تكامل صور الأفعال وردودها الصهيونية تجاه الضربة الإيرانية الصورية
مقدمة تمهيدية:
الرد الإيراني حتى ولو كان استعراضي، وتم احتوائه بطريقة دفاعية نموذجية! إلا أنه لم يكن رادع، إنما وسع الأهداف للطائرات الضاربة الصهيونية، لتشمل أذرع إيران في العراق بعد أن كانت الضربات محصورة فقط في سوريا!
بل وتسببت باختراق الأجواء الإيرانية!
وربما تراجعت أمريكا، عن تعهدها لروسيا بوقف الإمدادات العسكرية لأوكرانيا!
لذا نبدأ من الرد الصهيوني العسكري وما انتهى عليه.
فهذا الرد رغم تحقير وتصغير الإيرانيين له لم يكن بصغير! إنما أهدافه في إيران لم تكن عالية الأهمية!
ونفذت عموم الضربة الصهيونية في مصباح يوم الجمعة 19 ابريل (نيسان) 2024، ثلاثة مقاتلات أدير F-35I Adir العظيمة الشبحية، وستة مقاتلات صوفا F-15I Sufa الصاعقة الشبحية! حيث بدأت العملية أول ما بدأت في سوريا بمقاتلة أدير المتسللة الصهيونية، التي أسقطت ثمانية قنابل من فئة القطر الصغير الأمريكية GBU-39B SDB أتبعت بثمانية صواريخ رامبج (الهياج) Rafael Rampage أطلقتها مقاتلات صوفا الصهيونية! وهي لا تزال ضمن الأراضي الفلسطينية! التي اندفعت بسرعة فوق صوتية وأعني صواريخ رامبج محلقة بالسماء حتى ارتفاع 50 كم ومن مدى 150 كم من مطاري الثعلة والخلخلة في محافظتي درعا والسويداء جنوب سوريا، بشكل مواقت تقريباً لوصول قنابل القطر الصغير الانزلاقية، وتم من خلالها تدمر قواعد اطلاق مسيرات مهاجر الانقضاضية، مع المسيرات المخزنة وجميع الدفاعات الجوية التابعة لتلك القواعد الجوية، ليتبعها الموجة الثانية من غربان الصهاينة، وعبر جنوب الأرضي السورية إلى الأراضي العراقية يتقدمها مقاتلة أدير الشبحية التي علق داخل حوضنها الداخلية بدل الذخائر الداخلية هذه المرة خزنات وقود احتياطية رفعت مدى هذه الطائرات من 2200 كم إلى 3900، مما جعلها تحلق فوق القواعد الجوية المستهدفة قرب بغداد وبابل وتوجه ستة صواريخ من نوع السنونو الأسود البالستية الفوق صوتية Black Sparrow أطلقتها مقاتلتين من نوع صوفا الصهيونية، وهي صواريخ يصل مداها حتى 800 كم وتعمل بنفس آلية عمل صواريخ الهياج رامبج الصهيونية! والتي اتبعت بعدد غير معروف من صواريخ كروز بوباي تيربوPopeye Turbo أطلقتها غواصات سوبر دولفين الألمانية الصنع الصهيونية، سقط أو أسقط أحدها في مزرعة عراقية! والتي يصل مداها حتى 1500 كم، استهدفت مع صواريخ بلاك سبارو البالستية المخابئ السرية في القاعدتين للصواريخ الفرط صوتية الإيرانية ومنصات إطلاقها، وكذلك منصات الدفاع الجوي الخاصة بالقاعدتين العراقيتين!
أما الموجة الثالثة من الطائرات الصهيونية فتمثلت بمقاتلة شبحية من نوع أدير أيضاً معززة أيضاً بخزانات وقود إضافية أخفيت بحواضن التسليح الداخلية، اخترقت الأجواء الإيرانية بطريقة تسللية شبحية، لتعين الأهداف وتنقل احداثياتها من خلال حزم لاسلكية خاصة بالأقمار الصناعية زودت بها مقاتلتين من نوع صوفا كانتا تحلقان ضمن الأراضي العراقية، أطلقتا اربع صواريخ بالستية من السنونو الأزرق Blue Sparrow الفوق صوتي يصل مداها حتى 2000 كم! أي أنها تستطيع ضرب أي نقطة داخل الأراضي الإيرانية!
استهدف أحدها مخزن أو معمل درونات إيرانية، وتابع الثلاثة بعد انفصال رؤوسها الحربية حتى ضربت ثلاثة منصات دفاع جوي مطفية، أي خالية من الكوادر المختصة البشرية، داخل قاعدة هَستم الإيرانية الجوية في أصفهان وغالباً هي من نوع إطلاق صواريخ منظومة فافوريت اس 300 أو رادار الاشتباك Tomb Stone الخاص بتلك المنظومة، والذي يستطيع التعامل والاشتباك مع 24 طائرة حربية أو 16 صاروخ بالتسي في وقت واحد! وهذه المعلومة الاستهدافية وفق نيويورك تايمز، بالإضافة لاستهداف منصة صواريخ تور المركزية ومنصة بانتسير المهجنة المركزية الدفاع، وكلها منصات دفاع جوية متطورة روسية!
وعادت مقاتلات أدير العالية الشبحية ومقاتلات صوفا المتوسطة الشبحية جميعها سالمة دون أن تتعرض لأي نوع من أنواع الأخطار المضادة الجوية أو أن تكشفها الرادارات العراقية أو حتى الإيرانية!
وهنا يأتي السؤال مقاتلة أدير طائرة نفاثة فوق صوتية متخصصة بالاختفاء والتسلل الآمن، فما خطب مقاتلات صوفا الصهيونية؟!
نقول إن مقاتلة صوفا مطلية بطلاء عام عازل للنشاطات الإلكترونية الداخلية ومقللة للانبعاثات الحرارية، وتمتص 60% من الموجات الرادارية الارتدادية، مع طلاء خاص للحواف ومداخل المحركات أكثر مقاومة لاحتكاك مع امتصاصية جيدة لموجات الرادار حتى نسبة 80%، وهو ما يضيق نسبياً مسافة كشفها ويصغر بصمتها الرادارية! ويجعلها جيدة التسلل في حالة التحليق المنخفض الصامت حتى ارتفاع يتراوح بين 200 إلى 250 متر بسرعة شبه صوتية، مع مراعاة تجنب النطاقات الكشفية الرادارية بعد تديقها من الناحية الكشفية.
إلا أن هذا لا يكفي في حالة استنفار الدفاعات الجوية! لذلك قامت أمريكا بتجربة ناجحة داخل أوكرانية كان الهدف منها تعين مناطق تمركز الدفاعات الجوية الصاروخية الهامة الروسية في القرم وخيرسون كما قامت هذه المجموعة التي انطلقت من قاعدة جوية رومانية، وكانت مكونة من مقاتلة لايتننغ تو F-35A Lighting II الأمريكية ومقاتلتين من نوع فايبر F-16E Viper كانتا مزودتين بتقنية الحجب الإلكترومغناطيسية! وغالباً طبقت أمريكا هذه التقنية على عدد من مقاتلات صوفا الصهيونية، والتي نتج عنها في أوكرانية تمكن هذه المجموعة الخاصة الشبحية من اسقاط طائرة الأواكس الثانية الروسية!
وقبل العودة بالخوض بصلب الموضوع من جديد، أقول بأن إيران صمتت وعتمت على حقيقة الضربة الصهيونية الأخيرة في العمق الإيراني، ربما بسبب التزام دولة الكيان بمحدودية الضربة، وفق التعهدات الأمريكية ومراعاة كما راعت إيران تجنب الخسائر البشرية الصهيونية في ضربتها الانتقامية الأساسية.
ورغم أن إيران هددت بالرد على أي ضربة صهيونية داخل إيران حثى لو كانت محدودة وشكلية، كما حدث بالفعل! إلا أن الصمت الصهيوني والتعتيم الإيراني الإعلامي عن حقيقة هذه الضربة والتأويل بأنها عملية إرهابية داخلية، أنهى فكرة إمكانية تكرار الأمر ضمن الأرضي الإيرانية من جديد!
إلا ان إيران التزمت بالرد ضد دولة الكيان في حال تم استهداف مصالحها الخارجية ومكونات أذرعها العسكرية في سوريا والعراق، كما حدث ضد القواعد الجوية السورية في درعا والسويداء وفي بابل وبغداد في العراق.
وكان التوعد الإيراني بالرد السريع ولكن هذه المرة من خارج أرضيها، لذلك على ما يبدو قامت بنقل مكونات الضربة الانتقامية إلى قاعدة كالسو في محافظة بابل العراقية.
إلا ان هذه المكونات العسكرية والساعد الطويلة الصاروخية الإيراني في العراق تعرضت لضربة جوية ساحقة ماحقة وقائية، لم يتبناها أحد أي لا أمريكا ولا حتى دولة الكيان!
ولكن بتقديري وما أرجحه أن تكون الضربة صهيونية بأسلحة بعيدة المدى جوية مثل صاروخ روكس Rocks Rafael الجديدة البعيدة المدى الفوق صوتية الذي تطلقه مقاتلات صوفا الصهيونية F-16I Sufa من مدى مضاعف لصواريخ رامبج Rampage أي ما بين 300 إلى 500 كم بتوجيه ثلاثي ينتهي بالمرحلة الابترونية الحرارية، وهذا الصاروخ العالي الدقة سرعته فوق صوتية وبطريقة صاروخ رامبج الانقضاضية والذي يرجح أن الصهاينة عادوا واستخدموا مقاتلة أدير الشبحية الفوق صوتية الصهيونية F-35I Adir وذلك لكشف وسائل كشف الدفاعات الجوية الإيرانية الرادارية القوية ونقل معلومات التهديف لطائرات صوفا التي أطلقت تلك الصواريخ البالستية، التي استهدفت بشكل أساسي منصات إطلاق الصواريخ الفرط صوتية انتقاماً لضرب القواعد الجوية العراقية والسورية التي تواجد بها ضباط وعناصر من فيلق القدس التابع لحراس الثورة الإيرانية.
أما عن سر نجاحات مقاتلة أدير الشبحية النموذجية بتلك الضربات الأخيرة، وتمكنها من تجاوز الأجواء الإيرانية المحمية بشكل آمن!
فللجواب على ذلك نقول إن مقاتلة أدير الشبحية بحقيقة الأمر ليست خفية بمعنى الخفية وإنما تتجنب كشف الرادارات بصغر بصمتها الرادارية! فطائرة لايتننغ تو ف 35 المقاتلة الضاربة المشتركة JSF بصمتها الرادارية هي خمسة بالألف من المتر المربع أو المكعب أي بحجم كرة الغولف المعدنية، فماذا إن علمنا أن مقاتلات أدير زودتها شركة لوكهيد مارتن بطلاء شبحي خاص مركب عالي الامتصاص يجعل بصمتها واحد بالألف من المتر المكعب أي أصغر من حبة الجوز أو عين الجمل وفق التسمية المصرية.
وهو ما يضيق بشكل أكبر لدائرة الكشف الرادارية فالمقاتلة الضاربة المشتركة الأوربية والتي يمكن لرادار "بيغ بيرد" الروسي المتطور كشفها من مدى يقارب 35 كم ورادار سوخوي 35 من مدى يقارب 60 كم! مع العلم أن الرادارين يصل كشفهم إلى 400 كم ضد المقاتلات الضاربة الموازية بالحجم لطائرة ف 35 المشتركة، إلا أن هذه الأمدية تصبح أصغر مع مقاتلات أدير الصهيونية.
لذلك بالمناطق الضعيفة أو العمياء تصبح أكبر مع تضيق دوائر الكشف الرادارية.
ويأتي هنا سؤال آخر وهو ماذا لو كثفت إيران من وجود راداراتها وجعلتها جميعها متقاربة لزيادة قدرتها الكشفية؟!
رغم أن هذه العملية صعبة بسبب كلفتها المادية الضخمة الشرائية والتصنيعية وحتى التشغيلية والتعبوية البشرية، إلا أنها ليست مستحيلة، ولكنها ضعيفة في حالة انتهاج مقاتلات أدير الشبحية منهج الارتفاع حتى 50 ألف قدم فحينها تصبح الرادارات ضعيفة الكشف من الناحية العلوية وتعود وتنجح مقاتلات أدير من الناحية الصامتة التسللية.
ومع ذلك وفي أسوء الأحوال والظروف قد تلجئ مقاتلة أدير إلى تقنيتها الخاصة الفيزيائية، التي تنفرد بها مع نظيرتها الأمريكية وهي خاصية الحجب الكروي الإلكترومغناطيسية! الذي يغطي ويحمي مقاتلة أدير من الكشف الراداري من كل اتجاه بطريقة شبحية إيجابية، ولا ننسى أن عائلة ف 35 مزودة بمستشعرات الإنذار المبكر التي تنذر بإمكانية دخولها ضمن الكشف الراداري المعادي! وهو ما يجعلها جد عصية، خاصة أن إيران تفتقر للدفاع الجوي الحيوي الفعال وأعني الطائرات الاعتراضية.
والآن أنتقل لمرحلة تبيان للصورة التكاملية لمرحلة الفعل بضرب القنصلية!
فمخابرات دولة الكيان لاحظت نشاطات جديدة لحراس الثورة الإيرانية في سوريا المتمثلة بقوات فيلق القدس، تسعى لتنشيط جبهة المواجهة السورية الحدودية مع دولة الكيان جنباً إلى جنب مع جبهة حزب الله اللبنانية، بعد تراجع وفتور جبهة المقاومة الفلسطينية نتيجة انسحاب الدعم الروسي المقنع عن طريق الجزائر وكوريا الشمالية.
لأنها إن لم تفعل ذلك سوف تخسر دعم ورقة الضغط الفلسطينية داخل دولة الكيان، وكذلك تفقد السيطرة على الجبهة الحوثية اليمنية بعد اجتذاب هذه الجبهة من قبل الحلف الروسي الصني، وحتى يتم الأمر بظروف تأمينية قوية رتبت المخابرات الخارجية الإيرانية بالتعاون مع المخابرات السورية لاجتماع لسري لقيادات بارزة من فيلق القدس الإيراني ضمن موقع له حصانة دبلوماسية، تدفع الصهاينة في حالة القيام بعملية اغتيال اعتيادية لأزمة دبلوماسية تفضي إلى تصعيد عسكري غير محمود، يدفع روسيا لرفع يدها عن تسهيل ضربات الصهاينة داخل سورية، ويولد ضغط من الولايات المتحدة الأمريكية التي سياستها في المرحلة الحالية الحفاظ على التوازنات الإقليمية، وكبح تفاقم الصراعات، لذلك عمد مركز حرمون الاستخباراتي للدراسات الاستراتيجية، إلى جعل الضربة لا تأخذ صبغة الأزمة الدبلوماسية، من خلال تجنب مقتل القنصل أو أحد من موظفي السفارة، لذلك ترقبوا وأجلوا العملية لحين تم مغادرة المبنى من قبل القنصل وموظفيه وحتى حراس القنصلية، وهو إجراء أمني طبيعي لأن الاجتماع يجب أن يكون سري بحيث لا يتواجد بالاجتماع سوى قادة فيلق القدس وضابطتهم ومرافقتهم الأمينة العسكرية.
وحرصوا على أن يظهر للعلن أن العملية عملية تفجيرية إرهابية داخلية، وليس من خلال ضربة جوية، من خلال استخدام طائرة أدير التسللية الخفية الصامتة من ناحية النشاطات الالكترونية! وبذخائر اغتيال صامته خفية لا تترك أي آثار تدل عليها لأنها مكونة من مواد تزول وتتبخر تماماً بعد العملية التفجيرية، وكان هذا الأمر سوف يأخذ هذا المنحى المخطط له، لولا فضيحة صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ذات الصلات المطلعة الاستخباراتية، والتي حددت كافة عناصر هذه العملية السرية، أي أن الإعلام هو أول من صعد الموقف، وهذا يجعلنا نشعر أن للمخابرات المركزية الأمريكية CIA دور في هذه العملية الإعلامية، ربما نتيجة سلبية إدارة الكيان في التعاون مع أمريكا دبلوماسياً فيما يخص أزمة حرب غزة.
وكان من المنطقي والمتوقع أن يكون الرد الإيراني محدود وسري بالاستهداف الانتقامي له قيمة اعتبارية داخل دولة الكيان دون أي خسائر بشرية أي بيوم عطلة رسمية بواسطة صاروخ واحد فرط صوتي لا يصد ولا يرد وخفي لأنه يولد بلازما السرعة الفرط صوتية، وكان المرشح الأكبر لهذه العملية هو صاروخ "فتاح 1” الذي تصل سرعته 13 ضعف سرعة الصوت بالمرحلة الانفصالية النهائية ويتجاوز مداه 1400 كم وفق المعلومات المنشورة عنه الإيرانية، مع كونه عالي الدقة مقارنة مع باقي صواريخ إيران البالستية.
وأقول بأن إيران صمتت وعتمت على حقيقة الضربة الصهيونية في العمق الإيراني، ربما بسبب التزام دولة الكيان محدودية الضربة الصهيونية وفق التعهدات الأمريكية ومراعاة كما راعت إيران تجنب الخسائر البشرية الصهيونية في ضربتها الانتقامية الأساسية.
رغم أن إيران هددت بالرد على أي ضربة صهيونية داخل إيران حثى لو كانت محدودة وشكلية، كما حدث بالفعل إلا أن الصمت الصهيوني والتعتيم الإيراني الإعلامي عن حقيقة هذه الضربة والتأويل بأنها عملية إرهابية داخلية.
إلا ان إيران التزمت بالرد ضد دولة الكيان في حال تم استهداف مصالحها الخارجية ومكونات أذرعها العسكرية في سوريا والعراق، كما حدث ضد القواعد الجوية السورية في درعا والسويداء وفي بابل وبغداد في العراق.
وكان التوعد الإيراني بالرد السريع، لذلك على ما يبدو قامت بنقل مكونات الضربة الانتقامية إلى قاعدة كالسو في محافظة بابل العراقية.
إلا ان هذه المكونات العسكرية والساعد الطويلة الصاروخية الإيراني في العراق تعرضت لضربة جوية ساحقة ماحقة، كما أومأت لذلك الوسائط الإعلامية.