مركز الأبحاث الأمريكي Atlantic council ينشر تقرير على منفذ الأطلسي :
في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، فيما كان المغرب يحتفل بالذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء - وهي التظاهرة الحاشدة التي مهّدت الطريق أمام البلاد في العام 1975 للسيطرة على الصحراء الغربية من الإسبان - حدّد العاهل المغربي الملك محمد السادس الخطوط العريضة لجهود جديدة للتواصل الإقليمي.
وأعلن عن إطلاق مبادرة دولية "لتمكين دول الساحل من الوصول إلى المحيط الأطلسي". وتقع مالي غير الساحلية والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو في قلب الخطة المغربية التي تتضمن إتاحة البنية التحتية للطرق والموانئ والسكك الحديدية المغربية لهذه الدول وتنفيذ مشاريع تنموية واسعة النطاق.
وتأتي المبادرة المغربية، وإن لم تكن مفصلة حتى الآن، بعد وصول أنظمة عسكرية إلى السلطة بوسائل غير دستورية أو من خلال انقلابات عسكرية، الأمر الذي أدى بالنسبة لثلاث من هذه الدول، في مراحل مختلفة، إلى فرض عقوبات عليها. فعلى سبيل المثال، فُرضت عقوبات على النيجر من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أوروبية مثل فرنسا وهولندا. وعلى وجه الخصوص، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ضباط الجيش المالي الذين تعاونوا مع مجموعة فاغنر أو المشتبه في ارتكابهم جرائم. والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، التي كانت قد فرضت عقوبات على النيجر
مالي، وبوركينا فاسو، ورفعت المنظمة عقوباتها عن النيجر ومالي في فبراير/شباط من هذا العام، بعد شهر من خروج دول الساحل الثلاث من المنظمة وبعد فترة وجيزة من تشكيل الدول تحالف دول الساحل. ولم تشهد تشاد حتى الآن فرض عقوبات على تشاد بعد وصول رئيسها غير الديمقراطي إلى سدة الحكم بعد وفاة والده. وفي حين أن العقوبات المفروضة على الدول الثلاث تهدف إلى ممارسة الضغط على أولئك الذين استولوا على السلطة بالقوة أو تحدوا الدستور، على أمل استعادة الأنظمة الديمقراطية، فإن هذه العقوبات تؤثر أيضًا على السكان.
فالشعوب في هذه البلدان تُعاقب بشكل أساسي مرتين: فمن ناحية، تقودها حكومات ألغت حق الشعب في اختيار قادته. ومن ناحية أخرى، تعاني هذه الشعوب أيضًا من آثار العقوبات التي تسبب لهم مصاعب اقتصادية وتحد من إمكانية حصولهم على السلع الأساسية وتعزلهم عن العالم وتحرمهم من الفرص التجارية.
وهذا يخلق مأزقًا للعالم الديمقراطي: ففي حين أن الهدف من العقوبات هو استهداف الحكومات غير الدستورية، إلا أن الناس العاديين في هذه البلدان هم أكثر من يعاني منها.