الدفاع الجوي الملكي السعودي

تأسيس الصيانة في قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي

AD_4nXdfN7OrFhZfLHSpRB8RVLGiM4lD0KfbjTe-ZHPtf2Syv3e7K_Sbx4rm0XImwNBvB22HN3N3Pu6OsNOtgUfEA_HOEmIQq4ddgQ3RlboCn4mctxitrcrQ3iwc31ojaR4uspifoOKzhg

لقد كانت النواة الأولى للصيانة في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود في العام ١٩٦٦م واعتبرت مؤشرًا بالغ الأهمية في مسيرة بناء قوات الدفاع الجوي، حيث تم إبرام أول عقد مع شركة ريثيون الأمريكية لتوريد وحدات نظام صواريخ الهوك، وكان من متطلبات العقد تأهيل منسوبي قوات الدفاع الجوي لتشغيل وصيانة تلك المعدات مما تتطلب تأسيس جهة يناط بها واجبات الصيانة للقيام بهذا العمل وسميت بالصيانة وكانت عبارة عن ورش صغيرة تفي بمتطلبات ذلك الوقت وتدار بالكامل من قبل أفراد المقاول حتى تم تخريج أول دورات مدرسة الدفاع الجوي في ذلك الحين، وبدأت الأيدي السعودية تمارس أعمال الصيانة والإمداد واستخدام برامج متطورة لإدارة المخزون بالاستفادة من خبرات الجانب الأمريكي، وتنظيم أعمال صيانة المعدات، والأجهزة، والأسلحة، والعربات، والآليات، وتعد الصيانة من الجهات السباقة في استخدام الحاسب الآلي بالمملكة لإدارة أعمال التموين الفني ومخزون قطع الغيار والمستودعات، وتم تحويل العمل إلى النظام الآلي ليدار مركز أمن الصيانة لخدمة الوحدات الميدانية في مجالات أعمال الصيانة والتموين، ومن ثم صدر أول تنظيم عسكري لهذه الوحدة بتاريخ ٢٦ / ٢ / ١٩٧١م باسم صيانة صواريخ الدفاع الجوي، وخلال السنوات التي تلت صدور هذا التنظيم تم إدخال صيانة نظام المدفعية ٣٥ ملم وصدور تشكيل جديد.


AD_4nXdyBjheB9fEEFLeHGE3BFjgIU_F8T54EM9UMzHz64lp4hzaCiuM7hqNNg_CUI5ME4tmoKaQudZD9vwW_jDsNX-Z6YCsNVKbwxfW0QJCyUQIYFEbFRPb7NC34EcCFXAkGhKzebOj8g


وتغير المسمى إلى الصيانة الرئيسية للدفاع الجوي بتاريخ ٢٢ / ١٢ / ١٩٧٦م ومع توالي عقود التسليح لتطوير وتنويع منظومة قوات الدفاع الجوي صدر تشكيل الوحدة باسم (مركز الصيانة والإمداد الفني لقوات الدفاع الجوي ) بتاريخ ٢٦ / ٩ / ١٩٨٤ م.

وأخيراً وبعد إدخال نظام الباتريوت ضمن منظومة قوات الدفاع الجوي وإضافة مسؤولية صيانة عربات قوات الدفاع الجوي على المركز وتحويل عدد من الأقسام والإدارات صدرت الموافقة بتاريخ ٦ / ٧ / ۲۰۰۱م بتغيير التشكيل ليصبح المسمى الجديد قاعدة الصيانة والإسناد الفني لقوات الدفاع الجوي .


مراحل تطور قاعدة الصيانة والإسناد الفني لقوات الدفاع الجوي

AD_4nXex5qvbIeHRCgxgmhxcaKxGZ9RsGmI_fqnacRHt4JSJjMUGQECyZl8wQrem_2wyAQEevyUiOrTGIHQ5YY52ihoHI7xSD48wjb1o5OgP2Fz_wTJ9MZR9shIF6CwZHxmWhG0LqRl7

في ظل الدعم اللامحدود من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وبتوجيهات من القيادة أصبحت تتوفر لدى قاعدة الصيانة والإسناد الفني والصيانات الفرعية الأقسام والورش في مختلف التخصصات العلمية والفنية وبرامج التصنيع المحلي والهندسة العكسية والتصنيع باستخدام أحدث أجهزة التحكم العددي بالكمبيوتر Computer Numerical Control المبرمجة مسبقا وتطبيق الطباعة ثلاثية الأبعاد على مستوى القطع الصغيرة والمتوسطة، وبذلك انتقلت ورش الصيانة إلى عهد جديد من التصنيع الآلي وقد تم تأهيل وتدريب الكوادر الفنية من الضباط والأفراد والموظفين وإلحاقهم بأعرق الجامعات على مستوى العالم للحصول على درجات الماجستير والدكتوراة في مختلف التخصصات النادرة والدقيقة في مجالات الهندسة الكهربائية والميكانيكية، والآلات الدقيقة.

إضافة إلى تدريب منسوبيها من المدنيين والعسكريين في الأكاديميات والمعاهد والمدارس والكليات العسكرية والشركات الصانعة والمختبرات العالمية.

وتم التوقيع على مذكرات التفاهم والتعاون مع المؤسسات العلمية الحكومية والتي لها شخصيتها الإعتبارية المستقلة في مجالات العلوم والتقنية لغرض إجراء البحوث العلمية التطبيقية وتقديم المشورة العلمية منها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبد العزيز ومعهد الأمير سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة، والتي تضطلع بدور رئيسي في التخطيط للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية بما في ذلك المشاركة في إعداد الخطط الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار ووضع الإستراتيجيات اللازمة لتنفيذها، ودعم برامج ومشاريع البحوث العلمية للأغراض التطبيقية والعمل على تطوير آليات لتحويل مخرجات البحث العلمي والتطوير التقني إلى منتجات صناعية، إضافة إلى تقديم الخدمات العلمية المتخصصة في مجالات المعلومات والنشر العلمي وتسجيل براءات الاختراع، وتسعى قاعدة الصيانة إلى التنسيق مع الأجهزة الحكومية والمؤسسات العلمية ومراكز البحوث في المملكة في مجالات البحوث العلمية التطبيقية وتبادل المعلومات والخبرات، وكذلك عقد الشراكات من خلال التعاون العلمي مع المؤسسات العلمية الدولية ذات السمعة العالمية والشهرة الواسعة والتطوير التقني في مجالات البحوث.

واستشعاراً بأهمية مجال القياس والمعايرة كأحد الأنشطة والمهام المناطة بها، فقد تم إنشاء مركز القياس والمعايرة في عام ١٩٦٦ م ويُعد هذا المركز من أعلى المراجع الوطنية للقياس والمعايرة في المملكة، ومعتمد طبق الآيزو 17025 / 9001 وقد تم ربط المراجع الأولية في مركز القياس والمعايرة لقوات الدفاع الجوي بالمعايير والوحدات الدولية لتحقيق وتحقيق مبدأ التتابعية والإسنادية Traceability وفق المواصفات العالمية منها على سبيل المثال المعهد الوطني الأمريكي للمقاييس The National Institute of Standards والتقنية والمرجع الوطني الفرنسي and Technology, NIST Laboratoire National de Métrologie et للقياسات d'Essais

لغرض التحقق من دقة أجهزة القياس والاختبارات المستخدمة في المختبرات الأولية والتي تعود بالنفع والفائدة على جاهزية قوات الدفاع الجوي.

ويقوم المركز بمعايرة أجهزة ومعايير القياس بأعلى مستوى للدقة ويقدم المساندة وخدمات المعايرة والإصلاح ومنح شهادات المعايرة لجميع منظومات قوات الدفاع الجوي وعدد من القطاعات العسكرية والمدنية والجهات الحكومية وبعض الدول الأعضاء بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية .

AD_4nXeswomqkYpLLw3f2OKMm0XlZD8X0cwNiM8TchreZMB3QC18rBcGzf2Qa9beGpVoyf-T85O-CbgxQJmosOc1-er6VwsbGITgv_HFxBRNKLYpWGgkl8P6xV9kNmIxdcsc0tAvkRb68A

معركة الجاهزية

سعياً من قيادة قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي إلى الرفع من الجاهزية القتالية والعمل على تعزيز الصيانة في جميع مجالاتها لتصبح أكثر تكاملاً وتوافقا، فقد اتخذت قاعدة الصيانة والإسناد الفني عدد من الخطوات البناءة لتحقيق تلك الأهداف، حيث تم وضع آليات عمل في مجال الإمداد والتموين والصيانة لسرعة توفير قطع الغيار الميكانيكية والكهربائية ونقلها إلى الوحدات المستفيدة وإصلاح واستبدال المعدات المتعطلة.

وأصبحت تتوفر لدى قاعدة الصيانة والاسناد الفني لقوات الدفاع الجوي الأقسام والورش والأنظمة اللوجستية ومراكز البحوث والهندسة التطبيقية المتطورة ومختبرات المعايرة الأولية والثانوية المتطورة وفرق المعايرة المتجولة المجهزة والمزودة بأحدث التقنيات في مجالات القياس الكهربائية والميكانيكية ومهمتهم معايرة وإصلاح أجهزة ومعدات الفحص والقياس في مواقع الوحدات والتأكد من صلاحيتها وجاهزيتها للاستخدام. ويبذل منسوبي قاعدة الصيانة والصيانات الفرعية جهود كبيرة وأعمال جليلة في سبيل المحافظة على أعلى مستوى من الاستعداد القتالي لكافة الوحدات. واتخذت خطوات فاعلة في تدريب كوادرها وعززت من إمكاناتها ورفعت من قدراتها الفنية على كافة المستويات وطورت العشرات من ورش العمل الفنية ذات التقنية العالية والارتقاء بمستويات منسوبيها بحيث تضمن سلسلة لوجستيات سريعة الاستجابة لتلبية الاحتياجات لكافة الصيانات الفرعية والوحدات الميدانية يتضمن نظام الصيانة الحالي، الذي تم تخطيطه وتطبيقه التنفيذ الصارم لعمليات الصيانة كما دعمت القيادة هذه المهمة والجهود المبذولة لتحديث وإن ما ينبغي التوقف عنده هو التواصل مع الجهات المعنية لتقود أكثر من معركة بشكل متواز وتوفير استجابة فعالة وفي الوقت المناسب لطلبات قطع الغيار ولضمان كفاءة الكفاءة الفنية والجاهزية للوحدات.

بالإضافة إلى ذلك العمل على متطلبات الاستعداد المستقبلي المساندة كافة الأنظمة عبر نظرة مستقبلية طويلة الأمد.

لقد وضعت قاعدة الصيانة عدة أهداف استراتيجية لغرض رفع الجاهزية العسكرية لقوات الدفاع الجوي الملكي السعودي منها توطين صناعة قطع الغيار العسكرية، وتوفير كافة احتياجات القوات في أي وقت والحد من الاعتماد على الخارج، وهو ما يمثل تطوير ودعم الصناعات العسكرية في المملكة وتعزيز اكتفائها الذاتي، تماشياً مع رؤية المملكة التنموية ٢٠٣٠ إذ أدركت قاعدة الصيانة إن الأثر الإيجابي لهذا لا يقتصر على مجرد تقليل الإنفاق وإنما ثمة كثير من الأهداف التي تحققها عملية التوطين منها العمل على البدء في تطوير بعض الصناعات الأقل تعقيدا من قطع غيار ثم مواصلة هذا المسار وصولاً إلى توطين معظمها، ثم الانتقال إلى دائرة الصناعات الأكثر تعقيدا بهدف نقل المعرفة والتقنية وتوطين الخبرات في مجالات التصنيع والصيانة والبحث والتطوير، بالإضافة إلى تدريب الفنيين والمهندسين وتأهيلهم للعمل في هذه الصناعات. ومن شأن هذه المشاريع أن تسهم في رفع قدرات القوات لمواجهة التهديدات والحفاظ على جاهزيتها .

AD_4nXdFcYLwtzxNfhBaES4FfCoSw2_IQRnseyEvG0cAu3pZ1xbcuUj-8e9p7Y_Q_bSijcgOfIbFkyxh9tbNjweccu9cDckhrfYbnlRwGm-ATG5E3ELSbZUtAVVQz_40JPCNa1rTWpre

لقد نجحت القاعدة في بناء النظم وتصميم الأجهزة وتطوير البرمجيات والاختبار والتحقق والنمذجة المبدئية والمتقدمة والمحاكاة وتطوير خدمة تقديم الدعم الفني المتكامل والتدريب على الصيانة ونظام إدارة الصيانة والإمداد الآلي الماكسيمو وبدأ التشغيل الرسمي لمشروع مركز عمليات الصيانة والإسناد الفني والذي يعنى بمتابعة جميع الأعمال الفنية والتموينينة والإدارية والتنسيق مع الجهات المعنية لضمان تطوير الإجراءات وتوفير الاحتياجات اللازمة وفقاً لبرامج زمنية محددة. وهي خطوة تمثل نقطة ارتكاز رئيسية في مسار تطوير القدرات والتعامل مع التحديات الراهنة وخوض غمار المستقبل برؤى طموحة وإمكانات متعددة.

لقد حافظت القاعدة على القيام بواجباتها ومسئولياتها الفنية تجاه متطلبات كافة وحدات قوات الدفاع الجوي في مجالات الصيانة والإسناد الفني للمعدات والأجهزة والآليات والعربات لجميع الأسلحة لتكون صالحة للعمل في كل الأحوال والظروف وفق أحدث الأساليب وقد أخذت الصيانة على عاتقها تطوير آلية العمل وتحديث البرامج وسجلات الصيانة لكافة المعدات والأجهزة.

وقد سخرت جميع القدرات والعمل على تنسيقها وتطويرها وتكاملها مع الصيانات الفرعية والوحدات كقدرات جماعية لمواجهة مختلف التحديات والمخاطر والتهديدات الحالية أو المستقبلية والتي تعد أحد أهم الغايات الإستراتيجية التي توليها قيادة قوات الدفاع الجوي اهتماماً كبيراً لتحقيقها. وخطت خطوات ملموسة في سبيل تحقيق التكامل الفني ومتطلباته ووضع الإستراتيجيات والبرامج الزمنية لإستكمالها، ووضع الأسس والقواعد والمقومات وتحديد الأولويات وتوحيد المفاهيم، والإستفادة من الإمكانات والقدرات المتوفرة. لقد حققت قاعدة الصيانة والإسناد الفني مكتسبات هامة دعمت وعززت الإنجازات التي تحققت خلال خمسة عقود، وأحدثت كذلك تقدماً مهماً على طريق بناء منظومات صيانة متكاملة .

وبتوفيق من الله تعالى قطعت القاعدة شوطاً كبيراً في تنفيذ عدد من الابتكارات وحققت إنجازات كثيرة بجهود وخبرات منسوبيها الذين يعملون دون كلل وصيانة وإصلاح جميع المعدات والأجهزة وتوفير قطع الغيار وشحنها في أوقات قياسية.

AD_4nXf6j5m-tzDez2MpHkgB_s7XXoSdWcz222IxZZKY3WIOty8depbZgiOyoGGGHbpgiCRWkubQv9ct4X5R_IfOZo4-PSUCDY8AszvMot7Y-MWI0N7ugXyBzZo-HceMOVMLSCdv_PL3ng

إضافةً إلى بناء مناضد الفحص ووحدات الطاقة وتصنيع الكروت إلكترونية وتصميم الدوائر والأجهزة البديلة استلهاماً لهدي العقيدة الإسلامية السمحاء التي تدعو إلى السعي وراء المعرفة وامتلاك القدرات المختلفة التي تعلي من قدر الأمة والدول، وترفع من شأنها.

وشاركت القاعدة في جميع معارض القوات المسلحة لدعم التصنيع المحلي (أفد) وكانت لمنتجاتها حضورا لافتا من كافة المهتمين من داخل المملكة وخارجها وحصلت على أعلى نسبة من الابتكارات وقطع الغيار المصنعة محلياً على مستوى كافة القطاعات العسكرية.

وقد حرصت باستمرار على تعزيز مسيرة الصيانة والإمداد والدفع بها إلى مجالات أوسع وأشمل، وتدعيمها في مختلف الجوانب ويضطلع منسوبيها بإدارة ومتابعة أعمال الصيانة والمحافظة على ما يتحقق من إنجازات ومكتسبات.

إن ما تحقق حتى اليوم في هذا الخصوص يمثل مؤشراً مهماً على إصرار وتصميم القيادة على إنجاح خطتها في هذا المجال، وهو ما يستوجب الوعي بأن استكمال النجاح يتطلب إيلاء المزيد من الاهتمام نحو تطوير القدرات الفنية، وهو ما يستوجب بدوره استمرار البرامج التدريبية لتطوير قدرات المتخصصين والمؤهلين من ذوي الكفاءة والخبرة والحرفية العالية القادرة على التعامل مع التطورات التكنولوجية المستمرة في مجال الصناعات العسكرية واستثمار الطاقات والإمكانات المتوفرة دعمًا وتطوير لكافة وحدات قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي.
IMG_4941.jpeg
 
عودة
أعلى