القرآن تحدَّى الأولين والأخرين و يتحدَّى علماء العالم
القرآن أنزله الذي خلق الإنسان، فكان المعجزة الخالدة، أنزله الله على صفوته من خلقه وإمام الرسل محمد صلى الله عليه وسلم ولم ينزله الله على ملك أو رئيس دولة أو زعيم من زعماء الأرض وإنما أنزله على خاتم الأنبياء وإمامهم وأفضلهم
لذلك بقيت معجزة القرآن تتجدد وإعجازه يتجلَّى ولمعرضيه يتحدى في أسلوبه ومعانيه ويشرق تأثيره في نفوس أهله وخاصته
تحدى به النبي الأمي العربي صلى الله عليه وسلم كلَّ خصومة المعارضين فهزمهم بإذن الله فهبطوا، وهو في صعود مستمر؛ لأنه كلام الله وصفته الملازم لذاته الكريمة
القرآن الكريم الذي اقتحم أقفال قلوب المؤمنين فما كان ليكون معجزة خالدة لولا أنه تنزيل ممن خلق الأرض والسموات العلا
وقد اعترف أَلَدُّ خصومه في زمنه ووقت نزوله (عتبة بن ربيعة)
وهو من فصحاء العرب وأرباب البلاغة والبيان، وهو مِمَّنْ نَزَلَ القرآن بلغتهم فقال قولته المشهورة:
والله لسمعت قولًا ما سمعت مثلَه قَطّ
والله ما هو بالسحر ولا بالشعر ولا بالكهانة، والله ليكونن لكلامه الذي سمعت نبأٌ عظيم
تحدى الله به جميع الخلق من عرب وعجم، إنس وجان، طعن كفار مكة في صحة القرآن
وزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يعلِّمه القرآنَ بشرٌ !
قال جل جلاله: ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ )
المعجزات هي شهادة الله لأنبيائه ورسله أنهم أنبياؤه ورسله
يشهد الله لعباده أن هذا الإنسان الذي أرسله لهم هو رسوله
والأنبياء السابقون شهد الله لهم بالرسالة عن طريق معجزات حسية وتعريف المعجزات الحسية
أنها خرق لنواميس الكون، فسيدنا عيسى أحيا الميت، وهذا فوق إمكان كل البشر
سيدنا موسى ضرب البحر بعصاه فأصبح طريقاً يبساً،
سيدنا إبراهيم وضع في النار فلم يحترق
هذه المعجزات الحسية هي في حقيقتها شهادة الله لأنبيائه ورسله أنهم أنبياؤه ورسله
لكن الأمر مع رسول الله مختلف، النبي عليه الصلاة والسلام ليس كبقية الأنبياء أرسلهم الله لأقوامهم فحسب
النبي عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعثته خاتمة البعثات، وكتابه خاتم الكتب
فلا بد من أن تكون معجزته ليست حسية، بل علمية مستمرة
لأن المعجزة الحسية كتألق عود الثقاب تألقت وانطفأت، فأصبحت خبراً يصدقه من يصدقه، ويكذبه من يكذبه
أي شيء وقع وانتهى، لكن النبي الذي سيأتي بعده يأتي بمعجزه أخرى
إلا أن الأمر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مختلف أشد الاختلاف،
هو خاتم الأنبياء والمرسلين، بعثته خاتمة البعثات، كتابه خاتم الكتب، كيف تكون المعجزة مستمرة؟
لن تكون مستمرة إلا إذا كانت علمية.
لذلك في هذا القرآن الكريم الذي بين أيدينا آيات كثيرة تزيد عن ألف وثلاثمئة آية
تتحدث عن الكون
لكن بعض هذه الآيات وقد أقول معظمها ليست حديثاً عن قوانين الكون
بل سبقاً علمياً لهذه القوانين
أي: قرآن نزل قبل ألف وأربعمئة عام، فيه إشارات إلى حقائق علمية تمّ كشفها قبل عشر سنوات أو عشرين عاماً
فهذا دليل قطعي مفحم على أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن
مثلاً هناك قضية معقدة جداً، بعد مئات السنين أي بعد ألف وأربعمئة عام من تطور علم الأجنة
توصل العلماء إلى أن الذي يحدد جنس الجنين ذكراً أم أنثى
ليست البويضة ولكنه الحوين " النطفة
﴿ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ﴾
عندما صعد اول رائد فضاء إلى ما بعد الغلاف الجوي
حينما كان هذا الرائد في طبقة الهواء التي تزيد عن خمسة و ستين ألف كيلو متر
لما تجاوز هذه الطبقة ودخل في الفضاء الخارجي وبعد ان سألة احد من كان في غرفة المراقبة
ماذا وجدت
صاح بأعلى صوته my sight is closed I can't see it is a magic
لا استطيع الرؤية كأن بصري مغلق ولا أستطيع أن أرى شئ ساحر
ما الذي حصل؟ هناك حادثة فيزيائية موجودة ضمن الهواء اسمها انتثار الضوء
أي إذا سلطت أشعة الشمس على الهواء بعض ذرات الهواء تعكس هذه الأشعة إلى مكان آخر
يكون هناك حالة اسمها انتثار الضوء، قف أنت في النهار بمكان ليس فيه أشعة شمس لكن المكان مضيء
من أين جاء هذا الضوء؟
من انتثار الضوء، فلما تجاوز رواد الفضاء طبقة الهواء انعدم انتشار الضوء صار هناك ظلام دامس
عندئذ صاح رائد الفضاء في أعلى صوته في أول رحلة اسمها أبولو
في أول رحلة تخطى فيها الإنسان طبقة الهواء ودخل في الفراغ أو في الفضاء الخارجي
هذا دليل قطعي مئة في المئة على أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن
قال تعالى ﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ﴾ سبحان الله نفس كلام رائد الفضاء my sight is closed I can't see it is a magic
ألان الله الحديد لنبيّة داوود عبيه السلام
وكيف أدى هذا التغيير الى قفزة في التفوق العسكري وانتقال العالم ككل من العصر البرونزي الى العصر الحديدي.
تاريخياً، هناك تطابق هائل بين الحقبة الزمنية لسيدنا داوود وبين انتقال الحضارات الى العصر الحديدي.
انفرد القرآن في هذا الموضوع ولا يوجد نص شبيه في العهد القديم أو الجديد أو في التاريخ
ينسب هذه النقلة الحضارية الى شخص بعينه أو حضارة بعينها، ففي بضع كلمات
وثّق الله بداية العصر الحديدي. استخدام الحديد وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) – سبأ 10
اكتشف الانسان الحديد الناتج عن النيازك قبل 5500 سنة ولكنه لم يستطع استخدامه كمنفعة في حياته اليومية
استطاع الانسان استخراج خام الحديد من الأرض وصهره وصبه في قوالب أو صفائح
ولكن هذا الحديد كان هشاً وغير قابل للثني أو الطرق لغاية التشكيل بسبب ارتفاع نسبة الكربون فيه
وبالتالي فإن استخدام الحديد كمنافع للناس على شكل أدوات أو في صناعة السلاح
لم تُحدث أي فائدة تذكر أمام الأواني النحاسية والأسلحة البرونزية.
أصبح علم الجريمة علماً شائعاً يدرس في الجامعات، حيث وجد العلماء أن المجرم له سلوك خاص
وبنتيجة ممارسة الإجرام يتغير تركيب دماغه وبخاصة منطقة الناصية
حيث وُجد أن هذه المنطقة (منطقة اللحاء ما قبل الأمامي) تختلف عند المجرمين.
فقد أيقن العلماء منذ مدة أن هذه المنطقة مسؤولة عن السلوك الاجتماعي لدى الإنسان
حيث لاحظ الباحثون أن أي خلل في هذه المنطقة يجعل من الإنسان أكثر عدوانية ويصبح مجرماً
فهذه المنطقة هي التي تمنع الإنسان من التعدي على الآخرين في حالة الغضب مثلاً
وفيها خلايا تكبح النشاط الإجرامي لدى بعض الناس.
إذاً عندما يفكر الإنسان بالقيام بجريمة ما فإن النشاط الأساسي يتركز في منطقة الناصية وحسب سلامة هذه المنطقة
فإن القرار سيُتخذ وسوف يقوم الدماغ (بالتحديد خلايا خاصة في منطقة الناصية)
بإصدار الأوامر لأعضاء الجسد (القدمين واليدين...) لتنفيذ الجريمة
إذاً الحقيقة العلمية تؤكد أن هناك علاقة مباشرة بين المجرمين والنواصي
ووسيلة تنفيذ الجريمة هي المشي على الأقدام
لأننا كما نعلم لا يمكن للمجرم أن يتحرك إلا بعد صدور الأمر من منطقة الناصية.
كما كشف الباحثون في علم الجريمة مؤخراً وجود علاقة بين سمات المجرم ومدى الإجرام الذي يقوم به
فكلما نفذ جريمة ما تغيرت ملامح هذا المجرم
ومع مرور الزمن وكثرة الجرائم يصبح شكل هذا المجرم مميزاً
وتصبح له سمات شخصية خاصة تظهر بوضوح على وجهه ويميزها المحققون.
من السهل على البشر ملاحظة ظاهرة تعدد الألوان في الكائنات الحية من نباتات وحيوانات مهما كان نوع البيئة التي يعيشون فيها إلا أن ملاحظة تعدد الألوان في الجبال ليس بتلك السهولة ولا تتاح إلا لمن أكثر السفر في أرجاء الأرض.
إن السر الأعظم في ظاهرة الألوان لا يكمن في الألوان نفسها بل يكمن في الطريقة التي أبدعها الله عز وجل في أعين البشر
لكي يدركوا هذه الألوان فألوان الأجسام ما هي إلا طيف من الموجات الضوئية التي تنعكس عن سطوحها
فشبكية العين تتكون من نوعين من الخلايا الحساسة للضوء فالنوع الأول هي العصيات (Rods)
والتي تستجيب لشدة الضوء فقط بغض النظر عن لونه وهي شديدة الحساسية للضوء الخافت وكذلك لحركة الأجسام
ويبلغ عددها مائة وثلاثون مليون خلية تقريبا وهي ترسم صورة الأجسام بلا ألوان كما في تلفزيونات الأبيض والأسود.
أما النوع الثاني فهي المخاريط (Cones) والتي تستجيب للضوء الشديد أي أنها منخفضة الحساسية ولكنها في المقابل قادرة على تمييز الألوان حيث يوجد منها ثلاثة أنواع تستجيب للألوان الرئيسية الثلاث وهي الأحمر والأخضر والأزرق ويبلغ عددها سبعة ملايين خلية تقريبا موزعة بنسبة 64 % للحمراء و 32% للخضراء و 4% للزرقاء.
وتقوم العصي والمخاريط كخلايا حساسة للضوء بتحويل شدة الضوء وكذلك لونه إلى إشارات كهربائية يتم إرسالها من خلال العصب البصري المكون من ما يزيد عن مليون ليف عصبي إلى الدماغ ليقوم برسم صورة ملونة للأجسام المرئية في خلاياه العصبية.
وتستجيب العصي للموجات الضوئية التي تمتد أطوالها من 380 إلى 740 نانومتر بينما يستجيب كل نوع من المخاريط إلى طيف أضيق يفع ضمن طيف العصي يتمركز حول طول موجي معين وهو 420 نانومتر للأزرق و 534 نانومتر للأخضر و 564 نانومتر للأحمر.
وعندما يسقط الضوء المنعكس عن الأجسام على الشبكية فإن أنواع المخاريط الثلاث تقوم بتوليد إشارات تعتمد شدتها على طبيعة طيف الموجات الموجود في الضوء الساقط على الشبكية. ومن خلال دمج هذه الإشارات في الدماغ فإنه يعطي الإحساس بلون محدد يعتمد على قيم الإشارات الثلاث وقد وجد العلماء أن العين البشرية قادرة على تمييز ما يزيد عن عشرة ملايين درجة من درجات اللون.
ومن الجدير بالذكر أن البشر في هذا العصر قد استخدموا نفس التقنية المستخدمة في العين البشرية لإظهار الصور على شاشات التلفزيونات الملونة من خلال تحليل الصورة إلى ثلاثة صور تمثل الألوان الثلاث وهي الأحمر والأخضر والأزرق. ونعود الآن لشرح الآية المتعلقة بألوان الجبال وهي قوله تعالى " وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ " فهذه الآية لا تتحدث فقط عن ظاهر ة إختلاف الألوان العامة للجبال بل تتحدث عن ألوان الطبقات التي يتكون منها الجبل الواحد. فقد أجمع معظم علماء تفسير القرآن الكريم على معنى كلمة جدد حيث قالوا أن جدد هي جمع جدة بضم الجيم وهي الطريقة والخطة في الشيء تكون واضحة فيه فيقال للخطة السوداء التي على ظهر الحمار جدة وللظبي جدتان مسكيتا اللون تفصلان بين لوني ظهره وبطنه، وعلى هذا فإن المقصود بالجدد في هذه الآية الكريمة هو الطبقات الصخرية التي تتكون منها كثير من الجبال والتي تتباين في ألوانها تبعا لنوع الصخر التي تتكون منها. لقد ذكرت الآية ثلاثة ألوان رئيسية للجبال وهي الأبيض والأحمر والأسود بالإضافة وأما بقية الألوان فقد أجملها قوله تعالى مختلف ألوانها. ويقول بعض الباحثين أن هذه الألوان الثلاث قد ترمز إلى الأنواع الرئيسية الثلاث للصخور فاللون الأبيض يرمز للصخور الرسوبية (sedimentary rocks) التي تتكون من الأحجار الجيرية أو الكلسية والرملية والجبس والفوسفات والسيليكا والملح والتي يغلب عليه اللون الأبيض بدرجاته المختلفة. أما اللون الأحمر فقد يرمز للصخور المتحولة(Metamorphic rocks) والتي تحتوي على مركبات الحديد والنحاس كالرخام والصوان والأردواز التي يغلب عليها اللون الأحمر. أما اللون الأسود فيرمز للصخور النارية (Igneous rocks) والتي تتكون من البازلت والجرانيت التي يغلب عليها اللون الأسود الفاتح أو الأسود الغامق أو الغرابيب.
إن الجبال المكونة من الجدد أو الطبقات غالبا ما تتكون من الصخور الرسوبية حيث تكونت هذه الطبقات نتيجة لعمليات التعرية (weathering) والترسيب (sedimentation). فعوامل التعرية كالرياح والمياه الجارية تقوم بنقل مختلف أنواع مركبات القشرة الأرضية من رؤوس الجبال والصحاري إلى أحواض الترسيب كقيعان البحيرات والأنهار والأودية حيث تتراكم فوق بعضها البعض وتتحول مع مرور الزمن نتيجة للضغط الواقع عليها إلى طبقات صخرية رسوبية تتحدد خصائصها وألوانها من نوع المركبات المترسبة. فالصخور الرسوبية الميكانيكية (Clastic Sedimentary Rocks) تتكون من حبيبات االمواد الناتجة من تفتت الصخور النارية والمتحولة كما في الحجر الرملي (sandstone) والحجر الغريني (Silt Stone) والحجر الطيني (mudstone or shale). أما الصخور الرسوبية الكيميائية (Chemical sedimentary rocks) فتتكون من ترسب المركبات الذائبة في المحاليل المائية كالصخور الرسوبية الجيرية والسيليكية والملحية والجبس. وأما الصخور الرسوبية العضوية (Organic sedimentary rocks) فتتكون من تحلل بقايا المواد العضوية للنباتات والحيوانات البرية والبحرية وتحولها إلى طبقات صخرية كالفحم الحجري والبترول والغاز. وعادة ما تتلون هذه الطبقات الصخرية بألوان مركبات بعض العناصر الذائبة في الماء ومن أهمها الحديد والنحاس. إن هذه القيعان التي ترسبت فيها طبقات الصخور الرسوبية قد تحول بعضها إلى جبال بمختلف الإرتفاعات نتيجة للعمليات الجيولوجية المختلفة التي تعرضت لها القشرة الأرضية كالتصادمات التي تتم بين الصفائح التكتونية .
ذكر القرآن الكريم أن الشمس في حالة جريان وسَبْحٍ في الكون (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)
في زمن كان الكل يقول بثباتها، وقد حوكم علماء غربيون في القرن السابع عشر عند توصلهم لهذه الحقيقة
وهذا ما كشف عنه علم الفلك الحديث بعد قرون من نزول القرآن الكريم.
والشمس نجم عادي يقع في الثلث الخارجي لشعاع قرص المجرّة اللبنية
وكما جاء في الموسوعة الأميركية فهي تجري بسرعة 220 مليون كلم في الثانية حول مركز المجرة اللبنية
التي تبعد عنه 2.7 × 10 17كلم وتصحب في جريانها كل الكواكب السيارة التي تطوف حولها
في منتصف القرن العشرين تم اكتشاف توسع الكون في حين قرر القرآن الكريم أن السماء تتوسع منذ 14 قرنا (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)
وكان كل علماء العالم يقولون بثبات الكون، وعدم تغيره، ففي سنة 1917م أطلق ألبرت أينشتاين A.Einstein
نظريته عن النسبية العامة لشرح طبيعة الجاذبية
وظهرت نظريات تقول بأن الكون الذي نحيا فيه غير ثابت، فهو إما أن يتمدد أو ينكمش وفقاً لعدد من القوانين المحددة له
وجاء ذلك على عكس ما كان أينشتاين وجميع معاصريه من الفلكيين وعلماء الفيزياء النظرية يعتقدون
واكتشف أدوين هابل قانون تمدد الكون في في هذا الوقت الذي كان فيه الجميع ينظر إلى الكون على أنه ساكن بمن فيهم أينشتين
مما دفع أينشتين إلى وضع ثابت التثاقل (عجلة التثاقل)
في قانونه “النسبية العامة” كاحتياط من أن يظهر شيء جديد يغير هذا القانون.
وبعد اكتشاف هابل أن الكون يتمدد الكون، كان لابد لأينشتين أن يمحو ثابت التثاقل من قانونه
وأن يعترف بقوله “هذه أول مرة أندم فيها على خطأ كبير”. وقد قام العالم الهولندي وليام دي سيتر Williamde Sitter
بنشر بحث في نفس السنة (1917 م) استنتج فيه تمدد الكون انطلاقاً من النظرية النسبية ذاتها.
كروية الأرض ودورانها
إعجاز علمي وسَبْق قرآني رسالة جديدة للملحدين
اكتشف علماء الفلك حقيقة أن الأرض كروية الشكل بعد دراسات وبحوث استغرقت عشرات السنين، ولكن قبل أكثر من 1400 عام كان للقرآن الكريم السبق في ذكر هذه الحقيقة، حيث تشير آياته وتؤكد على أن الأرض كروية الشكل، وهي بذلك ليست في حقيقتها ممتدة امتداداً ينتهي عند حافة من الحواف كما كان يتصور الأقدمون ويعتقدون، ولكن الأرض ذات شكل بيضوي كالكرة، وذلك ما تقتضيه سنة الطبيعة في دورتها الرتيبة المنتظمة، وما تقتضيه عجلة الكون المتحرك الدقيق، ولو لم تكن الأرض على هذا النحو من الاستدارة لتعطلت نواميس الخلق على هذا الكوكب، ولباتت الحياة على ظهره مشلولة أو مستحيلة.
إن القرآن الكريم لا يقول أبداً بثبات الأرض أو بأنها مسطحة، بل قال تعالى: ﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ [الغاشية: 20]. وكلمة (سُطِحَتْ) تعني مُهدت وبسطت أمام البشر فأنت مهما سرت على الأرض تجدها مسطحة وممهدة أمامك
وهذا لا يتحقق إلا بالشكل الكروي. ولم يأت القرآن الكريم بالدلائل التي تؤكد لنا أن الأرض كروية في آية واحدة بل جاء بها في آيات متعددة ومنها قوله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ ﴾ [يس: 40]. فقد جاء ذلك رداً على السابقين لفهمهم أن اليوم يكون مبدوءاً بالنهار ثم يعقبه الليل فكأن الله سبحانه يقول لهم: لا يسبق النهار الليل ولا يسبق الليل النهار، ولكنهما كليهما موجودان معاً وفي آن واحد.
الآيات الدالة
ومن الآيات الدالة على دوران الأرض آيات إيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل:
وقال تعالى: ﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [الحديد: 6]. والولوج لغة: هو الدخول، ولما كان من غير المعقول دخول زمن في زمن آخر، اتضح لنا أن المقصود بكل من الليل والنهار هنا هو المكان الذي يتعيشانه أي الأرض، بمعنى أن الله تعالى يدخل نصف الأرض الذي يخيم عليه ظلام الليل بالتدريج في مكان النصف الذي تخيم عليه ظلمة الليل، وهو ما يشير إلى كل من كروية الأرض ودورانها حول محورها أمام الشمس بطريقة غير مباشرة، ولكنها تبلغ من الدقة والشمول والإحاطة ما يعجز البيان عن وصفه.
ومن الآيات الدالة على دوران الأرض آية سلخ النهار من الليل
قال تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ﴾ [يس: 37]. ومعنى ذلك أن الله تعالى ينزع نور النهار من أماكن الأرض التي يتغشاها الليل بالتدريج كما ينزع جلد الذبيحة عن كامل بدنها بالتدريج، ولا يكون ذلك إلا بدوران الأرض حول محورها أمام الشمس، وفي هذا النص القرآني سبق بالإشارة إلى رقة طبقة النهار في نصف الكرة الأرضية المواجهة للشمس وهي حقيقة لم يدركها الإنسان إلا بعد زيارة الفضاء في النصف الثاني من القرن العشرين، واتضحت كذلك لمحة الإعجاز القرآني في تشبيه انحسار طبقة النهار الرقيقة عن ظلمة الليل بسلخ جلدة الذبيحة الرقيق في كامل بدنها وفي التأكيد على أن الظلام هو الأصل في الكون، وأن نور النهار ظاهرة رقيقة عارضة لا تظهر إلا في الطبقات الدنيا من الغلاف الغازي للأرض في نصفها المواجه للشمس، والذي يتحرك باستمرار مع دوران الأرض حول محورها أمام الشمس.
ومن الآيات الدالة على دوران الأرض، آية مرور الجبال مرَّ السحاب:
يقول الخالق سبحانه وتعالى: ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾ [النمل: 88]. ومرور الجبال مرّ السحاب هو كناية عن دوران الأرض حول محورها، وعن جريها وسبحها في مداراتها وذلك لأن الجبال جزء من الأرض ولأن الغلاف الغازي للأرض الذي يتحرك فيه السحاب مرتبط كذلك بالأرض برباط الجاذبية وحركته منضبطة مع حركة كل من الأرض والسحاب المسخر فيه.