في أعقاب فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالانتخابات
أبدت إيران تحولًا في استراتيجيتها تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل
وقد أكدت مصادر إيرانية تأجيل إيران تنفيذ عملية "الوعد الصادق 3" ردا على إسرائيل، وذلك بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأوضحت المصادر أن إيران أبدت استعدادها لفتح مفاوضات مع ترامب خاصة بعد الرسالة التحذيرية الأميركية التي وصلت طهران
عن طريق مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي مع وعد جديد من واشنطن بجهود لوقف إطلاق النار في غزة.
هذا الموقف يتماشى مع ما قاله مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني قبل أيام بأن على إيران وضعَ حد لإسرائيل واتخاذ قرار سليم
بشأن الرد على هجومها، داعيا إلى عدم الانجرار إلى ما وصفه بالفخ الإسرائيلي.
وشدد لاريجاني أيضا على ضرورة أن يكون رد طهران عقلانيا على حد وصفه.
فيما توعد المرشد علي خامنئي برد قاسٍ على أي هجوم يستهدف إيران أو حلفاءها.
هذه التناقضات تثير تساؤلات حول السياسة الإيرانية المقبلة، خصوصًا مع عودة ملف البرنامج النووي إلى الواجهة
رؤية أميركية
واعتبرت الضابطة السابقة في وكالة المخابرات المركزية، كلير لوبيز، أن التحول في اللهجة الإيرانية
يعكس محاولة لشراء الوقت وتخفيف الضغوط الدولية.
وأضافت لوبيز أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران خلال إدارة ترامب أثرت بشدة على اقتصادها
لكنها لم تُنهِ النفوذ الإيراني الإقليمي.
وأشارت إلى أن الإدارة الجديدة قد تعيد فرض عقوبات أشد، ما يعيد العلاقات إلى مربع التوتر.
الملف النووي ومساعي التفاوض
على صعيد الملف النووي، رحّب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأي جهود للوصول إلى اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
في إشارة إلى استعداد طهران للتعاون.
وقبيل زيارته إلى طهران، حذّر المدير العام للوكالة، رافاييل غروسي، من تقلص هوامش المناورة، مؤكدا ضرورة إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة النووية.
وكشفت مصادر أن المبادرة التي يحملها غروسي تهدف إلى خفض النزاع في المنطقة مقابل تخفيف العقوبات.
تهديدات إسرائيلية وتحذيرات اقتصادية
في الجانب المقابل، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشعب الإيراني من تداعيات أي هجوم جديد على إسرائيل
مؤكدًا أن أي تصعيد سيؤدي إلى شل الاقتصاد الإيراني وتكبيده خسائر كبيرة.
التفاوض مع ترامب بشروط جديدة
إمكانية التفاوض بين إيران وإدارة ترامب، حيث أوضح الدكتور رويوران أن إيران مستعدة للتفاوض حول الملف النووي
بشرط أن يتم التفاوض على أساس الندية ومبدأ "رابح-رابح"، رافضًا أي ربط بين الملف النووي وقضايا أخرى
واعتبر أن أي اتفاق محتمل يجب أن يبنى على أسس جديدة، تأخذ في الاعتبار التحولات السياسية التي جرت منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في 2018.
مفاوضات ومخاوف من تصعيد إقليمي
من جهتها، أكدت لوبيز أن التهدئة تتطلب التزامًا من الطرفين
بينما أشار رويوران إلى أن العقوبات وحدها لن تجبر إيران على تقديم تنازلات جوهرية دون ضمانات متبادلة.
ويبقى المشهد مفتوحًا على احتمالات متعددة، في ظل رسائل متضاربة من طهران وموقف أميركي متشدد.