الأسلحة قديماً عند عرب الجاهلية والإسلام

ابو مهند الزهراني

صقور الدفاع
إنضم
8 يونيو 2015
المشاركات
21,219
التفاعل
72,788 1,380 4
الدولة
Saudi Arabia

الأسلحة قديماً عند عرب الجاهلية والإسلام​

بدأ الأنسان قديماً بٍصناعة بعض الأدوات مِنَ الحِجارة ليدافِعَ عن نفسِهِ ضد الحيوانات المفترسة فكانت الفؤوس والرِماحُ من اوائل الأسلحة التي اخترعها الأنسان
وطوروا اسلحةً صغيرة وحادة ودخلَ في صناعتها الخشب والعاج والعِظام
وكان الأنسان يستخدِمُ المطارق والهروات الخشبية في افريقيا مُنذُ 6000 عام قبل الميلاد
1707913081228.png

ما بين 5000 و10000 عام قبل الميلاد وصلت صناعة الأسلحة الى اختراع الرِماح و الأقواسِ والسِهام
وأول ظهورٍ للسِهام والأقواس والحِراب في الشرق كانَ على يَد الأكديين والسومريين في العِراق
كذلكَ اجادوا صناعة عربات القِتال التي كانت على شكل ابراجٍ بِعجلات تَجرها الحيوانات وتُستخدَمُ في الهجوم على القلاعِ والمُدُن
واستخدمت هذه الاسلحة بين العامين 2008 و2000 قبلَ الميلاد
بعدَ صِناعتِهم لِسُتراتٍ جلديه مغطيات بالبرونز ارتدى جنودُهُم أُولى الدروع بالتاريخ مع ارتداءِ خوذات مصنوعة من النحاس وضعوها على رؤوسهم

1707913009552.png

ودروع ذات شكل مستطيل كانوا يحمِلونها مما اتاحَ للأشوريين فيما بعد تأسيس اكثر الجيوش قوةً في الشرق الأدنى
حيث انتشروا بقوةٍ باستعراض قُدُراتهِم العسكرية وبراعتهِم في فن الحرب خصيصاً بعد توصُلِهم لِصناعة الترس والسيف والحربة والدرع
فحاصروا المُدن واقتحموا القِلاع بين عامي 1900 و612 قبل الميلاد باستخدام الأبراج المتحركة
التي يرمون منها سِهامهُم بالإضافة الى المُحاربين الذين يركبون العجلات الحربية التي تجُرُها الأحصنة
لكن لم يكونوا هم الوحيدين الذين يخترعون ويصنعون الأسلحة فالفراعنة في عام 1700 قبل الميلاد
لم يكونوا اقل شأناً منهُم حيثُ استخدم المَصريون القُدامى الرماح والسيوف والفؤوس والخناجر إضافةً الى الأقواس والسِهام
وطوروا الأسلحة لِتُصبِح اكثر دقةً وفعالية خاصةً منظومة العربة التي باتت تحمِلُ رجُلين احدُهُم يقود الأحصنة والأخر يضرِب ويُقاتل بالرمح.


الات الحِصار

ومِن الفراعنة وتطويرِهم للعربة الى الصين حيث طوروا في عام 500 قبل الميلاد عربةً يجُرُها 10 رِجالٍ تقذِفُ الصخور الى مسافةٍ تَصِلُ الى 125 مِتراً
لم تكُن الصين وحدها تمتلِكُ الاتِ الحِصار حيثُ طورَ الإغريق سلاحَ حِصارٍ خاصاً بِهِم واسمُها العرادة حيثُ تقذِفُ الأحجارَ والسِهام الكبيرة
والذي جُعلَ اساساً لِسلاح المنجنيق الذي سيلعب دوراً مُهِماً في الحروب

اما العرب في العصر الجاهلي فقد اخذوا الات الحصار المُسماة الدبابة من الأشوريين

1707913214439.png


وطوروها حيثُ كانت عبارة عن صندوق خشبي بعجلات
ويغطيها سقف وتحتهُ جنودُ يدفعونها وتُستخدم لدق ابواب الحصون والمدن وتدميرِها حيثُ طورها العرب فأضافوا جلوداً مشبعة بالخل ومواد غير قابلة للاشتعال للألة فجعلوها مضادةً للنيران وقد لعِبَت هذه الدبابة دوراً مُهِماً بمعارِك العباسيين خاصةً معركة عموريا عام 837.


دور العرب في صناعة الأسلحة

لم يكونوا العرب بارِعين بصناعة الأسلحة فاضطروا الى استيراد الأسلحة ومن ثمَ تطويرِها رُغمَ استخدامِهم الخنجرَ والسيف والقوس والسهم لفتراتٍ طويلة
1707913449940.png


إلا ان الرمح المستورد من الهند كان اول الاسلحةِ الهجومية التي عرفها العرب
لكنهم عادوا ليُطوروا هذا الرمح ويجعلوهُ سلاحاً مُحرقاً بلف قطعةٍ منَ القِماش مبلولة بموادٍ قابلة للاشتعال حول رأس الرمح

1707913530129.png


ومن ابرز اسلحة العرب كانَ السيف الدمشقي الذي ارهب الصليبيين حيثُ كان قصيراً وحاداً وخفيف الوزنِ مصقولاً مرةً واحِدة
1707913604024.png


فيعطي افضليةً للفرسان العرب بسلاسة وسهولة وسرعة الحركة على عكس فُرسان الصليبيين الذين كانوا يحملون سيوفاً كبيرةً وثقيلة
ومُثقلين بدروعهم الحديدية والدروع التي تُغطي احصِنتَهُم فتُبطِئُ من حركتِهم


فيما يُعد القوس الأنبوبي نقطة تحول للعرب من مستوردين للسلاح الى مُصدرين
حيث نجحوا بإضافة قطعة جديدة الى القوس الاعتيادي سَمَوها المجراة وهي انبوبٌ من الحديد او الخشب يشبهُ سبطانة البندقة فيهٍ شفقٌ يوضعُ فيهِ السهم مما يُتيح للسهم ان ينطلق لمسافةٍ ابعد ودقةٍ اعلى، مما جعل القوس الأنبوبي الجد الأقدم للبندقة الحالية.

1707913943615.png

ما هو المنجنيق​

1707911272613.png

1707911325605.png

الأسلحة في الحروب القديمة إنّ الحروبَ كانت وما زالت سطرًا داميًا في كتاب الإنسانيّة
ولكنّها كثيرًا ما تكون آخر العلاج إذا كان المرض لا بُدّ سائرًا في الجَسد المريض، فإنْ كان جسد الدّولة مريضًا، وقد نهشه العدوّ
فلا بدّ من الحرب ليموت ذاك الجسد المريض، ويجيء مكانه جسدٌ من الشّجعان الذين يحافظون على حياة ذلك الجسد حتّى حين

ومن الأدوات التي كان المقاتلون يستعملونها في الحرب سواء في الدّفاع عن أنفسهم أم في الهجوم السّكّين
وهو سلاح دفاعيّ، وكذلك السّيف والرّمح، وهي للدّفاع والهجوم، وأيضًا هناك السّهام، وتستعمل لإصابة العدوّ في المدى البعيد وغير تلك الأسلحة كثير
ومن ذلك أيضًا المنجنيق

ما هو المنجنيق
إذا أراد المرء أن يعرف ما هو المنجنيق، فيجب أن ينظر في معناه في اللغة أولًا
وهو في اللغة كلمة فارسيّة مُعرّبة، وعند علماء فقه اللغة الكلمة التي يجتمع فيها الجيم والقاف هي غير عربيّة
وكذلك المنجنيق وأصل المنجنيق وأوّل استعمال له غير معروف بدقّة
ولكن هناك أقوال وآراء تذهب إلى أنّ استعمال المنجنيق بدأ من الصّين
مع أنّ اسمه مأخوذ من الفارسيّة، وهذا ما يجعل البتّ في أمره صعبًا نوعًا ما
ويُقال إنّه وصل إلى البلاد العربيّة في بدايات القرن الخامس الميلادي، وهو عبارة عن آلة لرجم المقذوفات الثّقيلة إلى حصون العدو
أو إلى داخل الحصون، وقد يصل وزن المقذوف إلى قرابة 160 كغ، وفي بداياته كان المنجنيق يدويًّا
أي: يُحرّكه مجموعة من الرّجال فيسحبون المقلاع بواسطة الحبال ثمّ يتركونه ينطلق ويطلق المقذوفات

وازدهرت صناعة المنجنيق عندما صار المسلمون يطوّرونه، ويصنعون منه أنواعًا شتّى

إذ رافق تقدّم العسكريّة الإسلاميّة تطوّرٌ هائل في صناعة الأسلحة الحربيّة الكبيرة
والعالم كلّه صار يَدين للمسلمين في تطوير الأسلحة الحربيّة، وبخاصّة في القرون الوسطى

وظلّ المنجنيق هو الآلة الأهمّ حتّى ظهور البارود
وبالتّالي صارت المدفعيّة النّاريّة أهمّ منه وأقوى في دكّ حصون العدو

وكان المنجنيق قد بلغ ذروته من حيث الأهمّيّة ما بين القرون الثّاني عشر، والرّابع عشر
ومع ظهور البارود في القرن الخامس عشر كان ذلك إيذانًا في غياب شمس المنجنيق إلى الأبد

أنواع المنجنيق
بعد معرفة ما هو المنجنيق يجب الوقوف على أنواع المنجنيق المذكورة في كتب التّاريخ
وإنّ أهمّ كتاب يحكي تفاصيل المنجنيق وأنواعه وكيفيّة أستخدامه وممّا يتألّف هو كتاب الأنيق في المنجنيق لابن أرنبغا الزردكاش
ولكنّ الأبحاث في العصر الحديث هي من نصيب الغرب، ولذلك فقد أقصوا الكتب والدّراسات الإسلاميّة التي تتحدّث عن ماهيّة المنجنيق
لسبب واضح وهو الحقد الصّليبيّ على الحضارة الإسلاميّة
ولكن هناك ثلاثة أنواع مذكورة في الكتب عن المجانق

1- منجنيق السَّحْب
2- المنجنيق اليدويّ
3- المنجنيق ذو الثّقالة الموازنة

منجنيق السّحب

فهو النّوع الأوّل من المجانق التي ظهرت قرابة القرن السّادس الميلادي، وكان مختلفًا عن المجانق التي سبقته
حتّى قيل إنّه يرشق جبالًا وتِلالًا، وهذا المنجنيق يتكوّن من عارضة خشبيّة ضخمة تدور على محور، ويمتدّ منها ذراعان
الأولى طويلة، والثّانية أقصر وتنتهي بما يشبه الوعاء، ويكون من الخشب أو الجلد إن كانت المقذوفات من الحجارة
وأمّا إذا كان نارًا فيكون عندها من المعدن الصّلب، ويكون في طرف هذه الذّراع ثِقَل كبير لموازمة القذيفة
فإذا كانت القاذفة فارغة فإنً الكفّة التي يوضع فيها المقذوف تكون مرتفعة إلى أعلى
وإذا أرادوا أن يقذفوا شيئًا ما فإنّهم يسحبون الكفّة إلى أسفل ويربطونها بالحبال
ثمّ إذا أرادوا أن يطلقوا المقذوف فإنّهم يقطعون الحبال فينطلق المقذوف بسرعة عالية بحسب وزن الثِّقَل الذي كان في الجهة المقابلة من الذّراع
ويمتاز عن سابقيه أنّه يرمي أكبر عدد من القذائف خلال مدّة زمنيّة قصيرة

منجنيق الثّقالة الموازنة
فهو نوع مطوّر من المجانق، ويختلف عن سابقيه في تركيبته، إذ كان يُنقل بواسطة دواليب وأيضًا له مكابح لضمان عدم تحرّك المنجنيق أثناء القذف
وله قاعدة قد أُتقِنَت هندسيًّا، وأيضًا فإنّ مركز الموازنة قد أُتقِنَ واستُعمِلَت في تصميمه الهندسة المتطوّرة
إذ قد زاد وزن الثِّقَل الموازن، ليُعطي ارتدادًا أقوى لرامية المقذوفات، فكلّما كان الوزن ثقيلًا كان رمي المقذوفات أبعد وأكبر حملًا
وقد بلغت حمولة هذا المنجنيق التي تُرمي أكثر من 300 كغ
وميزة هذا المنجنيق أنّه أسرع في رمي القذائف من سابقه بفضل الهندسة الحديثة التي دخلت في صناعته

أول من رمى بالمنجنيق في الإسلام
أوّل من رمى بالمنجنيق من المسلمين، أو أوّل من رمى بالمنجنيق في الإسلام، فإنّ الرّوايات في معظمها تُشير إلى أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم
هو أوّل من رمى بالمنجنيق عند معظم كُتّاب السّيرة النّبويّة، فقد روى ابن هشام في سيرته أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم
قد رمى أهل الطّائف في غزوة الطائف، وكان أوّل من رمى بالمنجنيق في الإسلام
وليس المقصود طبعًا أنّه رمى مساكن أهل الطّائف، أو أنّه قد رمى أماكن عشوائيّة في الطّائف
ولكنّه رمى حصون قبيلتي هوازن وثقيف بعد أن ضرب حصارًا عليهم
وكذلك ذكر قريب من ذلك السّهيليّ في الرّوض الأُنُف، وويذكر ابن عبد البر في كتابه الدّرر في اختصار المغازي والسّير أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم
قد سار إلى الطّائف بعد انصرافه من غزوة حُنين
وحتّى قبل أن يقسِمَ غنائم حُنين

المنجنيق في العصر الحديث
بعد معرفة ما هو المنجنيق، ومعرفة أنواعه، ومن أوّل من رمى به في الإسلام بقي أن يُذكر المنجنيق المعاصر
فالمنجنيق هو آلة لرجم المقذوفات على حصون العدو أو إلى داخلها، وهو كان آلة من آلات الحصار القديمة التي تستعملها الجيوش
واليوم المنجنيق اختلف، ولكنّ المبدأ واحد، وهو حصار العدو، ورجمه بالقذائف من بعيد

وصار المنجنيق اسمه راجمة الصّواريخ، والرّاجمة
1707912345006.png

وإن اختلفت طريقتها في القصف، ولكنّ مبدأها هو دكّ تحصينات العدوّ من بعيد، والرّاجمة هي آلة تستخدم لقذف الصّواريخ من بعيد
وتكمن أهمّيّتها في أنّها توفّر الدّعم الناريّ لجنود الجيش، وكذلك تستهدف تحصينات العدوّ ومصادر نيرانه لإخمادها
وقد تتركّز أحيانًا لضرب مُعدّات الدّفاع الجوّيّ لتؤمّن حماية للطّيران الحربيّ

ولعلّ أهمّ راجمة في الوقت الحالي هي ما يُعرف براجمة جهنّم أو جوباريا

1707912543913.png


وهي قاذفة صواريخ تحوي على 240 أنبوبًا لقذف الصّواريخ، ما يجعلها أكبر مدفعيّة صاروخيّة في العالم من حيث عدد الأنابيب
وهذه الرّاجمة صُمّمت للجيش الإماراتي فقط، بالتّعاون بين شركة روكستان التّركيّة، وشركة الجابر لاند سيستم، وتمتاز هذه الرّاجمة بأنّها تستطيع إطلاق الـ240 صاروخًا في دقيقتين، بمعدّل طلقتين في الثّانية
ومن ميزاتها أيضًا أنّها تُحمل على مركبة واحدة، وتحوي أربع قاذفات صواريخ، في كلّ واحدة منها 60 صاروخًا
ولا تحتاج لأكثر من ثلاثة أفراد لتشغيلها، وبذلك يكون قد عُرف ما هو المنجنيق، وما هو المنجنيق الحديث


1707911354570.png

1707911475255.png
 

المرفقات

  • 1707913322826.png
    1707913322826.png
    1.6 MB · المشاهدات: 280
ابن رماح لوحده موسوعة سابق لزمانه في اختراعاته
 
عودة
أعلى