عندمــا يضــرب نفــاث الشحنــة المشكلــة بقــوة
فيديو من ساحة الحرب الأوكرانية يظهر تعرض عربة روسية ناقلة للجنود من نوع BMP-1 لصاروخ مضاد للدروع !!! التصوير يوضح بجلاء ثقب دروع العربة وخروج النفاث بكامل طاقته تقريبا من الجهة الأخرى المقابلة للعربة (التصوير يظهر النفاث وقد تجاوز العربة بعد ثقبها لمسافة بضعة عشرات الأمتار) !! فيزياء عمل الشحنة المشكلة shaped charge معقدة جداً وحتى اليوم لم تفهم تماماً، فقد أظهر العمل المبكر على هذه الشحنات تأثرها بالتراكيب البديلة، بضمن ذلك تعديل زاوية المبطن أو تغيير سماكته، فهذه يمكن أن تؤدي لتحصيل كتلة نفاث أسرع وأطول. جهود البحث والتطوير لمضاعفة قابليات الاختراق أخضعت بشكل كبير لاختبارات النجاح والفشل.
وتبقى المشكلة الأبرز التي يواجها هذا النوع من الشحنات، والتي تتعلق باستقرار وتوازن القذيفة بواسطة دورانها حول محورها، فهذا الدوران يسبب عملية طرد مركزي centrifugal force وتشتيت لكتلة النفاث، وبالتالي يزيد من قطره وبعثرته، مما يقلل معه من قوة وفاعلية تركيزه (أظهرت الاختبارات الميدانية أن رؤوس الشحنات المشكلة عند إخضاعها للدوران المتسارع تحدث ثقوب بقطر أكبر لكن مع قابلية اختراق أقل لنحو 50%). لهذا السبب يحرص مصممي المقذوفات والصواريخ المضادة للدروع على جعل عملية الموازنة أثناء الطيران تتم بواسطة زعانف خارجية صغيرة، تضمن أقصى استقرار ممكن للمقذوف أثناء طيرانه.
الشحنة المشكلة في تركيبها البسيط تتضمن جسم أسطواني من الفولاذ أو الألمنيوم أو غيره، مملوء بمادة شديدة الانفجار، ويكون الجزء الأمامي للأسطوانة على شكل هندسي متناسق، مثل تجويف مخروطي conical cavity أو نصف كروي hemispherical، أو بيضوي ellipse أو هرمي pyramid أو مخروط ثنائي الزوايا dual angle cone، أو أي شكل آخر مقوس مجهز ببطانة معدنية مثبته بإحكام خلال حيطان التجويف (عادة ما تكون هذه من النحاس أو أي معدن آخر). ويتم وضع صاعق تفجير في مؤخرة الاسطوانة، وعند تحفيز واشتعال المادة المتفجرة، فإن جميع الطاقة الكيميائية المخزنة في المادة المتفجرة تتحول إلى موجة كروية خارجية متكاثرة وضغوط مرتفعة جداً، تندفع على طول محور التناظر لتغمر بطانة التجويف (نموذجياً تتطلب موجة الانفجار نحو 6 مايكرو/ثانية فقط للوصول إلى قمة المبطن). وتقود هذه الموجة نحو تحطيم وسحق البطانة المعدنية الداخلية في التجويف وعصرها لتبدو كمائدة سائلة لزجة viscid fluid (رغم إنها فعلياً ليست كذلك) بتأثير ضغوط الغازات المتمددة، ولحد أقل بتأثير درجة حرارة المتفجر.