توماس فريدمان يحذّر قومه من "كارثة".من مقاله في "نيويورك تايمز" أمس:
"إنه لأمر بالغ الخطورة والإزعاج أن الخيار الأفضل أمام إسرائيل، في نهاية المطاف، قد يتلخص في ترك بقية قيادات حماس في السلطة في غزة. نعم، لقد قرأت ذلك بشكل صحيح"."لقد اختار (نتنياهو) المزيج الاستراتيجي الأسوأ".. عسكريا، اختار نهج دريسدن (التدمير الشامل)"."دبلوماسيا؛ وبدل ربط استراتيجية الحرب هذه بمبادرة من شأنها أن تشتري لإسرائيل بعض الوقت والشرعية والموارد على الأقل لتفكيك حماس، رفض نتنياهو تقديم أي أفق سياسي أو استراتيجية خروج واستبعد صراحة أي تعاون مع السلطة الفلسطينية بموجب أوامر. من المتعصبين اليهود في ائتلافه الحاكم، وهذه استراتيجية مجنونة تماما"."لقد أدخلت إسرائيل في حرب لا يمكن كسبها سياسيا، وانتهى بها الأمر إلى عزل أمريكا، وتعريض مصالحنا الإقليمية والعالمية للخطر، وتقويض دعم إسرائيل في الولايات المتحدة، وكسر قاعدة الحزب الديمقراطي للرئيس بايدن"."أخبرني مسؤول كبير في إدارة بايدن أن الصفقة (التطبيع مع السعودية) يمكن إتمامها في غضون أسابيع، ولكن بعنصر واحد: إنهاء إسرائيل للحرب في غزة، والخروج من القطاع والموافقة على "مسار" محدّد يصل لحل الدولتين"."إذا لم تكن إسرائيل راغبة في الدخول في شراكة مع السلطة الفلسطينية والدول العربية المعتدلة لإنشاء حكم مختلف في غزة، وتهيئة الظروف لتطبيع العلاقات مع السعودية، فإن إسرائيل بحاجة إلى استعادة رهائنها، وإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة. اخرجوا من غزة وأجروا انتخابات جديدة وأعيدوا التفكير بعمق.. من فضلكم يا قادة إسرائيل، لا تنجرفوا إلى رفح وتحتلوا غزة بشكل دائم. ستكون كارثة". (انتهت الاقتباسات).
فريدمان بدوره يعيش في الوهْم.. وهْم تصفية القضية عبر مسار بايدن الناعم (عملية سياسية (تفاوضية جديدة يتخلّلها تطبيع شامل يتجاوز فلسطين ويجعل المؤقت دائما). لعبة تم تجريبها من قبل، ولن تنجح أبدا. مؤكّد أن هناك من يشترون الوهْم ويبيعونه (أعني العصبة في رام الله ووعصبة التطبيع في عواصم عربية كثيرة)، لكن شعبنا ليس كذلك، وجماهير الأمّة أيضا، وسستسقط هذه اللعبة كما سقطت الأولى عبر "انتفاضة الأقصى"، وكما سقطت التالية بعد "طوفان الأقصى".