اعطينا نبذة مختصرة عن هذا التردد وتطبيقاته وميزاته يا وحش الرادارات في المنتدى .
أعتقد أن أخونا باحث علمي يقصد تقنية التوجيه بالموجات المليمتريه millimeter waves homing أو إختصارا MMW وأرجوا أن يصحح إستاذنا باحث ما سأذكره وفق معلوماتي المتواضعة عن الموضوع..
هذه التقنية جرى تطويرها أولاً في عقد الثمانينات من القرن الماضي وهي في الحقيقة تمثل نمط التوجيه الراداري النشط active radar homing وذلك عن طريق حزمة الطيف المليمتري الواقعة في حدود الترددات البالغة 30-300 GHz، حيث تتراوح أطوال هذه الموجه ما بين 1-10 ملم. هذا يعني أن موجاتها أطول من موجات الأشعة تحت الحمراء IR وأشعة أكس x-rays، ولكنها في المقابل أصغر من موجات الميكروويف microwaves.
الموجات المليمترية تتميز بسرعة انتقال أعلى ووضوح أكثر من موجات الميكروويف كما أن تردداتها متميزة بقدرتها على العمل بشكل أفضل في الأحوال الجوية والطقس السيئ، مثل الضباب والمطر الخفيف وبخار الماء مقارنة بنظيرتها العاملة بالأشعة تحت الحمراء.
بالنسبة للباحثين، فقد مثلت بعض الصفات والخصائص المميزة للأرض والجو كلتا جوانب "المشاكل" و "الحلول" لتطبيقات واستخدام الموجات المليمترية. فعلى سبيل المثال عند التردد 60 GHz (طول الموجة يبلغ 5 ملم) فإن جزيئات الأكسجين تتفاعل مع الإشعاع الكهرومغناطيسي electromagnetic radiation وتمتص طاقته. هذا يعني أن التردد 60 GHz لا يصلح للاستخدام مع الرادارات بعيدة المدى لأن الأكسجين سوف يمتص إشاراتها.
من جهة أخرى، ولأن الترددات 60 GHz لا تنتقل لمسافات طويلة قبل أن تفقد معظم طاقتها، فإن هذا التردد مفيد جداً للاستخدامات قصيرة المدى.
أحزمة أو نطاق رادار الموجة المليمتريه للبواحث (مع الترددات لنحو 35 و94 GHz) وجدت طريقها للاستخدامات العسكرية تحديداً في الذخيرة المضادة للدبابات قصيرة المدى. هم يتضمنون عموماً أنواعاً سلبية وأخرى نشطة. باحثو الموجة المليمترية السلبية يستخدمون نفس فكرة عمل جهاز "الراديوميتر" radiometer البسيط لاكتشاف الإشعاع الحراري الخاص بالهدف نسبة إلى الخلفية المحيطة. هم حقيقتاً محددون ومقيدون لنحو كبير بجزئية المدى، لكنهم يمكن أن يكونوا فعالين ومؤثرين في الذخيرة الفرعية الذكية smart submunitions.
لقد طور العلماء منذ سنوات الكاشفات السلبية للموجات المليمتريه ذات المصفوفة المتكاملة والمتناغمة مع تقنيات التصوير والتحليل الزاوي angular resolution (تمييز التفاصيل الصغيرة للجسم محل التصوير) لكن حتى الآن هذه لم تحظ بتطبيقات استخدام موسعة.
على أية حال معظم باحثي الموجة المليمتريه يعملون في النمط النشط. أطوالهم الموجية القصيرة نسبياً (أقل من سنتيمتر واحد) تمكن هوائياتهم الصغيرة small antennas من إنجاز وتحصيل عرض شعاع ضيق ودرجة تحليل عالية نسبياً، مما يجعلهم مناسبين جداً للاستخدام مع الذخيرة الصغيرة. مع ذلك، باحثو الموجة المليمترية ليس لهم القدرة على تحصيل درجة التحليل العالية high resolution كتلك التي تميز باحثوا الأشعة تحت الحمراء (استخدام رادار الموجة المليمتريه في المدى الأطول يميل إلى محدوديته نتيجة مظاهر التخفيف والتنقيص الجوي الشديدة).. وأعتذر على الإطالة.