تحليلات معارك غزة التلاحميه والتكتيكات المضادة الصهيونية بكل واقعية وحيادية

إنضم
9 يوليو 2010
المشاركات
3,059
التفاعل
4,157 20 0
تحليلات معارك غزة التلاحميه والتكتيكات المضادة الصهيونية بكل واقعية وحيادية


هذا المقال التحليلي هو استكمال لما ورد في المقال "جحيم غزة المنتظر العاصف يبدو أنه بدء بالفعل" والمقال: " عملية طوفان الأقصى ومعركة غزة الاستراتيجية والأيدي الداعمة الخفية".

مقدمة تمهيدية:


حروب المقاومة بالعالم تبدأ بحرب العصابات أو الكمائن وتحسم بمعارك تلاحميه بعد استنزاف العدو واستكمال الاستعدادات القتالية كما حدث في حرب الفيتنام بوجود مساعدة روسية، أما أن تبدأ حرب المقاومة بعملية هجومية ثم يليها عميلة دفاعية تلاحميه فهذا خارق للعادة والأعراف المجربة القتالية! كما حدث في عملية طوفان الأقصى الهجومية، وعملية أسوار غزة المنيعة في أول عملية تلاحم أولية!

بتقديري أن الغاية من عملية الهجوم الواسعة نسبياً التي قامت بها المقاومة الفلسطينية، والتي كانت مدروسة بعناية من الناحية التخطيطية والتنفيذية، هو جمع أكبر قدر من الأسرى لجعلهم دروع بشرية تجعل الصهاينة يحجمون عن تنفيذ عملية انتقامية واسعة فائقة التدمير والاجحاف من الناحية الإجرامية، ضد أهلي غزة العزل الذين يمثلون سكانها من المدنية.

وليصبح الاجتياح المضاد الصهيوني هدفه الأول انقاذ الأسرى المدنيين والعسكريين من الصهاينة، بدل التدمير لغزة بطريقة شاملة وإجرامية عشوائية.

والإعلام الصهيوني وداعمه الغربي عمدوا على إخفاء خسائرهم الكارثية التصاعدية في غزة، من أجل منع انقلاب الشارع الصهيوني ضد قيادته السياسية والعسكرية، حتى إعلام غزة أخفى تفاصيل معارك تلاحميه كبرى لم تدم طويلاً ولكنها كانت كبيرة ومؤثرة على العدو من ناحية الخسائر والانهيارات المعنوية.

وفي هذا المقال سوف نكشف الجوانب الخفية بصورة تحليلية لهذه الأوضاع الميدانية المعقدة، بطريقة تصور ما يمكن من الواقع القتالي الذي حدث هناك في تلك الآونة، وسوف يكشف الزمن مدى دقة هذه التحليلات الميدانية بعونه تعالى.



المعركة التلاحميه الأولى:

كما أسلفنا في مقالات تحليلية سابقة حول الحرب الدائرة في غزة فإن نوايا القادة الصهاينة وخاصة السياسيين منهم كانت تنفيذ عملية اجتياح عام بطريقة شاملة لكامل القطاع غزة بطريقة انتشارية سريعة من كل المحاور المتاحة الشمالية والشرقية يتبعها عملية تمشيط تشمل كافة أراضي القطاع، وذلك بعد عملية قصف جراحي عامة لبنك من الأهداف البنيوية الخاصة بحركة حماس داخل القطاع وفق معلومات مخابرات الشاباك الصهيونية.

وقد جندوا لذلك أكبر حشد في تاريخ دولة الكيان من القوات المدرعة والمشاة الميكانيكية والراجلة القتالية، بدعم مدفعي هائل ومواكبة بكامل أسطول الحوامات الهجومية أثناء تنفيذ عملية الاجتياح، على يكون راس الحربة فيها كامل كتائب لواء غولاني المدرعة وهذا اللواء المعروف بلواء الصدمة هو أقوى التشكيلات المنتخبة الصهيونية، المكون من ثلاثة كتائب مدرعة قوام كل كتيبة 5000 عنصر محترف وعالي التدريب من الناحية الخبرة القتالية، كل كتيبة مدرعة مزودة بخمسين دبابة من نوع "ميركافا فور" التي تسمى دبابة القرن وهي فخر الصناعة الصهيونية، وعدد مضاعف من مدرعات "نامير" Namer التي لها نفس الجسم المدرع ونفس التدريع السلبي والإيجابي الردي التفاعلي ونفس الحماية النشطة لدبابة ميركافا مع اختلاف الأبراج القتالية المزودة بمدفع عيار 30 ملم ورشاش موازي عيار 7.62 ملم، وقاذف ثنائي مخفي لصواريخ سبايك Spike نظير صاروخ جافلين الأمريكي، ولكن المتعدد الأغراض القتالية، القابل لإعادة التلقيم الآلي مع عودة الاخفاء الأفقي داخل الجزء الخلفي من البرج، الذي هو أصغر واقل تدريع من برج ميركافا المسلح بمدفع رئيسي عيار 120 ملم ومدفع هاون داخل برج الدبابة عيار 60 ملم، ويتع ذلك 300 مدرعة 200 منها من نوع نامير بدون برج قتالي مع وجود رشاش عيار 7.62 علوي ظاهر وأخر عيار 12.7 ملم، وهو نفس تسليح برج ميركافا المضاف فوق برجها، وباقي المدرعات من نوع إيتان Eitan ذات العجلات وكل مدرعات غولاني من دبابات ومدرعات ناقلة للجند محمية بنظام تروفي النشط وطبقات تدريع خارجية تفاعلية ردية لجعل الدروع الأساسية سليمة ما أمكن! عدى مدرعات اشترور التي تحوي مدافع الهاون عيار 120 ملم، والمدعمة بدروع سلبية خارجية، بالإضافة إلى جرافات D9R فمحمية بأقفاص حماية شرائح فولاذية تحميها من قذائف ر ب ج بمنعها من الوصول للتدريع الأساسي بفصل دارة التفجير ومنع انفجارها!

قامت الولايات المتحدة الأمريكية عندما وجدت إصرار على مهاجمة قطاع غزة عند الصهاينة بإرسال كتيبة مارينز منتخبة أمريكية متخصصة بحرب المدن ومعها جزار العراق الجنرال جيمس كلين الأخصائي الأول في أمريكا بالمعارك التلاحميه الحضرية.

عارض الجنرال كلين فكرة الاجتياح العام معللاً بأن هذا النوع من المعارك في المدن يبدئ عندما يتوقف الهجوم الاختراقي، وفق تجربته الشخصية في الفلوجة مدينة المقاومة العراقية، وأكد أن أكثر قوات جيش الدفاع الصهيوني المحتشد معهم من قوات الجيش وقوات الاحتياط ليسوا مؤهلين لهذا النوع من المعارك الحضرية، وأن نسبة المؤهل من هذه الحشود أقل من 30% أي لواء الجيش الأول وأعني قوات لواء غولاني المدرع، المجهز بمائة وخمسين دبابة "ميركافا فور" والممثل لقوات الصدمة الصهيونية، ولواء الاحتياط الثالث وأعني لواء كافير الميكانيكي المكون أكثره من مرتزقة أجانب (أكثرهم أمريكان وأسبان وأوكران) يتم تجنيدهم من قبل مؤسستي مَحال وسريال، وهذا اللواء المختلط المتعدد الجنسيات مجهز بخمسين دبابة "ميركافا فور" ومثلهم من دبابة ميركافا تري" ولواء الاحتياط الخامس وأعني لواء غفعاني الميكانيكي مجهز بمائة دبابة "ميركافا فور" وهما يمثلان قوة الصاعقة ويأخذان ترتيب الدرجة الثانية من القوات الخاصة المشتركة بعد قوة الصدمة الغولاني!

وقام كلين على إثر ذلك بتشكيل قوة مكونة من 50 ألف مقاتل محترف مكونين من كتائب غولاني المدرعة الثلاثة وكتيبة القوات المحمولة جواً من قوات الغولاني المنتخبة أيضاً، مع كتيبة المارينز، وعدد مماثل أي 25 ألف مقاتل بالاحتياط مكونين من خمسة كتائب من لواء غفعاني الميكانيكي، وهم كتيبة مدرعة وكتيبتين ميكانيكيات وكتيبتين اقتحام جوي بالحوامات.

على أن تبدأ المعركة بعملية اقتحام جوي بالحوامات القتالية لقوات المارينز وقوات الغولاني على أن تكون مدعومة ومحروسة بالحوامات الهجومية أباتشي وكوبرا، وتحت غطاء مدفعي تدير نيرانه سرية الاستطلاع الأقوى بقوات غولاني والتابعة لكتيبة الغولاني المحمولة جواً.

وكان المخطط هو تنفيذ عملية الانزال الاقتحامي الجوي بعد تمهيد وتغطية مدفعية بالدرجة الأولى ومن ثم بالقوى الجوية، بطريقة مساحية انتقائية ضد النقاط الساخنة فقط، بقنابل الإلقاء الحر الغبية فئة 250 رطل (مارك 81) و500 رطل (مارك 82) ووزن 1000 رطل (مارك 83)، ومهمة القوات المجوقلة الخاصة بالبدء بعملية الاقتحام بتغطية مدفعية وإسناد الحوامات الهجومية بالتنسيق مع وحدات الاستطلاع الأرضية، ومن ثم تأمين عملية الاختراق الأولي لضواحي غزة يلي ذلك الانتشار في أبنية ضواحي غزة، قبل إتمام عملية الاختراق لكتائب الغولاني المدرعة ليليها كتائب القوات المدرعة الاحتياطية من لواء غفعاني.

ولكن كان لا بد من عملية استطلاع استباقية بالقوة لكشف حجم المقاومة الفلسطينية في محور الشمال على الأقل، واختبار قدرة سرية مدرعة من قوات الغولاني مكونة من 10 دبابات "ميركافا فور" و20 مدرعة نامير نصفها بأبراج قتالية والثاني بلا، ولكن بنظام تدريع وحماية موحد.

تمت تهيئة السرية وقامت بالتقدم في محيط غزة ولم تجد مقاومة تذكر لأن المقاومة في الفلاء عملية شبه انتحارية خاصة مع وجود مواكبة ومراقبة جوية مسلحة، ولكن ظهرت المقاومة مع دخول الضواحي الشمالية وتم استيعابها من قبل سرية الاستطلاع بالقوة والتي كانت خالية مدرعاتها من الجند إلا طواقمها القيادية والقتالية الغير مترجلين، والسبب لأنهم قوبلوا بالرصاص الحي والقذائف المضادة ولكن بطريقة جبهيه حيث أقوى نقاط التدريع في أجسام المدرعات والدبابات تصل إلى 1380 ملم من الدروع الأساسية من دون طبقة الدروع التفاعلية الردية وكانت أكثر المُستهدِفة لها من النوع الأجوف ذي السيال الحراري الذي يخترق بالدروع المجردة من الدروع الردية التفاعلية ما بين 170 ملم إلى 260 ملم حسب نوع الدرع إن كان قطعة واحدة مكثفة من الفولاذ أو أقوى منها من طبقات متوالية من سبائك من مركبات معدنية خاصة عالية القوة والمتانة والمقاومة الحرارية مع وجود مبددات مفصلية أو مخمدات اختراق يدخل في تركيبها السيراميك والخزف العالي التصليب أو الأراميد العزل، وهذا النوع من الدروع الطبقية الخاصة أكثر مقاومة من الفولاذ المكثف بنحو مرة نصف، ولا يمكن اختراقه بالحشوات الجوفاء الحرارية بوجود الطبقات التفاعلية الردية، ولكن من أحدث في هذه الدروع خروق نسبية هو من نجى من منظومة تروفي النشطة الصدية من القذائف الترادفيه المحلية التطوير من نوع تاندوم 85 وقذائف اعتقد العدو أنها الياسين 105، وهي بالحقيقة قذيفة PG-7VR الروسية!

لذلك انسحبت السرية الاستطلاعية سليمة إلا من أضرار جانبية يمكن إصلاحها، وتبين أن الدبابات والمدرعات الصهيونية حصينة ضد خطر المضادات الفلسطينية، أو لنقل هكذا أوهمتهم القوى المقاومة الفدائية.

وبتقديري أن المقاومة الفلسطينية فعلت ذلك من باب الخداع الحربي، ومن باب جر العدو لدخول معركة غزة الحضرية.

بناءاً على عملية الاستطلاع القتالية هذه قرر الجنرال كلين أن معركة غزة سوف تكون معركة مقاومة جبهيه وليس على شكل كمائن في عمق المربعات السكنية وانه في حالة سرعة حل هذه الجبهة التلاحميه بطريقة إفناءيه، سوف تنهار أو تضعف المقاومة الداخلية!

ولكن كان لا بد من إخلاء سكان مساكن ضواحي قطاع غزة بضربات كانت بالبداية انتقائية توحي بوجود دمار هائل قادم ضمن استراتيجية الصدمة والترهيب، وفق تكتيك القصف البساطي المساحي لهذه الأماكن وقد نجحت هذه الطريقة المنهجية للتمهيد بالتدمير الغاشم بعميلة نزوح أكثر سكان الضواحي.

وضربات الصدمة والترويع التي اشتهر بها الأمريكان في العراق كانت تعتمد على قنابل مارك العمياء ذات الإلقاء الحر التي تبدأ بوزن 500 رطل وحتى وزن 2000 رطل (مارك 84)، واليوم وكالات الأنباء الأمريكية وخاصة CNN تتهم الصهاينة أنهم استخدموا 15000 قنبلة عمياء ضد المدنيين في غزة من أصل 29000 قنبلة هي عموم القنابل الجوية التي استخدمت حتى لحظة إعداد ذلك التقرير الإعلامي الأمريكي، واعتمدت بذلك على معلومات استخباراتية بذلك، والحقيقة أن هذا الإعلان هو ذريعة للضغط الأمريكي لوقف الحرب على أن هذه القنابل بسبب عدم دقتها تسببت بقتل الكثير من السكان المدنيين العزل!

بدأت عملية الاقتحام للقوات المجوقلة من كتيبة الغولاني والمارينز الذي يقودون مجموعات الغولاني المجوقلة في محيط غزة الشمالي وقامت كتائب غفعاني المجوقلة باقتحام محورين من المنطقة الشرقي لقطاع غزة، ومهمة هذه القوات المنتخبة المجوقلة التقدم إلى الضواحي الشبه مدمرة وتأمين عملية الاختراق المدرعة الرئيسية.

ووفق عميلة الاستطلاع الاستباقية ورصدها القتالي فإن فصائل المقاومة سوف تخوض عملية دفاعية تلاحميه في ضواحي غزة، بقناعة أمريكية لأن لدى المقاومة أسلحة أمريكية وروسية موجهة مضادة للدروع متطورة وفتاكة لم تظهر أثناء الاستطلاع القتالي، ولكن سوف تظهر مع بدء العملية التلاحميه القتالية! وفق التقديرات الأمريكية، ومعلوماتها الاستخباراتية.

ومهمة قوات الاقتحام الجوي المنتخبة هي إخماد مصادرها بسلاح المدفعية التابع للقوات الخاصة الصهيونية التي يدير نيرانها ثلاثة سرايا استطلاعية تدير نيران ثلاثة كتائب مدفعية ميدانية (هاوتزر) من الأجيال المتطورة أو المطورة من مدافع بلادين الأمريكية المجنزرة الذاتية الحركة، بالإضافة لإدارة نيران الحوامات الهجومية الصهيونية.

يضاف إلى ذلك قذائف دبابات ميركافا من نوع لاهات الموجهة بالليزر المتعددة الأغراض القتالية التي تقوم بالخرق الترادفي المضاد للدروع أو الصدم والتفجير العصفي الحراري الفرط صوتي، وهذه القذائف الصاروخية يمكن إطلاقها بمدى مضاعف عن الدبابات حتى 8 كم من حوامات كوبرا الهجومية أو من الدبابات بطريقة الانقضاض العلوي بإضاءة وحدات الاستطلاع المتقدمة لها بالليزر أو وحدات كوماندوس دلتا فورس الأمريكية المتسللة الظلية.

بالإضافة لقذيفة مباشرة أمريكية من M831A1 نوع تطلقها دبابة ميركافا فور ترادفيه تخرق ثم تحدث موجة صدم مدمرة قوية جداً، وهي القذيفة التي طلبت دولة الكيان منها 13 ألف قذيفة إضافية فيما بعد بسبب قوة فتكها وتدميرها وسرعة اندفاعها المسارية العالية حتى 1400 م/ث! إضافة لاستخدام قذيفة Canister M1028ذات الاختراق المتناثر الكامل بكرات تنغسين معدنية عددها بالقذيفة الواحدة 1150! تطلق تلك الكريات بعد خروجها من فوهة المدفعية بدفع ظرف الاطلاق بطريقة بندقية الصيد الناثرة للكرات المعدنية.

حدث الاختراق المدرع ولم تحدث في بادئ الأمر أي مقاومة تذكر، حتى بدأت تتحشد السرايا بالضواحي لتنفيذ الاختراقات السهمية وفق التكتيك الروسي لكتائبه المستقلة التكتيكية ليتبع ذلك انتشار قوات الغولاني المترجلة من الدبابات والمدرعات ويتبع ذلك تقدم وانتشار القوات المجوقلة المنتخبة الصهيونية للسيطرة على مربع سكني كامل والانتشار في أبنيته في توضع قتالي مسيطر قبل الانتقال إلى مربع آخر، وفق استراتيجية قوات المارينز الأمريكية.

وسبق حدوث هذه الاختراقات تجوال هادئ ربما استطلاعي بالقوة، لفصائل من أرتال مكونة من أربعة دبابات ميركافا ومثلها من مدرعات نامير في أوضاع تهيئ قتالي من خلال تشغيل المراقبة الابترونية بزاوية أفقية تشكل دائرة مراقبة كاملة أي 360 درجة بالإضافة لتفعيل المجسات الحركية الابترونية (الالكتروبصرية) أو الحرارية التي ترصد أي حركة وتدير فوهات النيران المناسبة نحوها وهو ما عقد المسألة القتالية على المقاومة الفلسطينية بالظاهر!

أثناء هذا الاجراء التكتيكي الأمريكي لتلك الفصائل المدرعة الجوالة، بدأت السرايا المدرعة الأخرى بعمليات الاختراق السهمي للأحياء التي تلي أبنية الضواحي التي أكثرها مدمر وفق التكتيك الذي بيناه أعلاه، وهنا بدأت المعركة التلاحميه الحضرية الأولى في قطاع غزة في عمق الضواحي وشوارع وأزقة المربعات السكنية الأولية شارك بها جميع المجموعات الفدائية المتاحة من فصائل المقاومة الفلسطينية والتي قدر عددها بنحو 5000 فدائي، وكان سلاح الصدمة بها كما توقعت المخابرات العسكرية والمركزية الأمريكية هي صواريخ كورنيت الروسية وجافلين المتاحة الأمريكية وانلو البريطانية، وهي الصواريخ التي أحدثت خسائر حقيقية بالمدرعات والدبابات الصهيونية! لأن جافلين وانلو يهاجمون المدرعات عادتاً من الأعلى وهي أضعف نقاط التدريع في كل مدرعات ودبابات العالم، ولا دور للحماية النشطة تروفي معها، لذلك طورت المقاومة بعد استهلاك هذه الصواريخ فيما بعد درونات عامودية الإقلاع مروحية لإلقاء قذائف ر ب ج بطريقة علوية، أما صاروخ كورنيت الروسي فكان لديه طريقة فريدة لتفادي حماية مقذوفات تروفي الصدية القاسية، ولديه قوة خرق وتدمير اسطورية قهرت في أوكرانيا أقوى الدبابات الغربية، أما قذائف PG-7V والأحدث PG-7VL الجوفاء وقذائف PG-7VR وقذائف الياسين 105 الترادفيه فمن كان لها حظ بتجاوز مصدات تروفي المتفجرة بأسلوب الإغراق الناري للقذائف الجوفاء الحرارية، وتثنى له اختراق طبقات التدريع الردية المتفجرة الخارجية فقط بالنسبة للجوفاء منها والترادفية منها لم تستطع أن تهدد حياة أطقم الدبابات والمدرعات القتالية لأن تدريع جوانب دبابة ميركافا ونامير سماكته الأساسية 1150 ملم! واختراق قذائف تاندوم 85 لم يتجاوز 300 ملم وقذائف الياسين 105 الفلسطينية ونظيرها الروسي اخترقت ضعف هذه السماكة فقط!

إلا أن قذيفة الياسين 105 كانت تهدد الطاقم فقط بطريقة قنصيه باستهداف أعلى التدريع الذي هو أسفل منطقة الذخائر في آخر برج دبابات ميركافا فور الصهيونية، لأنه يوجد هناك خزانات الوقود الاحتياطية، من خلال قوة الصدم الترادفيه الحرارية، إلا أن سلاح الصدمة الأول الفتاك هو صاروخ جافلين الأمريكي وصاروخ كورنيت الروسي، اللذان خلقا حالة من الرعب والذعر جعل كثير من طواقم الدبابات والمدرعات يفرون تاركين آلياتهم ورائهم بعدما فشلت قوات الاحتياط الهجومي المدرعة والميكانيكية من دعم دخول المعركة ودعم الموقف القتالي ونقل الإمدادات اللوجستية! نتيجة استهداف مدرعاتها بصواريخ كورنيت الروسية في محيط قطاع غزة! من مسافات بعيدة آمنه عن ردود الفعل الصهيونية، وهو ما أخر نجدتها للقوات الأساسية، فتم دعم هذه القوات الشبه محاصرة بنيران مدفعية الهاوتزر (الميدانية) عيار 155 ملم والمورترز (الهاون) عيار 120 ملم، بإدارة مجموعات الاستطلاع الراجلة التابعة للقوات المجوقلة الصهيونية، والتي أدارت أيضاً النيران الجوية.

وانتهت المعركة بانسحاب قوات المقاومة إلى الأنفاق من جديد، والذين كان اكثرهم متمركزين ضمن ركام الأبنية المدمرة بالضواحي، لما يوجد تحتها من فتحات أنفاق مفعلة سرية، وكان سبب الانسحاب الأساسي نتيجة القصف الهستيري المدفعي بالدرجة الأولى ونيران الحوامات الهجومية بالدرجة الثانية، ثم تدخل باقي أجنحة القوى الجوية، وعندها وصولت التعزيزات والاحتياطات القتالية واللوجستية، وربما توقفت المعركة لاستنزاف المقاومة لما لديها من أسلحة الفتاكة الذكية الأجنبية، التي كانت سلاح الردع الأول في هذه المعركة التلاحميه، وهذا ينفي صحة الرواية الشعبية حول تمكن المقاومة من أسر وإخفاء الدبابات والمدرعات المتروكة والمعطوبة المعادية! خاصة أنه لم يرد أي تصديق لهذه الرواية من جهة رسمية تمثل المقاومة الفلسطينية، التي عودتنا على المصداقية والتوثيق للأحوال والأوضاع القتالية، وربما يوجد عملية أسر لعدد من جنود العدو لم تفصح عنه المقاومة، ولكن المؤكد حدوث خسائر كبيرة بشرية وخاصة بالمشاة المترجلة والراجلة الصهيونية والأمريكية.

ومؤكد يوجد أيضاً شهداء من جانب المقاومة الفلسطينية، ومن المنطقي أن تنتهي إعادة السيطرة لصالح العدو، ذي الإمكانيات المفتوحة والقوى المتدخلة الداعمة التصاعدية.

إلا أن هذه المعركة بكل أبعادها كانت بمثابة انتصار للمقاومة الفلسطينية وقهر لأسطورة الجيش الذي لا يقهر بطريقة شبه جبهية.

وتركت هذه المعركة أثر مرعب في قلوب العدو ظهرت ثمارها في المعركة الثانية التلاحميه وأدت لقبول العدو بشروط الهدنة وفق الإملاءات الفلسطينية! وهذا يعني أن هذه المعركة حققت شروط الحرب النفسية التي تضعف الحالة المعنوية عند العدو.

وبتقديري لو دُعمت المقاومة بأسلحة متطورة أكثر وعلى نطاق أكبر، لصمدت أكثر بل ولربما انتصرت وهزمت جحافل النخبة المعادية، كما حدث في ضواحي كييف مع الروس في أول الحرب الروسية الأوكرانية، ولكن غالباً من قام بدعم المقاومة بهذه الأسلحة لا يريدها أن تصل إلى أكثر من ذلك أي عملية ردع وإرهاب أولية! وخاصة أنه يعلم أن الصهاينة لن يفعلوا ما فعله الأمريكان في فيتنام وأعني استراتيجية السهم المكسور (التدمير المتبادل) ولو طالت المعركة لطوقت أكثر قوات العدو وأسرت! والسبب بتقديري أن من دعم المقاومة الفلسطينية يردها ورقة ضغط رادعه، لا ورقة نصر لامعه! ربما لكيلا تتحول هذه المعركة إلى حرب إقليمية! أو عالمية من خلال دخول قوات الناتو المعركة بطريقة مباشرة علنية، لنجدة حلفائهم من القوات الصهيونية.

كما أن قهر 5000 فدائي لقوة تفوقهم بنحو عشرة أضعاف من ناحية العدد، ولا يقارن معهم من ناحية قوة التجهيز والعتاد والتسليح، هو بشارة خير للأمة الإسلامية، حتى ولو كان هذا لفترة زمنية قصيرة، في ظل تصاعد القوى الصهيونية المقابلة! فماذا يحدث إن نشب للقتال 70 ألف مقاوم ومجاهد جيدي التجهيز، يمثلون كامل الفصائل المسلحة الفلسطينية؟!

وهذا يذكرني بجيش أسامة بن زيد رضي الله عنه، الذي قرره النبي صلى الله عليه وسلم، وانفذه خليفته الأول الصديق رضي الله عنه، كيف كان له أثر معنوي إيجابي على المسلمين وسلبي على الروم، عجل انتصارات المسلمين في فتح الشام على الإمبراطورية الرومانية! مع العلم أن جيش أسامة رضي الله عنه، عاد سالماً غانماً.



المعركة التلاحميه الثانية (معركة الموقع 17):

تبين من خلال المعركة التلاحميه الأولى أن دبابة "ميركافا فور" دبابة عصية وآمنة لطواقمها، ولا يمكن قهرها أو تدميرها بالكلية وقتل طاقمها إلا بأسلحة فتاكة جداً تخصصية، تنتجها الدول العظمى القوية، مثل روسيا وأمريكا ونخبة دول الناتو الأوربية، وهي سهلة الصيانة وإعادة التأهيل من الناحية العملية، فأسطولها كله لا يتجاوز إلا 300 دبابة ومضى على المعركة حتى اليوم أكثر من شهرين فلو كان الإنتاج الشهري الأقصى منها عشرة دبابات ودبرت بالفعل لما وجدنا منها دبابة في الميدان، إنما نجدها اليوم هي المسيطر والأكثر تواجد في ساحة المعارك، وهذا يعني أنها أعيد تأهيل أكثرها وعادت للقتال! لأنها سهلت التجديد وخاصة من ناحية دروعها التراكبية المضافة للبرج بطريقة مبتكرة، وكذلك طبقة دروعها الردية المضافة على دروعها الأساسية، وقد يتعدى الأمر كذلك لمعالجة دروعها الطبقية الداخلية!

لذلك ظهر في ساحة القتال اليوم مضادات فعالة جديدة منها المصوب مثل قذيفة تاندوم105 المطورة بطريقة محلية! يطلقها قاذف RPG-29 ليصبح عمق اختراقها بدروع الدبابات حتى 1000 ملم بدل 750 ملم كما هو حال قذيفة PG-29V الروسية! التي استخدمت بالعراق وقهرت دبابة أبرامز الأمريكية عام 2003، وبسرعة جديدة تزيد عن 300 م/ث بدل سرعة 280 م/ث، وذلك بعد تجاوز الدروع الردية!

وظهر في الميدان صاروخ روسي موجه موازي بقدرته لقذيفة تاندوم 105 الفلسطينية من ناحية عمق الاختراق والسرعة، الذي يتعمد تكتيك المسافة صفر لتجاوز فترة ردة فعل صد منظومة تروفي، أو طريقو الاشغال الإغراقية بقذائف قذاف ر ب ج سفن الأولية الاعتيادية PG-7V، وهذا الصاروخ هو كونكورس الروسي الموجهة بالسلك بطريقة كهروبصرية ويتجاوز خطر تروفي أيضاً بكونه يستهدف دبابة ميركافا وهي بالحالة الحركية حيث يصعب موقتت عملية الصد مع الحركة، ومن مسافة تصل حتى 4 كم، أي مع تأخر رصد الصاروخ بوسائل رصد الدبابة.



أما قذيفة الياسين 105 التي ذاع صيتها فهي فعالة ولكن من المسافة صفر أيضاً ولكن بطريقة اقتناصيه باستهداف تدريع مؤخرة البرج القتالي، لوجود الذخائر المتفجرة أو اعلى الدرع المقابل أسفل مؤخرة البرج القتالي حيث خزان الوقود الاحتياطي، وهو ما يشكل تهديد صارخ على كامل الطاقم المحمول والقيادي.

وأصبحت استراتيجية المقاومة بعد المعركة التلاحميه الأولى وانتشار قوات العدو بمساحة 43% من قطاع غزة الشمالي الشبه مدمر، هي استراتيجية اضرب واهرب مع الظهور المبيت المفاجئ تكتيك اللدغة، والاختفاء المفاجئ وتفضيل القتال من النقطة صفر، وزيادة الاعتماد على القناصين المحترفين ببنادق القنص من نوع دراغانوف الروسية عيار 7.62 ملم ومداها المجدي حتى 1200 متر بسرعة 830 م/ث، وبندقية الغول المحلية الصنع عيار 14.5 ملم ذات المدى المجدي حتى 2000 متر وبسرعة تتجاوز 1600 م/ث!

بعد مضي أكثر من أسبوعين من اختراق الضواحي وتدمير أغلب مساكن شمال قطاع غزة وحرب العصابات المحمومة ويأس الصهاينة من إيجاد أنفاق المقاومة الأساسية حيث تتجمع خلايا المقاومة الأساسية ومعهم الأسرى والرهائن من دولة الكيان، وتم الاشتباه من قبل مخابرات الصهاينة من أن أحد هذه الخلايا الأساسية موجود تحت المنطقة 17 شمال جباليا وهي من المناطق المكتظة بالسكان بعد نزوح الأهالي من المناطق الشمالية!

وللتيقن من ذلك تم ضرب مناطق مشتبه هناك بقنابل المطرقة الأمريكية (مارك 84) التي تزن قرابة الطن فيها قرابة 500 كغ من المتفجرات الكربونية PBX التي تفوق التروتيل بالقوة التدميرية وتأثيرها القاتل يغطي دائرة قطرها يصل إلى 300 متر مع احداث حفر قطرها يصل إلى 11 متر مع قدرة خرق الكرونكيت المسلح بالقوة التفجيرية تصل إلى ثلاثة أمتار، ألقتها نفاثات صوفا وراعام الصهيونية من ارتفاعات خفية من اجل إحداث أكبر قوة خفر بالأرض وخرق بالبنية الخرسانية، لكشف مواطن تلك الأنفاق الأرضية.

تقدمت مفارز وتشكيلات خاصة من لواء مَحال (كافير) إلى تلك المنطقة للقضاء على تلك العناصر المتخفية من الناحية الافتراضية، لتبدأ المعركة الثانية التلاحميه بين قوات الفصائل المقاومة وقوات لواء محال التي أكثرها ارتزاقية!

في الجولة الأولى رجحت كفة القتال للصهاينة بسبب قوة النيران الداعمة الأرضية والجوية وحتى البحرية بطريقة شبه عشوائية، مما أوقع قدر كبير من الشهداء من السكان المدنية، وعدد غير معلوم من شهداء المقاومة، مقابل عدد كبير من الإصابات المعادية تزايدت مع تدخل المدفعية الفلسطينية الصاروخية (رجوم) عيار 114 ملم ودانات الهاون عيار 120 ملم، وزاد صخب المعركة بإرسال العدو لدفعات قتالية جديدة لتعزيز الموقف القتالي والاستيلاء أو التخلص من أهم خلية مقاومة أساسية والتكتيك الذي استخدمه العدو هذه المرة ليس بطريقة الخرق السهمي، وإنما بتكتيك المطرقة بطريقة تتابعية، القت نفاثات العدو هذه المرة قنابل أقوى من قنبلة المطرقة العمياء بقنابل اختراقية من نفس الوزن مدمرة للتحصينات وموجهة بطريقة ذكية، وكانت الاستراتيجية الوحيدة للمقاومة لوقف خطر تكتيك المطارق المتتابعة والمتبدلة بسبب الانهاك القتالي والاستهلاك اللوجستي لوقف الحاجة للإمدادات اللوجستية، هي الاستمرار بتوجيه الضربات المدفعية ضد الاحتياطات المعادية البعيدة، بطريقة تبادلي لمواقع الإطلاق لتفادي النيران المضادة المعادية المدفعية والجوية.

ثم قاموا بالبدء بتطويق المفارز والتشكيلات المتقدمة المعادية المستعدة لدعم الموقف القتالي في المنطقة 17 بطريقة المطرقة الصهيونية، ببدء الخروج من فتحات الأنفاق السرية وبدء القتال التلاحمي من المسافة صفر لتحيد الداخلات الداعمة المعادية الجوية والمدفعية! وقاموا كذلك بطويق وعزل معركة المعركة الأساسية، وهذا يعني أنهم ظهروا في هذه المعارك التلاحميه الجديدة بأعداد أكبر بكثير من القوات التي شاركت في المعارك التلاحميه في المرحلة الأولية، إلا أن المعركة التلاحميه الأولى ساعدت كثيراً بخلق حالة من الرعب والذعر أربك القوات الصهيونية هذه المرة بطريقة جدية، وهنا وافقت القيادة المركزية للكيان على الهدنة شرط وقف المعركة التلاحميه من الناحية الاشتباكية حتى سريان الهدنة بطريقة رسمية، وقد حصل.

إلا أنه على ما يبدو لاحظت المقاومة الفلسطينية تراجع القوات المعادية عن النقاط التلاحميه مع الاشتباك، وهو ما أوحى لها أن هناك تخطيط ضربات جوية ومدفعية جراحية غادرة لمركز قوات الاشتباك التلاحميه من المقاومة الفلسطينية، فعادت قواتها خلسة إلى مخايها السرية تحت الأرض، وحصل ما توقته قيادات المقاومة الأبية، حيث نشب بعدها أسود المقاومة للعودة للمعركة التلاحميه وإغراق العدو بخسائر كارثية بالعدد والعتاد، ولم يتوقف الأمر إلا بالسريان الفوري للهدنة المتفق عليها، وعادت وانسحب المقاومة إلى أماكنها السرية من جديد، وانسحبت 70% من القوى المنتخبة الصهيونية خارج غزة والباقي إلى ضواحي غزة خلال فترة الهدنة العسكرية.



المعركة التلاحميه الثالثة:

بعد انتهاء الهدنة قام اسطول غربان صوفا (ف 16) وراعام (ف 15) بإغراق غزة بطريقة قصف الموجات الضاربة المتتابعة، بقنابل مدمرات التحصينات الولزالية الأمريكية الاختراقية من نوع BLU-109B فئة 2000 رطل، التي جهزت بها قنابل جيدام JDAM الموجهة بالأقمار الصناعية، وقنابل الممهدة Pave Way المنزلقة على الليزر الأمريكية ذات الضربات الجراحية لخنق المقاومة وعزلها بنحو 800 نفق مكتشف بطريقة افتراضية.

وتبع ذلك تدفقات هائلة للقوات الصهيونية المنتخبة مضاعفة عما كانت عليه في المرحلة الأولية من كل المحاور القتالية شملت حتى الأماكن السكنية الجنوبية ولكن مع دخول الليل تعرضت هذه القوات للمرة الثلاثة لسبع عمليات تطويق شملت كامل القوات المهاجمة الصهيونية، وعادت المعارك التلاحميه من جديد وأحدثت في بداية الأمر خسائر متتابعة كارثية في صفوف العدو، لكن العدو أدخل تشكيلات احتياطية بطريقة المطرقة الانقاذية، وبدأت باستخدام ذخائر جوية صغيرة فئة 250 رطل موجهة ودقيقة أطلقتها الدرونات الضاربة بالإضافة للدرونات الذاتية التأثير الكميكازية، واطلقتها النفاثات القاصفة، وسلاح الحوامات الهجومية، وحتى سلاح المدفعية، مما أدى إلى فك الاشتباك مع المقاومة الفلسطينية.

هنا تحولت فصائل المقاومة من جديد إلى حرب العصابات الشبحية وبدأوا معركتهم الاستنزافية التي نراها، والتي أفضل ميزاتها الاستراتيجية تصفير الخسائر البشرية بالنسبة لقوات المقاومة، وامتلاك زمام المبادرة القتالية القصيرة وزرع الرعب والهلع في صفوف العدو واستنزاف موارده المادية والبشرية.



المتوقع ميدانياً لحسم الحرب:

بتقديري لن تحسم المعركة عسكرياً، في قطاع غزة إلا بالمفاوضات فقط، ولكن حرب الشوارع وكمائن الأشباح سوف توصل درجة الاستنزاف والانهيارات للقبول بإملاءات حماس لوقف الحرب، والضربات الجوية النوعية للقطاعات المدنية بالطائرات الصهيونية، أصبح يقابلها ضربات صاروخية بدأت تستهدف عاصمة الكيان الصهيوني تل أبيب بصواريخ عطار 120 التي ليست بالحقيقة موجهة ولكن مزودة بجيرسكوب محسن يخفض انحرافها المساري، الكبير وربما تكون عشوائية التهديف في تل أبيب ولكن تحمل رؤوس مدمرة وزنها 150 كغ! بمدى يصل إلى 120 كم، ويتجاوز منها 30% دفاعات تل أبيب القوية، وهددت حماس في حالة المغالاة باستهداف المدنيين في قطاع غزة، بالرد بصواريخ موجهة بالبرمجة المسارية تستهدف أهداف هامة ومحددة داخل تل أبيب بعد عملية إغراق استباقية تشغل وتستهلك الدفاع الصهيونية، لتسهل وصول أكثر صواريخ ام 90 التي قد تحمل رؤوس حربية مدمرة تزيد بوزن 50 إلى 100 كغ عن صواريخ عطار الهجومية وتستطيع ضرب أي نقطة في تل أبيب ربما بدقة مع القدرة التدميرية.

فإن لم تنجح المفاوضات نتيجة الضغوط الاستنزافية لحماس فربما تنتهي الحرب كما بدأت بعملية هجومية كبيرة مثل طوفان الأقصى ولكن أكبر وهذه المرة بالعاصمة تل أبيب تحت غطاء صاروخي ضارب يشمل كافة أطياف الصواريخ التي تبلغ تل أبيب لدا حماس، يتبعها عملية إنزال برمائي كبير شبه استشهادي، ينفذه كل ما لدا حماس من قوات الضفادع البشرية! يتم من خلالها احداث رعب شديد وعمليات تخريب ممنهجة وحجز أكبر عدد من الأسرى والرهائن الصهيونية، ولن ينفعهم حينها حتى ضرب غزة بالقنابل النووية.

لذلك نجد أمريكا تتحسب لهذا السيناريو المرعب، واعطت الصهاينة فرصة حتى نهاية العام لأنهاء هذه المعركة العقيمة الاستنزافية، ونصحت الصهاينة بسحب قواتها من قلب غزة إلى محيطها ومهاجمة نقاط معينة معنية فقط بطريقة صاعقة اقتحاميه مجوقله واختراقية بالتبعية، وفق نصيحة لوييد أوستين وزير الدفاع الأمريكي.
 
MicrosoftTeams-image (1).png
 
مشكور جدا على هذا العمل المميز! ، هل من فكره او انفوكراف حديث عن ترسانة الجهاد الصاروخيه وبقية الفصائل الاخرى؟
الجديد اليوم هو قذائف رجوم عيار 114 ملم ذات الصناعة الفلسطينية يزيد مداه عن 8 كم وبرأس حربي يصل إلى 10 كغ بدل 3 كغ بالنسخة الإيرانية عيار 107.
ويجري الحديث اليوم عن صاروخ M90 الموجه بالقصور الذاتي حتى مدى 90 كم وراس حربي كبير يصل إلى ربع طن من المتفجرات الشديدة الأزوتية.
 
بتقديري انسحاب أقوى كتائب لواء غولاني أو ربما انسحاب اللواء الأول بأكمله، سببه حالة الانهيار المعنوية التي لحقت بأفراد اللواء وأدت إلى تمردات وعصيان للأوامر الميدانية نتيجة الخسائر الكارثية التي لحقت بهذا اللواء! فهناك من يتوقع بأن مجموع إصابات لواء غولاني بلغت 40%! وهي النسبة التي تجبر قيادات الجيش الصهيوني على سحب البقية، وفق القانون والعرف العسكري لدا الجيوش الغربية والعبرية، خاصة مع وجود تسريبات منذ أسبوع أو أكثر تشير إلى أن لواء غولاني خسر 25% من قواته بين قتيل وجريح!

أو الخيار الثاني والذي له أيضاً أرضية خبرية، أن ذلك حدث وقف وصية وزير الدفاع الأمريكي لوييد أوستن، التي تقضي أو توصي بسحب أكثر القوات الصهيونية من غزة لمحيطها والعمل على التواجد الفوري والآني في المناطق الساخنة فقط الإرهابية! إلا أن هذا الخيار إن كان هو المرجح! فيجب أن يشمل كافة التشكيلات المتواجدة في غزة من النخبة الصهيونية، وأن يكون انسحاب لواء الصدمة الغولاني من الوضع القتالي إلى التموضع الجديد استعداداً لخوض أي أوضاع قتالية جديدة، ولا أدري بصراحة إن كان هذا حاصل أم لا.
 
عودة
أعلى