قبل أكثر 180 عاما.. أبيد آلاف البريطانيين أثناء انسحابهم من كابل

وائل 🇸🇦

عضو جديد
إنضم
6 أغسطس 2024
المشاركات
140
التفاعل
354 107 0
الدولة
Saudi Arabia
eda06889-6ec0-4489-aaa6-0a6b6c331694_16x9_1200x676.jpg

رسم تخيلي لمقاتلين أفغان أثناء تربصهم بقافلة بريطانية


عام 1842، مر الجيش البريطاني بواحدة من أسوأ فتراته أثناء انسحابه من مدينة كابول الأفغانية. فخلال تلك الفترة، أبيدت قوات الجنرال وليام إلفينستون (William Elphinstone) أثناء تراجعها نحو جلال آباد. وعلى حسب مصادر تلك الفترة، لم يتمكن سوى جندي بريطاني واحد من الرجوع سالما لجلال آباد، حيث عرف بقية رفاقه المقدر عددهم بالآلاف مصيرا سيئا تراوح بين القتل والأسر.
7bf5dbe2-e910-4b08-91ed-9e4f735da696.jpg

رسم تخيلي لمحمد أكبر خان

تدخل وترتيب للانسحاب​

وتعود جذور التواجد البريطاني بأفغانستان لثلاثينيات القرن التاسع عشر. ففي خضم صراعها مع الروس حول المنطقة، اتجهت بريطانيا للتدخل بأفغانستان أملا في منع الإمبراطورية الروسية من الحصول على موطئ قدم قرب مستعمرتها بالهند. وفي البداية، لم يلقَ الجيش البريطاني أية صعوبات تذكر للهيمنة على مناطق واسعة من أفغانستان كما اتجهت القيادة العسكرية البريطانية لتركيز العديد من فرق المشاة والمدفعية حول أطراف كابول لضمان سيطرتها عليها.


وعلى مدار سنوات، لم يواجه البريطانيون مقاومة من قبل الأفغان فاتجهوا لسحب أغلب قواتهم وإعادتها نحو الهند تاركين حوالي 4500 جندي فقط قرب كابول. وفي الأثناء، تزايد غضب الأفغان ضد التواجد الأجنبي ببلادهم. ومطلع أربعينيات القرن التاسع عشر، التف الأفغان حول محمد أكبر خان، ابن الأمير الأفغاني الذي تم عزله سابقا دوست محمد خان، الذي تزعّم حركة المقاومة واعتمد تكتيك حرب العصابات والهجمات المباغتة لتكبيد البريطانيين خسائر جسيمة.

بالتزامن مع ذلك، اتخذت القيادة العسكرية البريطانية قرارا سيئا عينت من خلاله الجنرال وليام إلفينستون، الذي وصفه كثيرون بأسوأ جنرال بتاريخ الجيش البريطاني، قائدا على القوات بأفغانستان. ومع بداية الثورة الكبرى وتخاذله في الرد على مقتل دبلوماسييه الذين أرسلهم للتفاوض مع محمد أكبر خان، اتجه إلفينستون لترتيب انسحاب نحو 4500 جندي بريطاني و12 ألفا من الهنود والأفغان الموالين له من كابول نحو جلال آباد.
f3ce1e87-9d5b-4732-bb84-950cf6134f04.jpg

لوحة بقايا الجيش التي تجسد الناجي الوحيد
ccf07adb-da8c-4b70-a749-9d61f94faf95.jpg

رسم تخيلي يجسد ما تبقى من الجيش البريطاني خلال المعركة الأخيرة

الناجي الوحيد​

ومع حصولهم على ضمانات، لم يتم الالتزام بها، من محمد أكبر خان لتأمين انسحابهم وتوفير الطعام لهم على طول الطريق بين كابول وجلال آباد، باشر إلفينستون بسحب قواته ليمر عبر الجبال الوعرة بالمنطقة، جبال هندو كوش، التي عاشت بها العديد من القبائل. إلى ذلك، لم تتردد هذه القبائل، رفقة قوات محمد أكبر خان، في المشاركة في الهجمات ضد البريطانيين المنسحبين الذين عانوا من ويلات الطقس البارد والثلوج وقلة الطعام.

وبين الفينة والأخرى، تعرضت أفواج الجيش البريطاني لهجمات خاطفة شنها المسلحون الأفغان وأودت بحياة الكثير منهم. فيوم 9 يناير 1842، قتل بعد مضي 3 أيام فقط عن بداية الانسحاب ما يزيد عن 3 آلاف جندي بريطاني. ويوم 11 من نفس الشهر، سلّم الجنرال وليام إلفينستون نفسه لمحمد أكبر خان ليأسر ويقتاد نحو كابل، حيث فارق الحياة بالسجن خلال شهر أبريل من نفس العام.

وبعد مضي نحو أسبوع عن بداية الانسحاب، خاض ما تبقى من الفيلق البريطاني، نحو 200 جندي و2500 من الموالين لهم، معركتهم الأخيرة قرب قرية جاندماك، حيث تعرضوا لإبادة ولم يتمكن سوى بريطاني واحد من النجاة.

ويوم 13 يناير 1842، تفاجأ البريطانيون بجلال آباد بوصول الناجي الوحيد الطبيب وليام برايدون (William Brydon) منهك القوى وعلى متن حصان مصاب لمشارف المدينة ليروي لهم أهوال عملية الانسحاب من كابل.


خلال العام 1879، خلّدت الرسامة البريطانية إليزابيث تومبسون (Elizabeth Thompson) واقعة الانسحاب من كابول عن طريق لوحة حملت عنوان "بقايا الجيش" جسدت من خلالها الناجي الوحيد وليام برايدون على متن حصانه المنهك قرب جلال آباد.
 
احد اسرار النصر الافغاني هدا السلاح
بندقية الجمل الأفغانية "سلاح الجزايل".
- بندقية تراثية أفغانية وسميت ببندقية الجمل بسبب شكلها المميز والانحنائة في مقبضها والتي تشبه سنام الجمل وتسمى كذلك ببندقية الجزايل الأفغانية والجزايل اسم افغانى وليس عربى .
- تعتبر بندقية الجزايل الافغانية احد ملامح التراث والثقافة الافغانية، كانت تستخدمها رجال القبائل الافغانية بشكل رائج ما بين القرن السابع عشر والتاسع عشر، ظهر هذا السلاح للشهرة فى ايام الحرب الانجلو- افغانية الاولى والثانية وعلى الرغم من قدم السلاح وعدم وجود معيار ثابت لتصنيعة حيث انه كان يصنع باليد وبشكل شخصى من حامله الا انه كان متفوق على الاسلحة البريطانية فى ايام الحربين من حيث دقة التصويب .
- عرف سلاح الجزايل بدقة تصويبه على مدار 800 ياردة (730 متراً تقريباً)، متفوقاً على نظرائه من الاسلحة البريطانية والتى كان اقصى مدى لدقة التصويب هو 150 ياردة فقط.
- استخدمه المحاربين الافغان بشكل اساسى فى محاربة الجنود الانجليز وكان بمثابة سلاح قنص سابق لزمانه وقتها وكان إستخدامه يتم بطريقة مثلى فوق التلال وسفوح الجبال اثناء هجومهم المتكرر على الكتائب الهندية والانجليزية المنسحبة والمتقدمة نحو أهدفها والتى كانت تتوجه الى مصيرها المحتوم بالموت .
- شكلت البندقية هاجس رعب لدى القادة البريطانيين من هذا السلاح ومن القناصة الافغان فى اثناء الحرب الاولى هذا وقد اثبت كفائته فى انسحاب القوات البريطانية من كابول الى جلال اباد الشهير.
- وقد مكن طول السلاح المحاربون الافغان من استخدامه بكفائة على ظهور الخيل رغم خطورته وصعوبة الامر ولكن فى النهاية المهارة الشخصية هى ما يحدد الامر.
- لا تنحسر سبب روعة وشهرة السلاح لدقته وكفائته فقط بل ايضا لجمال صنعته، حيث كان السلاح يصنع يدويا وبشكل شخصي من قبل حامله وكان يمثل دلالة وانعكاسا على شخصية حامله الفنية والعسكرية وكان كل سلاح مزخرف باجمل الزخارف الشرقية واحيانا مرصع بالاحجار الكريمة والذهب.

1760085172525.png

1760085250370.png

1760085431331.png

1760085519250.png
 
عودة
أعلى