هل الإنسان مخير ام مسير وهل الاصل فيه الخير ام الشر

إنضم
8 يونيو 2015
المشاركات
19,509
التفاعل
67,081 836 0
الدولة
Saudi Arabia
هل الإنسان مخير ام مسير وهل الاصل فيه الخير ام الشر

1686277888227.png


الأصل في الإنسان هو الخير
قال صلّى الله عليه وسلم :
( كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه )

افعال الانسان في هذه الحياة الدنيا علي ثلاثه انواع

افعال تقع عليه
مثل سقوط المطر وعدم اختيار و الديه او ابنائه (والإنسان مُسير في هذه الأفعال)

افعال تقع فيه :
مثل عمل القلب وجريان الدم في العروق وعمل الكبد والبنكرياس وخلايا جسمه (والإنسان مُسير أيضاً في هذه الافعال)

افعال تقع منه :
مثل اقامة الصلاة واخراج الزكاة وأداء العبادات وفعل الخيرات
او فعل الشر وتعاطي المخدرات و فعل المنكرات
(والإنسان مُخير في هذه الأفعال و سيحاسب عليها)

وسوف يُسأل الإنسان على كل ما هو مخير فيه
ولن يحاسب علي ما هو مسير فيه

ومن اقوال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله
الإنسان مخير فيما يعلم ومسير في ما لا يعلم اي انه يزداد حريه كلما ازداد علماً


DZ4taXRWkAMsYHg.jpg




 
الا يتعارض الدعاء عما هو مكتوب في اللوح المحفوظ؟
 
ماعندي علم اشوفه مسير في اقداره من رزق وخير الخ
و مخير في اشياء ثانية مثل اعمال خير وسيئة
 
الذي يتغير القدر الذي كتبته الملاكئة وليس الذي في اللوح المحفوظ
الا يتغير حال الرجل بالدعاء ... لاني سمعت حديث ان الدعاء و القدر يتصارعان في السماء ...و الله اعلم
 
الا يتغير حال الرجل بالدعاء ... لاني سمعت حديث ان الدعاء و القدر يتصارعان في السماء ...و الله اعلم
صحيح اخي الكريم القدر يتغير بالدعاء ولكن القدر الذي يتغير هو الذي كتبته الملائكة ولكن القدر الذي في اللوح المحفوظ لا يتغير.
 
افهم من كلامك ان الانسان مسير
الإنسان مخير في أفعاله وأقواله وحتى بعض خواطره وكثير من أفكاره . وما كتب هو قد كتب بعلم الله الكاشف . فالاشكالية هنا اننا كبشر نخضع لمفهوم الزمكان وحواسنا وادراكنا وحتى علومنا هي عبارة عن معالم معدلات تفاضلية مقارنات دراسة من الى ... اي ان الانسان يعجز عن الادارك خارج الزمكان لانه اصلا غير مكلف خارجهما. ولتوضيح الفكرة، فعلم الله الكاشف مطلق والمستقبل عنده والماضي سواء وما كتب هو ليس فيه اي تاثير على حرية الاختيار. فقط الناس لا يقدرون الله حق قدره ويريدون منه ان يتفاجأ بأعمالهم لكي يكونوا في اعتقادهم غير مسيرين . إن الله لو شاء احاسب الناس مباشرة بعد خلقهم بما سيكون منهم ولكن هذه الحياة هي فقط حجة على الناس لكي يشهدوا على انفسهم وتشهد عليهم رسلهم ما دامت فيهم.
 
التعديل الأخير:
صحيح اخي الكريم القدر يتغير بالدعاء ولكن القدر الذي يتغير هو الذي كتبته الملائكة ولكن القدر الذي في اللوح المحفوظ لا يتغير.
وهل القدر الذي يكتبه الملائكة ليس مكتوب باللوح المحفوظ كون اول ما خلق هو القلم و اللوح ثم كتابة الاقدار

اما الاجابة التي يقدمها الشيخ الخميس اجابة خجولة لكون الملائكة لا تكتب اي اقدر بل هي فقط الية مثلها مثل القلم. تًؤمر

عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: ((إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا - نطفة - ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلماتٍ: بكَتْبِ رزقه وأجله وعمله، وشقي أو سعيدٌ،

- عن عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فجرى بما هو كائن إلى الأبد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. اهـ. وصححه الطبري في تاريخه.

الموضوع بكل بساطة هل يستطيع الانسان عمل اي شيء من دون ارادة الله

صحيح انه يوجد بعض الايات التي توحي ان الانسان له بعض الحرية لكن هنالك عشرات الايات واكثرها وضوحا التي تثبت تسير الانسان

بالنسبة للاديان التي تملك الهة كلية القدرات فان الكائنات بتلك الحالة حتما مسيرة
لانها حرية الانسان ستتعارض مع صفات الالهة
 
صحيح اخي الكريم القدر يتغير بالدعاء ولكن القدر الذي يتغير هو الذي كتبته الملائكة ولكن القدر الذي في اللوح المحفوظ لا يتغير.
القدر لا يتغير . افتراض تغير القدر بالدعاء هو افتراض جهل العليم بالدعاء وبالمستقبل ..سبحانه وتعالى . الدعاء هو في علم الله وقبوله ورفضه مقضي قبل حتى ان يطأ الانسان الارض او يسعى فيها . فالله تعالى لا يخضع لمخلوقاته وقضاؤه وقدره ليسا رهينين بانتضار الزمان او المكان. وما قدروا الله حق قدره. لو كان قدر الله تعالى يعدل ويتغير كما يقال . لما قال الله تعالى وما قدروا الله حق قدره فكيف يلام إنسان عن شيء هو اصلا يفعل . فكل مرة يعدل القدر بالدعاء . وهذا تصوير صبياني لعظمة الخالق وكان الدعاء شيء جديد مستجد في علم الله الكاشف.
 
هل الإنسان مخير ام مسير ؟؟
1708400198706.png


أجاب الدكتور مصطفى محمود إجابة كافية على هذا التساؤل في هذا المقال ..


1708400236138.png


مقال مخير أم مسير

يسألني القراء دائما في استغراب.. كيف وصلت إلى قرارك الذي تردده في كل كتبك و مقالاتك بأن الإنسان مخير لا مسير.

كيف يكون الإنسان مخيرا و هو محكوم عليه بالميلاد و الموت و الاسم و الأسرة و البيئة، و لا حول له و لا قوة، و لا اختيار في هذه الأشياء التي تشكل له شخصيته و تصرفاته.

و القراء يقعون في خطأ أولي منذ البداية حينما يقيمون علاقة حتمية بين البيئة و السلوك.. و بين الأسرة و تقاليدها و بين الشخصية، و هو تفكير خاطئ، فلا توجد حتمية في الأمور الإنسانية.. و إنما يوجد – على الأكثر – ترجيح و احتمال و هذا هو الفرق بين الإنسان و الجماد و هذا هو الفرق بين الإنسان و برادة الحديد.

برادة الحديد تطاوع خطوط المجال المغناطيسي في حتمية و جبرية و تراص في خطوط المجال حتما حينما نرشها حول المغناطيس.

أما الإنسان فإن علاقته بظروفه لا تزيد على كونها احتمالا أو ترجيحا.

الابن الذي ينشأ في عائلة محافظة محتمل أن ينشأ محافظا هو الآخر مجرد احتمال
و كثيرا ما يحدث العكس، فنرى هذا الابن و قد انقلب متمردا ثائرا على التقاليد، محطما لها..

و هذا هو الفرق بين المسائل الآلية الميكانيكية و المسائل الإنسانية.. و نفس الكلام يقال في البيئة..

البيئة تشكل الإنسان.. و لكن الإنسان أيضا يشكل البيئة.

و نظرة سريعة في المجتمع العصري حولنا سوف ترينا كيف أخضع الإنسان مشاكل الحر و البرد و المسافات بعقله و علمه
و استطاع أن يسودها فهو يكيف الهواء بالمكيفات، و هو يهزم المسافات بالمواصلات السريعة و البرق و الهاتف.

الإنسان ليس كتلة هلامية سلبية تشكلها حتميات البيئة.. و لكنه إرادة صلبة في ذاتها لها حريتها في توجيه الأحداث.

و هذا هو الإنسان الذي ولد طفلا تحكمه أسرته و بيئته و مقتضيات اسمه و تقاليده..
ها هو ذا يهاجر و يغير اسمه و بيئته و أسرته و ينتقل إلى مجتمع جديد فيصنع انقلابا في هذا المجتمع الجديد و يغيره من أساسه.

و ها هو ذا يموت فيترك كتابا.. فإذا بالكتاب يغير التاريخ.

و صحيح أن الإنسان قليل الحيلة في الطريقة التي يولد بها و في الطريقة التي يموت بها..
و لكنه بين ميلاده و موته يصنع حضارة..
أعطاه الله القدرة على أن يبني و يهدم و يحرر و يتحرر و يفكر و يبتكر و يخترع و يفجر و يعمر و يدمر..
و سلمه مقاليد الخير و الشر و حرية الاختيار.

و حواجز البيئة و ضغوط الظروف لا تقوم دليلا على عدم الحرية بل هي على العكس دليل على وجود هذه الحرية..
فلا معنى للحرية في عالم بلا عقبات..
و في مثل هذا العالم الذي بلا عقبات لا يسمى الإنسان حرا، إذ لا توجد لرغباته مقاومات يشعر بحريته من خلال التغلب عليها.

و الحرية لا تعبر عن نفسها إلا من خلال العقبات التي تتغلب عليها..
فهي تكشف عن نفسها بصورة جدلية من خلال الفعل و مقاومة الفعل.

و لهذا كانت الضغوط و العوائق و العقبات من أدلة الحرية و ليس العكس.

و الفيلسوف الغزالي يحل المشكلة بأن يقول إن الله حر مخير مطلق التخيير و المادة الجامدة مسيرة منتهى التسيير..
و الإنسان في منزلة بين المنزلتين.. أي أنه مخير مسير في ذات الوقت.. مخير بمقدار مسير بمقدار.

و توضيحا لكلامه أقول إن الإنسان حر مطلق الحرية في منطقة ضميره..
في منطقة السريرة و النية.. فأنت تستطيع أن تجبر خادمك على أن يهتف باسمك أو يقبل يدك، و لكنك لا تستطيع أن تجبره على أن يحبك..
فمنطقة الحب و الكراهية و هي منطقة السريرة منطقة حرة حررها الله من كل القيود و رفع عنها الحصار و وضع جنده خارجها..

لا يدخل الشيطان قلبك إلا إذا دعوته أنت و فتحت له الباب.

و قد أراد الله هذه النية حرة لأنها مناط المسئولية و المحاسبة.

أما منطقة الفعل فهي المنطقة التي يتم فيها التدخل الإلهي عن طريق الظروف و الأسباب و الملابسات
ليجعل الله أمرا ما ميسرا أو معسرا حسب نية صاحبه.

(( فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) )) (الليل)

يمهد الله أسباب الشر للأشرار.. و يمهد أسباب الخير للأخيار..
ليخرج كل منا ما يكتمه و يفصح عن سريرته و نيته و يتلبس بفعله.

و بهذا لا يكون التسيير الإلهي منافيا أو مناقضا للتخيير، فالله يستدرج الإنسان بالأسباب
حتى يخرج ما يكتمه و يفصح عن نيته و دخيلته و يتلبس باختياره.

الله بإرادته يفضح إرادتنا و اختيارنا و يكشفنا أمام أنفسنا.

و من ثم يكون الإنسان في كتاب الله مخيرا مسيرا في ذات الوقت.. دون تناقض..
فالله يريد لنا و يقدر لنا حتى نكتب على أنفسنا ما نريده
لأنفسنا و ما نخفيه في قلوبنا و ما نختاره في أعمق الأعماق دون جبر أو إكراه، و إنما استدراجا من خلال الأسباب و الظروف و الملابسات.

و في إمكان الواحد منا أن يبلغ ذروة الحرية بأن تكون إرادته هي إرادة الله و اختياره هو اختيار الله و عمله هو أمر الله و شريعته..
بأن يكون العبد الرباني الذي حياته هي الناموس الإلهي، فيعبد الله حبا و اختيارا لا تكليفا..

كما يحدث أن نعطي من ذات نفوسنا لمن نحب كذلك يعطي الله من ذاته لأحبابه
فيحقق لهم ما يشاءون فيكونون الأحرار حقا.


من كتاب | الشيطان يحكم

 
هل الإنسان مخير ام مسير ؟؟
مشاهدة المرفق 665699

أجاب الدكتور مصطفى محمود إجابة كافية على هذا التساؤل في هذا المقال ..


مشاهدة المرفق 665700

مقال مخير أم مسير

يسألني القراء دائما في استغراب.. كيف وصلت إلى قرارك الذي تردده في كل كتبك و مقالاتك بأن الإنسان مخير لا مسير.

كيف يكون الإنسان مخيرا و هو محكوم عليه بالميلاد و الموت و الاسم و الأسرة و البيئة، و لا حول له و لا قوة، و لا اختيار في هذه الأشياء التي تشكل له شخصيته و تصرفاته.

و القراء يقعون في خطأ أولي منذ البداية حينما يقيمون علاقة حتمية بين البيئة و السلوك.. و بين الأسرة و تقاليدها و بين الشخصية، و هو تفكير خاطئ، فلا توجد حتمية في الأمور الإنسانية.. و إنما يوجد – على الأكثر – ترجيح و احتمال و هذا هو الفرق بين الإنسان و الجماد و هذا هو الفرق بين الإنسان و برادة الحديد.

برادة الحديد تطاوع خطوط المجال المغناطيسي في حتمية و جبرية و تراص في خطوط المجال حتما حينما نرشها حول المغناطيس.

أما الإنسان فإن علاقته بظروفه لا تزيد على كونها احتمالا أو ترجيحا.

الابن الذي ينشأ في عائلة محافظة محتمل أن ينشأ محافظا هو الآخر مجرد احتمال

و كثيرا ما يحدث العكس، فنرى هذا الابن و قد انقلب متمردا ثائرا على التقاليد، محطما لها..

و هذا هو الفرق بين المسائل الآلية الميكانيكية و المسائل الإنسانية.. و نفس الكلام يقال في البيئة..

البيئة تشكل الإنسان.. و لكن الإنسان أيضا يشكل البيئة.

و نظرة سريعة في المجتمع العصري حولنا سوف ترينا كيف أخضع الإنسان مشاكل الحر و البرد و المسافات بعقله و علمه

و استطاع أن يسودها فهو يكيف الهواء بالمكيفات، و هو يهزم المسافات بالمواصلات السريعة و البرق و الهاتف.

الإنسان ليس كتلة هلامية سلبية تشكلها حتميات البيئة.. و لكنه إرادة صلبة في ذاتها لها حريتها في توجيه الأحداث.

و هذا هو الإنسان الذي ولد طفلا تحكمه أسرته و بيئته و مقتضيات اسمه و تقاليده..

ها هو ذا يهاجر و يغير اسمه و بيئته و أسرته و ينتقل إلى مجتمع جديد فيصنع انقلابا في هذا المجتمع الجديد و يغيره من أساسه.

و ها هو ذا يموت فيترك كتابا.. فإذا بالكتاب يغير التاريخ.

و صحيح أن الإنسان قليل الحيلة في الطريقة التي يولد بها و في الطريقة التي يموت بها..

و لكنه بين ميلاده و موته يصنع حضارة..
أعطاه الله القدرة على أن يبني و يهدم و يحرر و يتحرر و يفكر و يبتكر و يخترع و يفجر و يعمر و يدمر..
و سلمه مقاليد الخير و الشر و حرية الاختيار.

و حواجز البيئة و ضغوط الظروف لا تقوم دليلا على عدم الحرية بل هي على العكس دليل على وجود هذه الحرية..

فلا معنى للحرية في عالم بلا عقبات..
و في مثل هذا العالم الذي بلا عقبات لا يسمى الإنسان حرا، إذ لا توجد لرغباته مقاومات يشعر بحريته من خلال التغلب عليها.

و الحرية لا تعبر عن نفسها إلا من خلال العقبات التي تتغلب عليها..
فهي تكشف عن نفسها بصورة جدلية من خلال الفعل و مقاومة الفعل.

و لهذا كانت الضغوط و العوائق و العقبات من أدلة الحرية و ليس العكس.

و الفيلسوف الغزالي يحل المشكلة بأن يقول إن الله حر مخير مطلق التخيير و المادة الجامدة مسيرة منتهى التسيير..

و الإنسان في منزلة بين المنزلتين.. أي أنه مخير مسير في ذات الوقت.. مخير بمقدار مسير بمقدار.

و توضيحا لكلامه أقول إن الإنسان حر مطلق الحرية في منطقة ضميره..

في منطقة السريرة و النية.. فأنت تستطيع أن تجبر خادمك على أن يهتف باسمك أو يقبل يدك، و لكنك لا تستطيع أن تجبره على أن يحبك..
فمنطقة الحب و الكراهية و هي منطقة السريرة منطقة حرة حررها الله من كل القيود و رفع عنها الحصار و وضع جنده خارجها..

لا يدخل الشيطان قلبك إلا إذا دعوته أنت و فتحت له الباب.

و قد أراد الله هذه النية حرة لأنها مناط المسئولية و المحاسبة.

أما منطقة الفعل فهي المنطقة التي يتم فيها التدخل الإلهي عن طريق الظروف و الأسباب و الملابسات

ليجعل الله أمرا ما ميسرا أو معسرا حسب نية صاحبه.

(( فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) )) (الليل)

يمهد الله أسباب الشر للأشرار.. و يمهد أسباب الخير للأخيار..

ليخرج كل منا ما يكتمه و يفصح عن سريرته و نيته و يتلبس بفعله.

و بهذا لا يكون التسيير الإلهي منافيا أو مناقضا للتخيير، فالله يستدرج الإنسان بالأسباب
حتى يخرج ما يكتمه و يفصح عن نيته و دخيلته و يتلبس باختياره.

الله بإرادته يفضح إرادتنا و اختيارنا و يكشفنا أمام أنفسنا.

و من ثم يكون الإنسان في كتاب الله مخيرا مسيرا في ذات الوقت.. دون تناقض..
فالله يريد لنا و يقدر لنا حتى نكتب على أنفسنا ما نريده

لأنفسنا و ما نخفيه في قلوبنا و ما نختاره في أعمق الأعماق دون جبر أو إكراه، و إنما استدراجا من خلال الأسباب و الظروف و الملابسات.

و في إمكان الواحد منا أن يبلغ ذروة الحرية بأن تكون إرادته هي إرادة الله و اختياره هو اختيار الله و عمله هو أمر الله و شريعته..

بأن يكون العبد الرباني الذي حياته هي الناموس الإلهي، فيعبد الله حبا و اختيارا لا تكليفا..

كما يحدث أن نعطي من ذات نفوسنا لمن نحب كذلك يعطي الله من ذاته لأحبابه

فيحقق لهم ما يشاءون فيكونون الأحرار حقا.


من كتاب | الشيطان يحكم
و في إمكان الواحد منا أن يبلغ ذروة الحرية بأن تكون إرادته هي إرادة الله و اختياره هو اختيار الله و عمله هو أمر الله و شريعته..

كلام غاية في الروعة ولكن للاسف كاتب الكلام نفسه لم يدرك حقيقة ما كتب ، لو نظرت للكون بنظرة تفريد لا يوجد اصلاً ما يسمى انسان فهو وهم ، انها صفات واسماء امهاتها 99 تتجلى في صور لا حصر لها واختصرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( كان الله ولا شيء معه وهو الان على ما عليه كان )

ان ذورة الحرية كما وصفها الكاتب هو النظر في المرآة وادراك نفسه ولم يكن ذلك الا للانسان فبه ادرك نفسه في صوره ، ولذلك عندما قال ( وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ) رغم ان الصورة الظاهرية هي الصورة المحمدية !! طبعاً سلطان الحجاب قوي وهو حكمة ازلية سنها الله ولكن جليت المرآة بالصورة الانسانية ولم تجلى حتى بالملائكة لقوله اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء فلم يدركوا حقيقة التوحيد على كماله

اما محمد فهو السيد الاعظم نقطة دائرة الوجود فبه افتتح العالم ومنه يستمد وعندما ادرك حقيقته صلى الله عليه وسلم رغم تواضعه قال ( انا سيد ولد آدم ولا فخر ) عندما قابله جبريل في الغار ضمه تبركاً به ثلاث مرات ولولا الادب مع جنابه صلى الله عليه وسلم ما تركه ، وعندما علم اويس القرني ذرة من مقامه الشريف قال فيه لم تروا من رسول الله الا ظله قالوا ولا ابن ابي قحافة ( ويقصد ابي بكر الصديق ) قال ولا ابن ابي قحافة
 
عودة
أعلى