انت معذور ان تستهزئ و لكن ذلك تاريخ محفوظ و لا يمكن لك او لغيرك تغييره ،هذه مقتطفات من بحث عن امارة البرابيش بالازواد للفائدة ،حتى اذا تحذثنا عن الازواديين على الاقل نعرف شيئا عن تاريخهم .
" قامت احدى اقوى واشرس الإمارات الحسانية في أزواد ، نزل جموع البرابيش أزواد حوالي 1514-1523م قادمين من منطقة صخور الرحامنة في جنوب المغرب مدفوعين من ابناء عمومتهم اثر حروب داخلية بينهم، وفي إطار الموجات الحسانية القادمة إلى المنطقة، وسلكوا طريقين مختلفين فتوجهت طائفة منهم صوب أزواد مباشرة مرورا بإكيدي الشمالي، بينما توجهت طائفة اخرى إلى ادرار و منه إلى تكانت و الحوض و ارض القبله، حيث فرضت سيطرتها هناك فترة من الزمن كما جاء في بعض الحوليات التاريخية قبل أن تنتقل إلى الازواد و ينتسب لبرابيش إلى حمو بن حسان (حسان جد كافة عرب بني حسان من ابنيه احمد الملقب شبل ومنه أولاد عبد الرحمن الرحامنه و المختار الملقب بربوش و إليه غلبت نسبة لبرابيش. كان الرحامنة أول طوائف لبرابيش نزولا في أزواد ودانت لهم المنطقة اثر هزيمتهم للتوارك بعد حروب عديده ، و قویت شوكتهم و سيطروا على طرق التجارة بين تنبكتو و بلاد المغرب و حققوا نفوذا كبيرا لدى ملوك السونگاي المسيطرين على عقفة نهر النيجر أن ذاك.
عند قدوم جيوش الاشراف السعديين إلى نهر النيجر 1591م لم يصطدم معها البرابيش و بقوا على حياد في الحروب التي وقعت بين الحملة و مملكة السونغاي، وحافظوا على الاستقلالية و النفوذ في الصحراء بعد سيطرة الحملة على تنبكتو ومنطقة النهر ، بل كان يحدث ان يستنجد شخصیات و علماء و قضاة من تنبكتو بالبرابيش هر با من بطش البشاوات السعديين الجدد فيتم لهم ذلك كما حدث مع القاضي نور الدين بن عمر مع الأمير عيسى ولد اسليمان و حدث مع الباشا المخلوع علي بن عبد القادر مع الأمير الفلالي ولد عيسى . ازداد نفوذ الإمارة على الباشوات بعد سقوط دولة السعدين في المغرب رعاتهم، فاصبح منهم قوات في جيش الرماة و كاهيات بل وصل عبد الله بن الحاج العمراني البربوشي ليكون باشا لتنبكتو سبعة مرات و هو أكثر الباشات ترددا على حكم تنبكتو كانت حدود الإمارة مرسومة بالدم، ولم تكن لها معالم جغرافية محددة، واعتمدت على مناجم الملح في تغازة ثم في تودني بعد ذلك وعلى الإتاوات على القوافل التجارية المارة في مجال سيطرتها مقابل حمايتها حتى تصل بغيتها ولذلك عقدت الإمارة معاهدات مع إمارات الطوارق في الهكار وأدغاغ تقضي بدفع إعانات سنوية لها مقابل الكف عن القوافل التي تأخذ الحماية من البرابيش أما عدد الغفر الذي تأخذه الإمارة على البضائع الواردة فهو سبعة مثاقيل من الذهب لكل حمل و بعيرا عن كل جلب من الإبل أو عن كل مكطر من الملح، و يتم تعين قائد لمنجم الملح في تودني سنويا تختاره الجماعة يتولى تسيره في موسم القلع و يلتزم بدفع اربعمائة رأس من الملح في الموسم غفرا، بينما تدفع كل قافلة غفرا معلوما لقائد المملحة قدره حمل بعير أو نصفه من الميرة،
المحمله . وكانت تفد على أروان حيث حلة الإمارة قوافل من اغدامس وتوات و طرابلس و تافلالت من تجكانت واعریب و تکنه و أولاد بوسبع مرتين للشهر الواحد، وتكون القافلة الواحد ألوفا و كانت الإمارة في بادئ الأمر في اولاد عبد الرحمن و كان عيسى ولد اسليمان أولهم، وبعد وفاته سنة 1620م خلفه ابنه الفلالي ولد عيسى ولد اسليمان 1620-1681م ، وكان أميرا قويا عاتيا شديد البطش واسع النفوذ امتد سلطانه حتى واحات اتوات شرقا، وهو الذي تعرض لركب باشا تنبكتو عند توات حينما كان متوجها للحج سنة 1041هـ/1631 م فنهبه وكاد أن يقتل الباشا لولا أنه استجار بكبيري الرفقة العالمين سيد احمد بن عبد العزيز الجراري و سيد محمد بن احمد و بابا التنبكتي و افتدى منه بمال أدى تجبر الفلالي و بطشه إلى احتكاك بينه و بين بعض الأجنحة والأفخاذ النبيلة من القبيلة مما أدى إلى نشوب حرب بينهم توجه على أثرها أنيس ولد عيسى ولد مخلوف من فرع أولاد عامر إلى المولى اسماعيل العلوى في المغرب و بالغ له في فساد أولاد عبد الرحمن في أزواد وخروجهم عن الطاعة فأذن له المولى اسماعيل و مكن له في قومه فجهز محلة كبيرة من بقية القبيلة الذين تخلفوا في المغرب وقفل بهم إلى أزواد ليدخل في حروب مع أولاد عبد الرحمن انتهت بهزيمتهم و مقتل الأمير الفلالي ولد عيسى في موقعة "أم اعكال" قرب تنتهون بين تنبكتو وأروان سنة 1681م. وتلاشى أمر أولاد عبد الرحمن بعد ذلك و انتقلت الإمارة إلى فرع اولاد عامر و كان أول أمرائهم أنيس ولد عيسى ولد مخلوف (1682-1692م) ، الذي انتقل بجيشه إلى "أروان" و جعله موضع حلة الإمارة و اجتمع عليه كل قبائل البرابيش وزوايا المنطقة و تلقب بسلطان الصحاري، خاض حروبا مع التوارق أدت إلى ابعادهم عن المجال الحيوي للأمارة واستقر له الامر إلى ان توفى 1692م وخلفه ابن عمه الحاج امحمد ولد اسليمان ولد مخلوف (1692-1710م) و في عهده اندلعت الحرب بين فروع لبرابيش عند أكومار" سنة 1703م و كان من نتائجها نزول و استقرار بعضهم في تنبكتو في حي أبراز الذي استحدثوه في ضواحي المدينة، وسعى الحاج امحمد إلى زيادة رقعة نفوذه فاتجه صوب ولاته و دخلها في شوال سنة 1115هـ فبراير 1705م و ملكها ست سنوات، وبعد وقائع شرسة مع أولاد يونس خرج البرابيش من ولاته منهزمين إلى أزواد سنة 1710م وهي سنة وقعة "توك" التي تفرقت فيها حشاشة لبرابيش وهم مائة طفل ظفر بهم أولاد يونس في ذلك آلت الإمارة بعد الحاج امحمد إلى ابنه اعلي دحمان ولد الحاج امحمد الذي استتب له الامر سنين قليلة قبل ان ينشب الخلاف بين فروع الإمارة مرة أخرى، و انتهت النزاعات التي قامت إلى نزول أولاد عامر اصحاب البيت الأميري بأبراز في ضواحي تنبكتو و انتقلت الإمارة في أزواد إلى فرع لمحافيظ برئاسة حم ولد بدله الذي نصب أميرا على كافة من بقي من البرابيش. وبعد صدامات كثيرة بين فروع القبيلة وتدخلات للصلح قام بها باشوات تنبكتو وعلماء أروان و قضاتها دامت سنينا وقع الاتفاق على إمارة امحمد ولد اعلي ولد حافظ ولد إيعيش من فرع أولاد عامر وذلك سنة 1752م ثم ثار عليه ابن عمه امحمد ولد يوسف ولد الحاج محمد ولد اسليمان وانتزع منه الإمارة قهرا، ليتحول الصراع على السلطة بعد ذلك إلى داخل البيت الأميرى نفسه، ثم استتب الأمر ل امحمد ول رحال ولد دحمان ول الحاج محمد سنة 1755م و في عهده انقسم لبرابيش إلى بطن اجمل برءاسة أولاد اسليمان أميرهم امحمد ول رحال و عرب القبله برئاسة أولاد احمد وأميرهم أحمد ولد لامين ، و وقعت بينهم أيام الغشوة و از رایب و اطویره و تهگیمت. ونزل محمد ول رحال بجيشه عند بئر بوجبيه وبنی به قصبته و طلب من القاضي سنبير ول سيدي الوافي في أروان أن يأذن لتلميذه الطالب سيد أحمد السوقي في الذهاب معه ليكون وكيلا على القصبة وجعلها حلة إمارته، حتى توفي سنة 1778 فورثه ابنه اعلي ول امحمد ول رحال اللذي استطاع ان يصطلح مع عرب القبله ماعدى أولاد احمد بعد وقعت يوم كوري 1790 م ليجمع بعد ذلك حلفا كبيرا سنة 1794م ضم بطن اجمل و اعرب الگبله و اتوارگ ويهاجم أولاد احمد فقتل أميرهم احمد ول ألمين واستأصل شأفتهم، وتوفي 1802م، وجاء بعده أخوه امهمد ول امحمد ول رحال الذي توفي سنة 1808 ثم اجتمعت كلمة لبرابيش على احمد ول اعبيده ول امحمد ول رحال وهو من أقوى الأمراء، وكان سائسا مقداما، ربط صلات مع إمارة فوتى الصاعده و مع إمارات الطوارق المجاورة، وفي عهده جاء إلى المنطقة الرحالة والمستكشفون الأوربييون و أولهم وصولا الانگلیزی گوردن لینگ الذي انطلق من تنبكتو باتجاه أروان فتبعه الأمير احمد في نفر من فرسانه فادرکه عند موضع اسهب" يوم 9 مايو سنة 1826 م وقتله مع مرافقيه هناك بعدما عرض عليه الإسلام واعرض عنه، ثم وصل بعده المستكشف الفرنسي ريني كايه ( ول كيجه النصراني سنة 1828 الذي كان يتكلم العربية و يدعي الاسلام فعبر دون ان يصاب بأذى، ثم جاء الرحالة الألماني هينري بارث فأقام مع الشيخ سيدي محمد البكاي بن الشيخ سیدی محمد بن الشيخ سيدي المختار الكنتي
البكاي بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي المختار الكنتي في تنبكتو ، وخلال إقامته قدم إلى تنبكتو اعلي بن الأمير احمد سنة 1853م مع رفقة أزلاي، فتاقت نفسه لقتل هذا النصراني كما قتل أبوه الإنكليزي لينك من قبل، لكن الموت فاجئه في 19 دجمبر من نفس السنه، وعاد بارث ادراجه دون ان يتمكن من الخروج من تنبكتو في اتجاه الشمال، ثم توفي الأمير احمد في نفس السنة، وتولی بعده ابنه امهمد ول احمد إلى أن توفي سنة 1876م، فجاء بعده ابنه سيدى محمد ول امهمد الذي كان أميرا قويا واسع الخبرة في الحروب والسياسة و شهد عهده تحولات كبيرة في احلاف الإمارة وتغيرات واسعة في مجال سيطرتها فغزا تو ارگ الجنوب و توارگ الهكار في الشمال و بسط نفوذه على سودان النهر مما يليه و رد غارات عرب الساحل و نزع رءاسة تاودني من تجكانت و أقامها في اهل أروان بينما أقام علاقات و دية مع كلنتصر، و في عهده استولى الفرنسيون على تنبكتو في 1894 م فلجا رؤساء تنبكتو من الرماة و الكاهيات إلى لبرابيش الحمايتهم من الفرنسيين فكان لهم ذلك، ثم
جرت بين الأمير و الفرنسيين مراسلات دبلوماسية - كان يوقعها بصفة : سلطان أزواد" انتهت بتوقيع اتفاقية معاهدة في 18 فبراير 1894 تقضي بان لا يتجاوز الفرنسيون شمال تنبكتو و لا يدخلو ارض أزواد إلا باذن من الأمير و بدفع أتوات مقابل ذلك، وبان لا يتعرضوا لقوافل أزلاي الوافدة إلى تنبكتو و الخارجة منها نحو الشمال ، ولكن الفرنسيين سرعان ما خرقوا المعاهدة، فاعلن سيد امحمد ول امهمد الجهاد ضدهم في سبتمبر 1896م و نظم المقاومة في الشمال و دخل حلفا مع الشيخ عابدين الكنتي و الشيخ انگونا أمير كلنتصر و رئيس مشظوف المختار ولد عبدوكا لجهاد الفرنسين ،
فارسلت السلطات الفرنسية قوة كبيرة إلى ازواد في دجبر 1899 جوبهت بمقاومة شرسة مما أدى إلى رجوعها إلى تنبكتو دون ان تتمكن من اخضاع الأمير، لكن و ابتداءا من 1900 م تمكن الفرنسيون من اخضاع جزء كبير من قبائل البرابيش و تضييق الخناق على سيد محمد ولد امهمد الذي هاجر بجيشه مع مجموعة من قبائل الإمارة متجها نحو الحوض، وكان من نتيجة ذلك توقيع معاهدة سلام في 20 مايو 1900م تقضي باعتراف الفرنسيين بمحمود ولد حمان - الذي هو ابن عم سيد محمد ، نزل الأمير سيد محمد ول امهمد ب زداف قرب ولاته لدى حليفه رئيس مشظوف المختار ولد عبدوك و قاد معه المقاومة ضد الفرنسين من هناك، ونجحت مراسلات الأمير و خططه في انتفاضة بعض القبائل ضد الفرنسيين في 1904 واللحاق بالمقاومة، ومع اطباق الفرنسيين على الحوض الشرقي بداية 1906م ارتحل الزعيمين منه مع أحياء البرابيش المقاومة و نزلا قرب أروان ودخلا في هدنة غير معلنة مع الفرنسيين، وفي 1909م أرسل الفرنسيون وفدا دبلوماسيا برئاسة النقيب كوتن إلى أزواد في محاولة لاستمالة الأمير و عقد معاهدة معه لكنه استقبل بخشونة من قبل الخليفة ابن الأمير ليعلن الأمير سيد محمد في فبراير سنة 1910م الجهاد ضد الفرنسيين ثانية و اتجه هذه المره إلى الشمال ونزل تافلالت وتزعم ابنه الخليفة و لد سيد محمد قيادة معارك المقاومة فخاض عدة مواجهات ضد سلطات الإستعمار من 1911 حتى 1923م أرقت الفرنسيين و منعت سيطرتهم على صحراء أزواد، و من أشهرها معركة أم لعسل فبراير 1911م و بوجبيه و اقريزيم 1913م ، و الزحف على تنبكتو بمشاركة مجموعات من المقاومة من كنته واعريب و تجكانت في دجمبر 1915م و معركة حاسي هروك في يناير 1916م، و الهجوم على گاو في مايو 1917م، وكانت آخر المعارك التي قادها الخليفة ولد امهمد في هذه المرحلة هي معركة ضايت انهارات" في مارس 1923م حيث قامت المقاومة بهجوم واسع باغت الحامية الفرنسية والتي تمكنت من القيام بهجوم مضاد اصطدم بجيش المقاومة عند ضايت تنعايش و أوقع بهم، ولكن القايد الخليفة ولد امهمد تمكن من الانسحاب بعدد قليل معه و اتجه إلى أحد مخيمات المجاورة التابعة لكلنتصر حلفائه ولكن سكان المخيم غدروا به وسلموه للفرنسيين ، كثف الأمير سيد محمد ولد امهمد الإغارة ضد الفرنسيين من الشمال للضغط عليهم لاطلاق سراح القائد الخليفة ولكن الأجل وافاه سنة 1927م قبل أن يتم ذلك لتواصل بعده قوات المقاومة الحرب فكان الهجوم على الحامية الفرنسية في ادرار إفوقاس 1928م موجعا لسلطات الاستعمار مما اضطرهم لاطلاق سراح الخليفة ولد امهمد في نهاية نفس السنة، و نفيه إلى أدرار موريتانيا ، ولكنه تمكن 1930م من الاختفاء و الانضمام ثانية لجموع المقاومة على ضفاف وادي درعة ليواصل الجهاد ضد الفرنسيين إلى ان وافاه الأجل رحمة الله عليه " .