من أجمل ما قرأت ..
للذين في قلوبهم ريبة وخوف وضعف إيمان ….
هناك قصة في القرآن الكريم لا يركز عليها الدعاة كثيرا ولا يقفون عندها ...
ربما لأنها وردت في نصف آية في سورة البقرة ولم تتكرر
اليوم قفزت إلى ذهني وأنا أقرا كلام أحد المهزومين نفسيا عن عدد القتلى في غزة وعن مسؤولية المجاهدين عن ذلك ...
القصة تقول : إن هناك قوما عددهم بالآلاف فروا من الموت وتركوا مدينتهم ( ربما من عدو وهو الأرجح وربما من طاعون ... )
لكن الله تعالى قال لهم وهم في طريق الفرار : موتوا فماتوا جميعا !!!
ثم أحياهم الله مرة ثانية ... فأدركوا أن الموت ليس بيد عدوهم بل بيد ربهم
وأن الحياة لا تكون بالفرار بل بقرار من ربهم ، ويختم الله تلك القصة المقتضبة بالتذكير أنه ذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون !!!
بل هو صاحب الفضل العظيم عليهم فهم موجودون لأنه أراد لهم الوجود ولو أراد لهم العدم لما كانوا أصلا :
قال الله تعالى:- (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ))
- وأجمل ما في هذه القصة هو النداء الرباني الذي تلاها مباشرة يأمرنا فيه بالقتال
في سبيل الله فهو يرانا ويسمعنا ويعلم حالنا
( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
باختصار شديد ...
الحرب لا تقتل أحدا لا يريد الله له القتل
والسلم لا يحفظ أحدا لا يريد الله له البقاء
وباختصار أشد :
مهمتنا أن نقاتل عدونا ونعد له العدة والباقي على الله ...
-- هل تعلمون :
أن هذه الآيات جاءت تمهيدا لقصة القلة المؤمنة بقيادة طالوت التي انتصرت على الكثرة الجبارة بقيادة جالوت الذي قتله نبي الله داوود وهو جندي شاب ؟؟؟
( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين )
لا بد من المواجهة
لا بد من القتال
لا بد من الإقدام
لا بد من الصبر والاستبسال
لا بد من الإعداد قدر الإمكان ولا بد من التوكل على الله والاستعانة به ...
هناك حقيقة علينا أن ندركها جميعا ...
أن الحياة مع انتصار الباطل موت
وأن الموت مع انتصار الحق حياة
ولولا أن الله تعالى دفع الباطل بجنود الحق لفسدت الأرض ...
فأكبر فضل من الله أن يكون للحق رجال يموتون لأجله ويكتبون الحياة لغيرهم بدمائهم ...
( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ )
--هل تعلمون :
أن هذه الآيات كانت موجهة خاصة لنبينا صلى الله عليه وسلم ليتعلم منها وليعلمها لأمته ؟؟؟
لا تحصوا القتلى فهم اموات أحياء
ولا تتركوا القتال كي لا تكونوا أحياء أمواتا
( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ )
قال لي أحدهم : أنت تتكلم بالأماني ولا تعيش المأساة التي يعيشها أهل غزة ...
قلت له : وأنت تتكلم بالقيود والسلاسل ولا تعيش العزة التي يعيشها أهل غزة ...
قسما برب العزة
اليوم هم الأحياء ونحن الأموات .