مقال
سأنقله واعرف اني سأتعرض لهجوم
_________
حرب نفسية
…
لماذا في الوقت الذي يتم فيه ابادة اهالي غزة واحراق الارض يتحدث رموز الاخوان المسلمين عبر منصات التواصل الاجتماعي عن انتصار حماس وهزيمة اسرائيل وخوفهم وقرب نهايتهم… الخ ؟!!
الاجابة دائماً تجدها في التاريخ ففي اثناء هزيمة 67 اشتهر مذيع النكسة انذاك / أحمد سعيد بعبارات مثل "اسقطنا 100 و 250 طائرة"
"قواتنا تقترب من تل أبيب"
"حرب شاملة، هدفنا تدمير الأسطورة الإسرائيلية التي تقول إن إسرائيل باقية هنا" .. وفي النهاية كان وقع الهزيمة في نفوس الجماهير العربية اشد من حجم الهزيمة بحد ذاتها ، وهو ذاته الخطاب الاخواني اليوم وذاتها النتيجة التي يسعى اليها مهندس خطابهم اليوم وهو الحاق الهزيمة النفسية في داخل الانسان العربي وليس فقط الفلسطيني في نهاية المطاف ، وعندما نقول ان الصهاينة والاخوان وحزب الشيطان هم جميعهم في خندق واحد يستنكر البعض ذلك .. حيث تم مع الوقت استبدال عناصر ثورة 1952 الذين دمروا مصر عبر حروب خاسرة بعناصر الاخوان واذناب ايران اليوم بالرغم ان الاخوان وضباط ثورة 52 كانوا في خندق واحد للاطاحة بالملك فاروق انذاك ، وايضا وقف الاخوان وملالي ايران في خندق واحد ابان الاطاحة بشاه ايران 1979 ، وذاتها الهزيمة النفسية صنعت ابان احتلال العراق عام 2003 عن طريق محمد سعيد الصحاف الذي سار في خطاب الحرب على نهج خطاب احمد سعيد ابان هزيمة 67 حيث تم توجيه السؤال للصحاف في مقابلتين مع تلفزيوني "العربية" و"ابو ظبي" لماذا لم يعتقله الاميركيون مثلما فعلوا مع عدد من قيادات النظام السابق، واجاب في المقابلتين معه انه تم استجوابه من قبل الامريكان فقط ثم اطلق سراحه !!!!!
كما يقول الكاتب الصحفي محمـد جلال كشك في كتابيه المهمين "كلمتي للمغفلين" و "ثورة يوليو الأمريكية" أن الاتصال بين عبد الناصر والسفارة الأميركية كان قد بدأ قبل يوليو/تموز 1952م، وأن الانقلابات العسكرية كانت أداة أميركية في الأصل على الأنظمة التي لا ترغب في الإبقاء عليها، وكان أول الانقلابات المدعومة أميركيا في الشرق الأوسط، هو انقلاب حسني الزعيم في سورية في مارس/آذار 1949م، وهو الانقلاب الذي استفاد منه عبد الناصر فيما بعد، وسار على خطاه بإرادة أميركية! .. وبالرغم انني اميل لهذه الرواية من منطلق النتائج إلا انها تعد من المعلومات التي تروج لها قناة الجزيرة رغبة في طي ملف القومية والطعن في العسكر لتقديم الملف الاخواني البديل في المنطقة .. وذاتها الهزيمة النفسية التي اُسكنت نفوس العرب ابان سلسلة طويلة من الهزائم المتكررة واعلام يصدمهم اكثر من الهزيمة سكنت هي الاخرى قبلهم في نفس الانسان الالماني عن طريق وزير الدعاية الالماني بول يوزِف غوبلز والصديق المقرب لادولف هتلر حيث تحول هذا النوع من الخطاب التحفيزي للجيوش المقاتلة في الحروب (الطويلة) من اداة تحفيز الى اداة هزيمة نفسية بمبررات الاول .. لقد اصبح الشارع العربي مسكون بالهزيمة النفسية اكثر من الهزائم المتتالية عبر عدة اجيال منذ الخمسينات ، وجل انتصارات هذا الشارع اليوم هو الخروج للشارع ليصرخ تارة ويحرق علم العدو تارة اخرى ثم يعود للبيت يلعن الحياة باكملها ، هي حالة ادمان على صوت اكاذيب النصر وهي لاتختلف عن ادمان الحشيش والقات لتخدير الشعوب ، بدات بخطابات عبدالناصر القومية وانتهت بخطابات قناة الجزيرة الاخوانية .. والهدف النهائي تصفية المنطقة برمتها عبر العديد من الحروب والصراعات والانقسامات والابادة والتهجير والتقسيم ونهب الثروات ،،،
جاسر