ما حدث اليوم يحتاج الى تريُث في قراءة المشهد
اسرائيل تريد الصفقة … نتنياهو لا!
الان الصورة كالتالي:
شوارع تل أبيب القدس وحيفا تضج بالمظاهرات المؤيدة لإتمام الصفقة، القناة 12 لم تتردد بتحرير نص يقول ان " عائلات الاسرى تبارك رد حماس" !

قرار الكابنيت يصدر على شكل بيان من مكتب نتنياهو، ويتحدث عن إجماع للكابنيت في الاستمرار في العملية العسكرية في رفح ويعزو ذلك للضغط على حماس لتحرير الاسرى وتحقيق اهداف الحرب..

اذا كنا نعرف نتنياهو قليلا فهذه الصياغة تعود له، كلمة الاجماع مضللة، وزير دفاعه يوآف غالانت بذات نفسه كان يقنعه بقبول الصفقه، والجميع بمن فيهم نتنياهو بات يدرك ان لا قوة ستعيد الاسرى، ولا سبيل لذلك الا بالمفاوضات لكنه يصر في بيانه الذي نسبه لكابنيت الحرب ان الضغط العسكري هو من سيعيدهم.

طموحات امريكا اكبر بكثير مما يمكن ان تحققه في ظل نتنياهو وحكومة احفاد كاهانا هذه، فالمخرج الذي يجري التنبؤ به من قبل المحللين في هذه الساعات مغلق تماما، لا شيء لا مقابل يقنع بن غفير بعدم دخول رفح، قصة التطبيع مع السعودية هدية لشخص نتنياهو ولا تهم بن غفير كثيرا، يعني الان في هذا الوقت الحاسم من غير الواضح ما الهدية الكبيرة التي ستعطيها امريكا لنتنياهو كي يحجم عن الدخول لفرح ويرمي بدوره عظمه لبن غفير يضمن صمته لمدة ٣ ايام.

بتقديري لم يعد ذلك وارد، الا بالطموحات الامريكية، اليمين المتطرف غير مهتم بالاسرى ومهتم فقط باللحظة التاريخية ووجودة في سدة الحكم وتحكمه في مفاصل الدولة، ونتنياهو لا يريد ان تسقط حكومته ولا ان يذهب الى السجن ولا ان يخرج من التاريخ من باب صغير.. وبالتالي لا سبيل لقبوله الصفقة حتى الان..
وعليه يصدر هو بنفسه بيان باسم الكابنيت يختصر فيه كافة ردود الفعل ويعلن الاستمرار منقذا نفسه ثلاث مرات من سقوط الحكومة والتاريخ والسجن وبالتزامن مع ذلك يستمر القصف شرق رفح كما اعلن الجيش الاسرائيلي في بيانه قبل قليل.