* قال قتادة: ملك مصر من أول العالم إلى ولادة المسيح اثنان وثلاثون فرعوناً، وكل من ملكها يسمى فرعوناً. وقد ملكها جماعة من الروم، واليونان، والعمالقة وغيرهم
*قال المسعودي: أول من ملكها بيصر بن حام، ثم مات وترك (ولُده) أربعة أولاد "قفط، وأشمن، "وأتريب"، و "صا". (ذكر صاحب البستان، الجامع لتاريخ الزمان، أنه)
*ثم ملكها بعد " بيصر" ابنه "مصر"، ثم " قفط بن مصر" ، (ثم أشمن أخوه، ثم أخوه أتريب، ثم أخو صا، ثم ابنه ندارس بن صا، ثم ماليق بن ندارس، ثم خريبا ابن ماليق، ثم ملك كلكن بن خريبا، فملكهم نحو مئة سنة) ثم مات ولا ولد له، فملك أخوه "إليا"، وهو الذي وهب "هاجر" "لسارة" ، زوج إبراهيم، عليه السلام، عند قدومه عليه. وتوفي وليس له إلا ابنة اسمها "خرُّوبة"، فملكت مصر، وهي أول امرأة ملكت مصر من أولاد نوح عليه السلام، ثم ابنة عمها: "زالفة"، فعُمِّرت دهراً طويلاً، فطمعت فيهم العمالقة، وهم الفراعنة، وكانوا يومئذ أقوى أهل الأرض، وأعظمهم مُلكا. والعمالقة ولد عِمليق بن لاوُذ بن سام بن نوح عليه السلام، فغزاهم الوليد بن ذومع، أكبر الفراعنة، فظهر عليهم، فملكهم خمسة ملوك من العمالقة: ملك الوليد بن ذومع هذا نحواً من مئة سنة، ثم افترسه سبع، فأكله. ثم ملك (ولده) الريان، صاحب يوسف عليه السلام (ثم دارم بن الريان، وفي زمانه توفي يوسف عليه السلام)، ثم غرق في النيل بين طرا وحلوان. ثم ملك بعده كاغم بن معدان، ثم هلك، ثم كان بعده موسى.
*قال قتادة: الفراعنة ثلاثة: أولهم: سنان "الأشل" صاحب سارة، كان في زمن الخليل عليه السلام بمصر. ثم الثاني "الريان بن الوليد"، وهو فرعون يوسف عليه السلام. ثم الثالث: "الوليد بن مصعب" وهو فرعون موسى عليه السلام
*وقال المقريزي: ذكر القبط أن الفراعنة سبعة، أولهم: طرطيس بن ماريا، وهو فرعون إبراهيم عليه السلام. والثاني: الوليد بن ذومع، يعني ابنه الريان، وهو فرعون يوسف عليه السلام . والثالث: دريوس السامس بن معاديوس ظالما، وهو فرعون موسى عليه السلام، وأهل الأثر تسميه الوليد بن مصعب
*وقيل: كان من العرب، وكان أبرش قصيراً (قَطَطا في لحيته)، ملكها خمس مئة عام، ثم أغرقه الله تعالى، (وهو الوليد بن مصعب. قال: وزعم قوم أنه من قبط مصر، ولم يكن في العمالقة). فلما كان يوسف عليه السلام في السنين المُجدبة اشترى جميع أراضي مصر وعقاراتها للعزيز صاحب الرؤيا، وهو " الريّان"، ثم استنبط له من قراها كثيراً، ومنها مدينة الفيوم. وفي زمن "الريان" دخل "يعقوب" وأولاده مصر، واجتمع بولده يوسف، وهم يومئذ ثلاثة وتسعون نفساً، ما رجل وامرأة، فأقاموا بها وتناسلوا على أن خرجوا مع "موسى" عليه السلام. فلما مات يوسف، عليه السلام ، استملك أهل مصر، وهم القبط، بني إسرائيل إلى زمن فرعون "موسى" . فلما خرج فرعون يطلب موسى وبني إسرائيل فروا منه.