كنت في بداية هذه الحرب تقريباً قد كتبت هنا مشاركة بناءً على تصورات سابقة عن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو
في الحقيقة كنت قد أخطأت في تلك التصورات عنه وبنيتها بناءً على حرب سابقة وهي حرب عام 2014 أطول الحروب بين غزة والكيان وذلك بسبب عدم وضوح الصورة وضبابيتها على أكثر من نطاق
طبعاً بات من المعروف الآن أن نتنياهو هو أكبر مستفيد من إطالة أمد هذه الحرب فهو يريد إعادة تدوير الصورة التي تحمّله الفشل الكبير الذي وقع في بداية هذه الحرب ووضعت مستقبله السياسي بأكمله على المِحك وهو يلعب على عامل الوقت لأنه جزء مهم من عملية قلب الصورة
عملية تبادل الرهائن التي جرت في الأيام الماضية كانت في الأساس ستجري بدون مقابل في بداية هذه الحرب لو استجاب الكيان لمطالب حماس وقتها ولكنها الآن لم تعد كذلك بسبب الثمن الباهظ الذي دفعه الغزاويون وهذا الأمر كان مفهوماً مسبقاً ولأنهم أيضاً أصبحوا ورقة مساومة بيد المقاومة لتحقيق نصر أوّلي عبر إطلاق سراح أسرى وأيضاً للدفع نحو هدنة كما يحدث منذ أيام
نتنياهو أيضاً له مصلحة من الهدنة وما يحدث اليوم لتخفيف الضغوط الداخلية عليه والمتعلقة بهذا الشأن وأيضاً المضي قدماً في إستكمال هذه الحرب حتى يتمكن من الترويح لنصر أو إنجاز معين أمام الجمهور الصهيوني ولكنه يعلم تمام العلم بأن الأهداف التي وضعها في بداية هذه الحرب غير ممكنة وهي اليوم أبعد بكل تأكيد
ولكن ما أود معرفته بعد إنتهاء هذه الحرب الذي حدد لها الكيان سقف من ثلاثة أشهر وهو ما الذي ستكون عليه سياسات هذا الكيان إتجاه غزة لأن هذه الحرب هي الأصعب إلى الآن في تاريخ الجانبين