•النيجر
•الجزائر
*** الخارجية النيجرية تؤكد أنّها قبلت عرض الوساطة الجزائرية دون بنود المبادرة؛ خاصةً تلك المتعلقة بفترة انتقالية مدتها 6 أشهر.
بحسب بيان لوزارة خارجية النيجر، فإنّ النيجر و الجزائر لم يتفقا أبدًا على ستة أشهر(6) كمدة لفترة انتقالية للمرحلة الانتقالية التي يقودها الجيش حاليًا في #النيجر. فبحسبها " مدة الفترة" يجب أن يحددها النيجريون من خلال الحوار الوطني الشامل الذي سيعقد. وقالت النيجر إنها أيدّت فقط عرض الوساطة الجزائرية بواسطة المبادرة.
بمعنى آخر: ترحّب بالمبادرة جوهريًا، لكنّها ستعاود المناقشة على بعض بنودها، وخاصةً تلك المتعلقة بتحديد مدة الفترة الانتقالية.
—-
لقد ذكرت ذلك في مداخلتي مع الإذاعة الجزائرية الدولية، أنّ هناك ثلاث نقاط ستمثّل تحديًا للوفد الجزائري:
- قبول فترة انتقالية لستة (6) أشهر
- رضى العسكر بالتنازل لشخصية " مدنية توافقية" وخاصةً أنّهم يرون أقرانهم من يقودون الفترة الانتقالية في كلٍ من مالي
وبوركينا فاسو
كذلك في غينيا
، عطفًا على أنّ التجربة فشلت في مالي حين عيّن "باه اناداو" مدنيًا فتحالف مع فرنسا لإقصاء العسكر والموالين لروسيا، ليحدث الانقلاب الثاني، أو ما سمّي ب" الانقلاب في الانقلاب" وأتى بالرئيس أسيمي غويتا للحكم.
- التحدّي الثالث، يكمن في إقناع بعض الحركات المسلحة سابقًا، كحركة ريسا أغ بولا، بالمشاركة في حوار المبادرة خاصةً أنّه من الذين لا يودّون سماع مبادرة، لا تتضمّن عودة الرئيس المخلوع بازوم للحكم، وهو محال.
—
وعليه، فإنّ هنالك خطأً يقع العديدون فيه حين الحديث إلى المبادرة الجزائرية بعدم النظر إليها كمبادرة وساطة. الجزائر لم تذكر أنّها تقدم خارطة طريق للنيجريين؛ بل ذكرت أنّها مبادرة سياسية وعلى النيجريين دراستها ثم تناقش الأطراف بنودها بمشاركة كل أطراف النيجر، مع مرافقة الجزائر، نيجيريا
من إيكواس، والمجتمع الدولي.
لذا أعتقد أنّ المهمة لن تكون ميسرّة للوفد الجزائري؛ لكن في نفس الوقت أعتقد كان تتوقّع بعض الصعوبات، ويُمكن تحقيق تفاهمات بتقديم تنازلات وتطمينات لكلّ أطراف النزاع، ما دام الثمن الأكبر إبعاد البلاد والمنطقة أتون حربٍ لا يحمد عقباها.