المغرب يُوقع مع إسرائيل صفقة إنجاز قمر صناعي للتجسس.. وفرنسا تأمل في أن تتراجع الرباط بعد أن خسرت شركاتها الصفقة
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 5 دجنبر 2023 - 14:11
تأمل باريس أن تتدارك إحدى خساراتها الكبرى إبان الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة مع الرباط، والمتمثلة في خسارة مجال صناعات الفضاء لصالح الشركات الإسرائيلية، التي كُلفت إحداها بإنجاز قمر صناعي يُستخدم في أغراض المراقبة لصالح المملكة، إذ تسعى للاستفادة من تحسن العلاقات المغربية الفرنسية في مقابل تأزم نظيرتها المغربية الإسرائيلية.
ويعمل المغرب على إطلاق قمر صناعي جديد، بعد أن أرسل إلى الفضاء القمرين الصناعيين محمد السادس "أ" و"ب" في 2017 و2018 تواليا، واللذان تولت صناعتهما بشكل مشترك "تاليس" الفرنسية و"إيرباص" الأوروبية التي يوجد مقرها أيضا في فرنسا، لكن في ظل الأزمة المتفاقمة مع باريس وجهت الرباط بوصلتها إلى إسرائيل.
وقالت صحيفة La Tribune الفرنسية إن الاتفاق المغربي كان قبل 7 أكتوبر 2023، تاريخ عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة "حماس"، وبشكل أدق في نهاية الصيف الماضي، حيث اختار المغرب مجموعة إسرائيلية من أجل صناعة قمر "للتجسس"، مرجحة أن يكون الأمر يتعلق بشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية IAI، بغرض تعويض القمر الصناعي "محمد السادس - أ".
ووفق المصدر نفسه فإن "تاليس" و"إيرباص" خسرتا سباق تصنيع القمر الصناعي الجديد، ولم تكن السلطات المغربية ترغب حتى في استقبال ممثلي المديرية العامة للتسليح الباريسية التي أراد تقديم العرض الفرنسي، موردا أن هذا "الفشل" ليس مفاجئا نظرا للعلاقات الفاترة بين البلدين في ذلك الوقت، على عكس ما هو عليه الأمر حاليا.
وتعول باريس على تغير الظروف حاليا، إذ أورد التقرير أن باريس "قدمت ضمانات للمغرب بشأن بعض المواضيع الرئيسية، وخصوصا في ما يتعلق بالقيود التي كانت مفروضة على التأشيرات المسلمة للمغاربة"، بالإضافة إلى تمكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من التحدث مع الملك محمد السادس هاتفيا، بالتزامن مع الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
كل ذلك أعاد الأمل إلى الشركتين الفرنسيتين اللتان تأملان في توقيع عقد مع المغرب مثلما كان عليه الحال سنة 2013 حين ظفرتا بتصنيع القمرين الصناعيين محمد السادس "أ" و"ب" مقابل أكثر من 500 مليون أورو، وفق La Tribune، التي أوضحت أن نجاح مساعيهما يقف على قدرة الرئيس ماكرون في الحفاظ على علاقات جدية مع المغرب، لأن الاتفاق السابق أتى في ظل العلاقات الجيدة بين الرئيس فرانسوا هولاند والملك محمد السادس.
ووفق ما أعلن عنه المغرب رسميا، فإن القمر الصناعي "محمد السادس- أ" المثبت على ثلاثة محاور، والذي قدرت كتلته عند الإقلاع بـ 1,1 طنا، يُمَكن من القيام بأنشطة متعددة تشمل الخرائطية والمسح الطوبوغرافي، وتهيئة التراب، وتتبع الأنشطة الفلاحية، وتدبير والوقاية من الكوارث الطبيعية، وتتبع التطورات البيئية والتصحر، فضلا عن مراقبة الحدود والساحل، ويمنح هذا الجهاز الموضوع على ارتفاع يقارب 700 كلم فوق الأرض، تطبيقات في مجال مراقبة البيئة، وتوقع والتحكم في حرائق الغابات، وتدبير الموارد الغابوية والتنقيب عن المياه.
أما القمر الصناعي "محمد السادس – ب"، الذي أطلق بعده بسنة، والذي توجد معلومات أقل بخصوص مهامه، فمن بين وظائفه المعلنة المسح الطبوغرافي ووضع الخرائط، وإحصاء الأراضي الفلاحية، وتحديد المياه السطحية وكميات المياه في البحيرات والسدود وتتبع حالة تآكل الشواطئ، ومراقبة المنشآت الفنية والطرق وتحديد وسائل النقل، إلى جانب وضع الخرائط الجيولوجية للمناجم وخرائط الغابات، تتبع تطور المناطق الحضرية وشبه الحضرية ومراقبة السكن غير اللائق ومخططات التهيئة ووضع خرائط لاستغلال الأرض ورصد التصحر، وتقديم المساعدات في حالة حدوث الكوارث الطبيعية كالحرائق والزلازل والفيضانات.