قد كتب الكثير عن الحرب العربية الاسرائيلية عام 1973 و كان التركيز علي التطور الهائل للحرب الجوية و البرية في هذه الحرب.و قد قضي الجيش و مشاة البحرية الامريكية ساعات طوال في دراسة هذه الحرب و بسبب نتيجة هذه الدراسة حدث تغير كامل في العقيدة القتالية لهما.ولكن لم يلتفت احد لاستغلال مصر لاسطول المدمرات في البحر الاحمر في اغلاق الملاحة لميناء ايلات الاسرائيلي عن طريق اغلاق مضيق باب المندب جنوب البحر الاحمر. ان تصرف اسطول المدمرات المصري في البحر الاحمر يشير الي تخطيط دقيق من المخططين العسكريين المصريين وتقدير عالي لاهمية قطع الاتصالات البحرية اثناء هذه الحرب.و لم يكن المخطط الاشتباك مع البحرية الاسرائيلية و لكن كان المخطط له تعطيل الابحار الي اسرائيل من المحيط الهندي و الخليج الفارسي. و للاسف القليل قد كتب عن دور البحرية في هذه الحرب حتي ان رجل الدولة الاسرائيلي البارز حايم هيرتزوج تجاهل هذا الدور في كتابيه (الحروب العربية الاسرائيلية و حرب التحرير) حتي المشير عبد الغني الجمسي الذي كان رئيس هيئة الاركان في هذه الحرب قد خصص بعض الفقرات الصغيرة عن هذا الدور في هذه الحرب في مذكراته التي نشرت عام 1998.لقاء صحفي مع قائد مصري.كان اللقاء مع القائد مصطفي كمال منصور بمناسبة الاحتفال بالذكري الخامسة والعشرون لحرب اكتوبر وقد قال ان سربه المكون من مدمرتان من نوع Skory غادر الميناء في اغسطس 1973 الي المحيط الهندي. و كانت الاوامر ان يتوجه الي الهند او باكستان لعمل بعض الاصلاحات في المدمرات و لكن توقف السرب في ميناء عدن و قد اخبر المسؤلون في الميناء ان الهند ليست مستعدة لاستقبال المدمرات. وقد واظب السرب علي التدريبات و عمل زيارات لبعض الموانئ في السودان و الصومال و شمال اليمن.وقبل خمسة ايام من الحرب تم فتح خطاب كان فيه ميعاد الحرب و مهمة السرب البحري خلال الحرب.و كان السرب مسئولا عن اعتراض اي سفينة اسرائيلية تدخل او تخرج من مضيق باب المندب.و كان مقدرا للسرب ان يبقي في هذه المنطقة لمدة 7 شهور من بداية الحرب مؤدية لعمليات منع و قطع لخطوط الابحار لميناء ايلات.و كان مرافقا للمدمرتين بعض السفن المساعدة للامداد والتموين و اعتمد المصريون علي جمع المعلومات من السفن التجارية العربية الداخلة لمضيق باب المندب و كان هناك بعض التشويش من سفن المراقبة التي كانت تراقب التحركات المصرية. و كانت هذه السفن من امريكا و فرنسا و انجلترا.و كان اختبار باب المندب لقطع الامدادات البترولية عن اسرائيل من الخليج الفارسي.و قد استخدم هذا الاغلاق فيما بعد من الرئيس السادات كورقة ضغط خلال المفاوضات مع الاسرائيليين لوقف اطلاق النار.وفي مذكرات الجمسي قال ان مصر قدرت كمية البترول القادمة لاسرائيل عن طريق مضيق باب المندب بحوالي 18 مليون طن من البترول سنويا.حجم البحرية المصرية في هذه الحرب:تفتقر السجلات المصرية الي تفاصيل عدد القطع البحرية في هذه الحرب و كان التركيز علي ذكر التكتيكات البحرية فقط.و لكن المصادر الغربية و الاسرائيلية ذكرت ان حجم البحرية المصرية في هذه الحرب هو:60 قارب هجوم سريع.12 غواصة.8 مدمرات.14 مركبة برمائية.و كان قائد البحرية المصرية في هذه الحرب هو فؤاد ابو زكري.ختام:كل الفخر لمصر لحاجة مهمه محدش خد باله منها وهي مصر الدولة الوحيدة اللي عملت حصار علي اسرائيل ( حصار بحري ) لم ولن تتكرر البحرية المصرية تستحق كل التقدير حدث هذا الاغلاق بمسافة تبعد عن اقرب ميناء مصري ب 1000 كم و ان البحرية المصرية اليوم مختلفة تماما عن البحرية التي كانت في حرب اكتوبر 1973 اذ انها كانت معتمدة علي القطع البحرية المصنعة في الاتحاد السوفييتي السابق و ايضا علي تكتيكات القتال الشرقية لكن الان هي تعتمد اعتماد شبه كلي علي الغرب سواء في نوعية السلاح او التكتيكات القتالية.مع قصر زمن هذه الحرب الا انه ظهر بوضوح التخطيط المعقد للبحرية المصرية. وان عدم قدرة اسرائيل علي كسر هذا الاغلاق اوضح الفعالية الشديدة للبحرية المصرية علي مسرح عمليات البحر الاحمر.لنا حقا ان نفخر بالبحرية المصرية التي مازالت تثبت حتي اليوم هي و جميع افرع القوات المسلحة المصرية اننا امة عريقة .