لا أعلم لأي درجة من التقدم وصل الجزائريين في هذا المجال، لكن ما من شك أن علم شحنات الدافع spropellant charge هو علم عظيم وركيزة أساسية في تصنيع مكونات أغلب أنواع الصواريخ والمقذوفات !!! تركيب شحنات الدافع يرتكز بشكل رئيس على المساحيق عديمة الدخان smokeless (رغم تحصلها على نسبة منه أثناء الاشتعال)، مثل متفجرات "النيتروسيليلوز" Nitrocellulose مع الإضافات الكيميائية المختلفة. وعند إيقادها فإنها تتعرض للتحلل والتفسخ السريع من سطحها الخارجي نحو الداخل، مما يؤدي لتوليد حجم كبير ومتزايد من الغازات عالية الضغط، تقود بدورها على دفع المقذوف باتجاه هدفه النهائي.
ففي الوقت الذي تبدأ معه حبيبات الدافع بالاحتراق، فإن سطوحها تتعرض لردود أفعال قاسية تحولها لغازات نشطة، لتولد طاقة محررة على شكل ضغوط عالية وغازات ساخنة، التي بدورها ترفع درجات حرارة الحبيبات المتتالية، دافعة إياها للاشتعال. وهكذا تكون عملية الإيقاد ثابتة ومستمرة حتى استهلاك كامل شحنة الدافع.
وبينما يحدث الاحتراق على جميع الجوانب، فإن نسبة انخفاض حجم الحبيبة الذي يعرف بمعدل الاحتراق burning rate، يعادل نحو مرتين من نسبة عملية انتشار الإيقاد عبر الحبيبات، وهكذا يحدث التدرج في الضغوط. ومع زيادة معدل الضغوط فإن نسبة الاحتراق تزداد، وإن كان لا يزيد بالضرورة بنفس المعدل (على سبيل المثال، عود دافع أسطواني الشكل بقطر 1.1 ملم سوف يحتاج لنحو 7 ثوان للاحتراق في الهواء الجوي المحيط، بينما مع توفر ضغوط حتى 380 ميغا باسكال في سلاح ناري، فإنه سوف يحترق بالكامل بعد أقل من جزأين من الألف من الثانية فقط).
شكرا على الإفادة