كنت قد طرحت سؤالاً في أكثر من موضع: "ماذا لو أمطر حزب الله إسرائيل بوابل من الصواريخ والمسيرات في آن واحد. والتي قد يصل عددها للآلاف من الصواريخ مختلفة المديات وحتى 500 كلم؟"
في رأيي، في هذه الحالة لن يستطيع نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي (بما في ذلك القبة الحديدية) من الوقوف في وجه تلك الآلاف من الصواريخ والطائرات المسيرة، والتي سيمطر بها حزب الله مئات بل وآلاف الأهداف الحيوية الاستراتيچية كمستودعات النفط والبتروكيماويات محطات الطاقة الكهربية والمطارات والموانئ المدنية والمفاعلات النووية، والتجمعات السكانية خاصة المستوطنات، والأهداف العسكرية خاصة قواعد الدفاع الجوي والمطارات والموانئ ومستودعات الوقود والمؤون ومراكز القيادة والسيطرة ووحدات الإنذار ووسائل الحرب الإلكترونية
في المقابل، لدى إسرائيل القدرات النيرانية الجوية والأرضية والبحرية والقوات البرية والمحمولة جواً اللازمة لشن هجوم في لبنان، خاصة إذا انتهت العملية الهجومية في رفح، أو تحولت العملية في غزة ككل إلى ما يمكن أن نطلق عليه اتجاه ثانوي. وستعمل إسرائيل على استخدام قدراتها هذه في تنفيذ ضربات إحباط ضد حزب الله تحرمه القدرة على القصف بآلاف الصواريخ والدرونز في آن واحد والتي كنت أتوقعها منذ فترة.
في هذه الحالة، ستستمر إسرائيل في اغتيال قيادات حزب الله، وستنفذ إسرائيل ضربات جوية مركزة وقصفات نيرانية هائلة بكافة الوسائل المتاحة لديها ضد قواذف ومستودعات الصواريخ والمسيرات، وضد وسائل الدفاع الجوي ومستودعات الأسلحة والذخيرة والوقود والمستودعات الإدارية الأخرى لحزب الله. مع التركيز على المناطق والقرى والمعسكرات ومنها:
الخيام، بلدة دير كيفا في صور، مرتفعات الريحان (منصة صواريخ أرض-جو تابعة لقوة الدفاع الجوي في حرب الله)، كفر كلا، تلة العزية، يارون، ميس الجبل، حولا، طلوسة، كفر شوبا، راشيا الفخار، سهل مرج عيون.
وباستغلال الضربات الجوية والبحرية والصاروخية والمدفعية والدرونز، وأعمال والاستطلاع بكافة مستوياته، ووسائل الحرب الإليكترونية والعمليات النفسية، وتثبيت جبهة الجولان بأحد التشكيلات التكتيكية شمالاً، تقوم القوات الإسرائيلية بدفع قوات مظلات وإبرار بحري بقوة كتائب/ سرايا مدعمة تستولى على المناطق الجبلية المسيطرة وعلى تقاطعات الطرق شمال مرچ عيون شرقاً وبامتداد المناطق شمال نهر الليطاني وحتى ساحل البحر المتوسط. مع استعداد 2 إلى 3 فرقة مشاة مدعمة بعناصر مدرعة وقوات خاصة تدفع في مجموعات قتال على المحاور عبر المناطق الجبلية، بمهمة الاستيلاء على عمق من الأرض يتخطى النهر. وذلك في إطار عملية محدودة، مخطط أن تكون خاطفة وسريعة للغاية، وهو في رأيي ما لا يمكن ضمان تحقيقه.
ويبقى دعم إيران وأنفاق حزب الله في الجنوب اللبناني الرهان الثاني بعد البعد النيراني.
دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
زميل الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية
أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
#رؤى_غنيم