بغض النظر عن القوة والتضحية والشهامة العربية التي لا جدال فيها والتي ابدعت المقاومة والشعب الغزاوي خصوصا في تجسيدها، يبقى للأسف نقطة الضعف حتى لأصدق المجاهدين والمناضلين المخلصين هي السياسة. أشياء بسيطة جداً لا يمكن لعقول صنعت السلاح والتكتيكات وحروب العصابات إدراكها، وهي عدم جدوى المفاوضات بشكلها قواعدها الحالية. لماذا تعطي المقاومة هذا الغطاء الذي تستغله بامتياز إسرائيل وأمريكا وما يسمى الوسطاء والحلفاء الجبناء؟ حتى العقل الفذ عسكرياً والقلب الطاهر إيمانياً يظل مسطحاً ومتخلفاً سياسياً. أمر واضح وبسيط لا يحتاج إلى دكتوراه في السياسة: المفاوضات الفارغة هي غطاء لجرائم، وتنويم للجبهات، وتتبع للاتصالات، وجس لنبض واغتيالات، وحفظ ماء وجه لحلفاء جبناء، سواء كانوا سنة أو شيعة. وضريبة هذا هي تأخر النصر الرباني الكامل، لأنه ما زال هناك خلل وما زال هناك إيمان بالصنم الذي هو المجتمع الدولي.