تسريع روسيا لعمليتها العسكرية الخاصة بعد تحقيق جميع أهدافها الاستراتيجية

إنضم
9 يوليو 2010
المشاركات
3,059
التفاعل
4,157 20 0
تسريع روسيا لعمليتها العسكرية الخاصة بعد تحقيق جميع أهدافها الاستراتيجية



تسارعت في الآونة الأخيرة من الحرب الروسية الأوكرانية، النتائج الإيجابية الميدانية لصالح روسيا، وذلك بالدرجة الأولى نتيجة ضعف وقلة إمدادات الناتو لأوكرانيا وخاصة الدعم اللوجستي العسكري، وفي مقدمة هذه الدول الداعم الرئيسي والأكبر وأعني الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بسبب المداخلات الروسية السيادية في الشرق الأوسط المتوالية بدءاً بإشعال ودعم الجبهة الفلسطينية، ثم الجبهة الحوثيين اليمنية، وأخيراً اليوم الأزمة الإيرانية الصهيونية، التي انتهت ببدء الروس بعملية تفعيل التأهيل الدفاعي الاستراتيجي السريع لإيران! بعد الضربة الصهيونية الأخيرة لإيران، وذلك وفاءاً لتعهداتها السرية، وللمساس الصهيوني للهيبة التسليحية الروسية في إيران من خلال تدمير رادار الاشتباك Stomp Stone القادر على إدارة الاشتباك الصاروخي المضاد مع 24 هدف جوي مجنح أو 18 هدف بالستي بوقت واحد!

وقبل المضي بمضمون المقالة فأننا نحتاج لمعرفة كيف تمكن الصهاينة من هذه المنظومة المتطورة الروسية؟!

الشائع أن الصهاينة بدئوا باستخدام استراتيجية جديدة للضربات الجوية! وهي إطلاق صواريخ بالستية ذات أمدية كبيرة يتم إطلاقها من خلال المقاتلات الصهيونية، وهي بالأصل صواريخ تستخدم لاختبار كفاءة المضادات الصاروخية الصهيونية ضد الصواريخ المعادية البالستية.

إلا أن هذه الصواريخ المعدلة للقيام بعمليات عسكرية، المفارقة فيها ليس بموضوع المدى! إنما بارتفاع التحليق المداري الشاهق قبل الدخول بالمرحلة الانقضاضية!

فصاروخ السنونو الأسود Black Sparrow الأحادي المرحلة مداه قد يصل حتى 1000 كم ولكن قد يصل ارتفاع تحليقه حتى 50 كم! أي خارج نطاق الكشف الراداري الإيراني، أما صاروخ السنونو الأزرق Blue Sparrow فمداه حتى 2000 كم ولكن قد يصل حتى ارتفاع 70 كم، أما السنونو الفضي Silver Sparrow وهو المرشح الأكبر لتدمير رادار الاشتباك الخاص بمنظومة فافوريت الصاروخية الروسية، فمداه قد يصل إلى 3000 كم ولكن يصل ارتفاعه حتى 90 كم قبل مرحلة انفصال الرأس الحربي، والذي يطلق من طائرة محلقة بالجو وليس من قاعدة أرضية، أي أنه يتجاوز مرحلة التعزيز التي تحرره من الجاذبية الأرضية، التي تستهلك جزء كبير من وقود الدفع الأولية.

إلا أن الروس ووفق تعهدات أولية مع إيران ووفق مصادر إخبارية مطلعة أمريكية بدأت بعملية الإعداد الاستراتيجي لإيران المتمثل بمنظومة تريومف اس 400 الصاروخية المضادة للجو، والبدء بتزويد إيران بمقاتلاتها الأسطورية وأعني ملكة المقاتلات سوخوي 35 الروسية!

والواقع أن دولة مواجهة مع دول الناتو مثل روسيا اليوم تعمد إلى الاستعانة بدولها الصديقة لردف احتياجات جبهتها القتالية، كيف لها أن تلبي احتياجات إيران الدفاعية؟!

والجواب إن صح هذا الخبر وأحسبه صحيحاً؛ فالحل الوحيد الأمثل يكون بنقل التقنية التصنيعية أو المكونات الأساسية إلى إيران، مع الكوادر الخبيرة الروسية، ولا ننسى ما كان معد أساساً في روسيا لمصر من مقاتلات سوخوي 35 والمقدر عدده بنحو 24 مقاتلة سوخوي 35 روسية.

وهذا الاجراء الروسي الذي لا زال يحمل طابع السرية، حرر قرار الكونغرس بإقرار حزمة المساعدات الأكبر منذ بدية الحرب الروسية الأوكرانية!

ورغم أن الحزمة تضم 61 مليار دولار، إلا أن المخصص للتسليح بها هو 28 مليار دولار! ولن تكون فورية بل تحتاج إلى شهور لدخول الجبهة الأوكرانية.

وفيما يخص نتائج الضربة الصاروخية الأوكرانية بستة صواريخ أتاكمس الأمريكية التي أطلقتها راجمات هيمارس، ودمرت وفق التصريح الأوكراني من أربعة إلى خمسة منصات دفاع صاروخية وراداريه أكثرها من منظومة اس 400! في شبه جزيرة القرم، فهو أمر يصعب تصديقه، حتى لو ألحق بعملية مفبركة توثيقية! لأن هذه الصواريخ تعتبر صيد سهل لمنظومة تريومف اس 400 لأنها لا تمتلك تقنيات تسللية قوية، وسرعتها فوق صوتية لا تتجاوز 3 ماك، وعدد الصواريخ المنطلقة لا تعتبر إغراقيه، ولكن هي تمثل عدد منصات هيمارس المتبقية لدا الأوكران، لأن أمريكا ووق وكالة رويترز الأمريكية زودت أوكرانيا سراً بمئة صاروخ أتاكمس، فإن حدث بالفعل إضرار بمنظومة تريومف فبتقديري لسببين الأول أنه نم بذخائر فرعية عنقودية ذكية صاروخية أطلقتها رؤوس صواريخ أتاكمس الأساسية، ونجت من الدفاعات المركزية الفرعية المتخصصة بهذه الذخائر الفرعية المنخفضة البصمة الرادارية، والخيار الثاني أن الأوكران زودوا بعدد محدود من الجيل الجديد من صواريخ الضربة العميقة التكتيكية فئة بريزم PrSM الأكثر شبحية وسرعة ومدى ومناورة تكتيكية، والمتخصصة بضرب المنصات الدفاعية الروسية.

ونعود الآن إلى صلب الموضوع في هذه المقالة التحليلية، وهو معرفة الأسباب الرئيسية لتسريع العمليات العسكرية الروسية وسرعة تطور أساليبها القتالية.

والتي بتقديري أهم أهدافها سرعة تدمير وتحيد جبهة المواجهة الأوكرانية! نتيجة ما أصاب هذه الجبهة من وهن وضعف وتهالك متصاعد من الناحية المعنوية للمدافعين، والمادية التسليحية نتيجة الانخفاض الحاد والنوعي بالمخزون الحربي، وتردي وتراجع الامدادات اللوجستية الداخلية والخارجية الأوربية مع الأمريكية.

وأيضاً تركيز النيران الهجومية الروسية، على جمعات ومجموعات القوى النازية المتطرفة القومية الأوكرانية، لأن بقائها هو صمام الأمان الأكبر لاستمرار المقاومة الجبهية، مما دفع هذه المجموعات إلى الانخراط في صفوف المدافعين بالجبهة الأمامية بعد أن كانت تجمعاتهم في الجبهة الخلفية الاحتياطية.

ولا ننسى ضعف استراتيجية التعبئة القتالية لقوات إضافية أوكرانية.

ومن ناحية أخرى نجد أن الروس بدئوا يتحررون بشكل كبير من فوبيا الخسائر الهجومية، لتطويرهم لآليتهم الهجومية، ولامتلاكهم الأسلحة والتكتيكات المطورة لهذه التطورات القتالية الفعالة الجديدة.

وغالباً سوف يستمر الروس بتكتيك القضم والهضم الهجومي في مقاطعة زابورجيا وخيرسون وإقليم الدونباس، ولكن التوسع الهجومي سوف يكون تجاه مقاطعة خاركييف الاستراتيجية، وأصبح ملامح هذا الهجوم يتباين يوماً بعد يوم مع تعاظم الحشود الروسية، وبتقديري سوف يكون بجيوش الأسلحة المشتركة المتعاقدة الروسية بالمعروفة بقوات عاصفة النصر الروسية، على أن تكون قوات رأس الحربة الهجومية فيها سلاح الدبابات الأفضل والأحدث لدا القوات المدرعة الروسية، والمتمثلة بدابات الاختراق (بروريف) T-90M والدبابة الطائرة الجديدة التي تنتج اليوم بالطاقة القصوى في معامل الدبابات الروسية والمطورة عن دبابة T-80BVM إلى مستوى T-100 لتقوم بنحو 70% من مهام دبابة أرماتا المستقبلية، والجديد بتقديري أن هذه الدبابات سوف تدعم بالحماية الذاتية الفيزيائية، ويرافقها راجمات توس ون المعدلة بأقفاص الحماية المضاعفة والمدى المضاعف وقوة التأثير النارية المضاعفة أيضاً، إضافة لمدرعات المدمر الروسية، على أن يعزز الاختراق السريع لهذه الدبابات القوات المحمولة جواً الروسية.

وبتقديري الدعم الجديد الأمريكي والأوربي لن يكون لدعم الجبهة الأوكرانية الحالية المتهالكة! ولكن لتشكيل خط دفاع جديد قوي يكون خارج حدود المناطق المراد ضمها لروسيا الاتحادية! بدون مناطق فاصلة رمادية، وهو ما قد يسهل التفاوض مع الروس لوقف الحرب دون تطور الحدث إلى مستوى الحرب والمواجهة العالمية.



وننهي المقالة بشرح مختصر لأهم مميزات منظومة تريومف اس 400:

وهي بالأساس تطوير لمنظومة فافوريت S-300 PMU2 Favorit وكان تصنيفها الأول باسم S-300PMU3 Trump وكان الغاية من التطوير زيادة أمدية الرادارات وبرمجياتها وإضافة أنواع جديدة من الصواريخ من حيث المدى والسرعة والمناورة القتالية.

هي مكونة من ستة إلى 12 منصة أطلاق صاروخية في الكتيبة الواحدة بدل من أربعة إلى ثمانية منصات في المنظومة فافوريت، مع قدرة على التحكم بصواريخ منظومة فافوريت وليس العكس، لذلك كتيبة منها تعطى لإيران قادرة على التحكم بثلاثة كتائب فافوريت وليس العكس أيضاً!

أهم راداراتها رادار بيغ بيرد Big Bird 91N6 الثلاثي الأبعاد المخصص لجمع البيانات الكشفية وإدارة المعارك الجوية، وهو تطور عميق للرادار السابق 64N6 الخاص بمنظومة فافوريت من ناحية زيادة المدى والقدرة التحليلية والمعالجة الرقمية، ومداه يصل إلى 600 كم ويمكنه كشف وتتبع 300 هدف جوي متنوع بوقت واحد!

ويقوم نبقل معلوماته بواسطة محطة القيادة والتحكم والسيطرة إلى رادار الاشتباك غريف ستون Grave Stone 92N6 الذي يستطيع بدوره تعقب 100 هدف جوية منتخب وفق درجة الخطر والأولية، ولهذان الرادارين ذوي المسح الرقمي المتطور قدرة هائلة على مقاومة الإجراءات المضادة الإلكترونية!

أهم صواريخه المضادة للجو صاروخ 48N6E3 الذي يبلغ مداه من 5 كم إلى 250 كم، ويتعامل من الأهداف الإيروديناميكية والبالستية الفرط صوتية حتى سرعة 15 ماخ والدرنات وصواريخ كروز بكفاءة قتالية رائعة ودقة إصابة عالية، وحتى ارتفاع 30 كم! وهذا الصاروخ مطور عن صاروخ 48N6E2 الذي تزود به منظومة فافوريت الذي يبلغ مداه حتى 195 كم ولأهداف حتى ارتفاع 27 كم وسرعة فرط صوتية حتى 9 ماخ، وبسرعة 5 ماخ بدل 7 كما الحال بمنظومة تريومف، مع قدرة مناورة أقل ومقامة أقل للإجراءات المضادة الإلكترونية.

الصاروخ الثاني الخاص بمنظومة تريومف هو صاروخ 40N6 الذي يصل مداه إلى 400 كم والمستخدم لاعتراض القاذفات الشبحية والاستراتيجية، والطائرات المنخفضة الديناميكية مثل الأواكس وطائرات التزويد بالوقود جوياً وطائرات الحرب الإلكترونية التي تكون عادتاً بمنأى عن خطر الدفاعات الجوية الصاروخية الأرضية، إضافة لصواريخ كروز والحوامات الهجومية المنخفضة التحليق.

ثم نأتي إلى صاروخ 9M96E3 الأحدث في عائلته والذي يبلغ مداه 150 كم وحتى ارتفاع 35 كم ضد كل ما يطير بالجو! ومهما كان لديه من قدرة على المناورة والتشويش الإلكتروني يتمتع برادار نشط وميزة التوجيه بالقصور الذاتي المتبدل البرمجة بالأقمار الصناعية وصمام تفجير تقاربي عالية الأداء والحساسية، ويمكن لمنصة الإطلاق حمل 16 صاروخ منها!

ويمكن دمج رادار 96L6E Cheese Board والذي أهم مميزاته أنه قادر على رصد أهداف يصل ارتفاعها 180 كم وحتى بعد 300 كم! وهو ثلاثي الأبعاد أيضاً.

ولكن الأهم من هذا كله هو مجموعة Nebo-M الرادارية المتعددة الأنماط والأطوال الموجية مع نظام رادار سلبي يقال أنه يمكنه كشف طائرات الشبح الأمريكية من الجيل الخامس حتى مدى 120 كم.
 
1714233374122.png
 
الروس لديهم النفس الطويل

كذلك طورو اسلحتهم وتكتيكاتهم خلال الحرب الجارية
 
تسريع روسيا لعمليتها العسكرية الخاصة بعد تحقيق جميع أهدافها الاستراتيجية



تسارعت في الآونة الأخيرة من الحرب الروسية الأوكرانية، النتائج الإيجابية الميدانية لصالح روسيا، وذلك بالدرجة الأولى نتيجة ضعف وقلة إمدادات الناتو لأوكرانيا وخاصة الدعم اللوجستي العسكري، وفي مقدمة هذه الدول الداعم الرئيسي والأكبر وأعني الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بسبب المداخلات الروسية السيادية في الشرق الأوسط المتوالية بدءاً بإشعال ودعم الجبهة الفلسطينية، ثم الجبهة الحوثيين اليمنية، وأخيراً اليوم الأزمة الإيرانية الصهيونية، التي انتهت ببدء الروس بعملية تفعيل التأهيل الدفاعي الاستراتيجي السريع لإيران! بعد الضربة الصهيونية الأخيرة لإيران، وذلك وفاءاً لتعهداتها السرية، وللمساس الصهيوني للهيبة التسليحية الروسية في إيران من خلال تدمير رادار الاشتباك Stomp Stone القادر على إدارة الاشتباك الصاروخي المضاد مع 24 هدف جوي مجنح أو 18 هدف بالستي بوقت واحد!

وقبل المضي بمضمون المقالة فأننا نحتاج لمعرفة كيف تمكن الصهاينة من هذه المنظومة المتطورة الروسية؟!

الشائع أن الصهاينة بدئوا باستخدام استراتيجية جديدة للضربات الجوية! وهي إطلاق صواريخ بالستية ذات أمدية كبيرة يتم إطلاقها من خلال المقاتلات الصهيونية، وهي بالأصل صواريخ تستخدم لاختبار كفاءة المضادات الصاروخية الصهيونية ضد الصواريخ المعادية البالستية.

إلا أن هذه الصواريخ المعدلة للقيام بعمليات عسكرية، المفارقة فيها ليس بموضوع المدى! إنما بارتفاع التحليق المداري الشاهق قبل الدخول بالمرحلة الانقضاضية!

فصاروخ السنونو الأسود Black Sparrow الأحادي المرحلة مداه قد يصل حتى 1000 كم ولكن قد يصل ارتفاع تحليقه حتى 50 كم! أي خارج نطاق الكشف الراداري الإيراني، أما صاروخ السنونو الأزرق Blue Sparrow فمداه حتى 2000 كم ولكن قد يصل حتى ارتفاع 70 كم، أما السنونو الفضي Silver Sparrow وهو المرشح الأكبر لتدمير رادار الاشتباك الخاص بمنظومة فافوريت الصاروخية الروسية، فمداه قد يصل إلى 3000 كم ولكن يصل ارتفاعه حتى 90 كم قبل مرحلة انفصال الرأس الحربي، والذي يطلق من طائرة محلقة بالجو وليس من قاعدة أرضية، أي أنه يتجاوز مرحلة التعزيز التي تحرره من الجاذبية الأرضية، التي تستهلك جزء كبير من وقود الدفع الأولية.

إلا أن الروس ووفق تعهدات أولية مع إيران ووفق مصادر إخبارية مطلعة أمريكية بدأت بعملية الإعداد الاستراتيجي لإيران المتمثل بمنظومة تريومف اس 400 الصاروخية المضادة للجو، والبدء بتزويد إيران بمقاتلاتها الأسطورية وأعني ملكة المقاتلات سوخوي 35 الروسية!

والواقع أن دولة مواجهة مع دول الناتو مثل روسيا اليوم تعمد إلى الاستعانة بدولها الصديقة لردف احتياجات جبهتها القتالية، كيف لها أن تلبي احتياجات إيران الدفاعية؟!

والجواب إن صح هذا الخبر وأحسبه صحيحاً؛ فالحل الوحيد الأمثل يكون بنقل التقنية التصنيعية أو المكونات الأساسية إلى إيران، مع الكوادر الخبيرة الروسية، ولا ننسى ما كان معد أساساً في روسيا لمصر من مقاتلات سوخوي 35 والمقدر عدده بنحو 24 مقاتلة سوخوي 35 روسية.

وهذا الاجراء الروسي الذي لا زال يحمل طابع السرية، حرر قرار الكونغرس بإقرار حزمة المساعدات الأكبر منذ بدية الحرب الروسية الأوكرانية!

ورغم أن الحزمة تضم 61 مليار دولار، إلا أن المخصص للتسليح بها هو 28 مليار دولار! ولن تكون فورية بل تحتاج إلى شهور لدخول الجبهة الأوكرانية.

وفيما يخص نتائج الضربة الصاروخية الأوكرانية بستة صواريخ أتاكمس الأمريكية التي أطلقتها راجمات هيمارس، ودمرت وفق التصريح الأوكراني من أربعة إلى خمسة منصات دفاع صاروخية وراداريه أكثرها من منظومة اس 400! في شبه جزيرة القرم، فهو أمر يصعب تصديقه، حتى لو ألحق بعملية مفبركة توثيقية! لأن هذه الصواريخ تعتبر صيد سهل لمنظومة تريومف اس 400 لأنها لا تمتلك تقنيات تسللية قوية، وسرعتها فوق صوتية لا تتجاوز 3 ماك، وعدد الصواريخ المنطلقة لا تعتبر إغراقيه، ولكن هي تمثل عدد منصات هيمارس المتبقية لدا الأوكران، لأن أمريكا ووق وكالة رويترز الأمريكية زودت أوكرانيا سراً بمئة صاروخ أتاكمس، فإن حدث بالفعل إضرار بمنظومة تريومف فبتقديري لسببين الأول أنه نم بذخائر فرعية عنقودية ذكية صاروخية أطلقتها رؤوس صواريخ أتاكمس الأساسية، ونجت من الدفاعات المركزية الفرعية المتخصصة بهذه الذخائر الفرعية المنخفضة البصمة الرادارية، والخيار الثاني أن الأوكران زودوا بعدد محدود من الجيل الجديد من صواريخ الضربة العميقة التكتيكية فئة بريزم PrSM الأكثر شبحية وسرعة ومدى ومناورة تكتيكية، والمتخصصة بضرب المنصات الدفاعية الروسية.

ونعود الآن إلى صلب الموضوع في هذه المقالة التحليلية، وهو معرفة الأسباب الرئيسية لتسريع العمليات العسكرية الروسية وسرعة تطور أساليبها القتالية.

والتي بتقديري أهم أهدافها سرعة تدمير وتحيد جبهة المواجهة الأوكرانية! نتيجة ما أصاب هذه الجبهة من وهن وضعف وتهالك متصاعد من الناحية المعنوية للمدافعين، والمادية التسليحية نتيجة الانخفاض الحاد والنوعي بالمخزون الحربي، وتردي وتراجع الامدادات اللوجستية الداخلية والخارجية الأوربية مع الأمريكية.

وأيضاً تركيز النيران الهجومية الروسية، على جمعات ومجموعات القوى النازية المتطرفة القومية الأوكرانية، لأن بقائها هو صمام الأمان الأكبر لاستمرار المقاومة الجبهية، مما دفع هذه المجموعات إلى الانخراط في صفوف المدافعين بالجبهة الأمامية بعد أن كانت تجمعاتهم في الجبهة الخلفية الاحتياطية.

ولا ننسى ضعف استراتيجية التعبئة القتالية لقوات إضافية أوكرانية.

ومن ناحية أخرى نجد أن الروس بدئوا يتحررون بشكل كبير من فوبيا الخسائر الهجومية، لتطويرهم لآليتهم الهجومية، ولامتلاكهم الأسلحة والتكتيكات المطورة لهذه التطورات القتالية الفعالة الجديدة.

وغالباً سوف يستمر الروس بتكتيك القضم والهضم الهجومي في مقاطعة زابورجيا وخيرسون وإقليم الدونباس، ولكن التوسع الهجومي سوف يكون تجاه مقاطعة خاركييف الاستراتيجية، وأصبح ملامح هذا الهجوم يتباين يوماً بعد يوم مع تعاظم الحشود الروسية، وبتقديري سوف يكون بجيوش الأسلحة المشتركة المتعاقدة الروسية بالمعروفة بقوات عاصفة النصر الروسية، على أن تكون قوات رأس الحربة الهجومية فيها سلاح الدبابات الأفضل والأحدث لدا القوات المدرعة الروسية، والمتمثلة بدابات الاختراق (بروريف) T-90M والدبابة الطائرة الجديدة التي تنتج اليوم بالطاقة القصوى في معامل الدبابات الروسية والمطورة عن دبابة T-80BVM إلى مستوى T-100 لتقوم بنحو 70% من مهام دبابة أرماتا المستقبلية، والجديد بتقديري أن هذه الدبابات سوف تدعم بالحماية الذاتية الفيزيائية، ويرافقها راجمات توس ون المعدلة بأقفاص الحماية المضاعفة والمدى المضاعف وقوة التأثير النارية المضاعفة أيضاً، إضافة لمدرعات المدمر الروسية، على أن يعزز الاختراق السريع لهذه الدبابات القوات المحمولة جواً الروسية.

وبتقديري الدعم الجديد الأمريكي والأوربي لن يكون لدعم الجبهة الأوكرانية الحالية المتهالكة! ولكن لتشكيل خط دفاع جديد قوي يكون خارج حدود المناطق المراد ضمها لروسيا الاتحادية! بدون مناطق فاصلة رمادية، وهو ما قد يسهل التفاوض مع الروس لوقف الحرب دون تطور الحدث إلى مستوى الحرب والمواجهة العالمية.



وننهي المقالة بشرح مختصر لأهم مميزات منظومة تريومف اس 400:

وهي بالأساس تطوير لمنظومة فافوريت S-300 PMU2 Favorit وكان تصنيفها الأول باسم S-300PMU3 Trump وكان الغاية من التطوير زيادة أمدية الرادارات وبرمجياتها وإضافة أنواع جديدة من الصواريخ من حيث المدى والسرعة والمناورة القتالية.

هي مكونة من ستة إلى 12 منصة أطلاق صاروخية في الكتيبة الواحدة بدل من أربعة إلى ثمانية منصات في المنظومة فافوريت، مع قدرة على التحكم بصواريخ منظومة فافوريت وليس العكس، لذلك كتيبة منها تعطى لإيران قادرة على التحكم بثلاثة كتائب فافوريت وليس العكس أيضاً!

أهم راداراتها رادار بيغ بيرد Big Bird 91N6 الثلاثي الأبعاد المخصص لجمع البيانات الكشفية وإدارة المعارك الجوية، وهو تطور عميق للرادار السابق 64N6 الخاص بمنظومة فافوريت من ناحية زيادة المدى والقدرة التحليلية والمعالجة الرقمية، ومداه يصل إلى 600 كم ويمكنه كشف وتتبع 300 هدف جوي متنوع بوقت واحد!

ويقوم نبقل معلوماته بواسطة محطة القيادة والتحكم والسيطرة إلى رادار الاشتباك غريف ستون Grave Stone 92N6 الذي يستطيع بدوره تعقب 100 هدف جوية منتخب وفق درجة الخطر والأولية، ولهذان الرادارين ذوي المسح الرقمي المتطور قدرة هائلة على مقاومة الإجراءات المضادة الإلكترونية!

أهم صواريخه المضادة للجو صاروخ 48N6E3 الذي يبلغ مداه من 5 كم إلى 250 كم، ويتعامل من الأهداف الإيروديناميكية والبالستية الفرط صوتية حتى سرعة 15 ماخ والدرنات وصواريخ كروز بكفاءة قتالية رائعة ودقة إصابة عالية، وحتى ارتفاع 30 كم! وهذا الصاروخ مطور عن صاروخ 48N6E2 الذي تزود به منظومة فافوريت الذي يبلغ مداه حتى 195 كم ولأهداف حتى ارتفاع 27 كم وسرعة فرط صوتية حتى 9 ماخ، وبسرعة 5 ماخ بدل 7 كما الحال بمنظومة تريومف، مع قدرة مناورة أقل ومقامة أقل للإجراءات المضادة الإلكترونية.

الصاروخ الثاني الخاص بمنظومة تريومف هو صاروخ 40N6 الذي يصل مداه إلى 400 كم والمستخدم لاعتراض القاذفات الشبحية والاستراتيجية، والطائرات المنخفضة الديناميكية مثل الأواكس وطائرات التزويد بالوقود جوياً وطائرات الحرب الإلكترونية التي تكون عادتاً بمنأى عن خطر الدفاعات الجوية الصاروخية الأرضية، إضافة لصواريخ كروز والحوامات الهجومية المنخفضة التحليق.

ثم نأتي إلى صاروخ 9M96E3 الأحدث في عائلته والذي يبلغ مداه 150 كم وحتى ارتفاع 35 كم ضد كل ما يطير بالجو! ومهما كان لديه من قدرة على المناورة والتشويش الإلكتروني يتمتع برادار نشط وميزة التوجيه بالقصور الذاتي المتبدل البرمجة بالأقمار الصناعية وصمام تفجير تقاربي عالية الأداء والحساسية، ويمكن لمنصة الإطلاق حمل 16 صاروخ منها!

ويمكن دمج رادار 96L6E Cheese Board والذي أهم مميزاته أنه قادر على رصد أهداف يصل ارتفاعها 180 كم وحتى بعد 300 كم! وهو ثلاثي الأبعاد أيضاً.

ولكن الأهم من هذا كله هو مجموعة Nebo-M الرادارية المتعددة الأنماط والأطوال الموجية مع نظام رادار سلبي يقال أنه يمكنه كشف طائرات الشبح


موضوع شيق ولكني لم استطيع قرائة محتواه بشكل كامل بسبب طوله
 
عودة
أعلى