كيف قتل الجنود الثمانية في العربة الإسرائيلية نمر؟
للإجابة على هذا السؤال، يجب أولا معرفة ماذا يحدث عندما يضرب مقذوف بشحنة مشكلة shaped charge جسم العربة المدرعة !!! الخبراء يستخدمون تعبير "التأثيرات خلف الدرع" beyond-armor effects هو مصطلح جرت صياغته في ثمانينات القرن الماضي من قبل FFV (اختصار Forsvarets Fabriksverk) وهي شركة دفاع سويدية شبه حكومية وذلك أثناء تطوير السلاح الكتفي المضاد للدروع AT-4. ومنذ ذلك الوقت، هذا المصطلح استخدم للدلالة على التأثير وحجم الضرر الداخلي الناتج عن عملية ثقب دروع الهدف بمقذوف شديد الانفجار مضاد للدبابات HEAT أو شحنة مشكلة shaped charge، سواء بالنسبة للطاقم أو شاغلي العربة.
نتائج التأثيرات خلف الدرع بعد هجوم بمقذوف HEAT يمكن أن تتضمن الآليات التالية:
1- إنتاج مخروط تشظية متوسع ومتضخم expanding cone ناشئ عن أجزاء وشظايا كل من الدرع والنفاث الخارق. هذه الأجزاء تأتي في تشكيلة واسعة ومتنوعة من الأحجام، تتراوح ما بين الغبار أو الرذاذ إلى القطع الكبيرة، مع سرع طيران تتراوح ما بين بضع عشرات إلى عدة مئات الأمتار بالثانية الواحدة. في نفس الوقت، مخروط التشظية وخلال هجوم عند الوضع الطبيعي (عمودي perpendicular) لصفيحة التدريع، قد يتحصل نموذجياً على زاوية انفراج لنحو 90-110 درجات. الأجزاء والشظايا الناتجة يمكن أن تماثل وتقارن بانفجار داخلي لقنبلة يدوية ضمن تجويف أو حيز مقصورة العربة.
2- اعتماداً على حجم ونوع الرأس الحربي وكذلك نقطة أو موضع الهجوم (مثال على ذلك: البطن، الجانب، القمة) وكذلك على مادة البطانة المعدنية liner material المستخدمة في بناء الشحنة المشكلة (مثل النحاس، الفولاذ، الألمنيوم، الخ)، فإن وقائع ونشاط الاختراق على الهدف يكون مصحوباً عادة بمظاهر الضغط، الحرارة، الوميض والغازات، التي تنتج جميعها تأثيرات حادة وقاسية severe effects على الأفراد المكشوفين في مقصورة العربة.
3- الضغط الداخلي المرتفع الناتج عن ثقب جدار الهدف المدرع يمكن أن يتفاوت في شدته ما بين 5 إلى 50 رطل لكل بوصة مربعة، يستمر لفترة زمنية ممتدة لنحو 100 جزء من الألف من الثانية. هذا الضغط يمكن أن يؤدي إلى صدمة عنيفة يتراوح تأثيرها ما بين الإضرار بطبلة الأذن drum damage إلى انجاز جروح قطعية رئيسة major injury. كذلك الأمر بالنسبة للرئتين وتجاويف الجسم الأخرى، تتأثر بشكل خاص نتيجة الضغط الزائد والمفرط.
4- درجة حرارة الهواء air temperature ضمن تجويف مقصورة العربة ستواجه تغير وتبدل سريع، حيث يمكن تسجيل ارتفاع لحظي لنحو 150 درجة مئوية في الوسط المحيط، حيث يتطلب الأمر وبشكل تدريجي نحو ثلاثة دقائق لتراجع الحرارة وانخفاضها.
5- مجريات الأحداث المذكورة في الأعلى وناتج الضغط ودرجات الحرارة المرتفعة، ستكون مرتبطة بشكل رئيس بحجم ونوع مادة بطانة الشحنة المشكلة ومواد الدرع. كما يمكن للاختراق وثقب الدروع أن يولد ضوء حاد وكثيف intense light، قد يتسبب في حدوث إعماء مؤقت لأفراد الطاقم أو ضرر وأذى دائم للعيون غير المحمية لشاغلي العربات (بالإضافة إلى ضرر مادي ومحسوس للعين physical damage قد يكون نتيجة الأجزاء والشظايا المتطايرة في مقصورة الطاقم).
6- تجويف مقصورة العربة بعد ثقب دروعها سيكون أيضاً مملوء بغازات الدخان البيضاء الخانقة الممزوجة بالجزيئات الصلبة particulate-filled gas، يقابله انخفاض وتناقص حاد في الأوكسجين المتوافر ضمن ذات الحيز. الاختبارات البريطانية في هذا المجال سجلت على نحو استثنائي ظهور مقادير كبيرة من أكسيدات النتروجين nitrogen oxides عندما شحنة مشكلة ببطانة نحاسية تثقب درع مثالي مصنوع من سبائك الألمنيوم.
جميع الظواهر أعلاه تتطور خلال زمن لا يتجاوز غالباً عشر الثانية الواحدة أو 0.1 ثانية. أيضاً نبضة أو موجة ضغط أولية pressure pulse ناتجة عن موجة الاهتزاز المتولدة بتأثير طيران أجزاء وشظايا الدرع المتفتت وكذلك الحطام الصلب عبر مقصورة العربة، قد تكون شديدة ومرتفعة، لكنها عموماً تستمر لفترة زمنية قصيرة جداً (أقل من جزء من الألف من الثانية الواحدة أو 0.001 ثانية)، حيث دار في الماضي نقاش طويل حول حقيقة الأضرار التي يمكن أن تسببها هذه الزيادة اللحظية في الضغط على الأفراد الشاغلين للعربة.
بعض المواد ذات العلاقة أو الناتجة عن عملية ثقب جدار الهدف تكون قابلة للتفاعل والأكسدة بشكل سريع rapidly oxidized مع الطاقة الحرارية المحررة، خصوصاً مع ميل الأكسجين للاندماج مع المركبات الأخرى في درجات الحرارة المرتفعة (اشتعال النيران بحد ذاته هو عبارة عن أكسدة سريعة خلال العملية الكيميائية الحرارية للمادة، مما ينتج عنه ضوء وحرارة ونواتج تفاعلية أخرى). في الحقيقة، الأكسدة أو اشتعال الجزيئات الدقيقة وتأثير معادن الاختراق المتبخرة vaporized metals قد يحدث خلال عشرة أجزاء من الألف من الثانية لإنتاج كلتا درجات الحرارة والضغوط العالية.