مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة
تمثل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة إحدى أدوات السياسة الدينية للمغرب في إفريقيا جنوب الصحراء. إلا أنها لا زالت تعاني مجموعة من الصعوبات التقنية والتحديات الميدانية. فهل يستطيع المغرب تجاوز هذه الصعوبات؟
ملخص
يمثل إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة خطوة استراتيجية متقدمة في تنزيل وترجمة الرؤية المغربية للعمل الديني في إفريقيا جنوب الصحراء. بقدر ما يعكس الإيقاع المتأني لإرساء هياكل المؤسسة وتوسيع خريطة فروعها الخارجية، الصبغة الطموحة لهذه الرؤية، بقدر ما يكشف أيضا بالمقابل عن مجموعة من الصعوبات التقنية والتحديات الميدانية.
تعتبر مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة أحد أهم الأدوات المؤسساتية التي تم إنشاؤها في السنوات الأخيرة لإعطاء دفعة جديدة للحضور الديني المغربي في إفريقيا جنوب الصحراء. فقد أكدّ الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة تنصيب المجلس الأعلى للمؤسسة سنة 2016، على أن هذه المبادرة “تجسّد عمق الأواصر الروحية العريقة التي ظلت تربط الشعوب الإفريقية جنوب الصحراء بملك المغرب أمير المؤمنين، ولما يجمعنا بها من وحدة العقيدة والمذهب، والتراث الحضاري المشترك.”
بهذا المعنى، تسعى المؤسسة لاستثمار الرصيد الثقافي والتاريخي الذي يربط المغرب بإفريقيا الغربية بهدف الحصول على المقبولية والدعم من طرف شريحة واسعة من النخب الدينية والسياسية بتلك البلدان الإفريقية. فالتاريخ المشترك وواقع النسيج الديني المحلي، يعطي للمغرب وضعا إمتيازيا إزاء مشاريع دينية أخرى والتي رغم كل الإمكانات والموارد المادية الضخمة المتوفرة لها إلا أنه غالبا ما ينظر إليها كمبادرات خارجية “مستوردة”.
لكن بعد مرور خمس سنوات على الإعلان عن إنشاء المؤسسة، لا زالت المؤسسة تواجه عددا من الصعوبات والإكراهات الميدانية التي تهم أساسا إرساء هياكل المؤسسة وتفعيل مخططاتها وبرامج عملها، كما ظهرت أيضا تحديات مرتبطة بنوعية الخطاب الذي تعتمده بهدف توسيع دائرة إشعاعها وجاذبيتها وتعزيز تنافسيتها الإقليمية
تعتبر مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة أحد أهم الأدوات المؤسساتية التي تم إنشاؤها في السنوات الأخيرة لإعطاء دفعة جديدة للحضور الديني المغربي في إفريقيا جنوب الصحراء. فقد أكدّ الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة تنصيب المجلس الأعلى للمؤسسة سنة 2016، على أن هذه المبادرة “تجسّد عمق الأواصر الروحية العريقة التي ظلت تربط الشعوب الإفريقية جنوب الصحراء بملك المغرب أمير المؤمنين، ولما يجمعنا بها من وحدة العقيدة والمذهب، والتراث الحضاري المشترك.”
بهذا المعنى، تسعى المؤسسة لاستثمار الرصيد الثقافي والتاريخي الذي يربط المغرب بإفريقيا الغربية بهدف الحصول على المقبولية والدعم من طرف شريحة واسعة من النخب الدينية والسياسية بتلك البلدان الإفريقية. فالتاريخ المشترك وواقع النسيج الديني المحلي، يعطي للمغرب وضعا إمتيازيا إزاء مشاريع دينية أخرى والتي رغم كل الإمكانات والموارد المادية الضخمة المتوفرة لها إلا أنه غالبا ما ينظر إليها كمبادرات خارجية “مستوردة”.
لكن بعد مرور خمس سنوات على الإعلان عن إنشاء المؤسسة، لا زالت المؤسسة تواجه عددا من الصعوبات والإكراهات الميدانية التي تهم أساسا إرساء هياكل المؤسسة وتفعيل مخططاتها وبرامج عملها، كما ظهرت أيضا تحديات مرتبطة بنوعية الخطاب الذي تعتمده بهدف توسيع دائرة إشعاعها وجاذبيتها وتعزيز تنافسيتها الإقليمية