الجوانب الاستراتيجية الخفية للضربة الإيرانية وردة الفعل المتوقعة الصهيونية
حقيقة الضربة أو الرد الإيراني الذي كان بعنوان "الوعد الصادق" ضد ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق رغم هوله هو بروباغندا عسكرية بكل المقاييس! أو وفق لغة الشارع مسرحية!
فوفق تصريح رئيس الأركان الإيراني فقد تم إبلاغ أمريكا عن طريق تركيا والدول الخليجية المعنية، بواسطة وزير الخارجية الإيرانية بموعد وطبيعة وحجم الضربة الإيرانية! وهو ما جعل ثلاثة أقوى دول في الناتو تستعد بالشكل الأقصى لصد الضربة الإيرانية بطريقة دفاعية! لاحتواء الضربة وتحجيمها، وتجنب التصعيد بالمواجهة العسكرية، واحتواء الضربة الصهيونية العكسية.
فوفق تصريحات جون كيربي منسق العلاقات الخارجية الأمريكية، تم تدمير وإحباط عمل 50% من مكونات الضربة الإيرانية، قبل وصولها إلى الأجواء الصهيونية!
وهو ما يفسر لنا أن التصريح الإيراني بوصول 50% من مكونات الضربة إلى أهدافها يعني ما وصل إلى أجواء دولة الكيان وتعامل مع أكثرها دفاعات الكيان الجوية الأرضية والجوية!
ورغم أن أكبر مشارك في الضربة هو مسيرات شاهد 136الكميكازية، إلا أنه كانت هي المشارك الأضعف في هذه العملية، وساهم في جعل العميلة الدفاعية المضادة نموذجية، حيث تمكن الناتو من اسقاط منها 80 مسيرة بطريقة تضليلية وتعطيليه إلكترونية! من خلال وقف إشارات GPS الملاحية الفضائية الأمريكية، والتشويش على موجات التوجيه الأرضية البديلة، إلا أن الإيرانيين مع كل دفعة من الدرونات الثلاثة الشبه متتابعة مرروا خمسة مسيرات كميكازية شبحية توجه بأقمار غلوناس الروسية الملاحية من نوع شاهد 238 الأسرع من شاهد 136 بثلاثة أضعاف، والمطلية بمادة عازلة للحرارة وماصة للموجات الرادارية، والتي طورت بجهود مشتركة روسية، إضافة لتمرير 12 صاروخ كروز من نوع سومار وتاوه مع كل دفعة من درون شاهد 136!
ووفق صحيفة ميلتري واتش العسكرية الأمريكية أكثر الصواريخ الجوالة والدرونات الكميكازية السريعة الشبحية تخطت الأجواء الصهيونية!
بل وفي الدفعة الرابعة من الضربة والتي تمثلت بالصواريخ البالستية والتي استقر الأمر على أن مجمل عددها كان 120 صاروخ حيث كان فيها عشرة صواريخ فرط صوتية سقط منها واحد قبل دخوله الأجواء الصهيونية غالباً فوق الأردن بطريقة مجهولة! أي إما نتيجة عطل فني وهذا المرجح، أو بطريقة اعتراضية بصواريخ أرو (حيتس) الصهيونية! وهو غالباً من نوع "خيبر شكن"، حيث أنها كانت تحلق على ارتفاع شاهق جداً حتى 70 كم!
ووصل وفق وكالات الأنباء الأمريكية! تسعة صواريخ خمسة من نوع "خيبر شكن" الذي طورته إيران بجهود مشتركة روسية لتصل سرعته حتى 9 ماخ، بالإضافة لأربع صواريخ من نوع "فتاح 1" المطور بمساعدة الصين بوساطة كورية شمالية، والذي تصل سرعته حتى 13 ماخ بالمرحلة النهائية، استهدفت هذه الصواريخ وفق وكالات الأنباء الأمريكية! في قاعدة نيفاتيم الجوية طائرة نقلC-130 من صناعة أمريكية، ومستودعات وقود وقطع غيار وذخائر جوية دون أي خسائر بشرية! لأن الجميع كان بالملاجئ، ولم تمس أي طائرة أدير F-35I Adair الشبحية الصهيونية! علما أن أسطول أدير الجوي المكون من 36 طائرة والموزع على ثلاثة أسراب قتالية بأكمله كان في مخبئ حصينة بهذه القاعدة الجوية! وباقي الصواريخ الفرط صوتية استهدفت قاعدة استخباراتية عسكرية تجسسيه صهيونية حدودية، شاركت بالتخطيط لضرب السفارة الإيرانية.
إلا أن هذا يخالف الرواية الإيرانية! فإيران تقول إنها أطلقت على هذه القواعد 15 صاروخ فرط صوتي وصلت جميعها إلى أهدافها! واحدثت نحو 40 إصابة عسكرية واستخباراتي من الأفراد وضباط الصف والضباط الصهاينة، كان من بينهم قتلى بل تدعي أن مسيرات شاهد النفاثة الشبحية التي كانت تحمل رؤوس فراغية من الوقود الغازي FAE زنة 20 كغ أطلقت لتستهدف مجمعات وتجمعات عسكرية صهيونية في غزة في الواقع غيرت أو غادرت أماكنها وفق الرواية الإيرانية! غير أن الواقع أن إيران وفق الروايات الأولي أطلقت 16 صاروخ فرط صوتي(9 صواريخ "حبير شكن" وسبعة من نوع "فتاح 1" ) وصل منها 15 صاروخ، أي أن إيران لم تعترف بسقوط أو فشل أحد تلك الصواريخ، لأنه بمثابة صعوبة الكيان بفقد طائرة من طائرات أدير الشبحية!
وكان الغاية من تلك الضربة الفرط صوتية ردع الكيان عن الاستمرار باستخدام هذه الطائرات المتطورة الشبحية ومن تجديد ضرباتها الانتقائية ضد أهداف ثمينة واستراتيجية إيرانية!، وردعها عن تنفيذ بعد ذلك لضربة انتقامية، بعد أن تجاوزت النية بتنفيذ ضربة وقائية قبلية!
فهناك معلومات لم تؤكد بشكل نهائي إلى الان، فحواها أن ذلك الأسطول من الطائرات الشبحية الصهيونية، كان يستعد لتنفيذ ضربة وقائية إحباطيه لضربة إيران الانتقامية! بعد أن حددت عناصر الضربة الانتقامية! منعتهم من تنفيذ هذه الضربة على ما يبدو الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تحاول منع دولة الكيان اليوم من تنفيذ ضربتها الانتقامية! منعاً للتصعيد الذي لا يحمد عقباه.
ووفقاً لتحليل مجلة توب وور الروسية العسكرية؛ أن جراءة الضربة الإيرانية لدولة الكيان، مبعثه يوحي لامتلاك أو قرب امتلاك إيران للقنبلة النووية، وان إيران أصبحت قادرة على إيصالها لقلب الكيان بصواريخها الفرط صوتية، خاصة أن أيران اليوم تطور صاروخ "فتاح 2" بجهود مشتركة روسية وصينية! وسرعة تتراوح من بين 15 إلى 17 ماخ!
وبتقديري الشخصي أصبحت اليوم إيران تمتلك ملكة المقاتلات الروسية سوخوي 35 اس من الجيل الرابع دبل بلاس بشكل سري، علماً أن نيويورك تايمز الأمريكية، أكدت من خلال صور موثقة للأقمار الصناعية، أن إيران تسلمت بالفعل طائرتين منها أخفتها بقاعدة 44 الحصينة الجوية السرية! وهذه المقاتلات أو جملتها، كان مقرر أن يتم استلامها في 12 مارس (أذار) 2024، حيث تعاقدت إيران على امتلاك عُشر ما تتملكه روسيا الاتحادية اليوم من هذه الطائرة المرعبة واعني24 مقاتلة روسية، أي سربين من أصل خمسة أسراب كان متفق عليها مع روسيا (60 مقاتلة)، تأخر تسليمها بسبب احتياجات الحرب الأوكرانية، وهذه المقاتلات، الأقل حداثة من النسخ الأخيرة المعدلة الروسية، تمتلك القدرة برادارها "ايربيس" المتطور الثلاثي الأبعاد من فئة إيسا العالي الطاقة الكشفية حتى مدى يتراوح بين 350 إلى 400 كم، والذي يمكنها من كشف وتعقب 30 هدف جوي والاطباق والتعامل التدميري لثمانية أهداف منها، من مسافات كبيرة تقارب 200 كم، وقدرة على كشف الأهداف الجوية الشبحية النظيرة لها! حتى مدى 160 كم، وحتى مدى 60 كم فيما يخص الطائرة المشتركة العالية الشبحية ف 35 لايتننغ تو الأمريكية التي لا يتجاوز مقطعها الراداري ما ينتج عن كرة غولف معدنية! ومع وجود وسائل كشف بديلة في حالة التملص أو التشويش بطريقة ما على المنظومة الأساسية الرادارية، والتي تكون إما ابترونية (كهروبصرية) سلبية حتى مدى 90 كم أي بزيادة 30 كم على منظومة الكشف الرادارية لها! ومنظومة كشف ومسح ليزرية من نوع OLS حتى مدى 90 كم أيضاً، وهو الذي يحدد الهدف الشبحي ويقفل عليه بمدى 70 كم دون مساعدة راداريه! مما يجعلها سلاح خطير على الطائرات الشبحية الصهيونية أدير؛ خاصة أنها تعتبر متوسطة الشبحية وأعني ملكة المقاتلات الروسية بطريقة سليبة ماصة للموجات الرادارية، وتامة الشبحية بطريقة إلكترومغناطيسية! بنظام من نوع كنيرتي Knirti ذو التغطية الحاجبة والمبددة للموجات الرادارية الارتدادية المعادية بشكل قوسي يغطيها بطريقة تامة دائرية جبهيه!
وإطلاق روسيا قبل الضربة الإيرانية لصاروخ "ياريس" الروسي العابر للقارات والذي تخطى مرحلة التجارب! والذي تبلغ سرعته 14 ماخ، وبتحليق منخفض ليحلق فوق أجواء دولة الكيان بتحليق مرئي! فيه رسائل هامة، منها أن إيران قاربت على امتلاك من ثلاثة إلى ستة رؤوس نووية! وهي حمولة صاروخ ياريس، وان روسيا مضية لنصرة إيران حتى لو اطرت لاستخدام الأسلحة النووية!
وقبل الانتقال لنقطة جديدة، عليا أن أبين نقطة شديدة الأهمية وبكل حيادية.
فالشارع العربي بكل أطيافه أكثره يقول إن دولة الكيان وإيران وجهان لعملة استعمارية واحدة، وهذا صحيح نوعا ًما؛ وانهما حليفين سريين واعداء بطريقة ظاهرية، وهذا صحيح ولكن بشكل نسبي، وليس مطلق!
فالاتفاقات السرية بين الدولتين بوساطة أمريكية تحكمها المصالح المشتركة الأمنية والاستعمارية! ولكن في حقيقة الأمر أعدى أعداء دولة الكيان هي دولة إيران التوسعية!
التي جمدت حلم دولة الكيان بإسرائيل الكبرى التوسعية بالهيمنة العسكرية، وأوقفت الهجرة إلى دولة الكيان، من قبل يهود العالم الصهاينة، فلو كانت إيران عميلة لدولة الصهاينة، لكانت روسيا والصين وفق هذا القياس عملاء لأمريكاّ! وهذا يخالف القاعدة القرآنية التي نصها {... تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ} [الحشر : 14].
لذلك سعت وأعني دولة الكيان، وكانت المشارك الأكبر في صناعة القوة المتطرفة السلفية "داعش" التي كان أحد الأهداف الأساسية لها، قض مضجع المد التوسعي الأيديولوجي الشيعي في ثلاث دول عربية (العراق وسوريا واللبنان)، لولا استعانة إيران بالدب الروسي، وبموافقة أمريكية على ذلك! للحافظ على التوازنات في المنطقة المعنية، بعد تحقيق الأهداف الأساسية من إيجاد داعش وهي الحد من الإفراط التوسعي الإيراني!
لأن بقاء إيران قوية بالمنطقة يحفظ التوازنات الإقليمية ويحفظ أمن الكيان ضد الأخطار الناشئة والمحتملة المستقبلية، وكورقة ضغط على دولة الكيان للبقاء تحت الوصايا والهمنه الأمريكية، لذلك الضربة الإيرانية الصورية لدولة الكيان كانت غالباً بموافقة ضمنية أمريكية ايضاً!
ونعود الآن لأصل المقالة فهذه الضربة رغم أنها دعائية إعلامية أكثر من أن تكون ضربة عسكرية حقيقية، إلا أنها حققت مع أهداف الردع للكيان عن الاستطالة العسكرية، مع حفظ ماء الوجه الإيراني، بأدنى أشكال التصعيد؛ أهداف معنوية عالية الأهمية!
فقد أحدثت ذعر في الشارع الصهيوني! وكان هذا جليي واتضح بوسائل الإعلام المرئية، وكان فيها أيضاً رفع للمعنويات الفلسطينية، حيث أعادت إلى الأذهان وقع القصف العراقي البعثي لتل أبيب بصواريخ الحسين (سكود بي) عام 1991 كردة فعل على بدء عاصفة الصحراء الأمريكية!
ورفعت وجددت ثقة مؤيدي وأعون وأذرع إيران بالدول العربية وأعني العراق وسوريا واللبنان وحتى اليمن الحوثية، بأن إيران دولة لا زالت قوية، بل أظهرت للشعبها الذي مل من الهتافات الجوفاء الكلامية، ان حكومته بدأت تتحول من الأقوال إلى الأفعال الجدية، كما أنها أعادت لأمريكا زمام السيطرة نوعاً ما على القرارات الصهيونية، التي كانت تسعى قياداتها المتطرفة شيئا فشيئاً للاستقلالية!
ونأتي الآن إلى ردة الأفعال الصهيونية الانتقامية، وخياراتها المتوقعة ونسبة حدوثها، بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية أنها لن توافق أو تشارك بها لا هي ولا دولة من دول الناتو القوية، بعد اكتفائهم بنجاهم بالعملية الاحتوائية الدفاعية، خشية الانجرار إلى حرب واسعة إقليمية، بالمنطقة! لا تساعد عليها اليوم الظروف الدولية ولا السياسية ولا حتى المادية!
لذلك نسبة وجود رد صهيوني مفرد لا يتجاوز 30% رغم إقرار مجلس الحرب الصهيوني بضرورة الرد الانتقامي!
وفي حالة حدوث الرد فإن أكثر الوسائل المتاحة للرد هي نفاثات أدير الشبحية الفوق صوتية F-35I Adair الصهيونية، بأسرابها الثلاثة الضربة القتالية.
خاصة مع اظهار هذه المقاتلة أثناء بروباغندا قرار الضربة المضادة التأديبية الصهيونية، إلا أن هذه الضربة لا يمكن أن تتم بكل أشكالها وضد كل أهدافها المحتملة، دون مساعدة غير مباشرة أمريكية تجسسيه أو لوجستية وقوديه أو ربما تسليحية لضربة الجوية!
لأن طائرة أدير لن تستطيع أن تنفذ هذه الضربة ذهاباً وإياباً دون التزود بالوقود جواً خاصة أن أقصى مدى تحليق لها وهي مزودة بخزانات الوقود الاحتياطية الخارجية هو 3900 كم مسافة الذهاب والإياب وهو قد يكفي للوصول للهدف ولكن على حساب الشبحية والقدرة التسللية الآمنة الصامتة والسلبية ضمن مسار بالستي دون أي مناورة جانبية!
لذلك للنجاح بالحفاظ على أعلى درجات السرية، يجب أن يكون تنفيذ هذا الهجوم بطريقة هجوم موارب عبر شمال السعودية مع وجود تزويد بالوقود جواً بواسطة طائرة تنكر أمريكية تقلع من أحد القواعد الأمريكية بالخليج، أو عبر جنوب تركيا بذات الطريقة رغم زيادة مسافة التحقيقية!
إلا أن التدخل الأمريكي الغير مباشر يصنع مصوغ لتدخل مماثل روسي، ولو من باب الإعارة للتقنية الروسية المتطورة الدفاعية المضادة للجو الفورية، بأطقم روسية! والتي قد تهدد بكشف واسقاط أحد الطائرات المهاجمة الشبحية الصهيونية، وهو ما قد يهدد سمعة لايتننغ تو الشبحية الأمريكية، ويوقف سوقها!
ويصنع أزمة بالعلاقات الدبلوماسية مع الدول المشاركة والمساعدة المعنية!
لذلك من الممكن أن تساعد أمريكا فقط من الناحية الاستخباراتية والملاحية الفضائية، وتنفذ دولة الكيان ضربتها بأقصى عدد من خزانات الوقود المعلقة الخارجية الشبحية، ليقتصر الأمر على خفض القدرة على المناورة مع الإبقاء على حد كبير من الشبحية التسللية، خاصة إذا استخدمت طائرات أدير تقنية التخفي الإلكترومغناطيسية الكروية الحاجبة والمبددة والمشتتة لأكثر الموجات الارتدادية الرادارية، وهي الأكثر تطور بهذه التقنية الإلكترونية الشبحية من نظيرتها الروسية سوخوي 35 اس SU-35S فيما يخص هذه التقنية المضافة الشبحية، التي تجعل طائرة أدير في مصاف شبحية رابتور الأمريكية.
وهذه التقنية الإيجابية الشبحية لا يمكن تجاوزها وكشفها إلا بمنظومة NEBO-M الرادارية الروسية، او بواسطة ملكة المقاتلات الروسية، بمنظومات الكشف البديلة الابترونية أو الليزرية، شرط التواجد بالجو لهذه المقاتلات بكيمات كافية تغطي مساحات كبيرة، او مع وجود إنذار مبكر، يركز كشف الطائرات المتسللة الصهيونية، وهذا صعب وبعيد عن الواقع بالتجهيزات الحقيقية الإيرانية المعلومة والمتوفرة الحالية؛ لذلك الخيار الإيراني الأكثر واقعية والمرجح عندي يكمن بزيادة عدد الدفاعات الجوية المركزية ضد الذخائر الفرعية، واعني منظومات بانتسير المهجنة وتور الصاروخية الروسية، عند الأهداف الثابتة العالية الأهمية، وتزيف منصات الإطلاق الصاروخية البالستية والجوالة وحتى الدرونات الكميكازية وإخفاء وتحصين المنصات الحقيقية.
وغالباً المستخدمة بالضربة سوف تنحسر بقنابل الأقطار الصغيرة الأمريكية GBU-39B SDB ضد الأهداف الثابتة حتى مدى 110 كم وضد المتحركة من نوع GBU-53B Storm Beaker حتى مدى 72 كم أو الصهيونية Spice 250ER حتى مدى 150 كم ضد الأهداف الثابتة والمتحركة وهي المرشح الأكبر، مع العلم أن هذه القنابل الانزلاقية الصغيرة الأقطار، كلها على مبدأ أطلق وأنسى. كما يتأخر كشفها بسبب صمتها وصغر مقاطعها الراداري، كما يمكن حمل ثمانية منها ضمن حواضن أدير الداخلية، بأوزان تزيد من مداها وقدرة مناورتها وأعني طائرة أدير، في ظل وجود خزانات الوقود الاحتياطية المتبقية لرحلة العودة، بعد انتهاء العملية.
أما الخيار الثاني فهو صواريخ جيريكو تو (أريحا 2) البالستية الفوق صوتية (3700 كم /س) أي أكثر من 3 ماخ أو 1027 م/ث، وبرأس حربي وزنه 1500 كغ وحتى مدى 1500 كم.
الخيار الثالث استخدام اسطول طائرات صوفا F-16I Sofa وربما راعام ف 15 ضد بنك اهداف واسع يشمل القيادات الإيرانية في سوريا والعراق واللبنان بطريقة اختراقية معززة بأفضل وسائل الحرب الإلكترونية الاعمائية Lite Shield والتعطيلية الفيروسية Sky Shield؛ أما الخيار الثالث فهو استخدام كافة الخيارات المتاحة!
أما الرد الإيراني فهو الرد السريع خلال ثواني وفق التصريحات الإيرانية، يعني بالصواريخ الفرط صوتية.
والرد القاسي في حالة ضرب المصالح الخارجية ضمن دول الأذرع الإيرانية، ويكون ذلك بأسلحة تلك الأذرع الإيرانية.
ولكن الرد الراجح عندي والذي ينهي هذا التوتر بين الدولتين دون تصعيد، هو إفشال الضربة الصهيونية، بطريقة دفاعية ضد الذخائر الجوية المستخدمة في الخيار الأول، بطريقة تدميرية وتحصينيه وتضليلية وينتهي الأمر.
وقبل انهاء المقالة أريد أن أنوه إلى أن صحيفة واشنطن بوست نقلت أن مجموعة هكر تدعى Prama استطاعت الولوج إلى المراسلات السرية لضباط كبار من حراس الثورة الإيرانية الباستدران مع مسؤولون روس وقيادات، حول رغبة إيران باقتناء منظومة ترمومف اس 400 ولكن مع رادار نيبو ام المتخصص بكشف الطائرات الشبحية، وغالباً ووفق الصحيفة فإن هذه الأسلحة المتطورة الروسية لن تصل إلى إيران بطريقة تقليدية وإنما سوف تجمع مكوناتها بل وقد تصنع بالكامل في إيران بواسطة خبرات مختصة روسية ويشمل ذلك إكمال باقي الأسطول من ملكة المقاتلات الروسية سوخوي 35 اس، ليبلغ عددها الكلي 60 مقاتلة أو خمسة أسراب، والسبب على ما يبدو هو رغبة الروس بسرعة إعادة تهيئ وتطوير الدفاعات الإيرانية، وصعوبة تفرغ المعامل الروسية الأساسية لهذه الصفقات العسكرية في المرحلة الحالية حيث الحرب الأوكرانية!
وإن صح هذا الكلام، فإيران سوف تكون لروسيا في الشرق الأوسط مثل دولة الكيان للولايات المتحدة الأمريكية.