اعطت تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على تويتر بتاريخ 06 فبراير 2023، والتي كلف خلالها الجهات المختصة برفع دراسة عاجلة لمجلس الوزراء حول الطريقة المثلى للاستفادة الحكومية من تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة وتحديداً الـ Chat GPT وتأثيراته المستقبلية على القطاعات التعليمية والصحية والإعلامية وغيرها.. وكيفية التعامل الحكومي الإيجابي والآمن مع هذه التقنيات، إشارة واضحة إلى الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة بموضوع تكنولوجيا المعلومات وانعكاساته على مختلف القطاعات، كما أبانت في نفس الوقت عن وعي وإدراك مسبق للواقع الدولي والتحديات التي تحملها هذه التكنولوجيا من تأثيرات محتملة في المستقبل، بما يستدعي دراستها وتحليلها للاستفادة منها.
وامتثالاً لهذه التوجيهات الصريحة من سموه بدراسة برنامج الـ Chat GPT للاستفادة منه في مختلف المجالات، قامت العديد من القطاعات الحكومية بتجربة هذا البرنامج، حيث أعلن مباشرة بعد ذلك معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي أن الهيئة تعمل على إثراء خدماتها بتقنية الـ Chat GPT بدعم من شركة مايكروسوفت العالمية، والاستفادة منها في مختلف خدماتها الداخلية والخارجية، وبذلك تكون الهيئة أول مؤسسة خدماتية على مستوى العالم وأول مؤسسة حكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة تستخدم هذه التقنية الحديثة.
لم تنتظر بعدها وزارة التربية والتعليم طويلاً، حتى أعلن معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم، أنه سيتم السماح للطلاب باستخدام هذه التقنية المتطورة، وإجراء دراسة شاملة للمنهج التعليمي الإماراتي، وفقاً للتغيرات التكنولوجية الجديدة التي أحدثها هذا البرنامج، خاصة وأن التعليم في الدولة مقبل على ثورة جوهرية.
وتعتبر هذه الخطوات المهمة التي قامت بها بعض المؤسسات الحكومية بداية أولى على طريق السير نحو استخدام باقي الهيئات والمؤسسات لبرنامج Chat GPT بما يخدم توجهات الدولة في هذا المجال، وبما يحقق أيضاً مصالح هذه القطاعات ويقوي عملها، تماشياً مع الرؤية المستقبلية التي وضع معالمها شيوخ الدولة وقادتها.
ماهو الـ Chat GPT وكيف يعمل؟
Chat GPT عبارة عن روبوت محادثة للذكاء الاصطناعي AI قائم على الحوار وقادر على فهم اللغة البشرية الطبيعية وتوليد نصوص مكتوبة دقيقة بشكل مثير للإعجاب تشبه الإنسان. وهو نموذج لغوي يعتمد بشكل رئيسي على الذكاء الاصطناعي، تم تدريبه على اللغات المختلفة بما يمكنه من إنشاء نصوص جديدة والرد على الأسئلة والمحادثات بطريقة شبيهة بالإنسان، حيث يعتمد أساساً على تقنية التعلم العميق لفهم النصوص والإجابة عن الأسئلة بشكل أفضل، ويمكن استخدامه في مجالات مختلفة مثل الترجمة وخدمات العملاء والتعليم والصحة والتجارة الإلكترونية وغيرها.
ويعمل هذا البرنامج عن طريق تحليل النصوص والتعلم منها واستخدام هذه المعلومات لإنشاء نصوص جديدة والرد على الأسئلة المختلفة. كما يمكن استخدامه في صياغة الرسائل والبريد الإلكتروني والمحادثات الفورية وتوليد المحتوى والترجمة الآلية وغيرها. وتعد تقنية شات جي بي تي من التقنيات الحديثة والمبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي التي تستخدم بشكل متزايد في العديد من المجالات المختلفة.
يتم تدريب هذا البرنامج المستحدث باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لتوليد النصوص، حيث يعتمد النموذج على تحليل وفهم اللغة الطبيعية من خلال دراسة العلاقات بين الكلمات في النص.
ولهذا تعتمد تقنية GPT على معالجة اللغة الطبيعية بطريقة مشابهة لطريقة عمل الدماغ البشري، حيث يتم تحليل النص إلى وحدات صغيرة، مثل الكلمات والجمل، وتحديد العلاقات بينها، ليتم بعد ذلك تدريب الشات GPT على نطاق واسع باستخدام البيانات اللغوية المتاحة على الإنترنت، مما يسمح للنموذج التعلم على علاقات أكثر تعقيداً بين الكلمات وتوليد نصوص جديدة بناء على الأنماط اللغوية التي تم تعلمها من قبل ضمن سياق رقمي مرتب ومعروف مسبقاً.
عندما يتم إدخال نص إلى الشات GPT، يستخدم النموذج تعلمه السابق لتوليد نص جديد بناء على السياق والمعنى، بما يمكن استخدامه لتوليد النصوص في العديد من التطبيقات، مثل توليد الخطابات أو الردود التلقائية في الدردشة الآلية.
لتحقيق هذا التناسق الكبير، تم تدريب نموذج GPT-3 الأصلي على مجموعة بيانات تضم أكثر من 8 ملايين صفحة ويب، حيث كان قادراً على إنشاء نص متسق ومنسق باستمرار في مجموعة متنوعة من اللغات والتنسيقات.
وفي الحقيقة فالشات جي بي تي هو نوع مختلف عن نموذج GPT الذي تم تصميمه خصيصاً للاستخدام في روبوتات المحادثة وأنظمة الذكاء الاصطناعي للمحادثة. يتم تدريبه على مجموعة بيانات كبيرة من محادثات الدردشة وهو قادر على إنشاء استجابات مناسبة ومتسقة وحتى ذات صلة عالية. وبصرف النظر عن إنشاء الردود، يمكن أيضاً استخدام البرنامج في مهام مثل الترجمة وتلخيص النص وكتابة رمز الكمبيوتر والإجابة عن الأسئلة. وعلى العموم فهو أداة قوية لبناء روبوتات محادثة وأنظمة ذكاء اصطناعي أخرى للمحادثة يمكنها التفاعل مع المستخدمين بطريقة طبيعية ومتسقة.
ويعد البرنامج أحدث روبوت محادثة أنتجته حديثاً مؤسسة OpenAI، وهي منظمة بحثية مستقلة أسسها Elon Musk مالك مؤسسة Twitter المعروفة، مع مستثمرين آخرين في أواخر عام 2015.
المارد الذي يقرأ أفكارك العسكرية
يمكن استخدام البرنامج لأداء مهام مختلفة مثل: توليد النص، الترجمة وفهم الأسئلة، وأيضاً للإجابة عن الأسئلة وتقديم المساعدة للمستخدم بمفرده، والاعتراف بالأخطاء، وتحدي المباني اللفظية، ورفض الطلبات غير الملائمة، كما يمكن أن تتضمن التطبيقات الواقعية إنشاء محتوى لمواقع الويب، والرد على استفسارات العملاء، وتقديم التوصيات، بالإضافة إلى إنشاء روبوتات محادثة آلية. لاحقاً، سيمكِّنك البرنامج من الحصول على شيء يؤدي المهام نيابة عنك، بل على شيء يكتشف معرفة جديدة لك.
اليوم، وكنتيجة لهذا الجهد المبذول طوال السنوات الماضية، أصبح البرنامج قادراً فعلاً على جمع مجموعة بيانات لتقارير ونصوص ومعلومات عسكرية ذات صلة بموضوع معين، ثم استخدامها لإنشاء ملخصات بشكل تلقائي للمعلومات الواردة في التقارير أو لتحديد الأجزاء الرئيسية من المعلومات التي قد لا تكون واضحة على الفور.
وتسمح هذه الخاصية الفائقة بتلخيص النصوص وتحليل كميات كبيرة من البيانات النصية، مثل المقالات الإخبارية أو منشورات وسائل التواصل الاجتماعي أو الوثائق الحكومية بإيجاز واتساق بغية تحديد المعلومات والاتجاهات الرئيسية في البيانات بسرعة والتعرف بدقة إلى الكيان العدو سواء كان أشخاصاً أو مؤسسات أو مواقع.
يستخدم البرنامج حالياً حتى في تحليل المشاعر المعبر عنها في البيانات سواء كانت إيجابية أو سلبية أو محايدة، والمساعدة عموما في فهم شعور الناس تجاه موضوع معين، وهو ما يساعد بشكل دقيق في رسم استراتيجية دعائية عسكرية مبنية على المعلومات وموجهة بشكل دقيق.
حرب المعلومات تبدأ وروبوتات المحادثة في قلب الحرب الدعائية العسكرية
كان استخدام الذكاء الاصطناعي AI في الحروب الإعلامية قائماً وموجوداً منذ عدة سنوات، ويعد استخدامه شائعاً في التوزيع الجماعي للرسائل، لا سيما مع استخدام الروبوتات أو الحسابات المزيفة على Twitter والشبكات الاجتماعية الأخرى، ولم يتجاوز استخدام الذكاء الاصطناعي في حرب المعلومات بشكل أساسي التكرار الواسع النطاق للرسائل البسيطة نوعاً ما. لكن هل يستخدم Chat GPT الروبوت القادر على كتابة محتوى يحاكي أسلوب الكتابة البشرية بهذا الشكل البسيط؟ لا طبعاً، الأمر يتعلق بثورة جديدة في طريقة الحصول على المعلومات وتحليلها ونشرها وأيضاً التلاعب بها.
من المؤكد أن حرب المعلومات لم تبدأ كما أريد الإعلان عنها من طرف الكبار، فقد بدأت منذ سنوات وتحديداً منذ أن أعلنت Microsoft وGoogle عن دمج روبوتات المحادثة التي تنشئ نصاً في محرك البحث الخاص بهما BingGPT، وفي سنة 2020 استطاع عمالقة التكنولوجيا صناعة نماذج تحاكي الـ ChatGPT كمثل LamDA2 الذي اشتغلت عليه تحديداً شركة Google. في نهاية عام 2021، كانت Nvidia وMicrosoft هي التي تفاخرت بتطوير نموذج اللغة الإنجليزية بأكبر عدد من المعلمات وصل إلى 530 ملياراً، لتوليد اللغة الطبيعية.
في نفس السنة تقريباً دخل التنين الصيني على الخط وأعلنت شركة Megatron-Turing عن إنشاء برنامج Baidu.
ولعدة سنوات سابقة، كانت الحكومات والمنظمات والشركات تدمج حلول الذكاء الاصطناعي في حملاتها الإعلامية، لا سيما من خلال استخدام “روبوتات المحادثة” المعروف أيضاً باسم “وكيل المحادثة”، المبرمج خصيصاً لمحاكاة محادثة بلغة طبيعية، والتي يمكنها مساعدة المستخدمين في حل مشكلة أو طلب منتجات أو الانتقال إلى خدمة ما، كمثل ما هو موجود على وجه الخصوص على مواقع SNCF وOrange وFnac وIKEA وشركات أخرى كمثل Alexa من Amazon أو Siri من Apple، التي تمكنت من استخدام هذه الروبوتات في شرح المفاهيم المعقدة بطريقة بسيطة ومفهومة من قبل جمهورها العريض وتقديم إجابات بطلاقة وموثوقية وقدرة على الإجابة عن الأسئلة الإضافية ذات الصلة بطريقة متسقة.
وخلال السنوات القليلة الماضية، طورت هذه الشركات برامجها بسرعة وبكفاءة لاعتقادها الراسخ أن حروب المعلومات المستقبلية ستكون حاسمة، خاصة إذا ما تم استخدامها في المجالات العسكرية.
ويمكن لبرنامج الـ ChatGPT في إطار الحرب المعلوماتية العسكرية من تحليل البيانات من أجهزة الاستشعار والمصادر الأخرى لتحديد الأهداف وتتبعها في ساحة المعركة، وعادة ما يستخدم هذا لتحسين دقة وفعالية الأنظمة المستقلة في ساحة المعركة، وكذا تقييم المخاطر لاتخاذ قرارات حول كيفية العمل بأمان وفعالية.
وقد يتم توظيف البرنامج للحصول على معلومات دقيقة جداً، كمثل المستندات الخاصة وطرق استرجاعها، أو لاستخراج معلومات محددة من البيانات النصية، كالأسماء أو التواريخ أو المواقع وتتبعها، وكذا التحقق من دقة المعلومات العسكرية واكتمالها.
على المستوى اللوجستي، يسمح البرنامج بإدارة المخزون العسكري وتحليل البيانات النصية الخاصة بالفواتير أو مستندات الشحن، واستخراج المعلومات حول كمية المخزون ونوعه وموقعه، وهذا ما يسمح بتتبع مستويات المخزون، والتأكد من توفر الإمدادات عند الحاجة، كما يساعد أيضاً في تحليل بيانات خطط الطيران، واستخراج المعلومات حول طرق النقل والجداول الزمنية بما يمكن من وضع استراتيجية واضحة لمواجهة العدو أثناء المعارك.
ولأن جزءاً كبيراً من حرب المعلومات والدعاية يتم على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، سيصبح البرنامج ضمن أولويات المؤسسات العسكرية في تحليل الكم الكبير من المعلومات المتداولة داخل هذه الفضاءات والعمل على استخراج المعلومات المهمة حول الرأي العام والمشاعر والمواضيع الشائعة. خاصة تلك التي تحلل مواقف الجماعات والمجموعات لتحديد أجندة أو رسالة محددة.
ولا تقف إمكانات الـ ChatGPT عند هذا المستوى من تحليل المعلومات بما يخدم الاستراتيجية العسكرية، بل قد يصل استخدامه إلى أن يساهم بشكل فعال في حملات التزييف العميق كمثل إنشاء بيانات نصية وبيانات صحفية أو حتى خطب تتوافق مع أجندة أو رسالة محددة، كإصدار بيان صحفي يقدم عملية عسكرية محددة في ضوء إيجابي أو سلبي وتوزيعه على وسائل الإعلام، أو إنشاء مقاطع فيديو مزيفة عميقة واقعية ، بحيث يمكن استخدامها لانتحال شخصيات سياسية أو قادة عسكريين، أو نشر معلومات كاذبة، أو نشر معلومات مضللة قد تصل إلى حد انتحال شخصية سياسية أو عسكرية تدلي ببيان يتم توزيعه على منصات التواصل الاجتماعي.
وعلى هذا المنوال، يستطيع البرنامج تحليل الصور والفيديوهات ومعالجة اللغة الطبيعية والتعرف إلى الكلام لاكتشاف وتحديد الأشياء أو الأشخاص أو الميزات الأخرى المثيرة للاهتمام من خلال مثلاً كاميرات المراقبة، وحتى ترجمة الكلام لاستخراج معلومات قيمة أو الكشف عن نشاط مشبوه.
كما يمكن أيضاً تحليل البيانات النصية، مثل منشورات الوسائط الاجتماعية أو رسائل الدردشة، لاكتشاف الأنماط أو الكلمات الرئيسية التي تشير إلى نشاط غير طبيعي.
وبشكل عام، يمكن استخدام برنامج الـ Chat GPT في العديد من المجالات العسكرية المعلوماتية التي من شأنها أن تجعل حرب المعلومات هي الحرب الحقيقية وحتى الفاصلة قبل المواجهة المباشرة، فالبرنامج قادر على تطوير نفسه بنفسه ليعطينا معلومات دقيقة حول أبسط الأمور وأعقدها، فهو قادر على أن يتنبأ لك بالطقس على مدار أشهر قادمة ويعطيك تحليلاً دقيقاً للتضاريس وصولاً حتى إلى أدق المعلومات العسكرية التي تساعدك في وضع استراتيجيات دقيقة وفعالة كتوليد سيناريوهات واقعية ومحاكاة حقيقية للمعارك.
المحرر الشبح وحروب التضليل والدعاية
يرى الكثير من المختصين في مجال حروب المعلومات والدعاية والتضليل أن برنامج الـ Chat GPT مناسب بشكل خاص لإجراء هذا النوع من الحملات عبر محاكاة الطريقة التي يكتب بها البشر وتوليد كميات هائلة من الرسائل المختلفة بمهارة.
هذه التكنولوجيا التي يمكن أن تساعد بشكل فعال في نشر المعلومات المضللة لم تعد بحاجة إلى موظفين بشريين وإنما أصبحت تعتد بشكل رئيسي على الآلات لتأليف محتوى متنوع وقابل للتصديق في جميع الأوقات، حيث يمكنك برمجة الملايين من هذه الروبوتات لتبدو وكأنها بشر، وإجراء محادثات مصممة لإقناع الناس بوجهة نظر معينة.
في الواقع، يمكن للروبوت وعبر هذا البرنامج أن يعمل “كمحرر شبح” للحملات الإعلامية الدعائية عن طريق نشر المقالات والمقالات المضادة بالآلاف، وهي تقنية تسعى بشكل حثيث على استخدامها شركات المعلومات العالمية، بحيث يصبح التمييز بين المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الروبوت والكتابة التي كتبها الإنسان أكثر تشابها بل أكثر تطابقاً.
في مقابل ذلك يمكن أن يكون البرنامج أداة مهمة وفعالة في كشف التلاعبات وإحباط الحروب الدعائية التضليلية خاصة في المجال العسكري واستخدام نفس الآلية في كشف التلاعبات، كما يمكن أن يساعد في العثور على نقاط الضعف بشكل أسرع خاصة إذا تم استخدام الهاكرز في هذا النوع من الحروب.
وهو ما أقر به بعض الهاكرز الذين اعترفوا مؤخراً أن البرنامج يساعدهم بشكل فعال في اكتشاف بعض العيوب بشكل أسرع، الأمر الذي كان سابقاً يحتاج إلى وقت أطول وأكثر من برنامج وتقنيات متعددة، حيث لم يكن المساعد الافتراضي التقليدي قادراً على العثور بدقة على ثغرة في الكمبيوتر تمت إزالتها مسبقاً، لأنه يتغذى على ما تمت مشاركته معه، ولا يستطيع أن يطور طرق البحث لديه ويكتشف الثغرات الأمنية التي لم يكتشفها الإنسان.
وفي هذا الإطار، يعتبر التقنيون أن البرنامج فعال جداً في كشف إنشاء رسائل البريد الإلكتروني المخادعة أو الروابط الخبيثة أو الأشكال الأخرى من هجمات الهندسة الاجتماعية، خاصة رسائل البريد الإلكتروني التي تبدو أنها تأتي من مصدر شرعي، مثل بنك أو وكالة حكومية، وخداع المستلمين لتقديم معلومات حساسة أو النقر فوق ارتباط ضار، وكذا تحديد واستخراج المعلومات ذات الصلة بالأمن السيبراني، كمثل محاولات التصيد الاحتيالي والهجوم إلكتروني
د. فيصل فرحي (أستاذ وباحث جامعي)
مجلة الجندي و التي تصدر من وزارة الدفاع الاماراتية
وامتثالاً لهذه التوجيهات الصريحة من سموه بدراسة برنامج الـ Chat GPT للاستفادة منه في مختلف المجالات، قامت العديد من القطاعات الحكومية بتجربة هذا البرنامج، حيث أعلن مباشرة بعد ذلك معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي أن الهيئة تعمل على إثراء خدماتها بتقنية الـ Chat GPT بدعم من شركة مايكروسوفت العالمية، والاستفادة منها في مختلف خدماتها الداخلية والخارجية، وبذلك تكون الهيئة أول مؤسسة خدماتية على مستوى العالم وأول مؤسسة حكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة تستخدم هذه التقنية الحديثة.
لم تنتظر بعدها وزارة التربية والتعليم طويلاً، حتى أعلن معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم، أنه سيتم السماح للطلاب باستخدام هذه التقنية المتطورة، وإجراء دراسة شاملة للمنهج التعليمي الإماراتي، وفقاً للتغيرات التكنولوجية الجديدة التي أحدثها هذا البرنامج، خاصة وأن التعليم في الدولة مقبل على ثورة جوهرية.
وتعتبر هذه الخطوات المهمة التي قامت بها بعض المؤسسات الحكومية بداية أولى على طريق السير نحو استخدام باقي الهيئات والمؤسسات لبرنامج Chat GPT بما يخدم توجهات الدولة في هذا المجال، وبما يحقق أيضاً مصالح هذه القطاعات ويقوي عملها، تماشياً مع الرؤية المستقبلية التي وضع معالمها شيوخ الدولة وقادتها.
ماهو الـ Chat GPT وكيف يعمل؟
Chat GPT عبارة عن روبوت محادثة للذكاء الاصطناعي AI قائم على الحوار وقادر على فهم اللغة البشرية الطبيعية وتوليد نصوص مكتوبة دقيقة بشكل مثير للإعجاب تشبه الإنسان. وهو نموذج لغوي يعتمد بشكل رئيسي على الذكاء الاصطناعي، تم تدريبه على اللغات المختلفة بما يمكنه من إنشاء نصوص جديدة والرد على الأسئلة والمحادثات بطريقة شبيهة بالإنسان، حيث يعتمد أساساً على تقنية التعلم العميق لفهم النصوص والإجابة عن الأسئلة بشكل أفضل، ويمكن استخدامه في مجالات مختلفة مثل الترجمة وخدمات العملاء والتعليم والصحة والتجارة الإلكترونية وغيرها.
ويعمل هذا البرنامج عن طريق تحليل النصوص والتعلم منها واستخدام هذه المعلومات لإنشاء نصوص جديدة والرد على الأسئلة المختلفة. كما يمكن استخدامه في صياغة الرسائل والبريد الإلكتروني والمحادثات الفورية وتوليد المحتوى والترجمة الآلية وغيرها. وتعد تقنية شات جي بي تي من التقنيات الحديثة والمبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي التي تستخدم بشكل متزايد في العديد من المجالات المختلفة.
يتم تدريب هذا البرنامج المستحدث باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لتوليد النصوص، حيث يعتمد النموذج على تحليل وفهم اللغة الطبيعية من خلال دراسة العلاقات بين الكلمات في النص.
ولهذا تعتمد تقنية GPT على معالجة اللغة الطبيعية بطريقة مشابهة لطريقة عمل الدماغ البشري، حيث يتم تحليل النص إلى وحدات صغيرة، مثل الكلمات والجمل، وتحديد العلاقات بينها، ليتم بعد ذلك تدريب الشات GPT على نطاق واسع باستخدام البيانات اللغوية المتاحة على الإنترنت، مما يسمح للنموذج التعلم على علاقات أكثر تعقيداً بين الكلمات وتوليد نصوص جديدة بناء على الأنماط اللغوية التي تم تعلمها من قبل ضمن سياق رقمي مرتب ومعروف مسبقاً.
عندما يتم إدخال نص إلى الشات GPT، يستخدم النموذج تعلمه السابق لتوليد نص جديد بناء على السياق والمعنى، بما يمكن استخدامه لتوليد النصوص في العديد من التطبيقات، مثل توليد الخطابات أو الردود التلقائية في الدردشة الآلية.
لتحقيق هذا التناسق الكبير، تم تدريب نموذج GPT-3 الأصلي على مجموعة بيانات تضم أكثر من 8 ملايين صفحة ويب، حيث كان قادراً على إنشاء نص متسق ومنسق باستمرار في مجموعة متنوعة من اللغات والتنسيقات.
وفي الحقيقة فالشات جي بي تي هو نوع مختلف عن نموذج GPT الذي تم تصميمه خصيصاً للاستخدام في روبوتات المحادثة وأنظمة الذكاء الاصطناعي للمحادثة. يتم تدريبه على مجموعة بيانات كبيرة من محادثات الدردشة وهو قادر على إنشاء استجابات مناسبة ومتسقة وحتى ذات صلة عالية. وبصرف النظر عن إنشاء الردود، يمكن أيضاً استخدام البرنامج في مهام مثل الترجمة وتلخيص النص وكتابة رمز الكمبيوتر والإجابة عن الأسئلة. وعلى العموم فهو أداة قوية لبناء روبوتات محادثة وأنظمة ذكاء اصطناعي أخرى للمحادثة يمكنها التفاعل مع المستخدمين بطريقة طبيعية ومتسقة.
ويعد البرنامج أحدث روبوت محادثة أنتجته حديثاً مؤسسة OpenAI، وهي منظمة بحثية مستقلة أسسها Elon Musk مالك مؤسسة Twitter المعروفة، مع مستثمرين آخرين في أواخر عام 2015.
المارد الذي يقرأ أفكارك العسكرية
يمكن استخدام البرنامج لأداء مهام مختلفة مثل: توليد النص، الترجمة وفهم الأسئلة، وأيضاً للإجابة عن الأسئلة وتقديم المساعدة للمستخدم بمفرده، والاعتراف بالأخطاء، وتحدي المباني اللفظية، ورفض الطلبات غير الملائمة، كما يمكن أن تتضمن التطبيقات الواقعية إنشاء محتوى لمواقع الويب، والرد على استفسارات العملاء، وتقديم التوصيات، بالإضافة إلى إنشاء روبوتات محادثة آلية. لاحقاً، سيمكِّنك البرنامج من الحصول على شيء يؤدي المهام نيابة عنك، بل على شيء يكتشف معرفة جديدة لك.
اليوم، وكنتيجة لهذا الجهد المبذول طوال السنوات الماضية، أصبح البرنامج قادراً فعلاً على جمع مجموعة بيانات لتقارير ونصوص ومعلومات عسكرية ذات صلة بموضوع معين، ثم استخدامها لإنشاء ملخصات بشكل تلقائي للمعلومات الواردة في التقارير أو لتحديد الأجزاء الرئيسية من المعلومات التي قد لا تكون واضحة على الفور.
وتسمح هذه الخاصية الفائقة بتلخيص النصوص وتحليل كميات كبيرة من البيانات النصية، مثل المقالات الإخبارية أو منشورات وسائل التواصل الاجتماعي أو الوثائق الحكومية بإيجاز واتساق بغية تحديد المعلومات والاتجاهات الرئيسية في البيانات بسرعة والتعرف بدقة إلى الكيان العدو سواء كان أشخاصاً أو مؤسسات أو مواقع.
يستخدم البرنامج حالياً حتى في تحليل المشاعر المعبر عنها في البيانات سواء كانت إيجابية أو سلبية أو محايدة، والمساعدة عموما في فهم شعور الناس تجاه موضوع معين، وهو ما يساعد بشكل دقيق في رسم استراتيجية دعائية عسكرية مبنية على المعلومات وموجهة بشكل دقيق.
حرب المعلومات تبدأ وروبوتات المحادثة في قلب الحرب الدعائية العسكرية
كان استخدام الذكاء الاصطناعي AI في الحروب الإعلامية قائماً وموجوداً منذ عدة سنوات، ويعد استخدامه شائعاً في التوزيع الجماعي للرسائل، لا سيما مع استخدام الروبوتات أو الحسابات المزيفة على Twitter والشبكات الاجتماعية الأخرى، ولم يتجاوز استخدام الذكاء الاصطناعي في حرب المعلومات بشكل أساسي التكرار الواسع النطاق للرسائل البسيطة نوعاً ما. لكن هل يستخدم Chat GPT الروبوت القادر على كتابة محتوى يحاكي أسلوب الكتابة البشرية بهذا الشكل البسيط؟ لا طبعاً، الأمر يتعلق بثورة جديدة في طريقة الحصول على المعلومات وتحليلها ونشرها وأيضاً التلاعب بها.
من المؤكد أن حرب المعلومات لم تبدأ كما أريد الإعلان عنها من طرف الكبار، فقد بدأت منذ سنوات وتحديداً منذ أن أعلنت Microsoft وGoogle عن دمج روبوتات المحادثة التي تنشئ نصاً في محرك البحث الخاص بهما BingGPT، وفي سنة 2020 استطاع عمالقة التكنولوجيا صناعة نماذج تحاكي الـ ChatGPT كمثل LamDA2 الذي اشتغلت عليه تحديداً شركة Google. في نهاية عام 2021، كانت Nvidia وMicrosoft هي التي تفاخرت بتطوير نموذج اللغة الإنجليزية بأكبر عدد من المعلمات وصل إلى 530 ملياراً، لتوليد اللغة الطبيعية.
في نفس السنة تقريباً دخل التنين الصيني على الخط وأعلنت شركة Megatron-Turing عن إنشاء برنامج Baidu.
ولعدة سنوات سابقة، كانت الحكومات والمنظمات والشركات تدمج حلول الذكاء الاصطناعي في حملاتها الإعلامية، لا سيما من خلال استخدام “روبوتات المحادثة” المعروف أيضاً باسم “وكيل المحادثة”، المبرمج خصيصاً لمحاكاة محادثة بلغة طبيعية، والتي يمكنها مساعدة المستخدمين في حل مشكلة أو طلب منتجات أو الانتقال إلى خدمة ما، كمثل ما هو موجود على وجه الخصوص على مواقع SNCF وOrange وFnac وIKEA وشركات أخرى كمثل Alexa من Amazon أو Siri من Apple، التي تمكنت من استخدام هذه الروبوتات في شرح المفاهيم المعقدة بطريقة بسيطة ومفهومة من قبل جمهورها العريض وتقديم إجابات بطلاقة وموثوقية وقدرة على الإجابة عن الأسئلة الإضافية ذات الصلة بطريقة متسقة.
وخلال السنوات القليلة الماضية، طورت هذه الشركات برامجها بسرعة وبكفاءة لاعتقادها الراسخ أن حروب المعلومات المستقبلية ستكون حاسمة، خاصة إذا ما تم استخدامها في المجالات العسكرية.
ويمكن لبرنامج الـ ChatGPT في إطار الحرب المعلوماتية العسكرية من تحليل البيانات من أجهزة الاستشعار والمصادر الأخرى لتحديد الأهداف وتتبعها في ساحة المعركة، وعادة ما يستخدم هذا لتحسين دقة وفعالية الأنظمة المستقلة في ساحة المعركة، وكذا تقييم المخاطر لاتخاذ قرارات حول كيفية العمل بأمان وفعالية.
وقد يتم توظيف البرنامج للحصول على معلومات دقيقة جداً، كمثل المستندات الخاصة وطرق استرجاعها، أو لاستخراج معلومات محددة من البيانات النصية، كالأسماء أو التواريخ أو المواقع وتتبعها، وكذا التحقق من دقة المعلومات العسكرية واكتمالها.
على المستوى اللوجستي، يسمح البرنامج بإدارة المخزون العسكري وتحليل البيانات النصية الخاصة بالفواتير أو مستندات الشحن، واستخراج المعلومات حول كمية المخزون ونوعه وموقعه، وهذا ما يسمح بتتبع مستويات المخزون، والتأكد من توفر الإمدادات عند الحاجة، كما يساعد أيضاً في تحليل بيانات خطط الطيران، واستخراج المعلومات حول طرق النقل والجداول الزمنية بما يمكن من وضع استراتيجية واضحة لمواجهة العدو أثناء المعارك.
ولأن جزءاً كبيراً من حرب المعلومات والدعاية يتم على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، سيصبح البرنامج ضمن أولويات المؤسسات العسكرية في تحليل الكم الكبير من المعلومات المتداولة داخل هذه الفضاءات والعمل على استخراج المعلومات المهمة حول الرأي العام والمشاعر والمواضيع الشائعة. خاصة تلك التي تحلل مواقف الجماعات والمجموعات لتحديد أجندة أو رسالة محددة.
ولا تقف إمكانات الـ ChatGPT عند هذا المستوى من تحليل المعلومات بما يخدم الاستراتيجية العسكرية، بل قد يصل استخدامه إلى أن يساهم بشكل فعال في حملات التزييف العميق كمثل إنشاء بيانات نصية وبيانات صحفية أو حتى خطب تتوافق مع أجندة أو رسالة محددة، كإصدار بيان صحفي يقدم عملية عسكرية محددة في ضوء إيجابي أو سلبي وتوزيعه على وسائل الإعلام، أو إنشاء مقاطع فيديو مزيفة عميقة واقعية ، بحيث يمكن استخدامها لانتحال شخصيات سياسية أو قادة عسكريين، أو نشر معلومات كاذبة، أو نشر معلومات مضللة قد تصل إلى حد انتحال شخصية سياسية أو عسكرية تدلي ببيان يتم توزيعه على منصات التواصل الاجتماعي.
وعلى هذا المنوال، يستطيع البرنامج تحليل الصور والفيديوهات ومعالجة اللغة الطبيعية والتعرف إلى الكلام لاكتشاف وتحديد الأشياء أو الأشخاص أو الميزات الأخرى المثيرة للاهتمام من خلال مثلاً كاميرات المراقبة، وحتى ترجمة الكلام لاستخراج معلومات قيمة أو الكشف عن نشاط مشبوه.
كما يمكن أيضاً تحليل البيانات النصية، مثل منشورات الوسائط الاجتماعية أو رسائل الدردشة، لاكتشاف الأنماط أو الكلمات الرئيسية التي تشير إلى نشاط غير طبيعي.
وبشكل عام، يمكن استخدام برنامج الـ Chat GPT في العديد من المجالات العسكرية المعلوماتية التي من شأنها أن تجعل حرب المعلومات هي الحرب الحقيقية وحتى الفاصلة قبل المواجهة المباشرة، فالبرنامج قادر على تطوير نفسه بنفسه ليعطينا معلومات دقيقة حول أبسط الأمور وأعقدها، فهو قادر على أن يتنبأ لك بالطقس على مدار أشهر قادمة ويعطيك تحليلاً دقيقاً للتضاريس وصولاً حتى إلى أدق المعلومات العسكرية التي تساعدك في وضع استراتيجيات دقيقة وفعالة كتوليد سيناريوهات واقعية ومحاكاة حقيقية للمعارك.
المحرر الشبح وحروب التضليل والدعاية
يرى الكثير من المختصين في مجال حروب المعلومات والدعاية والتضليل أن برنامج الـ Chat GPT مناسب بشكل خاص لإجراء هذا النوع من الحملات عبر محاكاة الطريقة التي يكتب بها البشر وتوليد كميات هائلة من الرسائل المختلفة بمهارة.
هذه التكنولوجيا التي يمكن أن تساعد بشكل فعال في نشر المعلومات المضللة لم تعد بحاجة إلى موظفين بشريين وإنما أصبحت تعتد بشكل رئيسي على الآلات لتأليف محتوى متنوع وقابل للتصديق في جميع الأوقات، حيث يمكنك برمجة الملايين من هذه الروبوتات لتبدو وكأنها بشر، وإجراء محادثات مصممة لإقناع الناس بوجهة نظر معينة.
في الواقع، يمكن للروبوت وعبر هذا البرنامج أن يعمل “كمحرر شبح” للحملات الإعلامية الدعائية عن طريق نشر المقالات والمقالات المضادة بالآلاف، وهي تقنية تسعى بشكل حثيث على استخدامها شركات المعلومات العالمية، بحيث يصبح التمييز بين المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الروبوت والكتابة التي كتبها الإنسان أكثر تشابها بل أكثر تطابقاً.
في مقابل ذلك يمكن أن يكون البرنامج أداة مهمة وفعالة في كشف التلاعبات وإحباط الحروب الدعائية التضليلية خاصة في المجال العسكري واستخدام نفس الآلية في كشف التلاعبات، كما يمكن أن يساعد في العثور على نقاط الضعف بشكل أسرع خاصة إذا تم استخدام الهاكرز في هذا النوع من الحروب.
وهو ما أقر به بعض الهاكرز الذين اعترفوا مؤخراً أن البرنامج يساعدهم بشكل فعال في اكتشاف بعض العيوب بشكل أسرع، الأمر الذي كان سابقاً يحتاج إلى وقت أطول وأكثر من برنامج وتقنيات متعددة، حيث لم يكن المساعد الافتراضي التقليدي قادراً على العثور بدقة على ثغرة في الكمبيوتر تمت إزالتها مسبقاً، لأنه يتغذى على ما تمت مشاركته معه، ولا يستطيع أن يطور طرق البحث لديه ويكتشف الثغرات الأمنية التي لم يكتشفها الإنسان.
وفي هذا الإطار، يعتبر التقنيون أن البرنامج فعال جداً في كشف إنشاء رسائل البريد الإلكتروني المخادعة أو الروابط الخبيثة أو الأشكال الأخرى من هجمات الهندسة الاجتماعية، خاصة رسائل البريد الإلكتروني التي تبدو أنها تأتي من مصدر شرعي، مثل بنك أو وكالة حكومية، وخداع المستلمين لتقديم معلومات حساسة أو النقر فوق ارتباط ضار، وكذا تحديد واستخراج المعلومات ذات الصلة بالأمن السيبراني، كمثل محاولات التصيد الاحتيالي والهجوم إلكتروني
د. فيصل فرحي (أستاذ وباحث جامعي)
مجلة الجندي و التي تصدر من وزارة الدفاع الاماراتية