لا يدخل الجنّة مؤمن وجاره جائع..
في الحديث النبوي الشريف .. (لا يدخل الجنّة مؤمن وجاره جائع) فكيف لو كان هذا الجار هو الشقيق في قطاع غزة؟ ألا يشاهد العالم العربي والإسلامي ما يجري هناك من مجاعة حقيقية تفوق الوصف، في الوقت الذي نشهد صمتا وتخاذلا لا يمكن تفسيره من أمّة الملياري مسلم؟
أمّة عاجزة عن إيصال الطعام والدواء والماء أمّة وصلت إلى حالة من الخنوع والإستسلام، وهي ترى ما يجري هناك من حرب إبادة، باتت هي مشاركة فيها بصورة فعلية، بسبب عجزها وتواطئها، أمّة كانت في غابر الزمان خير أمّة، فأصبحت اليوم مدعاة لضحك العالم عليها والإستخفاف بها.
قال أحد كفّار قريش : يا أهل مكّة، أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى؟ حينها جرى إنهاء حصار رسول الله وقومه، فالكافر كان حريصا على أن لا يجوع بنو هاشم، في حين يشهد كل حكّام العالم العربي والإسلامي ما يجري في القطاع هذه الأيام ولا يحرّكون ساكنا، وأقصى ما يقومون به بيانات مخجلة جوفاء ... نندد ... نستنكر... نشجب ... عبارات لا تسمن ولا تغني.
أين نحن من مروءة وشهامة ونخوة كفّار قريش؟ أين نحن من رجولتهم وحرصهم على أن لا يجوع إنسان في الجزيرة العربية في ذلك الوقت؟ هل يعقل بأنّ هذه الأمّة قد وصلت إلى مثل هذه الحالة المزرية التي لا تستطيع فيها اتخاذ موقف، على الأقل كما البرازيل وفنزويلا ونيكاراغوا وجنوب إفريقيا؟
ماذا سيكون مصير هذه الأمّة حين وقوفها بين يديّ الخالق؟ نجزم بأن المصير واضح، وهو الزجّ بنا في جهنم، لقد رضينا بما يحدث لأهلنا في القطاع من جوع وإبادة وقتل وتشريد وتهجير، وإغلاق المتنفّس الوحيد لهم والمتمثل بمعبر رفح، فالأشقاء اليوم مشاركون في الجريمة بصورة واضحة لا لبس فيها.
مات السوري و الفلسطيني و العراقي من الجوع ويموت اليمنيين من الجوع
ومن قبلهم البوسني وغيره
فلا أعلم لماذا هناك صدمة الآن مما يحصل