أسئلة حول إلغاء المدعى الاشتراكى

إنضم
10 فبراير 2020
المشاركات
9,808
التفاعل
22,709 125 36
الدولة
Russian Federation
فى قصة إنشاء جهاز المدعى الاشتراكى، الذى أوشك على الغروب من حياتنا السياسية ما يستحق أن يروى، وتأتى القصة على لسان المستشار محمد حامد الجمل، رئيس مجلس الدولة الأسبق، وتبدأ من عامى 1970 و1971 وهى الفترة التى تم فيها إعداد دستور 1971، وتقدم وقتها إلى اللجنة الرئيسية، وهى لجنة "نظام الحكم" المعنية بعمل الدستور الجديد، مشروعان بشأن المدعى الأشتراكى أحدهما خاص بوضع نظام المدعى العام على غرار البروكاتورا وهو نظام المدعى العام السوفيتى، والمشروع الآخر تقدمت به الدكتورة ليلى تكلا، وتمثل فى الأخذ بنظام محامى الشعب، وهو نظام يشبه نظام المحتسب وديوان المظالم، ويقوم بحماية الشعب من تعسف الجهات الإدارية، وانحراف الإداريين التنفيذيين، ويقوم بالتحقيق فيما يرد إليه من شكاوى المواطنين، ويعرض تقارير عن التحقيق، ويطلب محاسبة الموظفين المسئولين ومعاقبتهم لصالح الشعب.

ويستكمل المستشار الجمل روايته التاريخية بقوله: إنه تغلب رغم معارضة أعضاء اللجنة مشروع المدعى العام الشيوعى "البروكاتورا"، وتم وضع النص الخاص به فى مشروع الدستور، وكان هذا محل رفض ونقد مستمر من جميع الاتجاهات الديمقراطية المؤمنة بضرورة التزام الشرعية الدستورية والقانونية، والتركيز على حماية الحقوق العامة والخاصة للمصريين بواسطة السلطة القضائية، والقاضى الطبيعى وليس بواسطة نظام المدعى العام الاشتراكى.

القصة يقف فى خلفيتها العصر الاشتراكى، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على المكاسب الاشتراكية والتزام السلوك الاشتراكى، وفى السياق جاءت محكمة القيم من العيب، تلك المحكمة التى ولدت فى عصر الرئيس أنور السادات، ويحكم اتساع رقعة المفاهيم القانونية التى تقوم عليها، شاع التفسير بأن السادات أوجدها كى تكون سيفا على رقاب معارضيه، وهى وغيرها من حزمة القوانين الاستثننائية التى توسع فيها السادات، طالبت المعارضة بجميع أطيافها من الرئيس مبارك بعد توليه مباشرة عام 1981 بإلغائها، ورغم قيام جهاز المدعى الاشتراكى، بإجراء التحقيقات فى ملفات فساد مهمة ورثها عصر مبارك من عصر السادات، إلا أن الأمر بعد ذلك دخل فى منحنيات جديدة، مع تحولات الظروف السياسية والاقتصادية، وخروج أسلوب اقتصاد السوق من الشباك إلى الباب.

وفى مرحلة التمهيد للتحولات الجديدة، جاءت قضايا توظيف الأموال، وهى القضايا التى تم إسنادها إلى جهاز المدعى الاشتراكى للتحقيق فيها، وقضية بعد الأخرى تمت تصفية هذا الملف، ومع هذا المسار علت الأصوات المطالبة بإلغاء المدعى الاشتراكى وظيفة، وجهازا، فلم تعد الاشتراكية نهجا سياسيا واقتصاديا، ولم تعد المكاسب الناتجة عنها تحتاج إلى حراستها، وبطبيعة الاختلاط الذى أدى إلى تساؤل: هل نحن فى نظام اشتراكى، أم فى نظام رأسمالى، وقف جهاز المدعى كهدف يصوب إليه الجميع السهام.. ومع كل تصويبة تلتزم الحكومة الصمت تارة، وتعلق تارة أخرى بأنه محل دراسة حتى جاءت التعديلات الدستورية الأخيرة التى أعلنها الرئيس مبارك، وشرعها وأقرها مجلس الشعب، ومعها بدأت عملية حبس الأنفاس للجهاز، تمهيداً لموتة طبيعية له.. ولكن ماذا عن أسلوب الموت، والأسئلة المتولدة عنه.

قال مجلس الوزراء فى اجتماعه الأربعاء الماضى إن المجلس وافق على مشروع قرار رئيس الجمهورية بإلغاء القانون رقم 34 لسنة 1971، بتنظيم فرض الحراسة، وتأمين سلامة الشعب، وقانون حماية القيم من العيب الصادر بالقانون رقم 95 لسنة 1980، وذلك مجابهة للفراغ التشريعى الذى قد ينشأ جراء إلغاء نظام المدعى الاشتراكى، حيث أعدت وزارة العدل التعديل الذى يستهدف تنظيم أمر الاختصاصات المقررة للمدعى العام الاشتراكى بمقتضى قانون نظام الأحزاب السياسية بإناطتها للنائب العام، وإلغاء سائر الاختصاصات الأخرى للمدعى الاشتراكى، وحاصل ذلك افتقاد محكمتى القيم، والقيم العليا للظهير التشريعى والسند القانونى لبقائهما، وهو ما أوجب إلغاءهما استمرار محكمة القيم، والمحكمة العليا للقيم فى نظر الدعاوى المقيدة بجدولها إلى حين الانتهاء من الفصل فيها، على أن يمثل الادعاء أمامها أحد أعضاء إدارة الكسب غير المشروع، وتؤول الشكاوى والتحقيقات المقيدة بجداول جهاز المدعى الاشتراكى والتى لم يتم الانتهاء منها حتى تاريخ العمل بالقانون لإدارة الكسب غير المشروع.

تلك هى التعديلات.. لكن تبقى الأسئلة المتولدة عنها: هل قدم المدعى الاشتراكى ما هو مطلوب منه؟.. كيف ستكون عملية التسليم والتسلم، من الجهاز إلى الجهة الجديدة التى ستحل محل وظيفته؟.. كيف سيتم تصفيته؟.. وإلى أى مدى يمكن الطعن دستوريا على قرارات يتخذها فى الفترة الانتقالية بين قرار إلغائه وتحويل مهامه إلى الجهة الجديدة؟.. وأخيراً هل احتاجت مصر نحو 27 عاماً لتكتشف أن وظيفة هذا الجهاز كانت خاطئة أو صحيحة؟
 

الحكومة المصرية تلغي آخر مظاهر الاشتراكية.. «المدعي العام الاشتراكي»​

استقاه السادات من نظام «البروكاتورا الشيوعي» لضرب خصومه.. ومبارك اقترح حذفه من الدستور​

قررت الحكومة المصرية بشكل رسمي إلغاء آخر مظاهر الاشتراكية، وهو نظام المدعي العام الاشتراكي المستقى من نظام البروكاتورا (المدعي العام في النظام الشيوعي) السوفياتي، وذلك بتقدمها للبرلمان أخيراً بطلب لإلغاء قانون «المدعي العام الاشتراكي» الذي استحدثه الرئيس الراحل أنور السادات عام 1971، وتمكن من خلاله من ضرب خصومه السياسيين في ذلك الوقت، كما استمر تطبيقه في عهد الرئيس المصري الحالي، حسني مبارك، على عديد من الشخصيات من عصمت السادات، شقيق الرئيس الراحل (في أوائل الثمانينيات)، إلى رجال أعمال ونواب بالبرلمان منذ بداية الألفية الجديدة، أشهرهم ممدوح إسماعيل، مالك العبّارة التي تسببت في غرق نحو ألف مصري في البحر الأحمر العام قبل الماضي.

ومنذ وافقت أغلبية الشعب المصري في استفتاء عام، سنة 2007، على اقتراح الرئيس مبارك بتعديل 34 مادة في الدستور، من بينها حذف الباب السادس منه والخاص بـ«المدعى العام الاشتراكي»، كانت الحكومة المصرية تبحث عن صيغة قانونية تحل بها مشكلة آلاف القضايا التي يفحصها جهاز المدعي العام الاشتراكي، حتى توصلت أخيراً إلى مشروع قانون يحيل سلطة التحقيقات في قضايا الأحزاب السياسية، والمخولة لـ«المدعي الاشتراكي»، بناء على طلب لجنة شؤون الأحزاب، إلى النائب العام. وقال مشروع انتهت منه الحكومة وسيناقشه البرلمان مع نهاية هذا الأسبوع، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إنه تقرر إلغاء «القانون رقم 34 لسنة 1971 بتنظيم فرض الحراسة وتأمين سلامة الشعب، وقانون حماية القيم من العيب الصادر بالقانون رقم 95 لسنة 1981». كما تقرر أن.. «تؤول لإدارة الكسب غير المشروع بوزارة العدل، الشكاوى والتحقيقات المقيدة بجداول جهاز المدعي العام الاشتراكي والتي لم يتم الانتهاء منها (بعد) لتتولى التصرف فيها». كما تقرر بحسب مشروع القانون أن «يستمر العمل بأحكام الباب الثالث من قانون حماية القيم من العيب إلى حين انتهاء محكمة القيم والمحكمة العليا للقيم من الفصل في الدعاوى» المنظورة أمامها، إذ سيمثل الادعاء أمامها «إدارة الكسب غير المشروع»، «لا المدعي العام الاشتراكي»، وبذلك ستعتبر كل من محكمة القيم والقيم العليا ملغاة بمجرد الانتهاء من ما أمامها من قضايا.

ومع إن المستشار رجاء العربي النائب العام المصري الأسبق، والعضو الحالي في مجلس الشورى، استبعد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس ما تردد بين نواب بالبرلمان عن مخالفة التعديلات الجديدة للدستور المصري بسبب إحالة اختصاصات المدعي العام الاشتراكي لجهة إدارية هي «إدارة الكسب غير المشروع (التابعة لوزارة العدل)»، إلا إن المستشار «العربي» قال إن «الحَكم في هذا الموضوع هو مجلس الشورى حين يعرض عليه مشروع القانون في جلسة عامة من المرجح أن تكون يوم الأربعاء المقبل». وأضاف: «نظام المدعي العام الاشتراكي كان وضعاً استثنائياً، لكن كان له أساس في الدستور.. المفروض أن يكون في مصر مدع عام واحد، وهذا ما سيقرره التعديل القانوني الجديد»، مشيراً إلى أن «إدارة الكسب غير المشروع هي أيضاً (جهة) قضائية». وقال النائب اليساري، وعضو اللجنة العامة في مجلس الشعب المصري، كمال أحمد، لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التعديل المقدم من الحكومة بإلغاء المدعي العام الاشتراكي، وهو جهاز سياسي، غير حقيقي في جوهره، لأن نقل اختصاصه لإدارة الكسب غير المشروع.. «هو بقاء للمدعي العام وازدواجية في القضاء.. جهاز الكسب غير المشروع هو جهاز إداري تابع لوزير العدل.. هذا الأمر غير دستوري ومخالف لما طالب به رئيس الدولة.. المطلوب هو إلغاء مهام (المدعي العام الاشتراكي) وليس مجرد إلغاء اسمه، المطلوب أن تعود كل الأمور إلى القاضي الطبيعي».

من جانب آخر قال وزير العدل المصري، ممدوح مرعي، في مذكرة إيضاحية للمشروع الحكومي بإلغاء العمل بنظام المدعي الاشتراكي، إن الهدف يأتي استلهاما لتطورات المجتمع خلال العقود الأخيرة في الرؤى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، و.. «رغبة في تكريس سلطات القضاء وتوطيداً لمبدأ القاضي الطبيعي».

على صعيد متصل طالب النائب طلعت السادات، ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات في اقتراح أرسله لرئيس مجلس الشعب، الدكتور أحمد فتحي سرور، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، بإنشاء جهاز تحت اسم «جهاز المدعي العام السياسي»، كبديل للمدعي العام الاشتراكي المقرر إلغاؤه رسمياً خلال أيام، قائلاً إنه سيكون من بين اختصاصاته ملاحقة أي من أعضاء مجلسي الشعب والشورى، وأعضاء مجلس الوزراء مِمَن يشتبه في مخالفتهم لمواد الدستور التي تجرِّمُ التربح من المنصب أو تعامل شركات المسئول النيابي أو الحكومي مالياً مع الدولة، وأن الجهاز السياسي المقترح سيكون من اختصاصه أيضاً الإشراف على كل من «المجلس الأعلى للصحافة»، و«لجنة شؤون الأحزاب (السياسية)».
 
قررت الحكومة المصرية بشكل رسمي إلغاء آخر مظاهر الاشتراكية، وهو نظام المدعي العام الاشتراكي المستقى من نظام البروكاتورا (المدعي العام في النظام الشيوعي) السوفياتي
من أفضل القرارات
 
لا تكتب بالالغاز اكتب لماذا يعتبر الغاء المدعي الاشتراكي من افضل القرارات
انا اشك اصلا انك تعرف الاجابة
ازاله اي شي له علاقه بالحزب الشيوعي السوفيتي من قريب أو بعيد يعتبر قرار موفق بغض النظر اني اعرف الاجابه ام لا
 
عودة
أعلى