اضخم تمهيد نيرانى حدث فى الحروب الحديثه
الثانيه وعشرون دقيقة ظهر يوم العاشر من رمضان السادس من اكتوبر عام 1973 وطبقا للمنشور الصادرة من القيادة العامة للقوات المسلحه بكسر الجمود العسكرى
قامت المدفعيه المصرية بواحد من اكبر واضخم التمهيدات النيرانيه فى التاريخ الحديث حيث شارك فيها اكثر من 2000 مدفع وصواريخ ارض ارض وتم فيها استخدام الصواريخ التكتيكيه لاول مره بالشرق الاوسط
ويقول كل من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب و عميد أركان حرب ضياء الدين زهدى فى كتابهم حرب رمضان ( وتوالت البلاغات عن مدى تأثير النيران ، والخسائر التى أحدثتها بالعدو ، وعن نجاح المدفعية فى فتح جميع الثغرات المخططة فى موانع الأسلاك الشائكة والألغام ، على الميل الأمامى للساتر الترابى وحول النقط القوية والحصون والقلاع المعادية.
وفى الساعة 1420 بدأت الموجة الأولى لقواتنا فى عبور القناة ، ومعها أسلحتها الخفيفة .. ورافق المشاة فى اقتحامها ضباط ملاحظة المدفعية ووحدات الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات وفى نفس اللحظة كانت صواريخنا التكتيكية تشق عنان السماء بأمر مركزى من مدير المدفعية لتصيب أهدافها فى عمق سيناء وتحيلها إلى دمار ... وكانت تلك أول ضربة بالصواريخ التكتيكية فى تاريخ الشرق الأوسط.
لقد نفذ التمهيد النيرانى كما خطط له بالضبط .. وكانت نتائجه أكثر مما نأمل .. إلى درجة أنه لم تتمكن دبابة معادية واحدة من صعود الساتر الترابى واحتلال المصاطب المجهزة به لتوقف عبور قواتنا.
واستمرت نيران المدفعية تزحف أمام القوات الأخرى التى تابعت توسيع رؤس الكبارى ، وذلك بفضل ضباط ملاحظة المدفعية الذين عبروا مع الموجات الأولى لقواتنا ، وكذا جماعات ملاحظة المدفعية التى كانت تعمل خلف خطوط العدو والتى انتشرت مع بداية المعركة على طول مواجهة وعمق العدو ، لإدارة نيران المدفعية على أبعد مدى ممكن)ـ كتاب حرب رمضان.
المصدر :- كتاب حرب رمضان الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة لكل من اللواء حسن البدرى ، طه المجدوب والعميد أركان حرب ضياء الدين زهدى ـ طبعة عام 1974
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( فى نفس الوقت الذى كانت قواتنا الجوية تهاجم أهدافها فى عمق سيناء ، كان هناك أكثر من 2000 مدفع على طول جبهة القناة من مختلف الأعيرة ومجموعة من الصواريخ التكتيكية أرض ـ أرض تفتح نيرانها ضد الأهداف الإسرائيلية فى حصون بارليف وما خلف هذا الخط من مواقع دفاعية ومواقع المدفعية ، واستمر القصف لمدة 53 دقيقة وكان معدل قصف النيران شديدا بحيث سقط على المواقع الإسرائيلية فى الدقيقة الأولى 10500 دانة مدفعية بمعدل 175 دانة فى الثانية الواحدة ) ـ مذكرات الجمسى.
المصدر :- حرب أكتوبر 1973 مذكرات المشير محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998
ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية ( وفى الساعة الثانية وخمس دقائق بدأت 2000 قطعة مدفعية وهاون ولواء صواريخ تكتيكية أرض ـ أرض التمهيد النيرانى الذى يعد واحدا من أكبر عمليات التمهيد النيرانى فى التاريخ وقد قام بالتخطيط له اللواء محمد سعيد الماحى قائد المدفعية ، وأشتركت فيه 135 كتيبة مدفعية وعدة مئات من مدافع الضرب المباشر ، كانت تتبع العميد محمد عبد الحليم أبو غزالة قائد مدفعية الجيش الثانى والعميد منير شاش قائد مدفعية الجيش الثالث .... وفى الساعة الثانية وعشرين دقيقة كانت المدفعية المصرية قد اتمت القصفة الأولى من التمهيد النيرانى التى استغرقت 15 دقيقة والتى تركزت على جميع الأهداف المعادية التى على الشاطىء الشرقى للقناة إلى عمق يتراوح بين كيلومتر واحد وكيلو متر ونصف فى اتجاه الشرق وفى اللحظة التى تم فيها رفع نيران المدفعية لتبدأ القصفة الثانية لمدة 22 دقيقة على الأهداف المعادية إلى عمق يترواح ما بين 1.5 و 3 كم من الشاطىء الشرقى للقناة ، فى هذه اللحظة بدأ عبور الموجات الأولى فى القوارب الخشبية والمطاطية ) ـ جمال حماد.
المصدر :- العمليات الحربية على الجبهة المصرية للمؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد ـ الطبعة الثانية عام 1993
قائد مدفعية الجيش الثالث إبان الحرب: العدو لم يستطع رفع رأسه لاستهداف قواتنا من شدة ضرباتنا لمدة 53 دقيقة
ويقول قائد مدفعية الجيش الثالث الميدانى، إبان الحرب، إن «التمهيد النيرانى» بُنى فى زمن قدره 53 دقيقة، عبر 5 قصفات، وهى إحدى أطول القصفات المدفعية فى التاريخ العسكرى، وجاءت القصفة الأولى لتمتد 15 دقيقة متواصلة، منعت قوات إسرائيل من إحباط عبور جماعات اقتناص الدبابات أثناء عبورها شرق قناة السويس لتنجح فى مهمتها، ثم جاءت القصفة الثانية لتمتد 22 دقيقة كاملة.وكانت لتأمين عبور القوات المهاجمة للاستيلاء على الساتر الترابى، وخلالها لم تستطع إسرائيل «رفع رأسه لاستهداف قواتنا من شدة الهجمات عليه».
ويشير اللواء أركان حرب محمد حسن غنيم، نائب رئيس هيئة العمليات فى حرب أكتوبر المجيدة -فى الفيلم الوثائقى- إلى أن «التمهيد النيرانى» نجح فى تأمين عبور 120 مفرزة من القوات المسلحة المصرية قناة السويس عنوة، لتحتل الجانب الشرقى من قناة السويس، وكان الهدف منها استباق الجيش الإسرائيلى لاحتلال المرابض على الضفة الشرقية للقناة.
ويقول اللواء دكتور نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، إن عملية التمهيد النيرانى، التى تُعد أكبر تمهيد نيرانى فى العالم، فضلاً عن عملية اقتحام خط بارليف الحصين هى عملية لا تزال تدرّس فى الكليات والمعاهد العسكرية حول العالم حتى الآن، باعتبارها نموذجاً من أفضل النماذج فى التخطيط والتنفيذ.
وأضاف رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، فى تصريح لـ«الوطن»، أن الجندى المصرى أثبت للعالم أجمع أنه خير أجناد الأرض، داعياً أبناء مصر إلى العمل على بناء الوطن، ومواجهة كل التحديات التى قد تمس الأمن القومى المصرى والجبهة الداخلية للبلاد.
التلفزيون الاسرائيلى يعرض فديو لقائد اسرائيلى يستنجد لانقاذه من المدفعية المصرية