الاستخدام المزدوج لإصابة الأهداف في البر والبحر.

2. الصاروخ "ألكم"

تنتج شركة "بوينج" Boeing الأمريكية الصاروخ الطواف، المتوسط المدى، الذي يطلق من الجو "ألكم" Air Launched Cruise Missile: ALCM بنوعيه: النوع AGM-86B الذي يحمل الرأس النووية W-80-1، والنوع AGM-86C الذي ينتج باستبدال الرأس الحربية النووية W-80-1 في النوع AGM-86B برأس حربية تقليدية شديدة الانفجار زنة 450 كم، وسمي بالصاروخ "كالكم" Conventional Air-Launched Cruise Missile: CALCM. وبإمكان القاذفة B-52 أن تحمل 20 صاروخاً من ذلك النوع الذي يبلغ مداه 1000 كم.

3. الصاروخ "بيجاسوس"

الصاروخ الطواف "بيجاسوس" Pegasus هو من الأسلحة الحديثة، التي تستخدم توجيهاً ليزرياً، ومحركاً صاروخياً، ورؤوساً حربية تزن 225 كجم أو 900 كجم.

والصاروخ مزود بمحرك توربينى نفاث، لتأمين مدى أبعد، وبرأس حربي طور لاختراق الحوائط الخرسانية، ونظام آلي للملاحة بعد منتصف المسار، وبباحث لتكوين الصور بالأشعة تحت الحمراء، وبجهاز لنقل المعلومات التي تسمح للطيار بالتحكم في الصاروخ في المرحلة النهائية من طيرانه لتأمين مدى أبعد.

4. الصاروخ "سلام"

الصاروخ الطواف نوع "سلام" Standoff Land Attack Missile: SLAM تنتجه شركة "ماكدونال دوجلاس" Mc Donnel Douglas الأمريكية، وهو صاروخ مشتق من صاروخ "هاربون" Harpoon، وجربته طائرات F/A-18 المنطلقة من حاملات الطائرات في حرب الخليج، وضد أهداف الدفاع الجوى الصربية في البوسنة عام 1995م.

وكان هذا الصاروخ واحدا من الصواريخ الأولى التي حملت جهاز استقبال لنظام GPS بوصفه تحديثاً لنظام الملاحة بالقصور الذاتي. وتعتبر صواريخ "سلام" SLAM الأمريكية الهجومية هي الركيزة الأساسية للترسانة البحرية الأمريكية وحلفائها، حيث يستطيع هذا الصاروخ اقتحام وتدمير الأهداف الأرضية الحصينة، نظرا لنظمه الخاصة الباحثة عن الهدف والتحديد والتصويب الدقيق.

5. الصاروخ" سلامر"

طور نوع جديد من الصاروخ "سلام" هو الصاروخ "سلامر" Standoff Land Attack Missile- Expanded Response: SLAM-ER جو/ أرض،
pic16.JPG


وهو عبارة عن صاروخ "سلام" تم تحديثه باستبدال الأجنحة غير المسطحة بأجنحة مسطحة. وتستخدم هذه الصواريخ من الطائرات، التي تنطلق من قواعد أرضية، أو من حاملات الطائرات، وتتم عمليات الإطلاق من مسافة 150 ميل بحري.

وينتظر أن تستمر عملية إنتاج هذه الصواريخ حتى عام 2004م. وسيتم تحديث حوالي 700 صاروخ من النوع"سلام"، والموجودة في ترسانة البحرية الأمريكية، إلى النوع المحسن "سلامر"، والذي يتضمن أجنحة مستوية، ورأس حربي حديث، وبرنامج Software جديد للتوجيه. ومعظم الصواريخ التي تطلق من الجو، والتي سيتم إنتاجها حديثا، ستحتوي على رأس حربي شديد الانفجار.

6. الصاروخ "أباتشي"

تنتج شركة "ماترا" Matra الفرنسية للصناعات الدفاعية والإلكترونية صاروخها الطواف، من نوع "أباتشى" Apache،
fig09.JPG


بعيد المدى، وهو معد لتنفيذ مهام القصف الجوي الهجومية، ضد الأهداف الإستراتيجية والتكتيكية الحيوية، ذات القيمة العالية، وتقول المصادر الدفاعية الفرنسية أنه لا يوجد ما يوازيه من حيث مواصفات الأداء والأغراض القتالية إلا الصاروخ الأمريكي الطواف من نوع "توماهوك" والصاروخ الروسي S-15.

ويدخل الصاروخ "اباتشى" في عداد الصواريخ الطوافة متعددة المهام، والقادرة على ضرب الأهداف البعيدة، في النهار والليل، وفي مختلف الظروف الجوية.

ويطلق الصاروخ من طائرات "ميراج- 2000" و"رافال" المستخدمة لدى سلاح الجو الفرنسي، لإبطال فعالية القواعد الجوية المعادية، وتأمين السيطرة الجوية الضرورية لانتشار الجيوش.

وتشتمل مزاياه على دقته العالية جدا في إصابة أهدافه، إلى جانب بعد مداه، الذي يصل إلى حوالي 400 كم، وإمكان تزويده برؤوس حربية عدة، تختلف باختلاف طبيعة الهدف المزمع مهاجمته، كحاضنات ذخائر عنقودية، أو ذخائر دقيقة التوجيه مضادة للدروع، أو حشوات شديدة الانفجار، ضد الأهداف الكبيرة الحجم، وصولا إلى إمكان تزويده برؤوس نووية، أو كيماوية، عند الضرورة.

ويحمل الصاروخ 10 ذخائر ثانوية من نوع "كريس" Kriss مصممة لاختراق الحوائط الخرسانية، ويمكن برمجة توقيتات الانفجار لمنع أعمال الإصلاح للممرات الجوية لمدة كبيرة.

ويتميز صاروخ "أباتشى" بالمستوى المنخفض لبصمته الرادارية والحرارية، وذلك بفضل المواد المستخدمة وتشكيل السطح والمحركات الدافعة، بالإضافة إلى طيرانه على مستوى منخفض ملازم لتضاريس الأرض، وتساهم مرونته في الملاحة في دقته المتناهية لتحقيق أهدافه.

7. الصاروخ "سكالب"

يعتبر الصاروخ "سكالب" SCALP مشتقا من صاروخ "اباتشى"، وينتج للوفاء بأولوية متطلبات القوات المسلحة في البلدان الأوروبية، بنوع خاص، وسيمنح المقاتلات التي تحمله قدرة إطلاق من بعد لا مثيل لها.

8. الصاروخ "ستورم شادو"

"ستورم شادو"
pic17.JPG


، هو أحد نماذج الصاروخ "سكالب"، وستزود به طائرات "ميراج ـ2000" Mirage 2000 و"رافال"Rafale و"تورنادو"Tornado و"يوروفايتر" Eurofighter، وهذا الصاروخ مزود برأس حربي عالي القدرات التدميرية قادر على الإصابة البالغة التدمير للأهداف المحمية مثل مستودعات وقود القيادة، ومراكز الاتصالات وذلك من مسافة 250 كم، بالإضافة إلى قدرات طيرانه على ارتفاعات منخفضة.

ومن مميزات هذا الصاروخ احتواء الجزء الأمامي منه على معدات إلكترونية وكاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء، بينما يحتوى الجزء الأوسط على الرأس الحربي وخزان الوقود، والجزء الخلفي للمحرك المروحي النفاث وأسطح التحكم.

9. الصاروخ "جاسم"

اختارت القوات الجوية والبحرية الأمريكية شركة "لوكهيد مارتن" Lockheed Martin لتطوير صاروخ الضرب المشترك جو /أرض نوع "جاسم" Joint Air - to- Surface Standoff Missile: JASSM الذي يضرب من منطقة أمان،
pic18.JPG


وسيتمتع هذا الصاروخ بمدى أطول من أي سلاح تطلقه طائرة من بعيد، وهو 150 ـ180 ميلاً، وهيكله مصمم بحيث يكون متخفياً عن شبكات الدفاع الجوى المعادية، ويستفيد من نظام تحديد المواقع GPS.

وهذا الصاروخ، يتم تطويره بهدف ضرب الأهداف عالية القيمة، والمدافع عنها بكثافة، مثل رادارات الدفاع الجوي، ومرابض الطائرات، ومستودعات البترول، ومراكز القيادة والسيطرة المدفونة تحت الأرض، والأهداف المتحركة، مثل منصات الصواريخ البالسيتية. ولتحقيق ذلك، فإن الصاروخ يستخدم رأسا حربية خارقة وشديدة الانفجار في نفس الوقت، ويستخدم نظام التخطيط للمهام، ومستشعرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء.

وسوف يمكن إطلاق الصاروخ من مختلف الطائرات الأمريكية مثل: F-16, F-18, F-15, B-2, B-52, F18E/F. وستكون القاذفة B-52 أول طائرة تحمل هذا الصاروخ. وسوف تتمكن الطائرات من إطلاقه من مسافة أمان من بعد يصل 180 كم، ويمكن زيادة مدى الصاروخ، مما يجعل الطائرات القاذفة في مأمن من الإصابة بنيران الدفاعات الأرضية المعادية.

وترجع دقة إصابة الصاروخ إلى أنه يستخدم نظام التوجيه بالقصور الذاتي، مزدوجا مع نظام الملاحة الكوني GPS والمستشعرات الحرارية للبحث عن الهدف المطلوب إصابته. وتجري دراسات لتطوير الصاروخ "جاسم" لزيادة مداه، وكذلك تطوير أنواع منه حاملة للذخائر الثانوية.

وتبحث الشركة عدة خيارات للتطوير، أفضلها هو تزويد الصاروخ برأس حربية زنة 1000 رطل، ذات قدرة عالية على الاختراق، وزيادة مدى الصاروخ إلى 1700 ميل، ولكن هذا سوف يقلل من عدد الصواريخ التي تستطيع حملها الطائرة القاذفة الواحدة. كما يمكن زيادة مدى الصاروخ أكثر من ذلك، ولكن مع خفض وزن الرأس الحربي إلى 500 رطل فقط.

10. استخدام الرؤوس الترادفية للصواريخ الطوافة

يتم زيادة اختراق الصاروخ الطواف عبر تطوير رؤوس حربية ترادفية Tandem Warhead مجهزة بشحنة أمامية وشحنة خلفية، ومنها مقذوف "بروش" Bomb Royal Ordnance Augmented Charge BROACH من إنتاج شركة "رويال اوردنانس" Royal Ordnance،

وهذا المقذوف سيستخدم مع الصاروخ الذي يطلق من مسافات بعيدة، من نوع Joint Standoff Weapon JSOW, ويتراوح وزن المقذوف بين 227 و900 كم، ويعرض بعدة أحجام، وهو ليس مصمماً فقط للإطلاق من القاذفات الحديثة والمقاتلات متعددة المهام، بل من الصواريخ الطوافة الأوروبية، مثل "ستورم شادو" و"سكالب".

وفي الوقت نفسه، عملت إحدى الشركات الفرعية التابعة لشركة "بوفورز"، على تطوير رأس حربية ترادفية مصممة انطلاقا من نظام TDA Mephisto لتجهيز الصاروخ الطواف "توروس" Taurus.

11. الدفاع ضد الصواريخ الطوافة

بغض النظر عن وجود إمكانيات للدفاع ضد الصواريخ البالسيتية، سواء كانت هذه الإمكانيات حقيقية، أو مازالت في خيال العسكريين، فإن الاتجاه الآن يركز على كيفية مواجهة الصواريخ الطوافة.

وقد أكدت الدراسات المتخصصة في الدفاع الجوي أن نظام الدفاع متعدد الطبقات هو أفضل أسلوب لمواجهة الصواريخ الطوافة. وفي هذا الإطار تتولى الطائرات المقاتلة مسؤولية الدفاع عن الطبقة الخارجية، أما الطبقة المتوسطة، فتخصص لها مقذوفات سطح/ جو، بالتعاون مع مستشعرات محمولة جوا. وتقوم الدفاعات أرض/ جو بحماية الطبقة الداخلية والأخيرة.

وتشتمل منظومة الدفاع ضد الصواريخ الطوافة على العناصر الأربعة الرئيسية الآتية:

أ. عنصر الإنذار المبكر، الذي يكتشف الصواريخ المقتربة بأسرع ما يمكن، وقد يتم ذلك باستخدام الأقمار الصناعية، أو الطائرات الموجهة من دون طيار، أو باستخدام رادار أرضى يكون مصمما خصيصا للتعامل مع الصواريخ الطوافة.

ب. عنصر التتبع، الذي يجب أن يتميز بدقة متناهية، ويتم تحديد ذلك باستخدام رادار له نطاق واسع من الترددات.

ج. الصاروخ الاعتراضي الذي يستطيع بإمكانيات عالية التقنية اعتراض الصاروخ المهاجم.

د. نظام للقيادة والسيطرة لاتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب.

12. اكتشاف الصواريخ الطوافة

لعمليات اكتشاف الصواريخ الطوافة مشاكلها الخاصة بها، فهذه الصواريخ صغيرة الحجم، وبصمتها صغيرة عند الإطلاق وأثناء الطيران، وهي تطير على ارتفاع منخفض، ويمكنها الاختفاء خلف التضاريس الطبيعية، ومواقع إطلاقها أو الأهداف الموجهة إليها لا يمكن معرفتها بسهولة بتتبع مسار الصاروخ.

وأهم مشكلة تواجه عملية اكتشاف الصواريخ الطوافة، تتمثل في صغر المقطع الراداري Radar Cross Section فالمقاطع الرادارية التي تبلغ مساحتها من5 إلى 10 أمتار مربعة، أي حجم المقاتلة F-15، كانت خلال عقود مضت مقبولة بالنسبة لرادار طائرات" أواكس" E-3.

وبالمقارنة فإن المقطع الراداري لصاروخ "توماهوك" يبلغ مترا مربعا واحدا، في حين أن المقطع الراداري لصاروخ طواف خفي، يبلغ فقط عددا قليلا من السنتيمترات المربعة، وليس الأمتار المربعة.

وإذا كان هناك هدف تبلغ مساحة مقطعه الراداري مترا مربعا واحدا، فمن الممكن اكتشافه بواسطة طائرات "أواكس"، وهو على بعد 55 ميلاً بحرياً أو أكثر. أما إذا تم تقليل مساحة المقطع الراداري إلى جزء من عشرة من المتر المربع، وهو ما يعتبر في مفهوم الإخفاء رقماً متوسطاً، يسهل تحقيقه، فإن المدى اللازم للاكتشاف ينخفض ليصبح 6 ـ20 ميلاً أو أكثر قليلاً، معتمداً على زاوية ميل الصاروخ بالنسبة لشعاع الرادار الساقط عليه، وحساسية نظام الاستقبال في الرادار، وسرعة الصاروخ.

ولا بد من عمليات التحديث لطائرة "أواكس" أن تكون بالفعالية التي تمكنها من اكتشاف الصواريخ الطوافة المستقبلية، التي يكون مقطعها الراداري في حدود خمسة أجزاء من الألف من المتر المربع، على مدى يصل إلى 120ـ150 ميلاً، بحيث تزداد احتمالات تدميرها بالأسلحة التي تطلق من الجو، أو من الأرض.

13. اكتشاف الصواريخ الطوافة بواسطة نظام "جستارز"

يجرى تطوير نماذج محسنة من نظام "جستارز" Joint Surveillance Target Attack Radar System JSTARS المحمول على طائرات E-8، ليتمكن من اكتشاف الصواريخ الطوافة الخفية. وطائرات E-8 عادة ما تكون مجهزة بمهام الاتصال مع المحطات الأرضية.

وتشمل تجهيزات الطائرات الرئيسية في وضعها الحالي رادار الاستطلاع متعدد الأنماط اسفل جسم الطائرة، ولوحات العمليات والتحكم، ومجموعة من تجهيزات الحرب الإلكترونية للحماية الذاتية.

وفي البوسنة، استخدم الأمريكيون النظام الراداري لكشف الأهداف "جستارز"، المحمل على طائرة من نوع
E-8، وهو نظام لمراقبة ميدان القتال البري من الجو، ويمكن من خلاله التقاط مكان ونوع أي نوع من أنواع الآلات التي تسير على الأرض، على مساحة مائتي كم مربع.

وقبل ذلك استخدمت القوات المتحالفة في عمليات عاصفة الصحراء نظام مراقبة ميدان المعركة "هوريزون" HORIZON، المحمول على طائرة عمودية من نوع "كوجار"،
fig10.JPG


14. اكتشاف الصواريخ الطوافة بواسطة الرادارات الأرضية

يتم التحديث لرادارات "كوبرا جودي" Cobra Judi و"كوبرا دين" Cobra Dane التي تعمل من على الأرض لتكون قادرة على اكتشاف وتعقب الصواريخ الطوافة الخفية.

وتركز الجهود المشتركة بين القوات البحرية الأمريكية والجيش الأمريكي على تطوير الوسائل اللازمة لكشف الصواريخ الطوافة فيما هو أبعد من مدى رؤية الرادار. وفي هذا الإطار استخدمت مستشعرات رادارية على ارتفاع 1160 م من سطح البحر في جزر هاواي، بوصفها بديلاً لطائرات "هوك آى" E-2C Hawkeye.

وهذه المستشعرات أمكنها كشف وتتبع الأهداف التقليدية BMQ-34 التي تطير قريبا من سطح البحر، وتم نقل المعلومات إلى المدمرات "ايجيس" Aegis وإلى بطاريات صواريخ "باتريوت".وتمثل هذه المستشعرات رادار كشف اختباري يعمل في حيز التردد UHF، وقد تم تطويرها باستخدام هوائي نوع ADS-18S ووصلات نقل معلومات.

15. اكتشاف الصواريخ الطوافة بواسطة الطائرات من دون طيار

تدرس مؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية إمكانية اكتشاف الصواريخ الطوافة بواسطة استخدام طائرة موجهة من دون طيار، تطير على ارتفاع كبير، يمكن للمستشعرات التي تحملها هذه الطائرة تغطية كشف لمساحة مليون كم2. وتركز الولايات المتحدة الأمريكية على تصميم طائرة للقيام بنفس الغرض، وتظل في مدارها حتى 30 ـ60 يوماً.

16. استخدام نظام "باتريوت" المحسن لمواجهة الصواريخ الطوافة

يقوم الجيش الأمريكي بتطوير نظام "باتريوت" ليحقق كفاءة أفضل ضد الصواريخ الطوافة. وعمليات التطوير التي تمت بعد حرب الخليج ونفذت منذ عام 1993م أتاحت للنظام إمكانية الإطلاق من بعد، وحسنت كفاءة رادار إدارة النيران من نوع AN/MPQ – 53 من حيث سرعة كشف الهدف وتمييزه.

وتلا ذلك في ديسمبر 1995م تطوير النظام إلى النوع "باك ـ2" Patriot Advanced Capability – 2 PAC–2 الذي يتميز بإمكانية توجيه أفضل تجاه الصواريخ الطوافة. وفي أغسطس 1996 بدأ الجيش الأمريكي في تطوير مستشعر مزدوج لتركيبه على النظام PAC-2 لتحسين كفاءته في مواجهة الصواريخ الطوافة.

وتهدف المرحلة التالية في تطوير النظام Patriot Advanced Capability-3 PAC-3 مع التحسينات الجديدة في الرادار، إلى تحقيق قدرة قتل وقوة نيران أفضل، والدفاع عن مساحة أكبر، وخفة الحركة، والمرونة في الاستخدام العملياتي.

ويجرى تخفيض وزن قواذف "باتريوت" بحيث يمكن لطائرات C-5 حمل ستة قواذف، بدلا من اثنين حاليا، ويمكن للطائرة C-17 حمل أربعة قواذف. وتخفيف وزن القواذف سيسمح لطائراتC-130 بحملها لأول مرة.

17. استخدام نظام "ميدز" لمواجهة الصواريخ الطوافة

تقوم كل من ألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة بتطوير نظام "ميدز"Medium Extended Area Defense System MEADS للدفاع ضد الصواريخ الطوافة، وذلك ضمن إطار دفاعي متعدد الطبقات، يتولى فيه نظام "ميدز" مسؤولية الدفاع على الارتفاعات المنخفضة، ويتعامل مع 90 % من الصواريخ المعادية، التي تتمكن من الوصول إلى نطاق عمله.

ولحماية القوات البرية التي تقوم بأعمال المناورة، فإن النظام مصمم لتوفير دفاع النقطة عن هذه القوات ضد الهجمات المتتالية من الاتجاهات المختلفة.

ويتكون النظام "ميدز" من صاروخ اعتراضي والمستشعرات الخاصة به، ونظام قيادة وسيطرة وتحكم واتصالات واستخبارات. وكل مكونات النظام صغيرة الحجم، وخفيفة الوزن حتى يسهل نقله، ويكون خفيف الحركة. ومن المتوقع دخول النظام "ميدز" الخدمة في عام 2005م.

· رادار نظام "ميدز"

والرادار المستخدم في نظام "ميدز" مقام على الأرض، وتحد التضاريس من مقدرته على الاكتشاف، ومن دون تزويده ببيانات قيادة النيران من مستشعرات تحملها طائرات الإنذار المبكر فلن يكون نظام "ميدز" سوى نظام دفاعي ذاتي عن المنطقة الموجود بها، حيث إن الرادار في هذه الحالة لن يقدم إلا معلومات ضئيلة عن الأهداف الطائرة، التي تستخدم تقنية التخفي.

ولهذا السبب يجرى تطوير نظم مساعدة للرادار لتدعيم قدراته ورفع إمكاناته الاستكشافية للأهداف الخفية الطائرة. ومن ثم، فقد تمت محاولات لتصميم نظام راداري مثبت في طائرة عمودية من دون طيار، يقوم بكشف الأهداف الخفية في مدى يراوح من 75 إلى 100 ميل. وأيضا تم تطوير وسيلة أخرى، وهي استخدام بالون لحمل رادار أكبر من الذي تحمله الطائرة، ويتمكن هذا الرادار من كشف الأهداف الخفية حتى مدى 300 ميل.

 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

ابدعت يا اخي محمد
سوأل هل يتم تطبيق الجيش الصغير الذكي في الدول العربية؟؟؟؟
 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

ليس بشكل كبير اخي فوكس فالمشكله تتمركز في عدم صناعه اسلحتنا البسيطه بشكل واسع بالدول العربيه لكن هناك بعض الدول التي تمتلك جيش صغير العدد باحترافيه كبيره وانا برايي الشخصي فقط ان الاردن من اكثر الدول التي تهتم بالجيش الذكي والسعوديه ........... تحياتي
 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

بالمناسبه الموضوع لم ينتهي بعد ......
 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

المبحث الثامن

الصواريخ البالسيتية سلاح الردع في الجيش الذكي الصغير

تعتبر الصواريخ البالسيتية سلاح ردع في الجيش الذكي الصغير، ولذلك تلعب هذه الصواريخ دورا مهما في تسليحه، نظرا إلى تزايد دقتها، التي تؤهلها لمهاجمة أهداف عسكرية صغيرة ومحدودة، وإلى قدرتها على تدمير منشآت البنية الإستراتيجية، والحرب النفسية ضد السكان المدنيين.

ومن الأهداف التي تسعى إليها أي قوة مسلحة، وتحتل مكانة متميزة في الفكر العسكري للدول التي تتبنى فكرة الجيش الذكي الصغير، ويمكن تحقيقها باستخدام الصواريخ البالسيتية، هدف تدمير الروح المعنوية للخصم، وكذلك تدمير قدرته على المقاومة. إذ أن الضربات الصاروخية غالبا ما تترك آثارا سلبية، بالغة القوة على الروح المعنوية. وحيث يمكن للغارات الجوية أن تتأثر لاعتبارات الطقس والرؤية، فإن الصواريخ لا تتأثر بهذه الاعتبارات.

أولاً: مميزات الصواريخ البالسيتية

الصواريخ البالسيتية تتمتع بقيمة حربية عالية، حيث تستطيع مهاجمة عمق الخصم، والأهم من ذلك أن هذه الصواريخ تتيح ميزات السرعة وعدم قدرة دول العالم الثالث على اعتراضها، حيث لا تملك أي منها الأسلحة المناسبة لذلك، ولهذا فإنها تحقق ميزة المفاجأة لصالح المهاجم، الذي يحقق أحد مبادئ الحرب الأساسية.

وفي ظل غياب أنظمة الصواريخ المضادة للصواريخ، تصبح الصواريخ البالسيتية سلاحا عالي الفعالية، بالنظر إلى إمكانية الاستخدام الفوري، والافتقار إلى أنظمة الإنذار المبكر بإطلاقها. كما أنها تعطيه الفرصة ليملي على خصمه التوقيت والظروف التي يخوض فيها المعركة، الأمر الذي يضمن للمهاجم العمل في ظل ظروف مواتية له.

وامتلاك الصواريخ البالسيتية يعوض عدم التفوق الجوي، حيث يمكن لهذه الصواريخ تحقيق المهام التي يصعب على القوات الجوية تحقيقها، مع توفير قوة نيرانية مؤثرة على أهداف العدو في العمق.

ولقد أوضحت الحروب الأخيرة، ومنها حرب تحرير الكويت، قصور المدفعية التقليدية في التعامل مع الأهداف في عمق العدو، والتي تتواجد على مسافات أبعد من مديات المدفعية بأعيرتها المختلفة، هذا إلى جانب طبيعة بعض الأهداف المحصنة، والتي لا تقوى على تدميرها ذخيرة المدفعية العادية، ومنها على سبيل المثال: مراكز القيادة والسيطرة، والقواعد الجوية ومخازن الأسلحة والمطارات، والمدن.

ثانياً: أنواع الصواريخ البالسيتية

يمكن تقسيم الصواريخ البالسيتية إلى ثلاثة أنواع أساسية:

1. الصواريخ قصيرة المدى، ويتراوح مداها بين، 150ـ 500 كم. وتنحدر منها عائلات الصواريخ التكتيكية الراهنة.

2. الصواريخ متوسطة المدى، ويزيد مداها على 500 كم.

3. الصواريخ بعيدة المدى، ويتعدى مداها 2000 كم.

ثالثاً: انتشار الصواريخ البالسيتية

هناك الآن حوالي عشرين دولة من دول العالم الثالث يمتلكون قدرات صاروخية بالفعل، أو أنهم على وشك امتلاكها، في حين سوف يزيد هذا العدد مع مطلع القرن الحادي والعشرين. وقد ثبت أن زيادة معدل انتشار الصواريخ البالسيتية سوف ينجم عنه مزيد من الدمار والخسائر في الأرواح البشرية بين صفوف المدنيين في النزاعات الإقليمية المستقبلية.

فقد أصبحت الأطراف المتنازعة أكثر ميلا لاستخدام هذه الصواريخ، وكذلك هناك المزيد من محاولات امتلاكها، ومن التعاون العلني والسري بين العديد من الدول، لامتلاك قدرات تصنيعها وتحسين قدراتها وتطويرها.

رابعاً: دعم مهام الصواريخ البالسيتية

يمكن دعم مهام الصواريخ البالسيتية بواسطة أنظمة الاستشعار المحمولة جوا، وأنظمة استخبارات الاتصالات، وأنظمة القيادة والسيطرة المحمولة جوا، مثل نظام "جستارز" JSTARS، والطائرات الموجهة من دون طيار، التي تستخدم للمراقبة وتحديد الأهداف.

خامساً: اتجاهات تطوير الصواريخ البالسيتية في الجيش الذكي

نظراً لفعالية الصواريخ التكتيكية البالسيتية، يسعى مصمموها إلى زيادة قدراتها للوصول إلى أفضل استفادة منها، وأقصى قوة تدميرية. وقد تركزت اتجاهات تطوير هذه الصواريخ في الآتي:

· زيادة المدى باستخدام أنواع متطورة من الوقود.

· زيادة التأثير باستخدام الرؤوس الحاملة والمتعددة والارتجاجية.

· إضافة إمكانية توجيه إيجابي في المرحلة الأخيرة من المسار، لتحقيق دقة إصابة عالية، واستخدام المستشعرات الحديثة، بالإضافة إلى الاستعانة بالأقمار الصناعية.

· تطوير المحرك الصاروخي، باستخدام عدة مراحل.

· خفض التكاليف.

1. زيادة المدى

تهدف زيادة مدى الصواريخ التكتيكية البالسيتية إلى إمكانية إصابة أهداف في العمق، مع عدم إهمال المديات القريبة والمتوسطة. ومن هذه الصواريخ على سبيل المثال: الصاروخ SS-21 الذي يبلغ مداه 120 كم، والصاروخ SS-23 الذي يبلغ مداه 500 كم، والصاروخ SS-22 الذي يبلغ مداه 950 كم. وقد تم تصميم أنواع متوسطة المدى، ذات رؤوس متعددة، توفرت فيها خفة الحركة، مع إمكانية نقلها جوا، مثل الصاروخ SS-20.

ويتأثر مدى الصاروخ بنوع الرأس المدمرة التي يحملها، فالصاروخ الأمريكي "لانس" LANCE يصل مداه إلى 70 كم، بالرأس التقليدية و110 كم بالرأس النووية. وتنقسم الرؤوس التقليدية إلى رؤوس مدمرة منتجة للشظايا، ورؤوس ذات أغراض خاصة دخان ـ مضيء... الخ، ورؤوس حاملة للذخائر والألغام وقنابل مضادة للأفراد والمدرعات.

تطوير نظام "أتاكام"
تقوم الولايات المتحدة بتطوير الجيل الثاني من الصاروخ التكتيكي ATACMS الذي يستخدم في العمليات الهجومية ضد الأهداف الأرضية، بحيث يصل مدى الصاروخ إلى 395 كم، ويمكن إطلاق هذا الصاروخ من أية منصة هجومية، سواء من المعدات الأرضية، أو السفن، أو الغواصات ضد أنواع من الأهداف الأرضية.

ويمكن إطلاق الصاروخ ATACMS من منصات النظام الصاروخي MLRS متعدد القواذف، الموجود لدى العديد من الدول الأوروبية.

ويشمل التطوير، بالإضافة إلى زيادة مدى الصاروخ حتى 395 كم، ربط النظام ATACMS بنظام تحديد الموقع العالمي GPS وكذلك تزويده بنظام التوجيه بالقصور الذاتي، لزيادة درجة الإصابة.

وسوف تنتج أنواع من الصاروخ تحمل الذخائر الموجهة، المضادة للدبابات من نوع "بات" BAT، وهى تحتوي على مستشعرات سمعية، ومستشعرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، بالإضافة إلى مستشعرات رادارية مليميترية، وذلك لإمكان مهاجمة الدبابات المتحركة.

وسيحمل كل مقذوف من نوع ATACMS عدد 13 مقذوفا ثانويا نوع "بات"، بحيث ينطلق الصاروخ إلى عمق العدو، موجها بواسطة المستشعرات "الذكية"، التي تكتشف تجمعات المدرعات المعادية، ثم ينفتح مقذوف ATACMS فوق هذه التجمعات، وتنطلق منه الذخائر "بات"، مستخدمة مظلة تعمل على استقرار الذخائر أو إبطائها في الجو، لتقليل تأثير الرياح عليها.

وبعد ذلك تقوم الذخائر بالاستشعار الصوتي للدبابات، ثم تطرح القذيفة المظلة، وتتخلص منها وهي تتوجه نحو الهدف. وتقوم مستشعرات الأشعة تحت الحمراء بمساعدة الذخيرة في الإطباق على الهدف، وتهاجم كل قذيفة دبابة على حدة. وتزن الذخيرة "بات" 20 كجم، وطولها 90 سم، وقطرها 145 مم.

وقد كشفت المصادر الأمريكية عن بعض تفاصيل النوع الجديد لنظام ATACMS، والمسمى Block II، وهو نظام صاروخي تكتيكي مفرد، وله ثلاثة رؤوس حربية، على الأقل.

وهو محمول على مركبة مجنزرة مشتقة من المركبة المدرعة الأمريكية "برادلي" Bradely التي يمكنها حمل 12 صاروخا من نوع MLRS أو صاروخين من نوع ATACMS. والرأس الحربية للصاروخ تحوي 950 قنبلة متشظية من نوع M74HE.

لزيادة دقة الصاروخ، فإن التطوير يتركز في تطوير الجيروسكوبات والحاسبات ونظم الملاحة والتوجيه والتحكم. وقد وصل الخطأ إلى حوالي 0.1% من مدى الصاروخ، ويقل الخطأ عن ذلك في النظم التي يتم توجيهها في نهاية المسار.

2. زيادة التأثير

أما لزيادة القدرة التدميرية، فإن التطوير يشمل استخدام مواد متفجرة متقدمة، أو إحداث التفجيرات الهوائية Fuel Air Explosives: FAE، أو استخدام الرؤوس الحاملة، وتستخدم القنابل الارتجاجية التي تعتمد على نشر سحابة من غاز، يتفاعل مع الهواء، بتأثير شحنة مفجرة، لعمل موجة انفجارية هائلة الانتشار، يصل مقدار الضغط فيها إلى حوالي 10 ضغط جوي.

وعن احتمالات تعرض الصواريخ للإصابة أثناء طيرانها، فإن قياس بعض البيانات عن مسار الصاروخ يتيح للحاسبات أن تتنبأ بالمسار، وتتوقع مكان إطلاق الصاروخ ومكان سقوطه، وهذه البيانات هي التي تغذى أجهزة التوجيه للمقذوفات. ولذلك فإن الأبحاث تسير نحو تحقيق مسار بالسيتي للصاروخ لا يسهل التنبؤ به، مما يجعل مهمة توقع نقطة سقوطه صعبة للغاية. ومن الأساليب التي يجري بحثها في هذا المجال تعدد مرات إطفاء وإشعال المحرك.

3. تطوير وسائل التوجيه في الصواريخ البالسيتية

الفكرة الأساسية لنظم التوجيه والتحكم في الصواريخ البالسيتية تعتمد على حساب مسبق لمسار الصاروخ، يعتمد على الإحداثيات الجغرافية لكل من نقطة الإطلاق والهدف، ويحقق متطلبات النظام، ثم يتم تخزين بارامترات هذا المسار داخل حاسب التوجيه للصاروخ، الذي يقوم بمعالجة القياسات التي تتم بواسطة مستشعرات الصاروخ لاستخراج بارامترات المسار الفعلي، ثم مقارنته بالمسار المرجعي المخزن لتحديد الانحراف.

ويتم توليد أوامر التحكم لتجنب هذا الانحراف. وقرب نهاية الجزء الإيجابي من المسار، يتم إبطال المحرك عندما تكون سرعة الصاروخ ووضعه يضمنان استكمال الصاروخ لمساره الحر، بحيث يقع عند نقطة الهدف في حدود الخطأ المسموح به.

وقد تكون الصواريخ موجهة بالقصور الذاتي Inertial Guidance حيث يتضمن نظام التوجيه عددا من الجيروسكوبات Gyroscopes لتحديد انحراف الصاروخ عن محاور دورانه الثلاثة، ثم تتم تغذية الحاسب في الصاروخ بهذه الانحرافات، ليقوم بإجراء التصحيحات اللازمة، طبقا للبرنامج المعد من قبل لخط سير الصاروخ عن طريق وسائل التوجيه.

وتتوقف درجة دقة الصاروخ على مدى التقدم العلمي والتكنولوجي في استخدام الجيروسكوبات والحاسبات الإلكترونية والمساعدات الملاحية الموجودة في الصاروخ. وقد توجه الصواريخ أيضا بمعاونة الأقمار الصناعية حيث تعتمد عليها في تصحيح المسار.

4. تطوير المحركات الصاروخية

يتم هذا التطوير بهدف زيادة المدى باستخدام محركات جديدة، ذات قوة دفع لمرحلتين أو أكثر. ويتسم التطور في هذا الاتجاه باستخدام الوقود الصلب للمحركات الصاروخية، بدلا من الوقود السائل، الذي يمثل تكنولوجيا متخلفة، إذا ما قورن بالوقود الصلب، من حيث سهولة الاستخدام وزيادة قوة الدفع، مع صغر الحجم. كما يتجه التطوير أيضا إلى استخدام سبائك عالية المواصفات في تصنيع جسم المحرك، مما يقلل وزنه، وبالتالي يؤدي إلى زيادة المدى، أو زيادة وزن الرأس المدمرة.

وتتميز المحركات الصاروخية ذات الوقود الصلب، مقارنة بالمحركات ذات الوقود السائل ببساطة التصميم، وبمرونة الاستخدام العملياتي، وسهولة التداول والتخزين والاستخدام القتالي، مما أوجد اهتماما متزايدا بين الدول الحريصة على امتلاك قوى الردع الذاتي، بتطوير واستخدام الأنظمة ذات محركات الوقود الصلب.

5. خفض التكاليف

تستمر المحاولات للحد من التكاليف لأنظمة الصواريخ البالسيتية التكتيكية، حتى يتسنى تسويقها، واستخدامها في ميدان القتال بالعدد الكافي، ويتحقق خفض التكلفة باستخدام تقنيات مناسبة، ولاسيما في مجال الإلكترونيات الدقيقة والحاسبات الرقمية.

وتطبيق مبدأ خفض التكلفة يراعى عند تطوير الأنظمة الحالية المستخدمة بإضافة مكونات أكثر تطورا، وكذلك عند تصنيع نظام جديد تماما.

سادساً: مواجهة الصواريخ البالسيتية

إذا كان الجيش الذكي الصغير يحاول امتلاك الصواريخ البالسيتية بوصفه سلاحاً للردع، فإنه يحاول أيضا امتلاك أسلحة مضادة لمواجهتها لدى الخصم. وقد تركز التفكير في بادئ الأمر نحو تطوير أنظمة الدفاع الجوى الموجودة في الخدمة، مثل نظام "باتريوت" Patriot الأمريكي، الذي استخدم لأول مرة في حرب تحرير الكويت،
fig11.JPG


ونظام S-300 الروسي.

وبعد ذلك بدأ تطوير أنظمة دفاع حديثة تتخصص في الدفاع ضد الصواريخ البالسيتية، ومنها النظام الإسرائيلي "أرو" Arrow،
pic19.JPG


سابعاً: منظومة الدفاع المضاد للصواريخ البالسيتية

تعتمد فكرة منظومة الدفاع المضاد للصواريخ البالسيتية على إقامة شبكة إنذار، ووسائل دفاعية إيجابية، تحقق لمنطقة معينة الحماية من هذه الصواريخ، وذلك باعتراضها في الفضاء، البعيد والقريب، وتدميرها قبل وصولها إلى أهدافها. وتتكون هذه المنظومة من: عناصر الاستطلاع والإنذار المبكر، وعناصر القيادة والسيطرة، والأسلحة الاعتراضية.

1. الأسلحة الاعتراضية

تستهدف الأسلحة الاعتراضية في المنظومة اعتراض الصواريخ المعادية في الفضاء البعيد والقريب، وتدميرها، قبل أن تصل إلى أهدافها.

وتتضمن هذه الأسلحة: الصواريخ المضادة للصواريخ، وأسلحة طاقة الحركة Kinetic Energy Weapons، وأسلحة الطاقة الكامنة، وأسلحة الطاقة الإشعاعية. وبعض هذه الأسلحة قادر على اعتراض الصواريخ البالسيتية بعيدة المدى، وبعضها الآخر مخصص لاعتراض الصواريخ البالسيتية متوسطة وقصيرة المدى.

2. تطوير نظام "باتريوت"

إذا كان نوع "باتريوت" الذي استخدم خلال عامي 1990م، 1991م لم يكن على المستوى المطلوب، في مواجهة صواريخ "سكود" Scud فإن نوع "باتريوت" الحالي أفضل بكثير من الأنواع الأولى، فالدروس المستفادة من الحرب، بالإضافة إلى برامج التطوير التي مر بها، زودته بالقدرة الفعلية على التصدي للمقذوفات البالسيتية.

وبذلك أصبح نظام "باتريوت" هو أساس الدفاع ضد المقذوفات في الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الحليفة، في الوقت الحالي. وهو تحت الدراسة في كوريا الجنوبية، لاستخدامه للدفاع ضد ترسانة المقذوفات البالسيتية الضخمة، لدى كوريا الشمالية.

وعلى المستوى التكتيكي، يمتاز الجيل الثالث من صواريخ "باتريوت "، والمعروف باسم "باتريوت ذي القدرات المتطورة" Patriot Advanced Capability-3 PAC-3 بنظام توجيه متطور يمكنه من اعتراض الصواريخ البالسيتية بدقة أكبر من الجيلين الأول والثاني. كما أنه يمكنه أن يعترض الصواريخ على ارتفاعات أعلى من سابقه PAC-2.

وقد شمل التطوير أيضا تزويد الصاروخ بطابة Fuse أكثر تطورا، وبجهاز للاستقبال على الموجات الرادارية العاملة في الحيز الترددي C-band، مما يجعله أكثر حساسية ودقة في التصويب، حيث يتوجه الصاروخ PAC-3 إلى الرأس المدمر للصاروخ المهاجم، بدلا من إصابته في البدن، كما كان يحدث في عمليات عاصفة الصحراء.

وقد أجرى الجيش الأمريكي تجربة إطلاق لاعتراض الصواريخ البالسيتية بواسطة الصاروخ PAC-3 بمنطقة التجارب في ولاية نيومكسيكو. وأظهرت التجربة، لأول مرة، فعالية مفهوم الضرب من أجل القتل، حيث دمر الصاروخ " باتريوت" الصاروخ المهاجم، وهو أحد الصواريخ العابرة للقارات، من نوع "منيوتمان" Minuteman، من أول عملية إطلاق.

ومن المتوقع أن يستمر برنامج تحديث الصواريخ "باتريوت" من نوع PAC-2 العاملة في الخدمة في الجيش الأمريكي، وباقي الدول التي تم نشر هذه الصواريخ فيها، إلى النوع PAC-3.

3. تطوير نظام "ثاد"

في الاتجاه الثاني، الذي يتمثل في تطوير أنظمة خاصة بالدفاع ضد الصواريخ البالسيتية، تطور الولايات المتحدة نظام "ثاد" Theatre High Altitude Area Defense THAAD للدفاع الصاروخي عن مسرح العمليات Theater Missile Defense TMD ضد الصواريخ البالسيتية،
fig12.JPG


والهدف الرئيسي لهذا النظام هو حماية القوات الأمريكية، المنتشرة في دول أجنبية، من وقوع هجمات محتملة بصواريخ متوسطة، أو طويلة المدى. والنظام أرضي ومتحرك ومصمم لتدمير الصواريخ البالسيتية المقتربة، وفقا لتقنية "الضرب للقتل".

4. تطوير النظام S-300

أنتجت روسيا النظام الصاروخي S-300، المضاد للصواريخ، ثم طورته بعد ذلك إلى النظام S-300P الذي يتمتع بقدرة عالية على المنافسة، من حيث السعر. فالصناعة الروسية ترى أن هذا النوع يمكن أن يكون ناجحاً جداً في سوق صادرات السلاح، وكذلك فإنها تأمل في استخدامه من أجل بناء علاقات ثنائية مع العملاء الرئيسيين في السوق، من أجل تسويق نظم تسليح أخرى.

وقد ذكرت بعض التقارير أن القوات الصربية استخدمت النظام S-300 في إسقاط الطائرة الأمريكية الخفية في حرب البلقان.والنظام S-300P عبارة عن منظومة دفاع جوي عديدة القنوات، ذات قابلية عالية للتنقل، ومجهزة بوسائل القيادة والسيطرة الآلية.

وتستخدم هذه المنظومة في مجالات عدة، أهمها حماية المنشآت الحيوية، المدنية منها والعسكرية، من الهجمات الصاروخية البالسيتية والصواريخ الطوافة، وهجمات الطائرات الإستراتيجية والتكتيكية، وسائر الهجمات الجوية المختلفة، ذات الارتفاعات من 10 أمتار إلى 27 كم، في ظل استخدام العدو لأساليب الحرب الإلكترونية، الإيجابية منها والسلبية.

5. مميزات النظام S-300

يتميز النظام الصاروخي S-300P برد الفعل السريع للغاية، ويمكنه التعامل والرمي على 6 أهداف جوية في آن واحد. ويستخدم الصواريخ الموجهة، المزودة بالمحركات، التي تعمل بالوقود الجاف، مما يعطيها سرعة تصل إلى 6 ماخ ومن أهم مميزات النظام:

أ. إطلاق الصاروخ بشكل عمودي، مما يسمح بإنجاز الرماية ضد الأهداف المعادية المتحركة في جميع الاتجاهات، ورد الفعل الفوري ضدها دون تحريك قاعدة الإطلاق.

ب. إمكانية وضع الوسائل اللاسلكية والرادارية فوق الأبراج، بينما تكون المنظومة في الأراضي الوعرة وفي الأحراش.

ج. القابلية العالية للتنقل التكتيكي.

د. القدرة العالية على إصابة الأهداف المعادية.

هـ. العمل تحت ظروف استخدام العدو لأعمال الحرب الإلكترونية.

و. تدمير الأهداف حتى ارتفاع عشرة أمتار.

6. النظام "أرو"

في مجال تطوير أسلحة اعتراضية، مخصصة للدفاع ضد الصواريخ البالسيتية، فإن إسرائيل، وبمساعدة تكنولوجية وبدعم مالي أمريكي، قد نجحت أخيرا في إدخال صاروخها المضاد للصواريخ "أرو" Arrow إلى الخدمة، ويتوقع أن تحصل الولايات المتحدة على أعداد منه للخدمة في الجيش الأمريكي.

ويستطيع هذا الصاروخ اعتراض الصواريخ المعادية، على الارتفاعات المتوسطة والبعيدة المدى، في منطقة تتراوح مساحتها ما بين 50 - 60 كم2. والصاروخ يتكون من مرحلتين، لزيادة مدى الاعتراض، كما يعمل بواسطة محركي دفع، ويحمل رأسا متفجرة، تعمل بالنظام الطرقي. ويمكنه مطاردة الهدف بواسطة نظام رصد إلكتروني متقدم، وبه ذاكرة للمعلومات.

وتتكون بطارية صواريخ "أرو" من منظومة إدارة نيران، وثلاثة قواذف، كل منها عبارة عن قاطرة متحركة، محمل عليها وحدة لحفظ 6 صواريخ، بإجمالي 18 صاروخاً مع البطارية. أما جهاز الرادار العامل مع هذا النظام فهو من النوع بعيد المدى نوع Green Pines، من إنتاج شركة "التا" الإسرائيلية، حيث يقوم هذا الرادار بتحديد موقع الصاروخ المعادي، ونقطة وتوقيت اعتراضه بواسطة الصاروخ.

ويصل مدى الكشف الراداري إلى 80 كم. كما يوجد مع بطارية صواريخ "أرو" وحدة قيادة وسيطرة، داخل مركبة مجهزة بحاسب إلكتروني وبوسائل اتصال لإدارة نيران البطارية، بالإضافة إلى وحدة مراقبة القواذف داخل مركبة خفيفة، لمتابعة أعمال تجهيز القواذف وإطلاق الصواريخ.

وسيكون الصاروخ "أرو" هو أول صاروخ متخصص في الدفاع ضد المقذوفات البالسيتية يدخل الخدمة، بحيث يكون جزءاً من الاستعدادات الإسرائيلية أمام خطر هذه المقذوفات، والنظام " أرو" مصمم للتعامل مع المقذوفات البالسيتية ذات الرؤوس المتفجرة، وكذلك سيستخدم " أرو" مع وسائل الدفاع الجوي الأخرى، مثل " باتريوت".

ولذلك فإن إسرائيل ترى أهمية كبرى لاستمرار تطوير "أرو"، فالخطر المتمثل في المقذوفات البالسيتية سوف يزيد، لأنه من المعتقد أن الأجيال الحديثة من هذه المقذوفات ستزود بقدرات على الخداع والاختراق.

ثامناً: أسلحة طاقة الحركة

تعتمد أسلحة طاقة الحركة Kinetic Energy Weapons على اصطدام المقذوف المندفع بسرعة هائلة
مباشرة بالصاروخ الباليستي. وهذه الأسلحة تطلق من قواعد أرضية أو فضائية، بواسطة مدفع يعمل بالطاقة الكهرومغناطيسية.

وهذه المقذوفات مجهزة بنظام توجيه ذاتي، يوجه المقذوف نحو الهدف. ويتجه التطوير نحو جعل هذه المقذوفات تنطلق منها مقذوفات فرعية، كتلتها في حدود 10 كجم لكل منها، نحو الصواريخ المعادية، وذلك قبل أن يدخل الصاروخ المعادي في مرحلته النهائية، نحو الهدف. ولذلك يفضل استخدام هذه المنظومة من محطات فضائية.

وفي الولايات المتحدة تم تطوير نظام "مركبة القتل خارج الغلاف الجوي" Exo-Atmospheric Kill Vehicle الذي أجريت تجربته بنجاح.

وقد نجح في اعتراض صاروخ إستراتيجي من نوع "مينوتمان"، من دون رأس نووي، أطلق من قاعدة على مسافة 225 كم، فوق المحيط الأطلسي، وذلك عن طريق الارتطام المباشر بسرعة قدرها نحو 26 ألف كم/ساعة، ووزن المركبة الدفاعية 54 كجم، وطولها 140 سم. ومن المفترض أن ينجح هذا النظام في اعتراض الصاروخ المعادي، خارج الغلاف الجوى، خلال 6 دقائق فقط من إطلاقه.

تاسعاً: إعادة هيكلة منظومة الدفاع المضاد للصواريخ

تخطط وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لإعادة هيكلة منظومة الدفاع ضد الصواريخ البالسيتية، من أجل إقامة شبكة متكاملة،
fig13.JPG


يمكنها التعامل مع الصاروخ المعادي، في جميع مراحل طيرانه الثلاث: مرحلة الإطلاق، ومرحلة منتصف المسار، ومرحلة النهاية. وتتكون الشبكة من الأنظمة الآتية:

1. في مرحلة الإطلاق: تستخدم أنظمة الليزر الفضائية، ونظام "مسرح العمليات البحري الشامل" Navy Theater Wide: NTW المصمم للتعامل مع الأهداف خارج الغلاف الجوي،
pic20.JPG


وذلك بالإضافة إلى برنامجي القوات الجوية، وهما الليزر المحمول جوا على طائرة "بوينج 747"، ونظام SBIRS للدفاع على الارتفاعات المنخفضة.

2. في مرحلة منتصف المسار: يستخدم نظام "ثاد" Theater High Altitude Defense Area: THAAD وهو نظام أرضي مصمم للتعامل مع الهدف المعادي، داخل وخارج الغلاف الجوي، ونظام "الدفاع عن المسرح البحري" Navy Area Defense ونظام "العمليات البحري الشامل"، ونظام "باتريوت" من الجيل الثالث PAC-3: Patriot Advanced Capability-3، إضافة إلى نظام SBIRS.

3. في مرحلة نهاية المسار: تستخدم أنظمة "المسرح البحري"، و"مسرح العمليات البحري الشامل" ونظام PAC-3.

عاشراً: عناصر القيادة والسيطرة في منظومة مواجهة الصواريخ البالسيتية

تتصل عناصر القيادة والسيطرة في منظومة الدفاع المضاد للصواريخ البالسيتية بأقمار الاتصالات، التي تنقل عن أقمار الإنذار جميع المعلومات التي تحصل عليها، لاسيما لحظة ومكان إطلاق الصواريخ المعادية، حيث تصل المعلومة إلى مركز القيادة الأرضي الرئيسي، والذي ينقلها إلى مراكز قيادة سيطرة وتحكم أخرى فرعية، قادرة على تنفيذ الرد الإيجابي بالوسائل المختلفة.

ومن المنتظر أن يشمل مشروع الدفاع الصاروخي الأمريكي National Missile Defense: NMD إنشاء مراكز قيادة وسيطرة فرعية في آسيا والخليج، حيث توجد المصالح الأمريكية في اليابان، وكوريا الجنوبية، وتايوان، ودول مجلس التعاون الخليجي.

حادي عشر: تطوير نظام القيادة والتحكم للصواريخ البالسيتية لحلف شمال الأطلسي

يتم على مستوى "نظام القيادة والتحكم الجوي لحلف شمال الأطلسي" NATO Air Command and Control System: NACCS تطوير النظام الشامل للقيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات للصواريخ البالسيتيةBalistic Missiles Command, Control, Communications, Computers and Intelligence: BMC4I لتوفير تنسيق ملائم يؤمن حلقة مركزية في سلسلة الدفاعات الإيجابية والسلبية والإجراءات المضادة

 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

المبحث التاسع

الجيش الذكي الصغير وحرب المعلومات

تتجه الدول، من منطلق تكوين الجيش الذكي الصغير، إلى خفض أعداد القوات البشرية المقاتلة، مع زيادة تدريبهـا وتزويدها بالأسلحة المتطورة. وفي هذا المجال، فإن الصراع على المعلومات أصبح ذا أهمية عظمى، فهي تؤمن للمقاتل في المعركة تحقيق المفاجأة في الوقت المناسب، حيث أصبحت المعلومات هي العنصر الرابع في معارك اليوم بعد القوات، والوقت، وساحة المعركة، حيث تؤكد ذلك كل الدراسات والتحليلات التي تناولت الحروب التي وقعت في السنوات الأخيرة.

وأصبحت المعلومات أحد المصادر الإستراتيجية، التي يعتمد عليها الأمن القومي للدولة. وهذه حقيقة يدركها العسكريون على جميع مستوياتهم. فأنظمة المعلومات المتطورة تداخلت بدرجة كبيرة مع العمليات التقليدية في مجالات: النقل، والتحركات، والإمداد، ونظم القيادة والسيطرة، والاتصالات، والتحكم، والاستخبارات. وتصميم هذه النظم جعلها أكثر تعرضا لحرب المعلومات الهجومية المعادية.

وفي القوات المسلحة ترتبط القيادة العامة مع أجهزتها القيادية المختلفة بشبكة معلومات، وترتبط مع أفرع قواتها الرئيسية، من بحرية وجوية ودفاع جوى، بشبكة أخرى. كما ترتبط بالقيادات المختلفة للوحدات والتشكيلات البرية المقاتلة بشبكة ثالثة.

ويندرج هذا المفهوم والتنظيم أيضا على القيادات الفرعية داخل القيادات السابقة. على أن المرحلة الأخيرة - وهي استخدام الحاسبات داخل التشكيلات المقاتلة - تعتبر أكثر المراحل صعوبة، لأسباب تتعلق بثبات واستقرار الوحدات العسكرية، وأسباب أخرى تتعلق بتأمين النظام الإلكتروني كله.

أولاً: تعريف حرب المعلومات

على الرغم من أنه لا يوجد تعريف محدد لحرب المعلومات إلا أن المراجع العسكرية الأمريكية تستخدم هذه التعريفات:

1. هي تلك الأنشطة التي يتخذها طرف لتحقيق السيادة المعلوماتية، سواء في الهجوم أو في الدفاع، وذلك من خلال التأثير على معلومات الخصم، وكل الأنشطة التي تعتمد عليها، وأنظمة معلوماته، وشبكات الحاسبات التي يستخدمها، وفي نفس الوقت يتم توفير الحماية اللازمة للمعلومات، وأنظمة المعلومات المستخدمة، وشبكات الحاسبات التي يعتمد عليها.

2. هي عمليات المعلومات، التي يتم اتخاذها خلال وقت الأزمة، أو الصراع، لتحقيق النصر، والإجراءات، التي يقوم بها طرف للتأثير على معلومات العدو ونظم معلوماته، وفي نفس الوقت فإنه يقوم بحماية معلوماته ونظمها من أية عمليات معلوماتية يقوم بها العدو.

3. هي تلك العمليات المعلوماتية، التي تتخذ خلال وقت الأزمة أو الصراع، لتحقيق أهداف معينة على عدو، أو أعداء معينين.

ثانياً: زيادة الاهتمام بحرب المعلومات

حازت حرب المعلومات في السنوات الأخيرة على اهتمام وخيال الكثير من العسكريين وخبراء المعلومات. وغطى مفهومها العديد من الأنشطة خارج النطاق العسكري المعروف، فامتد ليشمل إمكانية قيام بعض الأفراد باستخدام أجهزة الحاسب العادية لإحداث تصادم بين الطائرات في الجو، أو تعطيل بعض محطات الطاقة، أو التسلل إلى شبكات الحاسبات بالمصارف والبنوك، مما قد يؤدي إلى انهيار أسواق المال، وربما الأنظمة الاقتصادية في بعض الدول.

ويمكن أن تستخدم حرب المعلومات بوصفها أحد مضاعفات القوة للقوات المقاتلة، فبالإضافة إلى حماية نظم معلومات هذه القوات، فإنه يمكن التأثير على نظم المعلومات المعادية، وبالتالي، على كل ما يتعلق بالنسبة للعدو، في عمليات اتخاذ القرار، وخاصة مراكز القيادة والسيطرة، ومواقع إنتاج وتصنيع الأسلحة الحساسة، وشبكات الاتصالات.

وحيث إن أي حرب عبارة عن عمليات هجومية ودفاعية، فإن حرب المعلومات أيضا تشتمل على عمليات هجوم وعمليات دفاع. فكل طرف في الصراع المعلوماتي يحاول مهاجمة معلومات العدو ومصادرها ونظمها، بينما يدافع، في نفس الوقت، عن معلوماته ومصادرها ونظمها.

وحرب المعلومات تتضمن كل الأعمال التي تهدف إلى حماية، واستغلال وشل فاعلية، وتدمير المعلومات ومصادرها، لتحقيق ميزات ملموسة، والانتصار على الخصم. بينما تهدف العمليات الهجومية المعلوماتية إلى مهاجمة الطرف الآخر، فإن العمليات الدفاعية المعلوماتية تهدف إلى حماية المعلومات ومصادرها حتى لا تتعرض للعمليات الهجومية المعادية.

فحرب المعلومات تركز على الفرص التي يمكن استغلالها نتيجة الاعتماد المتزايد على المعلومات ونظمها، ويمكن أن تستخدم هذه الحرب بوصفها عامل ردع للعدو، وإذا ما قام العدو فعلا بشن الحرب، فإن أساليب حرب المعلومات يمكنها تقليل زمن المواجهة، وربما قد لا يكون هناك ما يدعو للدخول في معركة عسكرية فعلية، نتيجة تأثير حرب المعلومات.

ثالثاً: حرب المعلومات الهجومية

يمكن تنفيذ حرب المعلومات الهجومية في وقت السلم لحل الأزمات ومنع انتشارها، أو لفرض السلام، وذلك من خلال شل فعاليات أنظمة معلومات الطرف المتسبب في النزاع، وإعداد مسرح العمليات، بحيث إذا ما تطور النزاع، أو الأزمة إلى مواجهة عسكرية، فإنه يمكن تنفيذ سيناريو حرب المعلومات الهجومية.

هناك عدة أمور تتعلق ببعض المفاهيم وتحديدها في مجال حرب المعلومات الهجومية، مثل:

1. تعريف الهجوم المعلوماتي.

2. كيفية إثبات عملية الهجوم المعلوماتي.

3. كيفية تحديد هوية القائم بالهجوم المعلوماتي، وتأكيد ذلك.

4. هل اختراق نظام معلوماتي يعد هجوما معلوماتيا؟

5. متى يمكن اعتبار الهجوم المعلوماتي أحد أعمال الحرب الفعلية؟

ويوجد بعض الأعمال الأخرى التي تقع في إطار حرب المعلومات الهجومية، مثل الإعاقة على المعلومات، وبث الفيروسات، والاستيلاء على المعلومات.

رابعاً: حرب المعلومات الدفاعية

يتم تنفيذ حرب المعلومات الدفاعية بصفة دائمة، سواء في وقت السلم، أو وقت الحرب. ولعله أصبح من الواضح أن مواجهة حرب المعلومات تتم من خلال الإجراءات الدفاعية، التي يراعى تكاملها في جميع مراحل المعركة، وعلى مختلف مستويات العمليات العسكرية، لضمان سلامة البنية المعلوماتية، والأجهزة إلكترونية للقوات.

ويتطلب ذلك أن تكون هذه الإجراءات الدفاعية في إطار نظام يحتوي على وسائل ربطها معا، في مختلف الاتجاهات السياسية، والعقائدية، والتقنية، والتعليمية، والتدريبية. كما أن هذه الإجراءات الدفاعية تتكامل مع الإطار العام للحرب، بما يؤدي إلى رفع كفاءة وقدرات القوات المقاتلة.

ويتم تصميم أساليب مواجهة حرب المعلومات، بما يحقق توافر المعلومات اللازمة، في الوقت المناسب، وبالدقة المطلوبة، كلما كانت هناك حاجة إليها، في أي وقت، وأي مكان. وهذا يتطلب التعرف الدقيق على مصادر ومستوى التهديد المعلوماتي.

وذلك من خلال فهم العناصر الآتية:

1. هوية ونوايا الأعداء المحتملين.

2. أساليب وطرق الهجوم المتوقعة.

3. الأهداف المتوقع الهجوم عليها، بدءا من المستويات الإستراتيجية، وامتدادا حتى المستويات التكتيكية.

خامساً: تشكيل وحدات حرب معلوماتية


تخطط وزارة الدفاع الأمريكية لتشكيل وحدات عسكرية معلوماتية. وتكون مهمة هذه الوحدات تأمين شبكات المعلومات والمعدات الإلكترونية وأجهزة الحاسب، في وجه عمليات حرب المعلومات الهجومية، التي تستهدف معدات القوات العسكرية الأمريكية، وإعداد الردود المناسبة لمواجهة هذه الهجمات.

وتوجد حاليا خلية عسكرية متخصصة في دراسة حرب المعلومات لدى الجيش الأمريكي، تعمل ضمن مديرية العمليات التابعة لهيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية. غير أن هذه الخلية لم تكن مصنفة بوصفها وحدة عسكرية مقاتلة.

سادساً: حرب مراكز القيادة والسيطرة

تعتبر حرب مراكز القيادة والسيطرة أحد تطبيقات حرب المعلومات، سواء لمهاجمة أو لحماية هذه المراكز، حيث يتم التسرب إلى نظم الحاسبات في هذه المراكز، عبر وصلات الاتصالات.

ونظرا للتطور الهائل في وسائل وأدوات الصراع المسلح، من أسلحة ومعدات، ذات تكنولوجيات عالية، وما يواكبه من حجم هائل في المعلومات المتداولة، تستخدم نظم القيادة والسيطرة والاتصال والحاسبات والاستخبارات Command, Control, Communications, Computers and Intelligence: C4I لمعاونة القادة على اتخاذ القرارات.

ويتم ذلك من خلال تجميع المعلومات، من مراكز الاستشعار المختلفة، مثل الأقمار الصناعية، والطائرات، والطائرات الموجهة من دون طيار، ومعالجة هذه المعلومات، وعرضها.

كما أن التوسع في تطبيقات هذه النظم، وسرعة تغير المواقف في المعارك الحقيقية، وكثافة النيران، وتزايد قوة تدمير الأسلحة، وتزايد أعمال التحكم الآلي في مختلف نظم التسليح، كل ذلك يستدعى تواجد قيادات وضباط وفنيين ذوى نظرة شاملة، واسعة الأفق، في مجال التدريب.

ولتحقيق هذا الغرض، تجرى معظم الجيوش الحديثة في العالم دراسات كثيرة للاستفادة من التطور التكنولوجي في نظم جمع المعلومات، وتوزيعها في ساحة المعركة، وبما يتمشى مع تقدم برامج تطوير الأسلحة، مما سيؤدي إلى تغيير جذري في مجريات الحروب المستقبلية.

سابعاً: شبكة أمريكية لدعم مهام حرب المعلومات

أعدت القوات الجوية الأمريكية برنامجا يتكلف 1.5 بليون دولار لتدعيم مهام حرب المعلومات، وذلك من خلال تطوير عملية الربط بين شبكة أنظمة الكشف والتتبع وأنظمة القيادة والسيطرة العديدة، التي تستخدم للعمليات الفضائية، والدفاع الصاروخي، والإنذار ضد المقذوفات،
fig14.JPG


وقد أطلق على هذا البرنامج اسم " القيادة والسيطرة الفضائية المتكاملة" Integrated Space Command & Control :ISC2، وهو عبارة عن برنامج يهدف إلى تحقيق السيطرة الفضائية للقوات الجوية من خلال تكامل أكثر من 40 نظاماً للقيادة والسيطرة، موجودة حاليا لكل من القيادة الفضائية الأمريكية، والقيادة الدفاعية الجوية والفضائية لأمريكا الشمالية، والقيادة الإستراتيجية الأمريكية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن النظام المتكامل سيصمم لتوفير تقنيات حرب المعلومات لمساعدة القيادة الفضائية في أداء دورها الجديد، وذلك وفقا لما ذكره المسؤولون في القوات الجوية الأمريكية.

وإذا ما تم تنفيذ برنامج ISC2، ووفرت أنظمته متطلبات مركز القيادة، فسيكون هناك نوع من العلاقة بين أنشطة حرب المعلومات والمتطلبات التي ستواجهها القوات الجوية الأمريكية في حروب المستقبل.

ونظرا لكون هذه المتطلبات غير واضحة الوضوح الكافي، فإن محتوى البرنامج قد كتب بحيث يغطى مستلزمات حرب المعلومات المستقبلية، على مستوى مراكز القيادة. وسيسمح هذا المحتوى بالتعامل مع هذه المتطلبات كلما تطورت.

وقد رفض المسؤولون الأمريكيون الإفصاح عما إذا كان برنامج ISC2 سيتضمن قدرات هجومية من خلال شبكات حاسبات عدائية. وذكروا أن العمل يتركز حول الجزء الدفاعي من حرب المعلومات في شبكات الحاسبات، ولم يتطرق العمل إلى الجانب الهجومي.

ثامناً: فيروسات الحاسب وحرب المعلومات

الأسلحة المعلوماتية المتنوعة لا تعرف حدودا أو قوانين تحد من مدى صلاحيتها، وهي تشمل الفيروسات وغيرها من البرامج، التي يؤدي إرسالها باتجاه أنظمة الحاسبات المعادية إلى تخريب محتويات الذاكرات Memories بهذه الأنظمة، وإلى تعطيل تشغيلها.

والفيروسات المعلوماتية الخامدة، والمغروسة في أنظمة وشبكات الحاسبات ونظم الاتصالات المختلفة، يتم إثارتها عبر أوامر للبرامج عن بعد، ومن ثم تصبح فاعلة في تعطيل، أو تشويه، أو إتلاف، أو حجب، أو تزييف، أو إيقاف العمل، أو تعديل، أو تبديل المعلومات الأصلية، مما يلحق دمارا هائلا في هذه النظم.

وستتضاعف خطورة وفاعلية استخدام الفيروسات في تعطيل شبكات أنظمة المعلومات واختراقها والتشويش عليها. وتصبح مسألة تأمين وحماية أجهزة الحاسب المتحكمة بالأسلحة ضرورة حيوية تتوقف عليها نتيجة الحرب، إلى حد كبير.وحيث إن نظم التسليح العسكرية الحديثة تعتمد اعتمادا كبيرا على الحاسبات، فقد أصبحت هذه النظم أكثر تعرضا للاختراق والهجوم من مثيلتها من النظم المدنية.

وإذا كان فيروس الحاسب قد أصبح خطرا لا يستهان به لتأثيره على أمان الحاسبات والمعلومات في القطاعات المدنية، كان لابد من دراسة هذا الخطر وتأثيراته على النظم العسكرية ووضع أفضل وأنسب الطرق للوقاية منها، وأصبحت مشكلة فيروس الحاسبات تستحوذ على اهتمام خاص في مجال تكنولوجيا التسليح.

ويمكن التصور لو أن فيروسا يندس دون أن يلحظه أحد في حاسب عسكري ضخم، ويمكن له عند تشغيل الحاسب أن يطلق الصواريخ، أو أن يوقف كل أجهزة الدفاع ضد عدو محتمل.

وفيروس الحاسبات عبارة عن برنامج يقوم بإعاقة أو تعطيل البرامج العادية، ويكمن خطره في سرعة انتشاره وصعوبة التعرف على مصدره، والقضاء عليه، قدرته على الكمون دون أي نشاط داخل الحاسبات، وتنشيط نفسه في الوقت المناسب.

وينشر الفيروس الفوضى والاضطراب في ملفات المعطيات أو البرامج كلها، أو يزيلها كليا من الوجود. وتنتشر هذه الفيروسات بالاتصال الإلكتروني عندما يتم إدخال برنامج حامل للفيروس في ذاكرة الحاسب، ثم يقوم المستخدم بتفريغ محتوياته دون مراعاة احتياطات الأمن.

تاسعاً: مجالات استخدام فيروسات الحاسب


ليس من المستبعد استغلال هذا السلاح في الحروب القادمة، وقد يكون ذلك في أحد المجالات الآتية:

1. اختراق نظم الحاسبات بغرض الحصول على المعلومات والبيانات السرية، ذات الأهمية الخاصة بالعمليات العسكرية.

2. تدمير البيانات، أو إتلافها، أو إظهار أخطاء خداعية في حاسبات نظم القيادة والسيطرة، مما يربك القيادة خلال إدارة العمليات العسكرية.

3. تنشيط الفيروس، بحيث يصبح قادرا على القيام بالعمليات المطلوبة في الوقت المناسب، ويعتبر هذا الأسلوب ذا تأثير شديد على حاسبات الزمن الحقيقي، التي تستخدم في نظم الإنذار، وتوجيه المقاتلات والمقذوفات، بحيث تقلل من كفاءة رد الفعل، في مواجهة العمليات المضادة.

4. أن يقوم الفيروس بإنتاج بيانات غير صحيحة، تغير بدورها من اتجاهات ومسارات المقذوفات والصواريخ، عندما تنطلق لأهدافها المعادية.

5. استخدام الفيروس الذي يقوم بالأعمال المضادة في مراكز القيادة والسيطرة في وقت محدد مسبقا، لشل وإرباك الأعمال التي يقوم بها الحاسب.

6. يمكن استخدام الفيروس بوصفه أحد الوسائل الحديثة لأعمال الإعاقة الخداعية الإلكترونية، التي تؤثر على الحاسبات المستخدمة في المعدات العسكرية.

7. مسح البيانات في نظم المعلومات.

عاشراً: مواجهة خطر الفيروسات


مع ظهور خطر الفيروسات والتوقعات المختلفة لاستخدامها عسكريا، بدأت الدول في عمل خطط لمواجهة هذا الخطر، وقد قامت الولايات المتحدة بتنفيذ خطة لسد جميع الثغرات، الممكن النفاذ منها لأنظمة الحاسبات القومية، سواء عن طريق زيادة دوائر الحماية بالحاسب ذاته، أو في نظم التشغيل، أو البيانات المخزنة، بالإضافة إلى الإجراءات الأمنية الخاصة باختيار الأفراد العاملين في هذا المجال، وحجب المعلومات الفنية عن غير المختصين، وزيادة التوعية على جميع المستويات.

وقد اعتبرت الدول المتقدمة مثل هذه الموضوعات ذات درجة سرية عالية جدا، وقيدت مجالات نشر الأبحاث الفنية، التي قد تكشف عن أسرار الحاسبات الحديثة، سواء من ناحية الدوائر أو نظم التشغيل المستخدمة في المجالات العسكرية أو القومية.

حادي عشر: القرصنة المعلوماتية وحرب المعلومات

يخلط الكثير من الناس بين الفيروس المعلوماتي والقرصنة المعلوماتية. إلا أن الأمرين مختلفان. فالقرصنة هي الحصول على معلومات مخزنة في ذاكرة الحاسب، دون وجه حق، بل عن طريق استعمال كلمة السر، وهذه الكلمة يمكن الحصول عليها إما بالسرقة، أو بعد إجراء تجارب مع الكلمات، التي تستعمل عادة لهذه الأغراض.

ويمكن القول أن تطور تقنية المعلومات زاد من احتمال نشوب عمليات قرصنة. وهذه العمليات يمكن أن تقع في أية لحظة مفاجئة، وفي أي مكان في العالم.

أما الأهداف التي يمكن أن تتعرض لمثل هذه العمليات الهجومية، فهي الأهداف الحساسة الحيوية القيمة.

ومن المعروف أن البنية التحتية لدى العديد من الدول، بما في ذلك الأنظمة المالية والاقتصادية والصناعية، ووسائل النقل، التي تدعم القوات المسلحة، كلها تعتمد بدرجة كبيرة على الآلية، وأنظمة المعلومات. على أن عدد الهجمات، التي يشنها القراصنة على البنية التحتية المدنية، ما يزال محدودا للغاية، ولو أن عدد البرامج التي تسمح بممارسة أعمال خطيرة من القرصنة آخذ بالازدياد.

ثاني عشر: الجدوى الاقتصادية لأعمال القرصنة المعلوماتية

من المعروف الآن، على جميع المستويات، أن العمليات العسكرية باهظة التكاليف، فالطائرة المقاتلة الحديثة قد تتكلف عشرات الملايين من الدولارات. أضف إلى ذلك تكاليف السفن الحربية والدبابات وأقمار التجسس والقوات البشرية. وبالمقارنة، فإن ما بين مليون وعشرة ملايين دولار كافية لتمويل فريق متخصص في حرب المعلومات، يتكون من 20 فردا، يستخدمون أجهزة الحاسبات المتوفرة، ويمكن لهذا الفريق أن يحقق نفس النتائج، التي تحققها قوات مسلحة تقليدية، باهظة التكاليف.

ثالث عشر: هوية القراصنة

ويقول الخبراء الأمريكيون أنه، في أغلب الأحيان، لا يعرف المحققون في عمليات الاختراق الإلكتروني هوية مرتكب عملية الاختراق، وهل هو مجرد شخص لا خوف منه يتسلل باستخدام الحاسب، أم هو إرهابي، قد يشكل تهديدا قاتلا، أم جهاز مخابرات معاد؟.

ويؤكد العسكريون الأمريكيون بأن معظم حالات اختراق المعلومات والاتصالات العسكرية الأمريكية يبقى مجهولا في الوقت الحاضر، وأن إمكانات الجيش الأمريكي للرد على هذه الاختراقات محدودة جدا، وأن معظم هذه الاختراقات هي من فعل "قراصنة" هواة.

ويتركز اهتمام المسؤولين العسكريين الأمريكيين، بصورة خاصة، على "الأعداء الداخليين". والمعني بهؤلاء هم أشخاص يحق لهم الولوج إلى شبكات الحاسبات التابعة للبنتاجون، لكنهم يعملون في الحقيقة ضد الولايات المتحدة، وذلك أما بسبب استيائهم من الإدارة الأمريكية، أو لأن دولة ما، معادية لأمريكا، قد تمكنت من جعلهم يعملون لحسابها.

رابع عشر: البلدان التي تؤوي أبرع القراصنة


البلدان التي تؤوي أكثر قراصنة المعلومات براعة، هي: الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا، ألمانيا، هولندا، والأرجنتين. وتأتى في المرتبة الثانية البلدان التالية، التي تؤوي عددا من القراصنة المهمين: روسيا، أستراليا، جنوب أفريقيا، فرنسا، الدانمارك، وإيطاليا. أما البلدان التالية، فإنها تؤوي عددا محدودا من القراصنة البارعين: البرازيل، اليونان، بلغاريا، النرويج، ماليزيا، أيرلندا، إسرائيل، نيوزيلندا، والمكسيك.

خامس عشر: تزايد حوادث القرصنة المعلوماتية

إن عدد حوادث القرصنة المعلوماتية، التي يمكن أن تصنف ضمن فئة أعمال الحرب المعلوماتية قد ارتفع في السنوات الأخيرة، ونادرا ما تم الإعلان عنها.

وعلى سبيل المثال، فقد تعرضت شبكة الحاسبات الخاصة بوزارة الدفاع البريطانية لغارتين معلوماتيتين "استكشافيتين"، ولم يعرف مصدر الهجومين بسبب عدم تشغيل نظام التدقيق في شبكة الحاسبات العسكرية، عند حدوث "الاستكشاف". والمقصود "بالغارة الاستكشافية" هو عملية قرصنة أو استطلاع يدرس القراصنة من خلالها السبل العملية للولوج إلى قواعد البيانات، المخزنة في ذاكرة الحاسب.

وقد تعرضت شبكة الحاسبات، غير المحمية، التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية لهجمات معلوماتية مكثفة في الفترة الأخيرة، وأكدت مصادر البنتاجون أن هذه القرصنة كانت أكثر الهجمات المعلوماتية تنظيما التي شهدها البنتاجون.

واكتشف خبراء وزارة الدفاع الأمريكية إمكان اختراق 65% من شبكات الحاسبات، غير السرية، التابعة للجيش، دون أن يكشف أحد ذلك. ولم تعد عمليات الاختراق نادرة أو محدودة. فحسب التقديرات الحكومية تتعرض شبكات الحاسب الخاصة بوزارة الدفاع إلى نحو 52 ألف محاولة اختراق سنوياً، حيث تجري هذه المحاولات باستخدام شبكة الإنترنت.

سادس عشر: مواجهة عمليات القرصنة

تركز الاستخبارات العسكرية الأمريكية على استخدام فيروس شديد الفعالية، مضاد للاختراقات المعادية، يتم تركيبه في الحاسبات الآلية لأنظمة الأسلحة من أجل تحصينها ضد الاختراق والتشويش المعادي.

ومن أبرز مشكلات الجيش الأمريكي أن عدد المتخصصين في كشف ومعالجة حالات الاختراق محدود، وأن هناك نحو 4000 مدير للشبكات في الجيش الأمريكي، لكن عددا ضئيلا منهم تلقوا تدريبا ملائما للشؤون الأمنية.

كما أنه ليس لدى المتخصصين في مكافحة الإجرام والتجسس الكفاءة الكافية لمعالجة حالات القرصنة المعلوماتية. هذا مع الإشارة إلى أن تزايد ارتباط أنظمة المعلومات العسكرية الأمريكية بأنظمة معلومات تابعة لوكالات حكومية أمريكية أخرى، يجعلها أكثر عرضة للاختراق، لصعوبة مراقبة وتأمين أنظمة هذه الوكالات.

سابع عشر: تطبيقات حرب المعلومات في عاصفة الصحراء


شهدت عمليات عاصفة الصحراء العديد من أساليب حرب المعلومات، حيث قام خمسة أشخاص هولنديين، في الفترة ما بين أبريل 1990م ومايو 1991م باختراق شبكة الحاسب، والوصول إلى 34 موقعا على شبكة الإنترنت من المواقع العسكرية الأمريكية.

وقد شمل ذلك بعض المواقع التي كانت تقوم بمهام دعم عمليتي "درع الصحراء" و"عاصفة الصحراء"، وتمكن هؤلاء الأشخاص من الدخول إلى الملفات والبريد الإلكتروني، للبحث عن بعض المصطلحات، مثل "نووية"، "أسلحة"، "مقذوفات"، "درع الصحراء"، "عاصفة الصحراء"،

وتمكنوا من الحصول على معلومات عن مواقع القوات الأمريكية، وأنواع الأسلحة التي تستخدمها هذه القوات، وقدرات الصاروخ "باتريوت" Patriot، وتحركات السفن الحربية الأمريكية في منطقة الخليج. وبعد الانتهاء من هذه الأعمال قام هؤلاء الأفراد الخمسة بإزالة آثار أفعالهم، لإخفاء ما حصلوا عليه من معلومات.

واستخدام المعلومات، التي حصل عليها هؤلاء القراصنة، والخاصة بأنظمة الإمداد، كان يمكن أن يؤدي إلى أن تزود القوات الأمريكية في الخليج بشحنات من فرش الأسنان بدلا من الذخائر!.

وقد حصل قراصنة المعلومات الخمسة على معلومات كثيرة ملأت العديد من أقراص الحاسب، وعندما لم يجدوا مكانا لإخفاء غنيمتهم هذه، قاموا باختراق شبكة المعلومات في جامعتي "باولنج جرين" Bowling Green وشيكاغو، وأفرغوا المعلومات بها على أمل نقلها، فيما بعد، إلى مكان آخر.

وخلال الحرب عرض هؤلاء الهولنديون بيع معلوماتهم إلى العراق، من خلال طرف وسيط. ولكن بغداد رفضت العرض، خوفا من أن تكون هذه مجرد حيلة للابتزاز.

ثامن عشر: التعامل مع جواسيس المعلومات في عاصفة الصحراء


من أساليب حرب المعلومات في عمليات عاصفة الصحراء أيضا علاقة بغداد ببعض جواسيس المعلومات، ففي مايو 1991م حكم على أحد العاملين بوزارة الخارجية الألمانية بالسجن لمدة خمس سنوات، بتهمة نقل معلومات عسكرية وسياسية إلى بغداد، خلال حرب الخليج. وكان هذا الجاسوس المدعو "جتلر" Gietler قد نقل إلى جهاز الاستخبارات العراقي مئات الملفات قبل القبض عليه، ومنها:

1. الخطابات المتبادلة بين الرئيس الأمريكي جورج بوش والمستشار الألماني هيلموت كول، والخاصة بالخطط العسكرية الأمريكية، لنقل القوات والمعدات عبر ألمانيا.

2. التقارير التي حصلت عليها وكالات الاستخبارات الغربية حول الشركات الأجنبية، التي تساعد العراق في صناعة أسلحة الدمار الشامل.

3. تقارير الاستخبارات الألمانية عن الصواريخ العراقية والخرائط، التي توضح مواقع هذه الصواريخ، والأهداف الإسرائيلية، التي ستوجه إليها.

4. صور الأقمار الصناعية الفرنسية، التي توضح مواقع الصواريخ الإسرائيلية.

5. قائمة بالطائرات الخفية الأمريكية، التي ستقوم بعمليات في حرب الخليج.

وقد أشارت المحكمة الألمانية، التي حكمت على "جتلر" بالسجن، إلى أن المعلومات العسـكرية، التي نقلها إلى بغداد، قد أفادتها إلى حد ما. وبعد انتهاء فترة العقوبة في السجن، صرح "جتلر" لمحطة تلفزيون CBS الأمريكية بأن عملية نقل معلومات عن القوات المتحالفة إلى العراق كان عملا ممتعا له.

وظل "جتلر" يقوم بهذا العمل لمدة خمسة أيام أسبوعيا، وكان يتقاضى مبالغ مالية نظير ذلك، وقال جتلر أن المال لم يكن هو دافعه إلى ذلك، لأنه كان متعاطفا مع العراق، ولذلك، فإن هذا العمل كان من واجبه. وأضاف قائلا:"انه بعد مقابلته للملحق العسكري العراقي، مصادفة في أحد المطاعم، فإنه تطوع لتقديم هذه المعلومات". وكان القبض على "جتلر" قد تم بعد أن التقطت أجهزة الاستخبارات الألمانية مكالمة تليفونية له مع الملحق العسكري العراقي.

تاسع عشر: شل فعالية نظم المعلومات العراقية في عاصفة الصحراء

قامت قوات التحالف بتدمير وشل فاعلية العناصر الرئيسة في نظم المعلومات العراقية. ففي الدقائق الأولى لعمليات عاصفة الصحراء أطلقت الأسلحة المضادة للإشعاعات من الطائرات العمودية والطائرات ثابتة الأجنحة لتشل فاعلية شبكة الدفاع الجوى العراقية.

وأطلقت إحدى الطائرات الخفية من طراز F-117 قنبلة دقيقة التوجيه مباشرة على مركز الاتصالات الرئيسي في وسط العاصمة العراقية، مما أدى إلى تعطيل نظام الاتصالات الأرضية الذي يربط مركز القيادة للرئيس العراقي بمراكز القيادة الأخرى المتصلة بقيادات التشكيلات المقاتلة في الخطوط الأمامية.

وبمجرد أن توقفت مراكز القيادة والسيطرة على العمل، بدأت قوات التحالف في التعامل مع وحدات الدفاع الجوي العراقية، لتشل قدرتها على كشف ميدان المعركة.

وقامت قوات التحالف بشل فعالية نظم الحاسبات العسكرية العراقية باستخدام الفيروسات، التي تسربت إلى هذه النظم من خلال أجهزة الطباعة، ووفقا لهذه الرواية، التي أذيعت في العاشر من يناير 1992م من محطة ABC الأمريكية، فإن الإدارة الأمريكية وجهت هذه الفيروسات إلى نظام الدفاع الجوي العراقي.

وقبل بدء عمليات الصحراء بعدة أسابيع، تم زرع فيروس في جهاز الطباعة، الذي تم تجميعه في فرنسا، وأرسل إلى العراق عن طريق عمان. وقيل إن هذا الفيروس تم تطويره في وكالة الأمن القومي الأمريكية، وتم زرعه في جهاز الطباعة بواسطة وكالة المخابرات المركزية CIA. وقد أطلق على هذا الفيروس اسم AF/91. وبحلول الثامن من يناير 1991م أكدت دول التحالف تعطل حوالي نصف أجهزة الحاسبات العراقية.

عشرون: تطبيقات حرب المعلومات في البلقان


اعتمدت الولايات المتحدة على أساليب حرب المعلومات اعتمادا رئيسيا خلال حربها في البلقان، حيث شنت عمليات مكثفة، من أجل الولوج إلى الأنظمة العسكرية اليوغسلافية والتحكم بها، وخصوصا أنظمة الحاسبات الخاصة بالدفاع الجوي اليوغسلافي. فلقد سعى الأمريكيون إلى تعطيل وتشويه الصور الظاهرة على شاشات منصات التحكم بأنظمة الدفاع الجوي، للحيلولة دون نجاح اليوغسلافيين في إسقاط الطائرات المعادية.

وتمثل جزء من المجهود المعلوماتي الأمريكي ضد اليوغسلافيين في خداع شبكات الدفاع الجوي ووضع أهداف كاذبة. وهذه الهجمات المعلوماتية ضد وسائل الدفاع الجوي اليوغسلافية، حدثت أولا عن طريق التقاط اتصالات كانت تتم بين الوحدات اليوغسلافية، وتسجيلها، ثم تحويلها إلى محطات للاتصالات، ليتم بثها في أوقات غير مناسبة، فتحدث فوضى من جراء اتخاذ العسكريين اليوغسلافيين تدابير لا تتلاءم مع ظروف المعركة، كإطلاق قذائف أو صواريخ مضادة للطائرات، عندما لا يكون هناك وجود لأية طائرة معادية.

وعمد الأمريكيون أيضا إلى إرسال صور وإشارات رادارية خاطئة، يصعب على مشغلي النظم الرادارية أن يميزوا بينها وبين الصور الحقيقية في صورة أهداف خداعية.
 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

انتهى الموضوع الان ........ تحياتي
 
رد: نظرية الجيش الذكي الصغير

باختصار الكيف قبل الكم

واحد كـألف و الف كأف


المهم الزبد و ما ينفع الناس

لا ننسي اهمية المعنويات في التقييم
 
عودة
أعلى