المغرب ومعضلة الإستعمار الإسباني اليوم (من إحتلال المدن إلى شرطي الهجرة الغير شرعية).

إنضم
10 أغسطس 2024
المشاركات
389
التفاعل
1,552 72 0
الدولة
Algeria
السلام عليكم

بدون إطالة والغوص في مجريات الإستعمار الإسباني في المغرب اليوم سواء حول مدينة سبتة المحتلة أو مدينة مليلية المحتلة أو أكثر من عدة جزر مغربية وبعيدا عن هذه القضية المعروفة تاريخيا وأمميا وحتى قانونيا وسياسيا وجغرافيا.

1726411556191.png


الموضوع العسكري العام في هذا الموضوع يتحدث عن فشل المغرب اليوم في إسترجاع سيادته المغتصبة على يد القوات الإسبانية، ويراها عدة خبراء عسكريين من العرب و حتى الغربيين أنها معظلة حقيقية في الرؤية العسكرية الغير مكتملة السيادة للدولة المغربية، حيث فرضا لو فتحنا قناة إسبانية وإطلعنا بالصدفة حول النشرة الجوية فجأة نجد الإعلاميين في التلفزيون الإسباني الحكومي يشيرون في النشرة الجوية بأصابعهم حول حالة الطقس في شمال المغرب في سبتة ومليلية أو في غرب المغرب في جزر الكناري حتى نتفاجئ من هول المشهد كيف أن تكون مدن وجزر لا علاقة لها بالقارة الأوروبية جغرافيا ولا علاقة لها بالمسافة القريبة بإسبانيا، هذا المشهد مجرد مثال بسيط حول الهول الذي يثيره النفوذ العسكري الإسباني اليوم على حساب السيادة المغربية.

My Snapshot_179.jpg


المعضلة لا تنتهي في مشهد دراماتيكي إعلامي في نشرة الطقس الإسبانية، ولكن المعضلة تتجاوز الخطوط الحمراء عسكريا، فالتأثير العسكري الإستعماري الإسباني على المغرب لا يمس الإعلام فقط، ولكن هل المغرب اليوم وضعت إستراتيجية عسكرية لمواجهة هذا الإنتهاك العسكري الإسباني!

المغرب اليوم بعد دراسة علاقته العسكرية والإعلامية والسياسية مع الإستعمار الإسباني فهو في حقيقة الأمر راضخ كل الرضوخ، أو يمكن القول أنه مستسلم للإستعمار الإسباني، حتى لو تباينت بعض الأصوات المغربية الرافضة للتواجد الإسباني في عمق الشمال المغربي، لكن هي تبقى مجرد أصوات رافضة وليست أفعال ملموسة.

إذا كانت هذه واحدة من المعضلات، فهناك قضية كارثية في قضية الإستعمار الإسباني للمغرب، وهو توجه المغرب بطلب القروض من إسبانيا هذا من جهة، وتوجه المغرب لإستيراد أسلحة عسكرية من إسبانيا وهذا من جهة أخرى، وهي كارثة حقيقية وهي أكبر المعضلات الرئيسية في المشهد العسكري.

1726407713835.png


أولا لو نعود قليلا إلى التاريخ السابق نجد المغرب اليوم هو نفسه المغرب في عهد السلطان عبد العزيز، ولم يتعلم المغرب اليوم من أخطاء التاريخ، نجد من بعض أسباب إنهيار المغرب وإحتلاله من طرف الدول الأوروبية هو إفلاس المغرب وتراكم الديون على المغرب التي لم تسدد لصالح الدول الأوروبية أنذاك، وهذا ما حدث في عهد السلطان عبد العزيز بدون الحديث عن أسباب رئيسية أهمها إستسلام السلطان لفرنسا والتوقيع على معاهدة الحماية وتسليم المغرب تحت سيادة الإسبان والفرنسيين، وإنتفاضة سكان فاس داخليا ضده.


وقد أعلن المغرب سابقا، موافقته على إبرام عقد قرض مع مؤسسة بنكية إسبانية، لتمويل عقد تجاري للجيش المغربي مع شركة إسبانية متخصصة في صناعة السفن الحربية، ونشرت الجريدة الرسمية المغربية، قرارا لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، بموجبه تمت الموافقة اقتراض 92.2 مليون دولار، من مجموعة “سانتاندر” المصرفية الإسبانية، وأوضح القرار أن القرض “سيمول العقد التجاري المبرم بين إدارة الدفاع الوطني وشركة “نافانتيا” الإسبانية المتخصصة في صناعة السفن، وكانت صحيفة “الباييس” الإسبانية، قالت في يناير 2021، إن الرباط “تشتري لأول مرة منذ 3 عقود، سفينة حربية، يبلغ ثمنها 150 مليون يورو (149 مليون دولار بالأسعار الحالية)، ستصنعها شركة “نافانتيا”، ويتعلق الأمر وفق وسائل إعلام إسبانية، بـ”سفينة تزن 1500 طن بطول 80 مترا لطاقم يتشكل من 80 بحارا واكتفاء ذاتي على مدى 4000 ميل بحري، مجهزة بقاعدة لإقلاع وهبوط المروحيات، ومدفع من عيار 76 ملم”.

avante10.jpg



إذا كان المغرب يقتني الأسلحة من إسبانيا ويرهن المغرب ماليا بإقتراضه الأموال من إسبانيا فكيف سيخرج المغرب من الإستعمار الإسباني اليوم ويكون له القدرة على مواجهة إسبانيا في المستقبل وتحرير السيادة المغربية المغتصبة، وهذا ما يعتبر أكبر معضلة عسكرية في المستقبل واليوم.

أصلا القاريء للخلفيات، فإن إسبانيا لو أحست بخطر من المغرب حول تحرير مدنه وجزره من القوات العسكرية الإسبانية لما قبلت إسبانيا بتصدير أسلحتها العسكرية إلى المغرب، لانها تعلم جيدا لن تستخدمها ضد إسبانيا.

أما المعضلة العسكرية الأخرى هو الإتفاقية بين المغرب وإسبانيا حول التعاون والتنسيق المغربي مع مدريد من أجل ضبط أمن وسلامة الجمارك الإسبانية عند معابر سبتة ومليلية المحتلة، وهذه كارثة ومعضلة عسكرية وتاريخية وقانونية، تعتبر داعم كبير للإستعمار الإسباني في المغرب ويضفي شرعية الإستعمار الإسباني على المغرب، بعد قبول المغرب الدخول أصلا في هذا التعاون، الذي كان لابد أن لا يكون على الإطلاق.


وقع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز مع نظيره المغربي عزيز أخنوش 19 اتفاقية للتعاون بين البلدين في مجالات مختلفة خلال اجتماع وزاري رفيع المستوى في الرباط من أجل تعزيز "شراكتهما الاستراتيجية"، وكانت هذه مجرد إتفاقية شكلية بالنسبة للرأي العام، لكن في حقيقتها هي إتفاقيات لتمتين الوجود الإستعماري الإسباني في المغرب، حتى لو كان في ظاهرها هو مجرد تعاون بين الطرفين، حيث وقع الطرفان بالأحرف الأولى اتفاقا "للتطبيع الكامل لمرور الأشخاص والبضائع عبر الجمارك والمنافذ البرية والبحرية" يتعلق فتح المعابر البرية بجيبي سبتة ومليلية الواقعين في شمال المغرب، وهو يعتبر رضوخ مغربي لإسبانيا حول سيادة إسبانيا على جمارك المدينتين المحتلتين.

أما ما يؤكد رضوخ المغرب اليوم للإستعمار الإسباني هي الصمت المريب بعدما ألقى بيدرو سانشيز في المغرب خلال مؤتمر صحفي من قلب الرباط أن سيادة سبتة ومليلية تتبعان إسبانيا وهذا التصريح لم يعترض عليه المغرب داخل الرباط ولم تقم المغرب بمنع بيدرو سانشيز من إلقاء نوع من هذا الخطاب وهذا يؤكد مستوى الرضوخ للإستعمار الإسباني.



وما يؤكد في المشهد العسكري أن المغرب دخل في معظلة حقيقية لإعترافه بحق إسبانيا في إدارة الجمارك للمدن المغربية المحتلة والدخول في التعاون معها وما يؤكد رضوخ المغرب للإستعمار الإسباني اليوم هو ما أدلى به وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، حيث نفى أن تكون هناك أي أسباب سياسية أو قانونية لها علاقة بالتأخر الحاصل حاليا في مسألة فتح الجمارك التجارية معبر سبتة ومليلية، من طرف المملكة المغربية، مشيرا إلى أن التأخر مرتبط بأسباب "تقنية".

وأضاف ألباريس خلال مشاركته في برنامج حواري على إذاعة "أوندا سيرو" الإسبانية،بأن هناك جهودا متواصلة بين المغرب وإسبانيا، من أجل فتح الجمارك التجارية بكل من سبتة ومليلية، بشكل حاسم ونهائي، وبطريقة لا تقع بعدها أي مشاكل أخرى.


واستبعد ألباريس أن تكون هناك أسباب سياسية أو قانوية بصورة ما، هي التي تقف وراء تأخر فتح المغرب للجمارك التجارية بالمدينتين المذكورتين، مرددة أن الرباط أكد لمدريد في أكثر من مناسبة، بأن التأخر يرجع إلى أسباب تقنية، يجري العمل على حلها.

وأشار ألباريس في ذات الحوار الإذاعي، بأنه تواصل مع رئيس حكومة سبتة المحتلة، خوان فيفاس، وأكد له الأخيرة، أنه "راض على وضعية الحدود"، مع المملكة المغربية.

أما التأكيد الثاني من رضوخ المغرب اليوم للإستعمار الإسباني في السياسة المغربية وهو تصريح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة خلال اللقاء الذي جمعه بألباريس في العاصمة الرباط أواخر العام الماضي، قد أشار أن سبب تأخر فتح الجمارك التجارية بكل من معبري سبتة ومليلية يرجع إلى مشاكل تقنية يجري العمل على حلها.

وحسب ما نقلته الصحافة الإسبانية عن مسؤولين في المدينتين المحتلتين، فإن عدد من الأطراف السياسية والاقتصادية تعتقد أن فتح الجمارك التجارية بمعبر مليلية ومعبر تراخال بسبتة، يجب أن يكون أول خطوة لبيدرو سانشيز في فترته الرئاسية الجديدة، وأول مكسب يُحقق للمدنيتين في هذه الفترة.

1726411637127.png


وكانت اتفاقية خارطة الطريق بين المغرب وإسبانيا، قد تضمنت عددا من البنود، من بينها بند إعادة فتح الجمارك التجارية في مليلية، وإنشاء وفتح مكتب جمركي في معبر تراخال بسبتة، من أجل تقنين حركة نقل البضائع بين المدينتين وباقي المدن المغرب، خاصة بعدما أوقف المغرب نشاط التهريب المعيشي.

المعظلة الأعظم في المشهد العسكري الإسباني وهي تحول المغرب من بلد مستعمر من إسبانيا اليوم إلى بلد شرطي الهجرة الغير الشرعية لصالح أمن وسلامة المدن المغربية المحتلة و الامن القومي العسكري الإسباني.

شهد كل من المغرب وإسبانيا هذا الأسبوع، استنفارا أمنيا كبيرا بسبب هجرة جماعية من مدينة الفنيدق الواقعة شمال المغرب، نحو مدينة سبتة المحتلة فقد قام شباب ونساء وأطفال مغاربة على مدى أربعة أيام بالسباحة أو ركوب القوارب السياحية لقطع المسافة القصيرة الفاصلة بين البلدين، مستغلين الضباب الكثيف والتواجد المكثف للمصطافين في البحر شمال المملكة حسب محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان بالمغرب، "فقد كانت هذه المغامرة الجماعية مفاجئة من حيث العدد، كما اتسمت أيضا بالاستمرارية لثلاثة أيام. وكان العامل الأول لنجاحها مرتبطا بالطقس، فالضباب يجعل المراقبة صعبة في الضفتين، كما أن مستوى البحر المنخفض والموج الهادئ إضافة للمسافة القريبة، جعلت الراغبين في الهجرة نحو إسبانيا يجدون السباحة جماعة فرصة". واعتبر المتحدث أن "الانتقال من صيغة المغامرة الخطيرة فرديا إلى الشكل الجماعي حيلة من المهاجرين، ورغبة منهم في تشتيت انتباه السلطات وإرباكها".

وهناك رضوخ مغربي عسكري وسياسي للإسبان في هذا الشق حيث أكدت صحيفة إل فارو دي كوتا، في تقرير حول الأزمة الأخيرة، أن هذا المأزق دفع وفد مدريد الحكومي الذي وصل إلى سبتة المحتلة، إلى العمل بالتنسيق مع الحكومة المحلية ووزارة الشباب والأطفال، على إيجاد أماكن جديدة لاستقبال الأطفال المغاربة الواصلين خلال هذا الأسبوع وأضافت الصحيفة الإسبانية أنه يجري التفكير في إيوائهم في الثكنات العسكرية المهجورة التابعة لوزارة الدفاع من بين أماكن أخرى.

فإن الاتفاقيات الموقعة بين المغرب وإسبانيا خاصة منها اتفاقية إعادة القبول، تمكن إسبانيا من إعادة البالغين وتلزم المغرب بقبول مواطنيه وهذا ما قبلت به المغرب ووقعت عليه وباتت المغرب مسؤولة عن المهاجرين في إسبانيا، لكن المشكل الأكبر يطرحه القاصرون إن إعادتهم إلى المغرب يستدعي قرار المحكمة الإسبانية، لذلك تبقى إسبانيا مسؤولة عن هؤلاء الأطفال، رغم أن السلطات المغربية تعبر دائما على الرغبة في إعادة القاصرين المغاربة، إلا أنها تصطدم بالقوانين المشددة التي تحمي الأطفال.

المغرب اليوم يتضح أنه راضح كل الرضوخ للإستعمار الإسباني وقد قيد كل الفرص التي كانت قد تعتبر اوراق قوة في يد المغرب للضغط على إسبانيا أو مواجتها في المستقبل من معظلة الإستعمار الإحتلال للمدن المغربية في عمق شمال المغرب وجزره إلى معظلة رضوخ المغرب اليوم لإسبانيا من طلب القروض من الإستعمار الإسباني ورهن المغرب ماليا في يد الإسبان ووضع رقبة المغرب في مشنقة الإستعمار والمعظلة العسكرية الأكبر هو توجه المغرب لإستيراد أسلحة عسكرية من الإستعمار الإسباني عبر قروض من نفس المستعمر وكذا التوقيع على إتفاقيات كثيرة تشرعن الإستعمار الإسباني في المغرب منها إتفاقية الجمارك وإتفاقية التبادل الخاص بالمهاجرين وإعادتهم وإتفاقية التعاون العسكري والامني بينهما!

الكارثة اليوم ماذا لو تمدد الإستعمار الإسباني في عمق المغرب من سبتة ومليلية نحو طنجة وتطوان وسلا و الخوف من هذا التمدد العسكري الإستعماري هو ليس وليد اليوم فالعودة إلى التاريخ نجد أن دخول القوات الإسبانية في المغرب بدأ بمراحل ثم بدأ يتطور ويتوسع فهل المغرب مستعد عسكريا لهذا السيناريو في المستقبل!

بعدما كان المغرب أمام فرصة الضغط على الإستعمار الإسباني اليوم لتحرير مدنه وجزره أصبح أمام توريط نفسه وبيده في معظلات صنعت من طرف المغرب من أجل الإبقاء أكثر للإستعمار الإسباني في المغرب وزرع الفشل وإفقاد الأمل في نفوس الرأي العام المغربي من إستقلال وتحرير المغرب نهائيا من الإسبان.

والتخوف من تمدد الإستعمار العسكري الإسباني في المغرب كان ظاهرا بعدما قامت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس، في الشهر الماضي جزر مغربية محتلة قبالة الحسيمة و ذلك لأول مرة منذ توليها المنصب.

ووفق ما نقلته عدة وسائل إعلام إسبانية ، فإن روبليس، قامت بزيارة جزيرة النكور، وجزيرة بادس، والجزر الجعفرية قبالة سواحل الحسيمة و التابعة للقيادة العسكرية في مليلية.

1726410818901.png


و ذكرت أن وزيرة الدفاع تفقدت ثكنات الجيش الإسباني في الجزر الجعفرية، والسفينة العسكرية الراسية قرب جزيرة النكور هذا و نقلت ذات وسائل الإعلام ، أن الجيش الإسباني يعمل على تحديث محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في “جزيرة إيزابيل الثانية” المنتمية للجزر الجعفرية بالإضافة إلى تهيئة مهابط طائرات الهليكوبتر الموجودة في مختلف الجزر المحتلة.


 
التعديل الأخير:
الحل الوحيد هو جيل جديد من حكام مغاربة يعتبرون الارض مثل العرض و الشرف من الاخير و هذا مستبعد حاليا
 
عودة
أعلى