سفير السعودية في لندن: لا حل مثالياً للوضع ما بعد الحرب في غزة
أكد السفير السعودي لدى المملكة المتحدة، الأمير خالد بن بندر بن سلطان بن عبد العزيز، أنه يريد وقفاً فورياً لإطلاق النار في قطاع غزة.
وشدد في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية، اليوم الثلاثاء، على أنه لا يوجد حل مثالي للوضع ما بعد الحرب، وأن المجتمع الدولي لم يتفق بعد على وقف إطلاق النار، مشيراً إلى ضرورة حصول ذلك أولا.
الحوار يحدد دور السلطة
وقال إن السلطة الفلسطينية لديها الكثير من الموارد للعب دور في غزة، مؤكداً ضرورة وجود انخراط دولي أيضاً. وأضاف أن طبيعة هذا الدور يجب أن تحدد بالحوار مع الفلسطينيين والمجتمع الدولي والإسرائيليين.
كذلك أوضح السفير أن القلق من التطرف ليس قلقا سعوديا، وإنما هو قلق بالنسبة للجميع.
وشدد على أن المستوى غير المسبوق من العنف من قبل الطرفين، وخصوصاً مِن مَن يفترض أنها دولة مسؤولة، حيث أكثر من 80% من سكان غزة نزحوا من بيوتهم، في حين قتل أكثر من عشرين ألفا.
ولفت إلى أن هذا المستوى سيخلق حالة من فقدان الأمل ليس فقط للفلسطينيين وإنما في بريطانيا وفرنسا وأميركا وكندا والجزائر والأردن، والسعودية، ومصر واليمن.
الجهود المبذولة غير كافية
وتابع السفير أن الحكومة الإسرائيلية ما زالت تتحدث عن إنهاء المرحلة الأولى من الحرب، متسائلاً عن عدد الضحايا المطلوب من أجل إيقاف الحرب. وقال إن الجهود المبذولة غير كافية.
ورداً على سؤال بشأن موقف بريطانيا، قال السفير إنه يتمنى أن يرى المزيد من الاعتدال في موقف بريطانيا، وأنه يتمنى أن يرى أن العالم برمته يعامل إسرائيل كما يعامل الآخرين.
وشدد على أنه إذا فعل أحد آخر ما فعلته إسرائيل فإنه سيستبعد من المجتمع الدولي وسيتعرض للعقوبات ولأمور أخرى أيضاً.
التطبيع لن يكون على حساب الفلسطينيين
في موازاة ذلك أوضح أن النقاشات بشأن تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل كانت جارية قبل هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي.
وأكد أن المهم في هذه النقاشات أن حصيلتها النهائية تتضمن ما لا يقل عن دولة فلسطينية مستقلة، وأن التطبيع لن يكون على حساب الفلسطينيين.
وأضاف السفير في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية، اليوم الثلاثاء، أنه لا يعتقد أن السبب وراء هجوم حماس كان استهداف التطبيع مع إسرائيل.
كما شدد على أن ما جرى احتاج إلى وقت طويل من التخطيط والدوافع وأمور أخرى ليس أقلها استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن النزاع يعود في التاريخ إلى مئة سنة خلت، وهذا هو سبب هجوم السابع من أكتوبر، لا المحادثات بشأن التطبيع مع إسرائيل، وفق تعبيره.
"المحادثات متوقفة"
إلى ذلك أكد الأمير أن السعودية ورغم هجوم السابع من أكتوبر لا تزال مهتمة بالتطبيع، وإنها كانت مهتمة بذلك منذ مشروع الملك فهد في العام 1982 والذي ألهم خطة السلام العربية، وشدد قائلاً: إنه لا نستطيع العيش مع إسرائيل من دون دولة فلسطينية.
ورداً على سؤال عما إذا كانت محادثات التطبيع متوقفة حتى قيام دولة فلسطينية، قال إن المحادثات فعلا متوقفة، مشدداً على أنه قبل الهجوم كان الوضع قريبا من التطبيع وبالنتيجة قريبا من الوصول إلى دولة فلسطينية.
كذلك شدد على أنه من دون دولة فلسطينية مستقرة ومستقلة وسيدة لا شيء آخر مهم، لأن النتيجة لن تكون حلا طويل الأمد للنزاع.
دور حماس بعد الحرب
وشدد السفير ردا على سؤال عما إذا كان يرى أن حركة حماس جزء من الحل السياسي للحرب في غزة، على أن الأمر يحتاج إلى الكثير من التفكير والعمل.
وأوضح السفير السعودي في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية أنه إذا نظرنا إلى أيرلندا اليوم فإن جزءا كبيرا منها كان ينظر إليه بوصفه إرهابيا منذ أربعين سنة في المملكة المتحدة، مؤكدا وجود مساحة دائمة للتغيير إذا كان هناك تفاؤل وأمل.
وقال السفير إنه عندما يكون هناك نزاع فإن أول شيء يجب الاعتراف به أن الطرفين خسرا، وعندما يخسر الطرفان تكون هناك نية للتسوية، مشدداً على أنه من دون تسوية لا يوجد حل.
فيما أضاف أن المشكلة اليوم أن الحكومة الإسرائيلية التي يعمل معها العالم تمتلك منظورا متطرفا لا يعمل في اتجاه تحقيق تسوية ما يعني أن النزاع لن ينتهي، وفق تعبيره.
وانتقد السفير ما وصفه بسيطرة المستوطنين المتطرفين على الحكومة الإسرائيلية. وأضاف أن بعض الوزراء الإسرائيليين الذين كان يعتقد أنهم أكثر منطقية يقولون أشياء لو قالها أحد آخر فإنهم لن يتعرضوا للانتقاد وحسب وإنما للإدانة على نطاق واسع.