كشف مصدر مصري مطلع عن أن "قنوات الاتصال بين مصر وإيران قائمة ولم تتوقف، في دوائر ذات طابع خاص".
وقال المصدر المصري إن قنوات التواصل بين القاهرة وطهران لم تتوقف في إطار دوائر ذات طابع خاص، لكنه رفض توضيحها.
وأوضح: "هناك تعبير عن تقدير كبير وعالي المستوى من إيران لمصر وقيادتها السياسية"، مشيرا إلى أنه "من الصعب التكهن بتوقيت اتخاذ خطوة على المسار السياسي في مسار استئناف العلاقات، وسرعة استجابة مصر للمطروح إيرانيا".
وأكد المصدر "أنه لا توجد نقاط تباين كبيرة بين الجانبين، باستثناء علاقة طهران بحركتي (حماس) و(الجهاد)، وكذلك مراعاة المبدأ العام المصري الرافض للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومحددات الأمن القومي المصري والعربي".
وفي هذا الصدد، قال "محمد العربي" وزير خارجية مصر الأسبق (2011) ورئيس مجلس العلاقات الخارجية لهذا البلد لـ "الشرق الأوسط": إن العوامل المحددة للعلاقات بين مصر وإيران هي: مختلف عن غيره، وحاليا هذه العلاقات تعتبر طبيعية ونحن منذ فترة طويلة لدينا عامل بدرجة سفير.
وأكد أنه لا توجد حاجة استراتيجية لتسريع خطوات تطوير العلاقات، وأكد أن لإيران دورا كبيرا في المنطقة.
وأضاف العربي: "هل بدأت إيران سياسة جديدة وخاصة بعدم التنمية والتدخل في شؤون الدول؟" علينا أن ننتظر ونراقب سلوك إيران في المرحلة المقبلة.
لكن "حسن نافعة"، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أخبر موقع العربي الجديد عن آثار التقارب بين مصر وإيران في حال حدوثه: "هناك دول ستحاول تحييد أي تقارب بين مصر وإيران لان دور هذا التقارب سيؤدي إلى تغيرات جيوستراتيجية في المنطقة وستعاني تل ابيب ".
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس الاثنين، إن "مصر دولة مهمة في المنطقة، وكلا البلدين يعتقد بأهمية الآخر في المنطقة، والمنطقة بحاجة إلى دوريهما".
واضاف ناصر كنعاني: "على هامش قمة بغداد 2 في الأردن، جرت محادثة قصيرة وإيجابية بين السيد أميرعبداللهيان والسيد عبدالفتاح السيسي رئيس مصر وفيما يتعلق بمصر نؤمن بأخذ خطوات جديدة لتحسين العلاقات ولكن كما تعلم فإن العلاقات بين الدول تسير على مسار ثنائي ومن الضروري أن نرى ما هي إرادة الطرف الآخر ".
تأتي تصريحات كنعاني بعد أيام من إعلان السعودية وإيران عن التوصل إلى اتفاق يُفضي إلى عودة العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من القطيعة، وذلك في إطار مبادرة صينية.
في السياق نفسه، قال مساعد وزير الخارجية المصرية السابق السفير عبد الله الأشعل أنه لا توجد مصلحة في استمرار قطع العلاقات بين مصر وإيران، بل على العكس هناك مصالح استراتيجية للقاهرة من وراء إعادة هذه العلاقات.
واعتبر مساعد وزير الخارجية المصرية السابق السفير عبد الله الأشعل أنه "لا توجد مصلحة في استمرار قطع العلاقات بين مصر وإيران، بل على العكس هناك مصالح استراتيجية للقاهرة من وراء إعادة هذه العلاقات، ستصب في صالح البلدين، خصوصاً الجانب المصري".
ويعدد الأشعل "المنافع التي يمكن أن تجنيها مصر من وراء استئناف هذه العلاقات، أن انفتاح مصر على إيران سيسهم في حدوث طفرة سياحية قد تتجاوز 10 ملايين سائح إيراني سنوياً، يتطلعون لزيارة المزارات الدينية ومراقد آل البيت، بالإضافة إلى إمكانية تنامي التبادل التجاري بين البلدين في ظل اتساع رقعة الاقتصادين المصري والإيراني، بشكل ستكون له فوائد على الاقتصاد المصري المتداعي".
ومع كل هذه المكاسب، لا يرجح الأشعل أن "يكون البلدان على موعد قريب من استعادة علاقاتهما الدبلوماسية، في ظل تصاعد النفوذ الأميركي على صناع القرار في مصر، خصوصاً أن إيران لن تقدم تنازلات على هذا الصعيد."