كشفت كوريا الشمالية عن أحدث دبابة قتال رئيسية لديها، وهي تشونما-2، في معرض تطوير الدفاع الوطني لعام 2024، مما يمثل خطوة مهمة في جهود تحديث الجيش في البلاد. تشترك تشونما-2 في أوجه تشابه بصرية واضحة مع دبابة تي-14 أرماتا الروسية، وخاصة في تصميمها الزاوي المستقبلي.
مصدر الصورة: X
تتميز كلتا الدبابة بأبراج آلية بالكامل، مما يلغي الحاجة إلى وجود طاقم في البرج نفسه، كما أن لديهما هياكل منخفضة الارتفاع تهدف إلى توفير حماية وتخفي أفضل.
كما أن تشيونما-2 تحاكي تي-14 من حيث التصميم العام، بما في ذلك استخدام الدروع المركبة وأنظمة الحماية النشطة. ومع ذلك، هناك اختلافات رئيسية. ومن المتوقع أن تكون تشيونما-2 أقل تقدمًا من حيث الإلكترونيات وتكامل أجهزة الاستشعار مقارنة بتي-14، التي تستفيد من التكنولوجيا الروسية المتطورة.
ma-2-unveiled-a-tank-that-mirrors-russias-t-14-design%2F
وعلاوة على ذلك، فإن محركات وقدرات التنقل الخاصة بطائرة تشيونما-2 قد لا تتطابق مع أداء طائرة أرماتا، حيث من المرجح أن كوريا الشمالية لا تزال متخلفة عن الركب من حيث مجموعات نقل الحركة عالية الأداء.
وعلى الرغم من هذه الاختلافات، لا يمكن تجاهل أوجه التشابه المرئية، مما يشير إلى تركيز كوريا الشمالية على تبني ميزات الدبابات الحديثة من التصاميم الرائدة في جميع أنحاء العالم. تمزج Cheonma-2 عناصر من نماذج دبابات مختلفة، بما في ذلك M1 Abrams الأمريكية، وT-14 Armata الروسية، وZulfiqar الإيرانية، مع تشابه تكوينها مع الأخيرة بشكل أوثق.
تحتوي مقدمة البرج على صفائح درع مائلة تشبه تلك الموجودة في دبابة M1 Abrams، بينما تم تعزيز الهيكل بدروع شرائحية في الخلف، على غرار دبابة T-14. تختلف الصفائح الواقية للدبابة قليلاً عن دبابة T-14، ويقع موضع السائق في مقدمة الهيكل.
تم تجهيز تشيونما-2 بدروع مركبة، يُعتقد أنها على قدم المساواة مع الدبابات القتالية الرئيسية من الجيل الثالث، ومن المرجح أن تكون معيارية في التصميم. تحتوي أجزاء من البرج على دروع يصل سمكها إلى 10 سم للحماية من الهجمات من الأعلى إلى الأسفل.
وبالمقارنة مع الدبابة القديمة سونغون-915، يتمركز القائد على الجانب الأيمن من البرج، وهو ما قد يشير إلى تضمين جهاز تحميل تلقائي، على الرغم من أن وجود عضو رابع من الطاقم يجعل هذا الأمر غير مرجح.
من المرجح أن يكون التسليح الأساسي للدبابة هو مدفع أملس عيار 125 ملم، والذي يستخدم أيضًا في الدبابات الكورية الشمالية الأخرى مثل Chonma-216 وSongun-915. كما تم تجهيز الدبابات بمدفع رشاش محوري وقاذف قنابل AGS-30، مثبت على الجانب الأيسر من البرج.
بالإضافة إلى ذلك، تم تسليح الدبابات بصاروخين من طراز Bulsae-3، مثبتين في قاذفة قابلة للسحب على الجانب الأيمن من البرج. هذه الصواريخ تشبه الصواريخ السوفيتية 9K111 Fagot أو 9M133 Kornet ولكنها أكبر قطرًا [150 مم]، مما يوفر قدرات اختراق أفضل.
تم تجهيز Cheonma-2 بنظام حماية نشط [APS] يقع في أسفل البرج، مع أربعة قاذفات - اثنتان في الزوايا الأمامية واثنتان على الجانبين. تم تصميم هذا النظام لاعتراض الصواريخ القادمة والتهديدات الأخرى، مثل RPG-7، ويشبه نظام Afghanit الروسي المثبت على T-14.
تم اختبار النظام بنجاح خلال معرض الأسلحة والمعدات لعام 2023 في بيونج يانج. من المرجح أن تكون أجهزة الاستشعار الحساسة لنظام الحماية النشط موجودة في الزوايا الأمامية للبرج.
تتميز دبابة تشونما-2 بمناظر بانورامية جديدة، وصاريًا للأرصاد الجوية، وقاذفات قنابل دخان على سقف البرج. كما ستعمل المناظير الحرارية وكاميرات المراقبة للقائد والمدفعي على تعزيز قدرات الدبابة في القتال الليلي وتحسين دقة الاستهداف.
وقد استحوذت طائرة تشونما-2، التي تم الكشف عنها خلال العرض العسكري بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حزب العمال الكوري، إلى جانب الصاروخ الباليستي هواسونغ-16، على اهتمام المحللين العسكريين وخبراء الدفاع في جميع أنحاء العالم.
ونظراً لخصائصها الحديثة، هناك تكهنات كبيرة بأن تشيونما 2 ربما تلقت مساعدة من روسيا أو الصين، وكلاهما لديه خبرة في نقل التكنولوجيا إلى كوريا الشمالية.
ومن المرجح أن تكون الدبابات التسع التي عُرضت خلال العرض العسكري في بيونج يانج نماذج أولية أو نماذج تجريبية تمثل بداية مرحلة جديدة في تطوير المركبات المدرعة في كوريا الشمالية.
ومن المثير للاهتمام أن طائرة تشيونما-2 تم طلائها بألوان الصحراء المموهة أثناء العرض، وهو ما أثار تساؤلات في ظل عدم وجود مناطق صحراوية في شبه الجزيرة الكورية.
وقد أثار هذا المخطط اللوني غير المعتاد نظريات مختلفة، حيث يقترح البعض أنه تم اختياره لوضع الدبابة في سياق النماذج الغربية أو الروسية أو الصينية، في حين يعتقد البعض الآخر أنه جزء من استراتيجية لجعل الدبابة أكثر جاذبية للتصدير إلى أسواق الأسلحة الدولية.
وبغض النظر عن الأسباب وراء اختيار التمويه، فإن تشيونما-2 تعكس تصميم كوريا الشمالية على تحديث قدراتها العسكرية على الرغم من العقوبات الدولية المستمرة وحظر الأسلحة. وتعتبر تشيونما-2، إلى جانب الأسلحة الأخرى المعروضة، رمزًا لمرونة كوريا الشمالية وإبداعها في تطوير صناعة الدفاع.
أعرب البروفيسور سونغ وو، الخبير العسكري الكوري الجنوبي، عن رأيه بأن دبابة تشونما-2 تمثل قفزة تكنولوجية كبيرة مقارنة بالدبابات الكورية الشمالية القديمة. وألمح إلى احتمال تورط إيران، مشيرًا إلى أن كوريا الشمالية وإيران تعاونتا في مجال التكنولوجيا العسكرية، وخاصة في مجال الدبابات، مثل طراز ذو الفقار-3.
وبمقارنة "تشيونما-2" بالدبابات الكورية الشمالية القديمة والتصاميم الأجنبية الحديثة، صنف البروفيسور وو الدبابة الجديدة على أنها شيء ما بين دبابة القتال الرئيسية من الجيل الثالث والرابع.
وخلص إلى أن الصاروخ تشونما-2 يمكن أن يشكل تهديدا خطيرا للدبابات الكورية الجنوبية من طراز K1 وK2، وأن الجيش الكوري الجنوبي سوف يحتاج إلى تحسين قدراته الشبكية وتطوير أنظمة حماية نشطة لمواجهة إمكانات الصاروخ تشونما-2.
Source