أزمة الكهرباء في لبنان وواقعها على المستوى العسكري/الأمني :
أزمة الكهرباء في الشرق الأوسط و خاصة في سورية/لبنان و مؤخرا في مصر وبشكل أقل في اليمن و العراق هي (أي الأزمة) القديم المتجدد باستمرار في المنطقة.
ترتبط أزمات الطاقة بشكل عام و الكهرباء بشكل خاص ترتبط بأسباب عدة ما بين أمنية الى غياب الاستقرار السياسي الى العقوبات العلنية و العقوبات السرية (وهي ضغوط في شكل معيقات و اجراءات ادارية معقدة يتم تطبيقها على بلد عبر وسائط موازية,كالمؤسسات المصرفية الخاصة لتحاكي نفس أثار العقوبات).
يعاني لبنان تحديدا من أزمة طاقة منذ 2021 (على الأقل) بسبب ظروف سياسية داخلية حالت دون استكمال الصفقات الدورية لتموين مؤسسة كهرباء لبنان بالوقود الكافي,وتعود أسباب الظروف السياسية الداخلية في ذاتها الى تفاصيل و ترتيبات مالية وأمنية معقدة (داخلية تباعا للأزمة المالية و تأثيرات أجنبية أخرى قد يطول شرحها)
لم يخرج لبنان من أزمة الطاقة منذ سنوات , حيث أصبح استخدام الشبكات والوسائل البديلة أمرا واقعا , وبهذا لا يمثل اعلان مؤسسة كهرباء لبنان اليوم أي جديد أو طارئ بالنسبة لمواطني لبنان و زائريه والمقيمين به.
نأتي الى الأهم : ما هي الانسحابات العسكرية والأمنية لتجدد أزمة الكهرباء ؟
بالنسبة للبنان : حال حصول الأزمة الشاملة أو الجزئية , لن يؤثر انقطاع التيار الكهربائي على الواقع العسكري في المدى القريب أو بشكل مباشر , حيث تمتلك أغلبية الفصائل اللبنانية والأخرى الفلسطينية المتمركزة في لبنان تمتلك الحلول البديلة (محطات مصغرة) للتموين الكهربائي في الحواضر الكبرى (المدن والقرى الكبرى),أما في خطوط المواجهة يختلف الوضع حسب الحاجية للاستخدام الميداني الا أنها (الفصائل اللبنانية والفلسطينية) تمتلك بالفعل شبكات متكاملة و مستقلة للتموين بالتيار الكهربائي بما تقتضي الحاجة.لكن قد يؤدي هذا الانقطاع الى حدوث ضغط على الهياكل المدنية (مستشفيات,مراكز سكنية,مطاعم و شركات تجارية و مصانع) .كل هذا نظريا و قد يختلف الوضع ميدانيا
بالنسبة للجيش الاسرائيلي , في حالة استمرار القصف المتبادل قد لا يؤثر انعدام التيار الكهربائي الا في نقطة واحدة و هي الرصد الحراري لمصدر اطلاق النار..في حالة انقطاع شامل للتيار الكهربائي قد يسهل نسبيا الرصد الحراري لمصدر اطلاق النار.كل هذا نظريا و قد يختلف الوضع ميدانيا.
أمنيا : انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة نسبيا (ساعات) خاصة في ساعات المساء والليل , قد يمنح الفرصة للعناصر المنفلتة لتنفيذ سلوكيات أو مخططات اجرامية (متعلقة بالنظام العام) عبر تنفيذ أعمال سطو و سرقة و قطع طرق و الاعتداء على أملاك خاصة و عمومية و اعاقة المارة و الترصد بهم لغرض السلب والنهب.