رجل الأمنيات الكبيرة حسن طهراني مقدم ابو البرنامج الصاروخي الايراني الرجل الذي جعل من ايران قوة يحسب لها الف حساب
"هذا هو قبر شخصٍ أراد تدمير إسرائيل". خُطّت هذه العبارة على قبر أحد أبرز ضباط حرس الثورة الإيراني، وأب البرنامج الصاروخي الإيراني، حسن طهراني مقدم، الذي استشهد في عام 2011.
برز اسم طهراني مقدّم في إبان انتصار الثورة الإسلامية، إذ اندفع ورفاقه إلى تكريس جلّ خبراتهم وإمكانياتهم في سبيل حماية وحدة الأراضي الوطنية، فبنى طهراني مقدّم للشعب الإيراني يداً طولى من خلال إطلاق صناعة عسكرية إيرانية للصواريخ، لا تقف عند أي حدود.
أسس طهراني مقدّم الذي كان مسؤولاً عن مدفعية حرس الثورة آنذاك، وحدة الصواريخ التابعة للحرس، التي لم تعتمد على الاستيراد لبناء قوة صاروخية للبلاد، فبدأ التنسيق العملي بين وزارة الدفاع الإيرانية والجيش وحرس الثورة، وثلّة من القدرات العلمية الوطنية، ما أنتج صواريخ "أرض - أرض" بقدرات محلية، بلغت مداياتها 100 كيلومتر في البداية، وحققت انتصارات هامة خلال الحرب، لتبدأ بعد ذلك مرحلة متقدمة أوكلت فيها إلى طهراني مقدّم مهمة صريحة وواضحة، ألا وهي "إطلاق صناعة عسكرية إيرانية للصواريخ".
كان طهراني مقدم مؤسس ومصمم مشاريع عاشوراء و قائم و مشكاة،التي تضم صواريخ بالستية تعمل بالوقود السائل و الصلب منها سجيل و قدر و فاتح و صواريخ فضائية و صواريخ كروز
الهدف صواريخ "نقطوية"
حمل طهراني مقدّم مهمة إطلاق الصناعة الصاروخية الإيرانية على عاتقه، وبدأ بتنفيذها في وقت كانت إيران قد خرجت لتوّها من حربٍ دامت 8 سنوات وخضعت بعدها لعقوباتٍ اقتصادية شديدة.
يبرز الوثائقي الذي تعرضه الميادين إصرار طهراني مقدّم على عدم الوقوف عند حدّ معيّن في تطوير الصواريخ الإيرانية، فصنع صواريخ قصيرة المدى، وأخرى متوسطة وبعيدة المدى، وكانت النتيجة صواريخ "شهاب 1"، و"شهاب 2"، وأفضت الجهود أيضاً إلى صناعة صاروخ "شهاب 3" بمدى 1150 كلم عام 1998، ثم ركّز جهوده على صناعة صواريخ تعمل بالوقود الصلب، ليبدأ مشروع "فاتح الكبير".
ولم تكن صواريخ إيران بعيدة المدى مجرد مرحلة تطورت عبرها هذه الصناعة، بل أصبحت خطراً محدقاً يؤرق "إسرائيل" التي لطالما آمن طهراني مقدّم بأن"وجودها لن يسمح بتذوق طعم السلام في هذا العالم".
وأخذت هذه الصناعة الإيرانية تتنامى مع إصرار طهراني مقدّم على أنّ تكون صواريخه "نقطوية"، وهو مصطلح استخدم للدلالة على دقة إصابة الصاروخ، ودائرة احتمال الخطأ، وأكد أهمية تحقيق هذا الهدف المرشد الإيراني السيد علي خامنئي الذي قال إنّ "دقة الصواريخ أهمّ من المدى".
ولم يكن هذا الأمر ممكناً بسهولة بالنسبة إلى دولةٍ لا تمتلك تقنية توجيه عبر الأقمار الاصطناعية، ولهذا السبب بدأ طهراني مقدَّم أبحاثه في بناء "جيروسكوبات ليزرية"، بحيث تصل دائرة احتمال الخطأ فيها من 5 إلى 10 أمتار فقط.
وآتت جهود طهراني مقدّم ثمارها بعد أقل من عام على استشهاده. وفي 14 آب/أغسطس 2011، تم الكشف عن صاروخ "فاتح 110D" محققاً هدف النقطوية. وبعدها في السنوات التي تلتها حتى الان تقدمت العائلة اكثر واكثر حتى وصلت لمدايات ابعد اكثر تطور اكثر دقة
لم يكن تركيز طهراني مقدم على الشق الصاروخي الهجومي فقط بل ايضاً على الشق الصاروخي الدفاعي وقد صمم انظمة دفاع تحت اسم بيت المقدس و علم الهدى تعتمد على العقيدة الغير متكافئة وهي انظمة لصد الصواريخ البالستية
(لايوجد معلومات عنها)
مع كل هذا، كانت "إسرائيل" هي الهدف النهائي في جميع المشاريع البحثية لحسن طهراني مقدَّم، الذي كان يعلم أنّ "إسرائيل" تسعى جاهدةً لتقسيم إيران، لا بل لتقسيم كل دول غرب آسيا وإضعافها وتجاهل دورها وإغراقها في حربٍ دائمة،
و كانت أكبر أحلامه هي تحرير فلسطين، لذلك أوصى قبل استشهاده أن يكتب على قبره:
"هذا قبر الشخص الذي أراد تدمير إسرائيل".
انتهي/