اما بعد نادراً ما ترتبط أمريكا الجنوبية بالدبابات أو صناعة المدرعات. وفي الوقت نفسه، لا تزال دول هذه المنطقة تستثمر في هذا النوع من الأسلحة، والتي غالبًا ما تكون مبتكرة تمامًا من حيث المفهوم والحلول التقنية المستخدمة.
الأرجنتين
كدولة ذات تاريخ عسكري طويل الا انها لديها تاريخ محدود في تصنيع الدبابات, حيث تركزت جهودها الرئيسية على تطوير دبابة واحدة مميزة TAM اعتمدت على شاسيتها الكثير من المركبات العسكرية الأرجنتينية تشمل عدة نماذج مختلفة
فيما يلي نظرة على الدبابات الأرجنتينية :
Nahuel DL 43
السنة صنع 1943
أول دبابة تصنع بالكامل في الأرجنتين، مستوحاة بشكل كبير من دبابة شيرمان الأمريكية.مزودة بمدفع رئيسي Krupp 7.5 سم موديل 1909 و سمك تدريعها 80 مم و تحتوي على محرك FMA-Lorraine-Dietrich12 Eb يولد 500 حصانا سرعة قصوى 40 كم/س و مداها 250 كم و تزن 35 طنا, تم إنتاجها في ظل ظروف صعبة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تم تصنيع حوالي 12 وحدة فقط, كان للدبابة تصميم قوي وشملت محركاً ومكونات أخرى تم إنتاجها محلياً.
في الستينيات، بدأت الأرجنتين بالبحث عن دبابة متوسطة جديدة ملائمة للبيئة الارجنتينة لتحل محل الآلات المستخدمة سابقًا والتي يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية. في عام 1973، أعدت الحكومة متطلبات الدبابة الجديدة، والتي كان من المقرر أن تدخل الخدمة في عام 1980.
TAMدبابة متوسطة تم تصميمها بالتعاون مع شركة Thyssen-Henschel الألمانية. على الرغم من أن العديد من مكوناتها مستوردة، إلا أن الدبابة تعتبر إنتاجاً أرجنتينياً تعتمد دبابة TAM على مدفع رئيسي عيار 105 مم و تصل سرعتها إلى 75 كم/ساعة وتصميمها يعتمد بشكل كبير على مركبة المشاة القتالية Marder الألمانية, دخلت الخدمة في الجيش الأرجنتيني في أوائل الثمانينيات واستمرت في الخدمة حتى الآن مع تحسينات مستمرة.
تقديم الاولي لدبابة امام الجمهور الارجتنيني عام 1977
انتاج برج الدبابة
TAM S 21
سنة 2002
نسخة محسنة من دبابة TAM الأصلية، حيث تم تطويرها لتتضمن أنظمة حديثة و تشمل التحسينات أنظمة رؤية ليلية و حرارية صهيونية و نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، أجهزة تتبع الهدف، وتحسينات في الحماية الباليستية و أداء البطاريات. الهدف الرئيسي من هذه الترقية هو تحسين كفاءة القتال في ظروف متنوعة, تم التخطيط لتطوير 20 مركبة ، ولكن تم تطوير 6 مركبات فقط قبل إلغاء المشروع.
TAM 2C
سنة 2013
تم تطوير دبابة TAM 2C بتعاون مع شركة كيان زفر Elbit Systems و تشمل التعديلات نظام تحكم نيران متقدم، تحسين نظام الرؤية الحرارية ، تحسينات في درع الحماية، ونظام استقرار المدفع. كما تحتوي على محرك جديد يعزز من القدرة الحركية و تضمنت تعديلات مدفع 105 مم FMK.4 محسن بغطاء حراري لتحسين الدقة خلال الرماية مع ذخيرة APFSDS الجديدة وقذيفة HEAT جديدة مما يعزز قدرتها على اختراق الدروع الحديثة وايضا القدرة على إطلاق صواريخ LAHAT الموجهة المضادة للدبابات، مع اختراق أكثر من 800 ملم ومدى 8 كيلومترات. من غير المعروف ما إذا كانت الحكومة الأرجنتينية ستشتري مثل هذه الصواريخ أم لا. كما تلقت TAM 2C سلة تخزين برج جديدة و وحدة طاقة مساعدة (APU) لتوفير الطاقة الكهربائية عند إيقاف المحرك الرئيسي، مما يقلل من استهلاك الوقود ويتيح تشغيلًا أكثر هدوءًا.
من خلف
صورة أنظمة الرؤية و الليزر لتحديد مدى و كاميرا حرارية
من داخل
قبل البارحة حضر وزير الدفاع الأرجنتيني اختبارًا بالذخيرة الحية لدبابة TAM 2C مع فوج الفرسان الثامن للدبابات
TAM 2IP و TAM 2CIP
سنة 2016
في عام 2016 كشفت شركة كيان مجرم Elbit Systems النقاب عن نموذج أولي جديد ل TAM ، يسمى TAM 2IP هي دبابة TAM قياسية مع مجموعة من الدروع الإضافية تم تطويره لتلبية الحاجة إلى تعزيز حماية الطاقم، يتميز هذا الإصدار بتدريع إضافي يستند إلى حل صهيوني يسمى الجدار الحديدي, TAM 2CIP هي TAM 2C المعدلة بالمثل.تم تقديم فقط نماذج الأولية و تم الغاء المشروع.
TAM 2CA2 هو نموذج أولي مطور من TAM 2C، تم الكشف عنه في مايو 2023 ويخضع حاليًا للاختبارات من قبل الجيش الأرجنتيني. يجمع بين الإلكترونيات والبصريات المحسّنة مع تلك الموجودة في TAM 2C.تم استبدال نظام رؤية المدفعي بنظام مشابه لنظام COAPS من شركة كيان زفر Elbit Systems، والذي يتميز بمشاهد ليلية ونهارية، وتحسين اكتساب الهدف لمسافات طويلة، وأجهزة استشعار ومشاهد حرارية محسنة. كما أضيف نظام صياد-قاتل للقائد لتتبع الأهداف تلقائيًا بشكل مستقل عن المدفعي. تم استبدال محركات البرج من electrohydraulic إلى الكهرباء بالكامل, نظام تحكم في حرائق, محرك الديزل MTU MB 833 Ka-500 يولد سرعة 75 كم/س , مدى دبابة 500 كم ,من المتوقع ترقية 74 مركبة TAM وTAM 2C إلى TAM 2CA2 خلال سبع سنوات حتى عام 2030.
في مايو 2023 اثناء اشرف وزير الدفاع الأرجنتيني على اختبارات بالذخيرة الحية للدبابة مطورة TAM 2CA2
المركبات العسكرية الأرجنتينية التي تعتمد على شاسية دبابة TAM: مركبة قتال مشاة (IFV) VCTP (Vehículo de Combate Transporte de Personal) من 1976 حتى الان
تستخدم لنقل الجنود مع توفير دعم ناري, مزودة بمدفع رشاش عيار 20 ملم من نوع Rheinmetall RH-202, تستطيع حمل 12 جنديًا وتحتوي على رشاشين عيار 7.62ملم، واحد كرشاش متحد المحور وآخر على السطح.تم إنتاج حوالي 100 وحدة.
من داخل
من عملية حفظ السلام في يوغوسلافيا
مركبة مدفعية ذاتية الدفع VCA 155 (Vehículo de Combate de Artillería de 155mm)
من 1983 حتى الان
مصممة لتوفير دعم ناري بعيد المدى للقوات البرية, دخلت الخدمة في منتصف التسعينات, تحمل شاسية دبابة TAM مع نظام التعليق الخاص بها, مزودة بمدفع عيار 155 ملم من نوع OTO Melara Palmaria , مجهزة بمحرك ديزل MTU MB 833 Ka-500 يولد 720 حصانًا, تم انتاج 20 وحدة منها
صور مدفع 155 اثناء اختباره
مركبة قاذفة صواريخ متعددة (MLRS) VCLC (Vehículo de Combate LanzaCohetes)
من 1986 حتى الان
تستخدم لإطلاق الصواريخ بمدى 30 كم وتقديم دعم ناري, تم تطويرها بالتعاون مع كيان الزفر, تحمل إما 36 صاروخًا عيار 160 ملم أو 18 صاروخًا عيار 350 ملم, يتكون طاقم قاذفة من ثلاثة اشخاص, يترواح مدى القاذفة حوالي 400 كم, إنتاج 2 قاذفات بسبب القيود المالية
مركبة قيادة VCPC (Vehículo de Combate Puesto de Comando) من 1982 حتى الان
تعتمد على شاسية VCTP, تستخدم كمركز تنسيق واتصال للقوات البرية و هي مصممة لتوفير مركز قيادة متنقل في ساحة المعركة, تحتوي على معدات اتصالات متقدمة وأنظمة تحكم لقيادة الوحدات, يتكون التسلح من مدفع رشاش واحد من طراز FN MAG 60-40 عيار 7.62 ملم موضوعة في قبة القائد. الذخيرة 7.62 × 51 من طراز الناتو, وتتكون الأسلحة الإضافية من الأسلحة الشخصية للطاقم و 9 قنابل يدوية و قنابل دخانية, تم تجهيز VCPC بنظام حماية NBC يسمح للطاقم بالعمل في منطقة ملوثة لمدة تصل إلى 8 ساعات. يغذي نظام NBC(نووي، بيولوجي، كيميائي) المقصورات الرئيسية والمحرك بهواء مصفى يمكنه امتصاص العناصر الصلبة أو الغازية من المواد السامة أو المشعة. المركبة قادرة على العمل في درجات حرارة قاسية للغاية، من -35.00 درجة مئوية إلى 42.0C، وهي مثالية للتضاريس المتنوعة في الأرجنتين. يوجد أيضًا نظام إطفاء حريق تلقائي يمكن أيضًا تشغيله يدويًا من الداخل أو الخارج, تم بناء 9 منها.
تم تصميم VCTM لتوفير الدعم الناري القريب باستخدام قذائف الهاون, مزودة بمدفع هاون عيار 120 ملم يمكنه إطلاق قذائف على مدى بعيد، مما يوفر تغطية نارية فعالة للوحدات المتقدمة و أيضا رشاش ثانوي عيار 7.62 ملم للدفاع عن النفس, مزودة بمحرك ديزل بقدرة 720 حصان، مما يوفر للمركبة سرعة قصوى تصل إلى 70 كم/ساعة و تمتلك تدريع ضد ضد الأسلحة الصغيرة والشظايا, تم بناء ما بين 36 الى 50 وحدة.
مع اسطوانة ازالة الالغام
مركبة إجلاء مدرعة VCRT (Vehículo de Combate Recuperación de Tanques) (ARV)
ما بين 1980 الى غاية 2000
تعتمد على شاسية دبابة TAM ولكن بدون برج , تستخدم لسحب وإصلاح و توفير الدعم اللوجستي للمركبات المدرعة المعطلة أو المتضررة في ساحة المعركة, مزودة بمعدات إجلاء وصيانة ثقيلة,تم انتاج نموذج اولي واحد.
مركبة إمداد بالذخيرة (Vehículo de Combate Amunicionador) VCAmun
من 2002 حتى الان
تم تصميم VCAmun لتكون قادرة على تزويد الذخيرة بشكل سريع وآمن للمركبات القتالية ووحدات المدفعية، مما يزيد من الفعالية القتالية ويقلل من الوقت الضائع في إعادة التزويد بالذخيرة و تتميز بقدرة كبيرة على حمل الذخيرة بمختلف أنواعها وأحجامها، بما في ذلك الذخائر المدفعية وذخائر الأسلحة الصغيرة. تم تصميم الداخل بطريقة تسهل تحميل وتفريغ الذخيرة بسرعة وكفاءة, المركبة مزودة ببعض الأسلحة الدفاعية الخفيفة، مثل الرشاشات، لتمكينها من الدفاع عن نفسها ضد التهديدات المباشرة أثناء العمليات, تم تجهيزها بمحرك ديزل MTU MB 833 Ka-500، والذي يولد قوة تصل إلى 720 حصانًا سرعة قصوى 75 كم/س مدى 500كم , و أيضا تحتوي على أنظمة اتصالات متقدمة لضمان التواصل المستمر مع الوحدات الأمامية وقواعد الإمداد, تعتمد المركبة على نفس مستوى التدريع المستخدم في دبابة TAM، مما يوفر حماية جيدة ضد الأسلحة الصغيرة والشظايا. كما قد تكون مجهزة بنظام حماية NBC (نووي، بيولوجي، كيميائي) لضمان عمل الطاقم في ظروف الحرب غير التقليدية.
اثناء امداد ذخيرة لمدفع ذاتي حركة VCA 155
هناك أنظمة دفاع جوي قصيرة المدى على شاسية دبابة TAM ك VLCM و VCDA و لكنها بقيت ك CONCEPT
صورة لجميع مركبات
في ختام، نجد أن تطور المركبات العسكرية في الأرجنتين يعكس تفاني البلاد في تحسين قدراتها الدفاعية والعسكرية. من دبابة TAM إلى TAM 2CA2 الحديثة، شهدت المركبات العسكرية الأرجنتينية تطورًا تقنيًا ملحوظًا وتحسينات مستمرة.
ومع ذلك، يظل النقص المزمن في الأموال الذي تعاني منه وزارة الدفاع الأرجنتينية تحديًا كبيرًا يؤثر على القدرة على تطوير وصيانة هذه المركبات. فالاستثمار الدائم في التكنولوجيا والتحسينات يتطلب توفير الموارد المالية الكافية، وهو ما يعاني منه القطاع العسكري في البلاد
يعكس تحسين المركبات العسكرية الأرجنتينية إرادة البلاد في الحفاظ على سيادتها وأمنها القومي، ولكن يتطلب ذلك دعمًا ماليًا قويًا ومستمرًا من الحكومة لتحقيق الأهداف العسكرية والاستراتيجية بنجاح.