أسباب وخفايا احتمال تراجع دولة الكيان عن الرد على ضربة إيران الانتقامية
أهداف الخدعة الهجومية الصهيونية على إيران:
قامت دولة الكيان بخدعة استراتيجية، وفقاعة إعلامية، مرعبة في مصباح يوم الجمعة 19 ابريل (نيسان) 2024، كادت أن تجر المنطقة لحرب إقليمية، وإنشاء تحالف دولي مع دولة الكيان كالتحالف الذي كان في عاصفة الصحراء الأمريكية!
وذلك في حالة انطلت الخدعة الهجومية على إيران وقامت برد سريع بقوتها الضاربة الصاروخية!
إلا أن إيران ركنت للحكمة وتريثت بضربتها الصاعقة الفورية، بصواريخها الفرط صوتية! وأنقذت المنطقة كما أسلفنا من حرب إقليمية طاحنة تشمل إيران والعراق وسوريا واللبنان واليمن، وربما تقحم الدول الخليجية.
مقدمة عن الأبعاد الحقيقية لضربة الوعد الصادق الإيرانية:
كل يوم يمضي وتنكشف خفايا جديدة حول الضربة الانتقامية الإيرانية التي سميت "الوعد الصادق" التي استهدفت قلب دولة الكيان الصهيوني!
فصحيفة معاريف العبرية الصهيونية! ومن قبلها وكالة ABC News الأمريكية التي أكدت وصول تسعة صواريخ فرط صوتية على قواعد جوية صهيونية في النقب، ودمرت وفق الوكالة الأمريكية المذكورة أعلاه، طائرة نقل عسكري ومستودعات قطع غيار ووقود طائرات وذخائر جوية، ويوازي ذلك الخبر التصريح الإيراني أن ثلاثة صواريخ فرط صوتية حققت ضربات دقة وموجعة في قاعدة نيفاتيم الجوية!
إلا أن جديد صحيفة معاريف العبرية، أنه ووفق دراسة استقصائية، تبين أنه تم استهداف قاعدة نيفاتيم التي فيها سربين من طائرة أدير الشبحية F-35I Adir وطائرة الرئاسة الصهيونية! بأربع صواريخ فرط صوتية، أحدثت وفق الصحيفة العبرية أضرار كبيرة! حيث تم تدمير مدرج طائرات وثلاثة مباني مهمة ثانوية، وتم استهداف وفق خبراء تحليل لصور الأقمار الصناعية التابعين للصحيفة العبرية، قاعدة رامون الجوية التي فيها السرب الثالث من طائرة أدير، والقريبة من مفاعل ديمونة النووي، بخمسة صواريخ فرط صوتية والتي ضرب أحد المباني التابعة لمفاعل ديمونة، أحد تلك الصواريخ الفرط صوتية الخمسة التي استهدفت قاعدة رامون الجوية!
أما مركز حرمون للدراسات الاستراتيجية، فتم استهدافه أيضاً بالصواريخ الفرط صوتية، ولكن لم تذكر الصحيفة عدد هذه الصواريخ! رغم أن هذه القاعدة هي خططت وتابعت الضربة الصهيونية للقنصلية الإيرانية.
وبتقديري أن الصواريخ الفرط صوتية الباقية التي استهدفت مركز حرمون للدراسات الاستراتيجية، هي أربعة صواريخ، لأن إيران تكلمت عن إطلاق 15 صاروخ فرط صوتي تسعة من نوع "خيبر شكن" وسبعة من نوع "فتاح 1"، سقط منها صاروخين وفق تصريح الخبير الاستخباراتي الشهير سكوت ريتر أثناء مقابلة مرئية على قناة "روسيا اليوم" العربية، أي وصل منها 13 صاروخ، أربعة منها ضد قاعدة نيفاتيم وأربعة ضد قاعدة رامون وأربعة ضد مركز حرمون وواحد ضد أحد مباني مفاعل ديمونة!
وأكدت صحيفة معاريف أيضاً وضمن دراسة تحليلية إحصائية أن نسبة الاعتراض للأهداف الأخرى الإيرانية، داخل الأجواء لدولة الكيان لم يكن بنسبة 99% وإثما بنسبة 84%!
وتعالوا لنحلل الحدث وفق هذه الإحصائية الجديدة والدقيقة لعدد الأهداف الإيرانية التي تم اسقاطها، فأمريكا مع وجود سربين مقاتلات من نوع سترايك إيغل أي 24 طائرة وأربعة طائرات تايفون البريطانية وعدد غير معروف من مقاتلات رافال الفرنسية، ذكرت أنها أسقطت 80 مسيرة كميكازية من نوع شاهد 136 من أصل 185 مسيرة وفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، والتي بلغ عددها 200 مسيرة بإضافة 15 مسيرة شاهد 238 الشبحية، أي ما وصل إلى الأجواء الصهيونية هو 120 مسيرة كميكازية.
كما ذكرت أنها اسقطت وأعني قوات الناتو والأردن 50% من باقي الأهداف المتمثلة بشكل إجمالي بعدد 110 صواريخ بالستية ونستثني منهم الصواريخ الفرط صوتية، و36 صاروخ كروز، أي أن من وصل إلى الأجواء الصهيونية هو 73 هدف، والمجمل مع المسيرات 193 هدف أسقط منهم نسبة 84% وفق صحيفة معاريف، فبقي 32 هدف أو على الأقل 30 هدف أي 15 مسيرة شبحية نفاثة ومن 15 إلى 17 صاروخ كروز، لأنه من المؤكد أنه تم اسقاط جميع الصواريخ البالستية عدا الفرط صوتية، لأن صاروخ أروا (حيتس) بإصدارته الثلاثة وصواريخ باتريوت بنوعيه ومقلاع داود صواريخ أكثر فاعلية ضد الصواريخ ذات المسارات البالستية؛ ومن المؤكد أيضاً تدمير أو اسقاط جميع مسيرات شاهد 136! التي كان دورها الأساسي مع الأثر المعنوي اشغال واستهلاك صواريخ القبة الحديدية! أما درونات شاهد 238 الكميكازية الشبحية النفاثة السريعة حتى أكثر من 500 كم/س بدل 185 كم سرعة شاهد 136! فعلى ما يبدو مهمتها الارتفاع للأعلى ثم استهداف منصات إطلاق صواريخ القبة الحديدة بطريقة انقضاضيه بعد تحديد موقعها بطريقة ذاتية ابترونية حرارية، ويقوم بنفس المهمة ما تبقى من صواريخ كروز سومار وتاوه الإيرانية ضد منصات صواريخ مقلاع داود!
وهذا إذا تجاهلنا أن كلفة الذخائر المضادة للذخائر الإيرانية قدر بنحو 1350 مليون دولار؛ علماً أن تعويض هذه المضادات العالية التكنولوجيا لن يكون سهل وسريع، حتى في حال توفر الإمكانيات المالية.
وهو ما يعني أن الضربة الإيرانية لم تكن صورية أو خُلبيه! كما رجح الإعلام الصهيونية الحربي! وصمت عنه بالبداية الإعلام الغربي!
ومن هنا يتراءى لنا أحد الأسباب الخفية، لإقرار مجلس الحرب الصهيوني بضرورة توجيه دولة الكيان لضربة عكسية انتقامية ضد الضربة الانتقامية الإيرانية.
ويأتي الآن السؤال، مادامت أسباب ضربة الرد لدولة الكيان لم تكن بسبب عنجهية الصهاينة! وأنها ضرورة سياسية واستراتيجية، فلما تراجعت دولة الكيان! بعد أن أعلنت بقرار مجلس حربها أمام العالم أنها عقدت على ضرورة توجيه ضربتها الانتقامية ضد عملية الرد الانتقامي الإيراني؟!
وقد أعلن عن تراجع الصهاينة عن نيتهم بالرد الفوري وتأجيل تلك العملية إلى ما بعد عيد الفصح! وفق صحيفة أكسيوس الاستخباراتية الأمريكية Axios أو ما عرفت بضربة ساعة الصفر، فما هي أسباب هذا التراجع أو التأجيل الذي قد يؤدي لإلغاء الرد بالتقادم؟!
نقول آخر سبب واظهر سبب اليوم هو ما نقلته القناة 14 الإعلامية الصهيونية، بأن أمريكا وافقت على اجتياح القوى الغاشمة الصهيونية لمعبر رفح الفلسطيني، مقابل التزام دولة الكيان بعدم الرد على الضربة الإيرانية الانتقامية.
وأكد هذا الخبر موقع "والا" الذي دل على وجود حشود واستعدادات قتالية كبيرة لتنفيذ ذلك!
مع العلم أن أول ردود الصهيونية، بعد الإعلان الإيراني بالرد على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، هو الانسحاب من جنوب ووسط غزة والاكتفاء بوجود شكلي لمجموعات ومفارز صغيرة شمال غزة.
والسبب بتقديري هو تخوف الكيان حينئذ من أن تستهدف إيران تجمعات القوات المسلحة الخاصة الصهيونية المتواجدة بغزة بسيل من نيران المقاومة الفلسطينية غير المباشرة، أو وفق الرواية الشعبية الإيرانية بواسطة المسيرات الكميكازية الإيرانية من نوع شاهد 136 وشاهد 238 النفاثة الشبحية ذات الرؤوس الحربية الفراغية، وغالباً أن يتم ذلك يوم الجمعة أي قبل يوم من الضربة الإيرانية! أي نقل قرابة 7 طن من المواد الشديدة الانفجار بطريقة انتقائية ومسددة! وهي تصورات تحليلية يصعب تصديقها، إنما إن حدثت فإنها كانت سوف تلمع صورة إيران عند عموم العرب والمسلمين، مع تشكل لإيران قاعدة شعبية مرعبة، وفيها انتقام لكل قتلى الشيعة من مسؤولين وقادة وأفراد.
إلا أن انسحاب القوات الصهيونية من غزة على ما يبدو، أبطل هذا المخطط لأن هذه القوات لا تمتلك مضادات صديه صاروخية أو قبة حديدة تزود عنها في غزة!
وربما أمريكا هددت إيران بالرد المضاد حينها، وارتضت منها ضربتها الأخيرة الاستعراضية! لأن فيها عملية تأديب للحالة التمردية الصهيونية الجزئية على أمريكا.
أما السبب الثاني فهو أن دولة الكيان لا يمكنها تنفيذ ضربتها الجوية الانتقامية الجوية، دون مساندة غير مباشرة أمريكية.
تتضمن الدعم الملاحي عبر الأقمار الصناعية والدعم الإلكتروني والدعم بالمعلومات الاستخباراتية والتجسسية، وبالوقود الجوي، فطائرات أدير الصهيونية f-35i Adir يبلغ نصف قطر تحليقها هو 1350 كم ويمكن زيادة هذا المدى حتى عمق 2200 كم بإضافة ثلاثة خزانات وقود تعليق خارجية سعة كل خزان 600 جالون، وهذا المدى قد لا يجعلها تحتاج إلى التزود بالوقود جواً من قاعدة العديد الجوية الأمريكية بالخليج، أو قاعدة أنجرليك الجوية الأمريكية في تركيا؛ علما ووفق موقع "والا" الصهيوني وحتى عام 2021 لم تحل مشكلة هذه الخزانات الإضافية ليس فيما يخص خفض الشبحية والقدرة على المناورة فقط، فهذه المشكلة يمكن حلها بالتحليق المساري الآمن حتى ارتفاع 50 ألف قدم، والبدء الفوري باستهلاك وقود الخزانات المعلقة الخارجية قبل وقود الخزانات الداخلية، وتصميم هذه الخزانات بشكل يحفظ لها القدرة على المناورة الديناميكية، والهندسة الشبحية الشكلية وأن تكون مصنوعة من مواد عالية الامتصاص للموجات الرادارية، وتبقى المشكلة الوحيدة حينها عند التخلي عن تلك الخزانات بالجو، إذ سوف يؤدي كشف نقاط التعليق المضافة لسحب الوقود من الخزانات الاحتياطية بانخفاض حاد بمستوى الشبحية بسبب كشف الجزء السفلي من تلك النقاط البرجية التعليقة، ولا يوجد حتى كتابة هذه السطور حل عملي معروف لهذه المشكلة، إلا باعتقادي بالتشغيل المبكر للحواجب الإلكترومغناطيسية التي تزيد الشبحية لمقاتلة أدير بطريقة اشعاعية إيجابية، أو إيجاد طريقة للتخلي عن أبراج التعليق لهذه الخزانات الخارجية، كما هو الحال في مقاتلات رابتور الأمريكية أو استبدال خزانات الوقود المعلقة السفلية بخزانات لاصقة مدمجة بجوانب حجر المحركات، لا يتم التخلي عنها كما تفعل أمريكا اليوم بمقاتلات سوبر رابتور المحدثة الأمريكية، إلا أن هذه الخزانات المضافة اللاصقة المدمجة الخارجية، أقل سعة من المعلقة، وسوف تجعل نصف شعاع التحليق 1950 كم أي بزيادة 600 كم فقط عن خزاناتها الداخلية وأقل بمدى نصف قطر 250 كم عن مدى الخزانات الداخلية، ويجبرها على التحليق بشعاع مستقيم، وليس بشكل موارب عبر الأراضي السعودية، وهو ما يجعلها بعيدة عن احتمالات الكشف بالوسائط الإيرانية!
ومن ناحية أخرى اعتماد صواريخ جيريكو تو (أريحا 2) البالستية الذي تزيد سرعته عن 3 ماخ ويزيد مداه عن 1500 كم، سوف يخفف المخزون الاستراتيجي منها لأنها مخصصة لحمل الرؤوس النووية، وأعتقد أنها صيد سهل للمضادات الإيرانية، لطول باع خبرت إيران بالصواريخ البالستية وتطوير مضاداتها الصاروخية.
ومن هنا يبقى الحل الأمثال بتوجيه الرد الصهيوني متمثل بصواريخ كروز الذي تطلقه الغواصات في حالة تم تزويد دولة الكيان بالغواصات الألمانية.
من ناحية أخرى فإن إيران لديها حلفاء أقوياء ولكن بشكل سري، وأعني كل من الدول المتمثلة بالتنين الصيني والدب الروسي إضافة لكوريا الشمالية.
إلا أن الدور الروسي بدء يتباين أكثر بتعهدها بتزويد إيران بتقنية صواريخ اس 400 في حال تعرضها لضربة صهيونية، وربما تسريع صفقة ملكة المقاتلات سوخوي 35 الروسية، وربما تكون زودتها بالفعل بطريقة سرية تجميعية أو حتى انشائية تصنيعية، وفق تسريبات المراسلات السرية، المخترقة من مجموع الهكر براما!
والسبب أن الشجاعة الإيرانية الغير مسبوقة لا يمكن أن تكون مبنية على وعود وتعهدات، وإنما على امتلاك فعلي لفحوى التعهدات الروسية.