مشاء الله الشقيقة الجزائر تستقطب الصناعات العسكرية العالميةمسؤول كبير بالإدارة الأمريكية يصرح
البنتاغون مستعد لدراسة طلب الجزائر لشراء السلاح
''نريد نقاشا حقيقيا حول الدستور وضمانات للإفراج عن معتقلي غوانتانامو''
أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن رغبتها في ''فتح نقاش حقيقي'' حول تعديل الدستور المرتقب، واحتمال ترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية ثالثة. وجددت استعدادها للإفراج عن جزائريي غوانتانامو، شرط أن تقدم السلطات ضمانات بشأن ''عدم عودتهم إلى الإرهاب من جديد''.
قال ديفيد والش، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية مكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في لقاء مع صحافيين بمقر سفارة بلده، أمس، بمناسبة انتهاء زيارته للجزائر، إن الولايات المتحدة الأمريكية ''مهتمة بالسياسة الداخلية في الجزائر، وأظن أن الجزائر تهمها أيضا السياسة الداخلية الأمريكية، وهذا أمر طبيعي''. وكان والش يرد على سؤال حول موقف بلده من تعديل الدستور وتمديد حكم بوتفليقة، حيث قال إن واشنطن ''مهتمة بما يفعله الجزائريون، وبدستورهم وقوانينهم، ونتمنى أن يكون نقاش حقيقي حول هذه القضية''، التي قال إنها كانت غائبة عن محادثاته مع الرئيس بوتفليقة ورئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم، ووزير الخارجية مراد مدلسي.
وتناول مساعد الوزيرة كوندوليزا رايس، في ردوده، قضية معتقل غوانتانامو، حيث قال إنه يأمل في أن تتوصل الإدارة الأمريكية إلى عقد اتفاق مع الحكومة الجزائرية، يحدد شروط تسليم المعتقلين. مشيرا إلى أن مثل هذا الاتفاق توصل إليه بلده مع بلدان من منطقة المغرب، لم يذكرها، وقال إن عودة المعتقلين الجزائريين إلى بلدهم مرهونة بضمانات من السلطات، وذكر تحديدا: ''نحن لا نطلب أكثـر من تقديم ضمانات تثبت عدم عودتهم إلى الإرهاب''. وأثارت قضية الشروط الأمريكية في مسألة ترحيل المعتقلين، جدلا العام الماضي عندما كشف عنها السفير الأمريكي لأول مرة، ورد عليه وزير الخارجية، مراد مدلسي، بأن الجزائر لا تقبل إملاءات من أي دولة بشأن رعايا جزائريين في الخارج.
وذكر والش أنه بحث مع المسؤولين، خلال يومي الزيارة، قضايا جهوية مثل نزاع الصحراء الغربية والإرهاب في المنطقة وأزمة النووي الإيراني. مشيرا إلى أن سبب مجيئه إلى الجزائر يعود إلى قرب رحيل الإدارة الأمريكية الحالية. وندد المسؤول الأمريكي بالعمليات الانتحارية التي شهدتها الجزائر، وأعلن دعمه للحكومة في مكافحة الإرهاب، نافيا وجود طلب رسمي لشراء سلاح أمريكي، وقال إن البنتاغون مستعد لدراسة طلب من هذا النوع لو تلقاه من الجزائر.
وأوضح والش أن التعاون في الميدان العسكري محصور حاليا في بيع تجهيزات إلكترونية، مثل أنظمة الرادار. وقال في الموضوع: ''لقد بعنا تجهيزات بقيمة هامة للجزائر مؤخرا، وبلدنا معروف بأنه رائد في هذا المجال ولن نفاجأ لو اهتمت الجزائر بهذا الأمر''. وقال أيضا إن بلده مهتم بالتعاون العسكري الجزائري الروسي، واعتبر السوق الجزائرية ''واعدة لكنها تبقى صغيرة''.
وبشأن ملف الصحراء الغربية، ذكر ديفيد والش أن المغرب ''قدم مقترحات حول الحكم الذاتي، نعتبرها جيدة لكن الواقع يؤكد أن القضية مجمدة منذ زمن، ونحن بصدد البحث عن أدوات معقولة لحل الأزمة، وإذا كانت هناك أطراف لها علاقة بالموضوع، تطرح اقتراحات محددة، نحن على استعداد لمناقشتها''. ونفى أن يكون بلده يتعامل وفق مقاييس مزدوجة مع أزمات تتعلق بحق الشعوب في تقرير مصيرها، مثل استقلال كوسوفو الذي قال إن واشنطن تدعمه، وتدعو باقي الدول بما فيها الجزائر إلى اتخاذ نفس الموقف.
وعبر المسؤول الأمريكي عن رغبته في أن يقيم المغرب والجزائر ''علاقات جيدة لأنهما بلدان عربيان كبيران''. ولما سئل عن احتمال توجيه ضربة عسكرية أمريكية ضد إيران، قال إن واشنطن لا ترغب في ذلك وتفضل الحل الدبلوماسي لأزمة النووي. ووصف إيران بـ''المجرم المتعود على الجريمة''.
رابط الخبر
http://www.elkhabar.com/quotidien/lire.php?idc=30&ida=99267&key=4&cahed=1