حقيقة الفوبيا الروسية من توسع الهجمات إلى الشمولية
مقدمة هامة:
في وصح النهار حلقت طائرتين نفاثتين من نوع أدير الشبحية الصهيونية الفوق صوتية أدير F-35I فوق الأجواء اللبنانية وربما دخلت في الأجواء السورية وعلى ارتفاع شاهق ربما وصل حتى 15 كم (45 ألف قدم) ألقت ثلاثة قنابل مجنحة انزلاقية تابعت سيرها لتستهدف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق العاصمة السورية، لتقضي على عدد من كبار قيادات حراس الثورة ألإيرانية (الباستدران)، غالباً كانت هذه القنابل الاغتيالية من تصميم وصناعة صهيونية (Spice-1000 ( يبلغ مداها حتى 100 كم، والتي تحمل راس حربي يزن قرابة 500 كغ (1000 رطل) من صناعة أمريكية من نوع Mark-83 مع احتمال ضعيف أن تكون هذه القنابل بالكامل أمريكية أي من فئة قنابل القطر الصغير الانزلاقية GBU-39B SDB التي استخدمت من قبل بطائرات أدير الشبحية فوق الأراضي السورية بطريقة صامتة تسللية دخلت بشكل موارب عبر الأراضي العراقية وألقت هذه القنابل الشبه شبحية الانزلاقية ضد أهداف إيرانية عسكرية، فكيف قامت دولة الكيان بهذا الفعل الجديد الفاضح، وتخطت جميع الخطوط الحمراء الروسية والأمريكية؟!
لأن روسيا هذه المرة يقيناً لم تكن على دراية بهذه العملية الضاربة الجوية! لأن ما تسمح به من علميات جوية للكيان ضد القوى المناصرة لإيران وبعض القيادات الإيرانية التابعة لفيلق القدس نخبة النخبة الإيرانية للعمليات الخارجية، في سوريا، تكون بإذن ومراقبة روسية، وتنسيق مع دولة الكيان! حيث تكون غربان الكيان تحت الرقابة الرادارية الروسية! أما هذه المرة فغالباً لم تكن العملية تحت الرقابة الروسية! لأنها تمت على بعد 100 كم وربما أكثر، من السفارة الإيرانية في دمشق من اتجاه الجنوب أي خارج نطاق كشف أفضل الرادارات الروسية في سوريا وأعني رادار "بيغ بيرد" التابع لمنظومة ترمومف اس 400 المتواجد في محافظة طرطوس في قاعدة حميمين الجوية، والذي يمكنه رصد طائرات صوفا ف 16 الصهيونية من مسافة أكثر من 200 كم وراعام ف 15 الصهيونية من أكثر من 300 كم مع وجود المقاومة للإجراءات التشويشية والتضليلية الإلكترونية، أما طائرة ف 35 لايتننغ تو المشتركة JSF فيصده هذا ا أو يكشفها من بعد 34 كم فقط! علماً أن النموذج الصهيوني بصمته أصغر بخمسة مرات من النماذج الغربية الخاصة بحلف الناتو!
كما أن أمريكا منطقياً ما كانت لتسمح للكيان بهذه الدرجة التصعيدية مع إيران، فأمريكا قبل ذلك عندما ضربت قاعدتها التجسسية في الأردن بمسيرة كميكازية تابعة لأنصار إيران في العراق، وأسفر عن ذلك خسائر بشرية أمريكية، لم توجه تجاه إيران ضربة انتقامية تمس السيادة الإيرانية! رغم أنها استهدفت بقاذفاتها الاستراتيجية الفوق صوتية لانسر ب-1ب أكثر من 80 قاعدة لحزب الله العراقي والسوري بنحو 125 قنبلة جيدام منوعة انزلاقية، حتى أن الناطق الإيراني صرح بعدم خسارة أي جندي أو ضابط إيراني حينها!
إلا أن هذا التجزؤ الصهيوني السافر اليوم، ما كان ليكون إلا بموافقة ومباركة أمريكية! خاصة أنه تم بعد مغادرة القنصل الإيراني للقنصلية الإيرانية! وهو ما يعني أن الضربة كانت عسكرية، وحدثت لعدة أسباب منها رسالة تأديب أمريكية لإيران للحد من دعم الحوثيين، ومن ثم وهذا الأهم دعم روسيا بالصواريخ الفرط صوتية!
فرغم أن روسيا مصدر التقنية الفرط صوتية، إلا أن ما تنتجه اليوم هو للخزن الاستراتيجي وليس للحرب الأوكرانية! إنما للاحتمالات المواجهة المرتقبة الغربية! لأنها صواريخ لا تصد ولا ترد من طرف الدفاعات المضادة الغربية في المرحلة الحالية.
وأكبر دليل على ذلك تعويلها الكبير اليوم على الذخائر الكورية الشمالية المدفعية والصاروخية الشبه فرطيه.
وما أريد أن أرمي إليه في هذه المقدمة التمهيدية، أن هذه العملية الاغتيالية الصهيونية غالباً سوف تمنع من متابعة دعم إيران لروسيا بصواريخها الفرط صوتية، لأن صاروخ "خيبر شكن" الفرط صوتي هو الرادع الأمثل والمتوفر الإيراني لدولة الكيان، لقدرته على تجاوز كافة دفاعات الكيان المضادة الصاروخية! وتنفيذ الضربة الانتقامية المحدودة الجراحية ضد أهداف عالية الأهمية العسكرية أو السيادية داخل دولة الكيان، بصاروخ فرط صوتي واحد برأس يزن نصف طن من المواد الشديدة الانفجار، ولكي ينجح الأمر بصواريخ فوق صوتية أو شبه فرطيه سرعتها ما بين 5 إلى 7 ماخ، فإن الأمر يحتاج إلى إطلاق عدد كبير من الصواريخ بطريقة إغراقيه، تحول الضربة المحدودة، إلى حرب شاملة ضد الأراضي الإيرانية! أو على الأقل ضرب جميع مفاعلات ومنشآت إيران النووية والاستراتيجية، بضربات كثيفة مشتركة مع سلاح الطيران والصواريخ الأمريكية.
أما الرد الفردي الثاني الدقيق المحتمل المنتقى لهدف عالي الأهمية الاستراتيجية بخسائر بشرية محدودة وبطريقة مباغته شبحية بسبب بلازما فرط السرعة! سوف يردع الكيان عن التصعيد أو حتى يوقف الضربات الصهيونية الانتقائية، وغالباً سوف يكون بداية الأمر بتجربة عملية ثانية لصاروخ "فتاح" الذي تصل سرعته بالمرحلة النهائية عند انفصال الرأس الحربي الصاروخي حتى 13 ضعف سرعة الصوت! خاصة أن هذا الصاروخ يبلغ مداه 1400 كم، إلا أن هذا الصاروخ بتقديري لم يدخل بالمرحلة الإنتاجية الكمية التسلسلية لذلك يبقى التعويل على صواريخ "خيبر شكن" الذي دخل المرحلة الإنتاجية رغم أنه أقل سرعة ودقة من صواريخ "فتاح" الإيرانية!
والآن وبعد هذه المقدمة الطويلة ذات الأهمية، نعود إلى صلب الموضوع من جديد.
فالشائع اليوم أن التأني الهجومي الجبهي الروسي والمحدودية، سببه تجنب كثرة الإخفاقات وارتفاع الخسائر البشرية وبالمعدات الروسية.
فهل صحيح أن روسيا تعاني من فوبيا قتالية، وفق تجربتها مع القوات المدافعة الأوكرانية؟!
والحقيقة في أصل الأمر الجواب نعم هناك فوبيا ميدانية! تعاني منها القوات المسلحة الروسية! بسبب القرارات السياسية لخاطئة من الناحية العسكرية، وحدوث ضعف بالتنسيق مع مستجدات العملية الأساسية!
ورغم أننا تطرقنا من قبل لهذا مراراً وتكراراً، إلا أنني سوف أوضح ذلك بصورة مختصرة جديدة نسبياً!
فالقرار السياسي للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، كان مبني على تدخلات عسكرية محدودة روسية وبطريقة شبه سرية! فالعملية الأساسية وفق المخططات الاستخباراتية الروسية! كان من المفترض أن تكون انقلابيه داخلية مهجنة! أي عسكرية وأمنية وشعبية أوكرانية، في العاصمة كييف! يتم دعمها بقوات روسية خاصة ذات صبغة استخباراتية.
وتمثلت هذه القوات بتشكيلات خاصة من مجموعات الكتائب التكتيكية المستقلة ترفع الرايات الأوكرانية! لذلك سميت بقوات الرايات المزيفة، تقتحم كييف من جهة الشرق، يساندها من جهة غرب كييف وحدات خاصة من قوات الحوامات المجوقلة الروسية، وذلك بغية ترسيخ العملية الانقلابية الداخلية وفق عقيدة غراسيموف الهجينة الشبه عسكرية.
إلا أن فشل العملية الانقلابية الأساسية بتدابير مضادة غربية سرية! وتأخر التواجد العسكري المطلوب لقوات الرايات المزيفة وقوات الحوامات المجوقلة الروسية، بسبب مخططات مضادة غربية أيضاً، حول التدابير والمخططات الروسية إلى كارثة حقيقية!
وزاد الطينة بلة، ظهور أسلحة فردية غربية متطورة مضادة للدروع، وأخرى مضادة للأفراد عالية الدقة والغزارة النارية، أهانت الآلة العسكرية الروسية الأرضية، بل ووجدت مضادات للجو حجمت التدخلات الجوية الروسية المساندة للعمليات العسكرية الأرضية.
وهذا ساعد بشكل نوعي على زوال فوبيا الخوف من القوة الغاشمة الروسية عند الأوكران، وخلق حالة الفوبيا الروسية، ويمكن تشبيه ذلك من الناحية المعنوية، بثورة العبيد على الامبراطورية الرومانية.
ولكن للمفارقة فإن ما يحدث اليوم ليس امتداد لهذه الفوبيا الناشئة عند القوات المسلحة الروسية، إنما هي ردود أفعال سببها تلك الفوبيا من باب التحسب لأي مفاجئات ميدانية غربية مستقبلية!
كما أن روسيا لا زالت ملتزمة بالقرارات السياسية العسكرية، وأعني بقاء محدودية العملية العسكرية كونها عملية عسكرية خاصة، وليست حرب مفتوحة ميدانية!
ولكن قد يسأل سائل هل بإمكان روسيا دخول المرحلة الشاملة أو تسريع عملية الحسم على الجبهات الأوكرانية دون استخدام الأسلحة النووية التكتيكية؟!
وللجواب على ذلك نقول: نعم!
ومثال على ذلك بزيادة عدد راجمات سميرتش وتورنادو عيار 300 ملم، وتزويدها بقذائف مساحية حرارية فراغية وعصفيه!
فراجمة سميرتش الواحدة، بهذا النوع الخطير من القذائف المساحية تغطي مساحة تأثير قاتلة تقارب من مساحة 100 ملعب كرة قدم، وراجمة تورنادو اس حتى مساحة 120 ملعب كرة قدم، مع العلم أن راجمة توس ون المعروفة بلهيب الشمس التي تستخدم لحسم وتغير بعض المواقف القتالية الميدانية اليوم في أوكرانيا، تغطي بتأثيرها مساحة ما بين 6 إلى 8 ملاعب كرة قدم! وبقوة تأثير أخف بكثير من قوة قذائف راجمات سميرتش وتورنادو الحرارية، والتي تمتاز عنها أيضاً بأمدية أكبر بكثير!
وبمثال آخر أكثر شمولية حوال تسريع الحسم، هو التوسع باستخدام قناصة الجو الصامتة الشبحية الروسية وأعني ما يعرفها الروس بقاتلة الرادارات ويسميها الغرب بالمجرم الجبار فيلون سوخوي 57 النفاثة الخفية، فسلاح الجو الروسي تسلم منها عام 2011 خمسة طائرات تجريبية، أما اليوم فقد وصل عددها لثمانون مقاتلة حربية، في حالة استخدامها الأقصى مع عدد مضاعف من جناحها المخلص الخفي من درونات الصياد الشبحي أيضاً، فإن بإمكانها تدمير مجمل الدفاعات الجوية الصاروخية الأوكرانية والغربية والمعدلة السوفيتية، بوقت قياسي وبواسطة سلاح واحد صامت وشبه خفي واعني هنا القنبلة الذكية KAB-250OLG-E فهذه القنبلة هزؤ منها الغرب عندما قارنوها بقنبلة القطر الصغير الأمريكية من ناحية الشبحية والمدى فمداها يتراوح بين 9 إلى 12 كم فقط! والسبب من ناحية زيادة المقطع الراداري أنها تحمل رأس حربي يفوق نظيرتها الأمريكية بثلاثة أضعاف على الأقل، ومن ناحية المدى لتحقيق المباغتة التكتيكية خاصة أن من يلقيها هي طائرة عالية الشبحية، تحمل منها حتى ستة قنابل بحواصنها الداخلية وجناحها المخلص يحمل حتى ثلاثة قنابل أي أنها تسقط كل منهما في أول عملية شاملة حتى 960 قنبلة ثلاثية التوجيه ضد أهداف انتقائية تشمل الرادارات ومنصات الصواريخ ومراكز ومحطات القيادة والسيطرة الجوية وحتى الطائرات القتالية في القواعد الجوية الظاهرة والخفية، وهو ما يفتح ويسهل الأمر على القاذفات الروسية الثقيلة الاستراتيجية فروسيا تمتلك 17 قاذفة استراتيجية من فئة البجعة البيضاء توبوليف 160 الفوق صوتية التي تحمل بحواضنها الداخلية حتى 40 طن من القنابل، ويوجد لدى روسيا 55 قاذفة من فئة الدب توبوليف 95 المعادلة لقاذفة ب -52 القلعة الأمريكية الاستراتيجية، لكنها تتفرد دون نظير بنحو 500 قاذفة بليندر توبوليف 22 ام تري الفوق صوتية يمكنها حمل حتى 24 طن من القنابل الصماء الشديدة الانفجار والعنقودية والفراغية، في حواضنها الداخلية وحتى 35 طن مع نقاط التعليق الخارجية، ويمكنها حمل وإلقاء مستودعات أبو القنابل الهائلة التأثير الفراغية، أي أنها بطلعة شاملة واحدة لأسطولها الضخم تستطيع أن تدمر كافة بنك الأهداف الروسي الذي يشمل القواعد العسكرية المتبقية الأوكرانية وكذلك المطارات والقواعد الجوية ومجمعات الطاقة والمجمعات العسكرية الصناعية وغيرها من الأهداف الاستراتيجية في العمق!
والجديد اليوم بالعمليات الهجومية الروسية على الجبهة الأوكرانية، هو تكتيك العمليات الصاعقة الجو برية!
والتي تعتمد بشكل كبير على القوة الجوية الروسية المباعدة الضرب بالقنابل الانزلاقية التمهيدية وبواسطة النفاثات التكتيكية التحت صوتية بطريقة غربان الموت الصامت الأمريكية ايه 10 ثاندربولت، من خلال التحليق المنخفض لنفاثات الخفاش الروسي سوخوي 25 بعد إضاءة أهدافها بالليزر الأرضي بواسطة الأفراد والروبوتات وليزر الدرونات المجنحة والمروحية الرباعية، لتوجيه جسم الطائرات لفتح نيرانها المباشرة المدفعية والقذائف الصاروخية السمتية.
وتقدم الروبوتات القتالية بالاختراق مع الدرونات الفردية الرباعية المقادمة من قوات العمليات الخاصة الروسية (سبتسناز) واتباع ذلك بصولات من الاقتحامات الإبرارية بالحومات للقوات الخاصة المجوقلة الروسية، قبل تعزيز الموقف القتالي بالقوات المدرعة والمشاة الميكانيكية ومن ثم مشاة البنادق الآلية.