عاد مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري ليطرح نفسه -خلال الدورة السابعة لمنتدى الدول المصدرة في الغاز، التي استضافتها الجزائر مؤخرًا- مجدِّدًا آمال الدولتين، وكذلك قارة أوروبا، في الحصول على إمدادات مهمة تلبي الطلب وتحقق أمن الطاقة في القارة العجوز.
جاء ذلك بعدما كشف وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب أنه يبحث مع نظيريه النيجيري والنيجري إعادة العمل بمشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، وطرحه على طاولة النقاش، بعد توقّفه إثر الاضطرابات الأمنية في النيجر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويُعدّ أنبوب الغاز الجزائري النيجيري من المشروعات الإستراتيجية في أفريقيا، إذ يبلغ طوله نحو 4 آلاف و128 كيلو مترًا، أُنجِز منها قرابة 2200 كيلو متر، وتصل ميزانيته إلى أكثر من 13 مليار دولار.
ويمتد أنبوب الغاز الجزائري النيجيري على مسافة 4 آلاف كيلو متر من أبوجا حتى السواحل الجزائرية، أُنجز العمل فيه -حتى الآن- في نيجيريا حتى منطقة كامو، ولم يتبقَّ منه سوى 100 كيلو متر للوصول إلى حدود النيجر.
أمّا الجزائر، فقد أنجزت حتى منطقة أهنات، ويتبقى 700 كيلو متر إلى الحدود مع النيجر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويتبقى من مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري 100 كيلو متر في نيجيريا، و700 كيلو متر من جهة الجزائر، بالإضافة إلى 1000 كيلو متر تمثّل شريط النيجر، بإجمالي 1800 كيلو متر لإتمام المشروع.
وتمتلك الجزائر شبكة من الأنابيب التابعة لمجمع سوناطراك، تفوق 2000 كيلو متر، الأمر الذي يعكس اقتراب جاهزية أنبوب الغاز الجزائري.
ويمتد الأنبوب من مدينة واري في جنوب نيجيريا عبر النيجر إلى مركز توزيع الغاز بمنطقة حاسي الرمل في الجزائر.
وفي يوليو/تموز 2022، وقّعت الجزائر مذكرة تفاهم مع نيجيريا والنيجر لإنجاز دراسة الجدوى وتعميق الدراسات لإنجاز مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري، الذي ينطلق من أبوجا، مرورًا بنيامي، ومنها إلى الجزائر، تمهيدًا لتصديره إلى أوروبا.
ويهدف مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري إلى نقل نحو 30 مليار متر مكعب من الغاز النيجيري سنويًا إلى أوروبا عبر الجزائر، ويحظى المشروع بدعم كبير من البنك الأفريقي للتنمية والاتحاد الأفريقي.
ويُعدّ الأنبوب فرصة لتنمية الدول الثلاث، خاصة المناطق التي سيمرّ بها الأنبوب لنقل الغاز، وحتى دول مجاورة مثل مالي وتشاد من خلال إنشاء خطوط أنابيب فرعية تنقل الغاز لهذه الدول.
وسيتيح المشروع -المُدرج في إطار تنفيذ برنامج النيباد- بعد دخوله حيز الخدمة، تزويد بلدان الساحل بالغاز، ويشكّل بالنسبة للجزائر مثالًا على إرادة الشركاء الـ3 في تجسيد منشاة إقليمية ذات بعد دولي.
وفي 22 سبتمبر/أيلول 2021، أعلن وزير النفط النيجيري أن بلاده ستبدأ إنشاء الأنبوب، مشيرًا إلى أنه التقى عددًا من الشركات والدول الأوروبية للحصول على التمويلات اللازمة للمشروع.
وبعد عام، في سبتمبر/أيلول 2022، أعلن القائمون على أنبوب الغاز الجزائري النيجيري، البحث عن مصادر تمويل في مصر وإيطاليا، لتمويل المشروع العملاق وبدء تنفيذه، لضخّ الغاز من أفريقيا إلى أوروبا.
وكانت وزيرة المالية في نيجيريا، زينب أحمد، قد قالت في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، على هامش منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي في نسخته الثانية، إن بلادها تبحث عن تمويل منخفض التكلفة للتوسع بمشروعات الغاز لتلبية الاحتياجات المحلية، وتصديره لدول العالم المختلفة التي تطلبه.
وأشارت الوزيرة إلى أهمية الغاز في المرحلة الانتقالية لتحول الطاقة، بوصفه وقودًا أحفوريًا أنظف بالمقارنة بأنواع الوقود الأخرى، لذلك ترغب بلادها بالتوسع في إنتاجه.
وقال وزير النفط النيجيري، تيمبري سيلفا، خلال مشاركته في مؤتمر "غازتك" المنعقد في مدينة ميلانو الإيطالية، في 7 سبتمبر/أيلول 2022، إن أمن أوروبا التي تسعى إلى الاستغناء عن الغاز الروسي يتطلب حصولها على بدائل لموسكو، وإن نيجيريا ستتخذ قرارًا قريبًا جدًا، بشأن استثمارات البنية التحتية لخطّ أنابيب تصدير الغاز إلى القارة العجوز، والتي تزيد على 10 مليارات دولار، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وأضاف الوزير أن شركات النفط النيجيرية و الجزائرية ستُسهِم بالمشروع في إشارة إلى أنبوب الغاز الجزائري النيجيري، كما أبدت شركات خاصة، وأيضًا إيني الإيطالية، اهتمامًا بالمشروع.
وأكد رئيس بنك التنمية الأفريقي أكينوومي أديسينا، الإثنين 22 مايو/أيار 2023، أن أنبوب الغاز الجزائري النيجيري يكتسب أهمية كبيرة، إذ يُعدّ استثمارًا يحظى بدعم كبير من البنك والاتحاد الأفريقي، مشيدًا بإسهام الجزائر في إعادة تشكيل الصندوق الأفريقي للتنمية بنحو 10 ملايين دولار، ما جعلها أحد أكبر المساهمين الأفارقة بالصندوق.
وأدّى الوضع الأمني المتأزم في أعقاب الانقلاب العسكري في النيجر إلى تعطّل تنفيذ مشروع أنبوب الغاز لجزائري النيجيري، خاصة في ظل عداء أوروبا للقادة الجدد في النيجر.
وتبرز النيجر نقطة محورية في المشهد الجيوسياسي الأفريقي، نتيجة الانخراط النشط لدول فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وتركيا وروسيا والإمارات، كما تضطلع نيامي بدور محوري في تقاطع موارد الطاقة والمصالح الجيوسياسية.
كما تمثّل مشكلات البنية الأساسية المحلية في نيجيريا، وخصوصًا فيما يتعلق بخط أنابيب إيه كيه كيه المتعثر، تحديًا كبيرًا دفع كثيرين إلى التشكيك في جدوى المشروع.
وقال خبير الطاقة الشريك في شركة الاستشارات القانونية ميغاثوس لوو براكتيس، ومقرّها لاغوس، أولوفولا ووسو: إن "مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري يواجه تحدِّيين حاسمين، وهما:
أولًا: يشكّل الوضع الأمني في النيجر والمناطق المجاورة خطرًا كبيرًا على استقرار المشروع قبل البناء وبعده.
ثانيًا: اعتماده على خط أنابيب إيه كيه كيه المتأخر والممول ذاتيًا يسبب التعقيد والضبابية.
جاء ذلك بعدما كشف وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب أنه يبحث مع نظيريه النيجيري والنيجري إعادة العمل بمشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، وطرحه على طاولة النقاش، بعد توقّفه إثر الاضطرابات الأمنية في النيجر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويُعدّ أنبوب الغاز الجزائري النيجيري من المشروعات الإستراتيجية في أفريقيا، إذ يبلغ طوله نحو 4 آلاف و128 كيلو مترًا، أُنجِز منها قرابة 2200 كيلو متر، وتصل ميزانيته إلى أكثر من 13 مليار دولار.
تطورات مشروع أنبوب الغاز
أكد وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، السبت 2 مارس/آذار 2024، خلال ندوة صحفية مشتركة على هامش انعقاد الدورة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، موافقة جميع الأطراف على استئناف المشروع.ويمتد أنبوب الغاز الجزائري النيجيري على مسافة 4 آلاف كيلو متر من أبوجا حتى السواحل الجزائرية، أُنجز العمل فيه -حتى الآن- في نيجيريا حتى منطقة كامو، ولم يتبقَّ منه سوى 100 كيلو متر للوصول إلى حدود النيجر.
أمّا الجزائر، فقد أنجزت حتى منطقة أهنات، ويتبقى 700 كيلو متر إلى الحدود مع النيجر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويتبقى من مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري 100 كيلو متر في نيجيريا، و700 كيلو متر من جهة الجزائر، بالإضافة إلى 1000 كيلو متر تمثّل شريط النيجر، بإجمالي 1800 كيلو متر لإتمام المشروع.
وتمتلك الجزائر شبكة من الأنابيب التابعة لمجمع سوناطراك، تفوق 2000 كيلو متر، الأمر الذي يعكس اقتراب جاهزية أنبوب الغاز الجزائري.
بداية المشروع
في 18 فبراير/شباط 2022، أُعلنت الموافقة على خريطة طريق لأنبوب الغاز الجزائري النيجيري من قِبل ممثلي البلدان التي سيمرّ عبرها الأنبوب ليتدفق الغاز إلى أوروبا، وهي النيجر والجزائر ونيجيريا.ويمتد الأنبوب من مدينة واري في جنوب نيجيريا عبر النيجر إلى مركز توزيع الغاز بمنطقة حاسي الرمل في الجزائر.
وفي يوليو/تموز 2022، وقّعت الجزائر مذكرة تفاهم مع نيجيريا والنيجر لإنجاز دراسة الجدوى وتعميق الدراسات لإنجاز مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري، الذي ينطلق من أبوجا، مرورًا بنيامي، ومنها إلى الجزائر، تمهيدًا لتصديره إلى أوروبا.
ويهدف مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري إلى نقل نحو 30 مليار متر مكعب من الغاز النيجيري سنويًا إلى أوروبا عبر الجزائر، ويحظى المشروع بدعم كبير من البنك الأفريقي للتنمية والاتحاد الأفريقي.
ويُعدّ الأنبوب فرصة لتنمية الدول الثلاث، خاصة المناطق التي سيمرّ بها الأنبوب لنقل الغاز، وحتى دول مجاورة مثل مالي وتشاد من خلال إنشاء خطوط أنابيب فرعية تنقل الغاز لهذه الدول.
وسيتيح المشروع -المُدرج في إطار تنفيذ برنامج النيباد- بعد دخوله حيز الخدمة، تزويد بلدان الساحل بالغاز، ويشكّل بالنسبة للجزائر مثالًا على إرادة الشركاء الـ3 في تجسيد منشاة إقليمية ذات بعد دولي.
تمويل الأنبوب
تصل تكلفة أنبوب الغاز العابر للصحراء إلى نحو 13 مليار دولار أميركي، وفق أرقام طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.وفي 22 سبتمبر/أيلول 2021، أعلن وزير النفط النيجيري أن بلاده ستبدأ إنشاء الأنبوب، مشيرًا إلى أنه التقى عددًا من الشركات والدول الأوروبية للحصول على التمويلات اللازمة للمشروع.
وبعد عام، في سبتمبر/أيلول 2022، أعلن القائمون على أنبوب الغاز الجزائري النيجيري، البحث عن مصادر تمويل في مصر وإيطاليا، لتمويل المشروع العملاق وبدء تنفيذه، لضخّ الغاز من أفريقيا إلى أوروبا.
وكانت وزيرة المالية في نيجيريا، زينب أحمد، قد قالت في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، على هامش منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي في نسخته الثانية، إن بلادها تبحث عن تمويل منخفض التكلفة للتوسع بمشروعات الغاز لتلبية الاحتياجات المحلية، وتصديره لدول العالم المختلفة التي تطلبه.
وأشارت الوزيرة إلى أهمية الغاز في المرحلة الانتقالية لتحول الطاقة، بوصفه وقودًا أحفوريًا أنظف بالمقارنة بأنواع الوقود الأخرى، لذلك ترغب بلادها بالتوسع في إنتاجه.
وقال وزير النفط النيجيري، تيمبري سيلفا، خلال مشاركته في مؤتمر "غازتك" المنعقد في مدينة ميلانو الإيطالية، في 7 سبتمبر/أيلول 2022، إن أمن أوروبا التي تسعى إلى الاستغناء عن الغاز الروسي يتطلب حصولها على بدائل لموسكو، وإن نيجيريا ستتخذ قرارًا قريبًا جدًا، بشأن استثمارات البنية التحتية لخطّ أنابيب تصدير الغاز إلى القارة العجوز، والتي تزيد على 10 مليارات دولار، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وأضاف الوزير أن شركات النفط النيجيرية و الجزائرية ستُسهِم بالمشروع في إشارة إلى أنبوب الغاز الجزائري النيجيري، كما أبدت شركات خاصة، وأيضًا إيني الإيطالية، اهتمامًا بالمشروع.
وأكد رئيس بنك التنمية الأفريقي أكينوومي أديسينا، الإثنين 22 مايو/أيار 2023، أن أنبوب الغاز الجزائري النيجيري يكتسب أهمية كبيرة، إذ يُعدّ استثمارًا يحظى بدعم كبير من البنك والاتحاد الأفريقي، مشيدًا بإسهام الجزائر في إعادة تشكيل الصندوق الأفريقي للتنمية بنحو 10 ملايين دولار، ما جعلها أحد أكبر المساهمين الأفارقة بالصندوق.
تحديات التنفيذ
في 26 يوليو/تموز 2023، بدأ الحرس الجمهوري في النيجر التحرك الأول في تنفيذ انقلاب عسكري، أسفر عن اعتقال الرئيس محمد بازوم، وأفراد أسرته.وأدّى الوضع الأمني المتأزم في أعقاب الانقلاب العسكري في النيجر إلى تعطّل تنفيذ مشروع أنبوب الغاز لجزائري النيجيري، خاصة في ظل عداء أوروبا للقادة الجدد في النيجر.
وتبرز النيجر نقطة محورية في المشهد الجيوسياسي الأفريقي، نتيجة الانخراط النشط لدول فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وتركيا وروسيا والإمارات، كما تضطلع نيامي بدور محوري في تقاطع موارد الطاقة والمصالح الجيوسياسية.
كما تمثّل مشكلات البنية الأساسية المحلية في نيجيريا، وخصوصًا فيما يتعلق بخط أنابيب إيه كيه كيه المتعثر، تحديًا كبيرًا دفع كثيرين إلى التشكيك في جدوى المشروع.
وقال خبير الطاقة الشريك في شركة الاستشارات القانونية ميغاثوس لوو براكتيس، ومقرّها لاغوس، أولوفولا ووسو: إن "مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري يواجه تحدِّيين حاسمين، وهما:
أولًا: يشكّل الوضع الأمني في النيجر والمناطق المجاورة خطرًا كبيرًا على استقرار المشروع قبل البناء وبعده.
ثانيًا: اعتماده على خط أنابيب إيه كيه كيه المتأخر والممول ذاتيًا يسبب التعقيد والضبابية.
أنبوب الغاز الجزائري النيجيري يجدد آمال أوروبا بعد إنجاز 55% منه - الطاقة
عاد مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري ليطرح نفسه -خلال الدورة السابعة لمنتدى الدول المصدرة في الغاز، التي استضافتها الجزائر مؤخرًا- مجدِّدًا آمال الدولتين،
attaqa.net