نظـــام السيطـــرة علـــى النيـــران فـــي الدبابـــة Abrams
لقد لعبت أنظمة سيطرة على النيران FCS على الدوام دوراً حاسماً في معارك الدبابات مع بعضها البعض أو من خلال الاشتباكات ومشاغلة الأهداف الثابتة والمتحركة مع تأمين احتمالية عالية لإصابة الهدف من الضربة الأولى first-round-hit-probability. أنظمة السيطرة على النيران الحديثة تشتمل على حاسوب سيطرة على النيران، مجسات رصد، نظام سيطرة واستقرار للمدفع وأنظمة رؤية وتسديد بصرية من النوع السلبي. حاسوب السيطرة على النيران FCC يتولى حساب زوايا الارتفاع والسمت (الدرجة ومحور الانحراف) مستنداً في ذلك على عدداً من الخوارزميات البالستية ballistic algorithm. هذا الحاسوب قادر على القيام بمئات العمليات والتجديدات الحسابية خلال الثانية الواحدة، مع قابلية على إيجاد الحلول البالستية الملائمة للأهداف الثابتة والأهداف المتحركة، خلال وضع الحركة أو مرحلة الثبات، مع احتمالية مرتفعة لتأمين الإصابة من الرماية الأولى.
الظهور الأول لأنظمة السيطرة على النيران كان على السفن الحربية battleships وذلك في بداية القرن التاسع عشر، حيث لعب تطور هذه التجهيزات بعد ذلك دوراً حيويا وحاسماً في المسددات الميكانيكية والبصرية لسلاح المدفعية، خصوصاً أثناء الحرب العالمية الثانية. هذه الأنظمة التماثلية analog systems كانت متعبة وبطيئة نسبياً (ذات تحكم وسيطرة يدوية في الغالب)، لذلك هي كانت غير ملائمة إلى عربات القتال المدرعة. الافتقار إلى الأنظمة السريعة والمتقدمة عنى ببساطة أنه كان على الرماة الاعتماد فقط على شبكات تسديدهم البصرية sight reticle، مضافاً إليها مهاراتهم وخبراتهم الشخصية التي سبق لهم اكتسابها في التصويب.
مع ذلك، التطور السريع في علوم الليزر والكهروبصريات electro-optical واستعمال الحاسبات المضغوطة والأكثر موثوقية خلال العقود التي أعقبت الحرب، سمح بتركيب أنظمة سيطرة على النيران أكثر تقدماً وأصغر حجماً، يمكن تثبيتها على منصات القتال الأرضية. مثل هذه التجهيزات ساهمت في زيادة احتمالات الإصابة بالطلقة الأولى خلال الاشتباكات الرئيسة من وضع السكون أو أثناء الحركة. بالنسبة لدبابة المعركة الرئيسة، هي أعطت فرصة جيدة لإصابة الأهداف المتحركة أثناء التنقل moving-on engagements والاشتباك مع العربات من مديات بعيدة نسبياً. أيضاً هي ساهمت لحد كبير في تخفيض زمن الاشتباك ومشاغلة الهدف، كما أنها بسطت مهام الطاقم وخفضت مستويات المهارة المتطلبة عادة لإنجاز هذا الدور من خلال عملية المراقبة والاختبار الذاتي وكذلك التشخيص الآلي لمشاكل النظام ككل.
لقد جاء هذا التقدم في الوقت المناسب. إذ أن تحليل معارك الدبابات التي جرت خلال العقود الماضية، خصوصاً تلك التي جرت في الشرق الأوسط، أوضحت أن النصر كان دائماً حليف من يمتلك أسلحة متفوقة، تديرها أطقم جيدة التدريب. وأن نظام التحكم بالنيران هو القاسم المشترك بين الطاقم والقذيفة والمدفع، التي يربطهما جميعاً في علاقة تكتيكية فعالة لتحصيل الدقة accurately.. إن اكتساب الهدف والدقة هما من الأهمية مثلما هي القدرة على الاختراق لمقذوف منفرد مضادة للدروع. وهنا أيضاً تتوفر التقنية للتطوير، ويتم دفعها (أي التقنية technic) بقدر ما تسمح به الكلفة. وعلى أي حال فقد قدر بأن كلفة منظومة حديثة للسيطرة على النيران FCS، تستخدم محدد مدى ليزري وأداة استقرار للمدفع تعمل بمعونة حاسب بالستي ومنظار قائد دبابة يشتمل على أحدث معدات الرؤية والتصوير الحراري، بنحو 10 إلى 15% من مجموع كلفة دبابة المعركة.
يتبــــع...
التعديل الأخير: