الأسد … بلا مخالب ولا أنياب
الولايات المُتحدة الأمريكية تُعيد الكرة إلى ملعب الأسد
فيما انشغل الجميع بتحليل صمت الأسد في القمة العربية في العاصمة البحرينية المنامة، خرج البيان الختامي للقمة لرفض التدخل في شؤون سوريا الداخلية، وأي محاولات لإحداث تغييرات ديموغرافية فيها، في إشارةٍ واضحة لفرض الحضور والتغلغل الإيراني في سوريا.
وفيما يتناسى كثيرون أن قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الذي أكد بيان القمة على ضرورة إنهاء الأزمة السورية بما ينسجم معه، مر بموافقة روسيا والصين، وما كان لقوةٍ أن تجبرهما على قبول القرار وعدم استخدام حق النقض الفيتو لولا قناعتهما بأن الحل في سوريا يجب أن يكون توافقيًا، بمعنى تنحي الأسد دون إسقاط النظام برمته.
لم يكن الأسد ليحضر القمة صامتًا، إلا لأنه يعلم مُسبقًا أن البيان الختامي لها، والمُعد سلفًا، ضده بالمجمل سواء فيما يخص الشأن السوري أو الفلسطيني.ولو سبحنا مع الموجة لنقول بأنه أُجبِرَ على الصمت، لتوجب علينا تذكر مشهد خروج الزعماء العرب من القاعة أثناء كلمته خلال قمة جدة، وهو التفسير الأقرب للصحة حيث ذكر العاهل الأردني بكل صراحة حربه مع الميليشيات التي تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود السورية إلى الأردن، ومن ثم التأكيد على دور لجنة الاتصال العربية والمبادرة العربية لحل الأزمة وضرورة تنفيذ بيان عمّان.
فالعرب كما يبدو يعيدون الكُرة لملعب الأسد، وكذلك الأمريكيون الذين دعوا بُعيد القمة السوريين إلى التعايش السلمي الذي يدعم التنوع، وفي تصريحات أخرى "نتفق مع شركائنا العرب على الهدف النهائي في سوريا". فما هو الهدف النهائي بعد الأخذ بعين الاعتبار السياق السابق؟ أولًا إخراج إيران من سوريا، ومن ثم الانخراط مجددًا في مفاوضات تحت مظلة أستانا التي ترعاها روسيا لتشكيل حكومة انتقالية من دون الأسد، وليس بدليل على رغبة جميع الأطراف بتنحي الأسد، بما في ذلك روسيا، خيرًا من حضور الأسد صامتًا لتمثيل سوريا في القمة، بمعنى هناك رغبة بعودة سوريا ولكن دون الأسد.
نص البيان :
أكد مشروع البيان الختامي للقمة العربية الثالثة والثلاثين في البحرين، على ضرورة إنهاء "الأزمة السورية" وفق القرار 2254، مشدداً على رفض التدخل في الشؤون الداخلية السورية.
وقالت نسخة لمشروع البيان نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط"، إن القمة العربية أكدت على "ضرورة إنهاء الأزمة السورية وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، وبما يحفظ أمن سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها، ويحقق طموحات شعبها، ويخلصها من الإرهاب ويوفر البيئة الكفيلة بالعودة الطوعية والآمنة للاجئين".
كما شدد البيان الختامي لقمة المنامة العربية على "رفض التدخل في شؤون سوريا الداخلية، وأي محاولات لإحداث تغييرات ديمغرافية فيها".