الوعي بنوع الطائرة قد يجنب المسافرين المتاعب .
هل تعرف نوع طائرتك ؟
المصدر :
صحيفة القبس الكويتية
الجمعة 31 يوليو 2009
كثير من عامة الناس، يجهلون نوع أو طراز الطائرة التي يستقلونها عند أسفارهم، والقليل قد يكون ملما بذلك، والأخطر.. من لديهم معلومات مغالطة عن أنواعها. لقد كثرت في هذا العام حوادث سقوط الطائرات، الأمر الذي بث الرعب في نفوس الكثيرين، وساورت الشكوك الأغلبية الباقية حول مدى سلامة طائرات الركاب حتى مع حداثتها وتطورها ، في مستهل هذا الأسبوع نسلط الضوء على أهمية معرفة أنواع بعض طائرات الركاب ، مع التركيز على أهم نوعين رئيسيين اللذين يغلبان على معظم الأساطيل الجوية العالمية ، وهما ايرباص وبوينغ .
If it’s not Boeing; we’re not going قول مأثور في فترة من الزمن ، و تحديدا خلال فترة الستينات من القرن الماضي، معناه : «اذا لم تكن بوينغ، لن نذهب» والمعنى هنا أن المسافرين اذا لم يتأكدوا أن الطائرة التي سيركبونها في سفرهم، فانهم سيحجمون عن السفر. هذا الانطباع كان غالبا في تلك الفترة حيث اكتسبت بوينغ صانعة الطائرات العريقة ، سمعتها تلك بسبب كفاءة طائراتها من طراز 707 و727 و747 العملاقة ، حيث كانت تلك الطائرات أفضل ما تم صنعه آنذاك، قبل ظهور ايرباص وقلبها للموازين والتنازع مع بوينغ على عرش صناعة طائرات الركاب القياسية .
إيرباص و تغيير المفاهيم :
وبينما كانت الطائرات من طراز ايرباص الأوروبية الصنع هي الأقل تعرضا للحوادث أو السقوط، كانت طائرات بوينغ الأميركية وتوبوليف الروسية الأكثر تعرضا للحوادث وبعضها كان مميتا ، والسبب في تفوق ايرباص يرجع الى عدة عوامل أهمها حداثة عمر طائراتها عن تلك التي لبوينغ والتي يعود بعضها الى فترة قديمة، حيث أن الطائرات التي تستعمل في معظم شركات الطيران التي لديها ايرباص من الجيل المزود بنظام الطيران بواسطة الأوامر الكهربائية Fly-By-Wire و التي تخضع الأوامر الصادرة عن الطيارين الى الكمبيوتر الذي يقوم بحساب تلك الأوامر التي تصدر عن الطيارين في ثوان معدودة قبل أن يسمح بالقيام بها من دون أن يسمح بخروج الطائرة عن الحدود القصوى للطائرة ، وبالتالي يقلل ذلك وربما في بعض الأحيان يمنع من حدوث الأخطاء ، وليس هذا وحسب، بل يتدخل هذا النظام أحيانا في احداث ردة فعل فورية عند حدوث طارئ ما، حيث أن ردة فعل الكمبيوتر الحسابية هي أضعاف ما لدى الانسان ، الأمر الذي يعزز من فرص الأمان في الطائرة ، و هذا ما تدعوه ايرباص « بمحتوى الطيران المحمي ».
السر في الإشارة الكهربائية :
مع تعقيد ظروف الطيران بتطور الطائرة ووصولها لسرعات واداءات عالية، لم يعد بمقدور القوة الجسدية لعضلات الطيارين مجابهة الأحمال التي تنتج عن الظروف الفيزيائية لميكانيكية الطيران من مقاومة هوائية واجهاد بفعل العجلة الناتجة عن التسارع والجاذبية، وبالتالي صار لا بد من ان يستعاض عن تلك القوة الجسدية التي تعتمد على الكابلات والأحبال في التحكم بأسطح الطائرة الرافعة يدويا، بقوة أخرى أكثر كفاءة وقدرة، فكان النظام الهيدروليكي الذي بلغ من التعقيد وقلة المرونة ان جعل من عملية المناورة شيئا محدودا أو متاحا، لكن بمجازفة لخطر الخروج عن الحد الأقصى لمحتوى الطيران للطائرة، ومرة أخرى جرى البحث عن بديل ناجح ليحل محله، فكانت فكرة استخدام الأسلاك الكهربائية في نقل الأوامر الكترونيا عبرها الى مشغلات السطوح الرافعة للطائرة.
التقنية الرقمية :
شكل ظهور التقنية الرقمية في مطلع السبعينات وكثرة استخدام الكمبيوترات، امكانية عمل برمجيات الطيران وادراج جميع الظروف القياسية لمحتوى الطيران للطائرات بمختلف أحجامها، لكن الأمر اقتصر على الاستخدام والتطبيق العسكري كعادته، بحيث تخضع جميع الأوامر التي يقوم باصدارها الطيار عبر عصا القيادة لمراقبة تامة من قبل كمبيوترات الطائرة التي على متنها في اجزاء من الثانية قبل القيام بتنفيذها، فلا يتم تنفيذ المناورة الا اذا تأكد الكمبيوتر المراقب لمحتوى الطيران انها تقع ضمن الحدود القصوى للطائرة حتى لا تجهد البدن، وبما يطلق عليه نمط «المنطق» LOGEC، وهو منطق رياضي يتم بموجبه اداء عمليات حسابية لوغارتمية معقدة، والنتيجة قدرة فائقة على اداء مناورات وحركات بهلوانية مثيرة من دون خطر فقدان السيطرة أو اجهاد الطائرة، وهذا بدوره يوفر في الوقود ويطيل من استثمار الطائرة لمدة أطول، كما انه أخف وزنا من النظام الهيدروليكي المعقد والثقيل ، و أقل منه تعرضا للعطب .
اختلاف إيرباص و بيونغ :
تختلف ايرباص في فلسفتها باعتماد نظام الطيران بواسطة الاوامر الكهربائية او الطيران بواسطة السلك كما يعرف احيانا FLY-BY-WIRE عن غريمتها بوينغ، فأول استخدام لهذا النظام الرقمي للتحكم بالطيران كان في عام 1988 عندما دخلت ايرباص A320 الخدمة وهي مزودة به، وكانت ايرباص موفقة في ذلك حيث طبقته على طائرة صغيرة الحجم، وتدريجيا نشرته على طائراتها الاكبر من سلسلة ايرباص 330 و340 وصولا للعملاقة 380، وقامت خلالها بتحديثه وتحسينه، وتعتمد ايرباص مبدأ التحكم الكامل بمحتوى الطيران بواسطة الكمبيوتر الذي لا يتولى قيادة الطائرة عن الطيار، بل يحرص على عدم تخطيه للحدود القصوى للطائرة، وهذا يفند مزاعم تقول خطأ بأن طائرات ايرباص يقوم الكمبيوتر بالطيران عوضا عن الطيار، اما بوينغ فقد اعتمدت هذا النظام متأخرة بعض الشيء، وتم ذلك من خلال طائرتها الاكبر والاثقل البوينغ 777 والتي جاء نظام الطيران بواسطة السلك فيها مختلفا بحيث يمكن للطيارين تجاوزه، والطيران بالطائرة لأبعد الظروف وتجاوز الخطوط الحمراء والمجازفة بها عند الضرورة ، لكن ليس جميع الطيارين بالقدرات نفسها وهذا بدوره قد يعرض أرواح الركاب للخطر .
النماذج الروسية الأقدم :
من الملاحظ أن معظم الحوادث الجوية المميتة التي وقعت منذ فترة، كانت في الغالب لطائرات قديمة الطراز ، وهذا لا يمنع من وقوع بعض الحوادث لطائرات حديثة، لكن النسبة الأعلى تعود للطائرات القديمة نسبيا حيث أن 90% من ألفي طائرة مستخدمة لدى شركات الطيران في روسيا وحدها لنقل الركاب أو للشحن الجوي هي من صنع 20 عاما مضت ، وان العديد منها بات ممنوعا من الطيران خارج روسيا بسبب عدم موافاتها للشروط التي تتعلق بالسلامة والتلوث البيئي والضجيج ، والدليل ما يحدث من حوادث جوية لتلك الطائرات المتهالكة في كل من ايران والجمهوريات السوفيتية السابقة .
***
هل تعرف نوع طائرتك ؟
المصدر :
صحيفة القبس الكويتية
الجمعة 31 يوليو 2009
كثير من عامة الناس، يجهلون نوع أو طراز الطائرة التي يستقلونها عند أسفارهم، والقليل قد يكون ملما بذلك، والأخطر.. من لديهم معلومات مغالطة عن أنواعها. لقد كثرت في هذا العام حوادث سقوط الطائرات، الأمر الذي بث الرعب في نفوس الكثيرين، وساورت الشكوك الأغلبية الباقية حول مدى سلامة طائرات الركاب حتى مع حداثتها وتطورها ، في مستهل هذا الأسبوع نسلط الضوء على أهمية معرفة أنواع بعض طائرات الركاب ، مع التركيز على أهم نوعين رئيسيين اللذين يغلبان على معظم الأساطيل الجوية العالمية ، وهما ايرباص وبوينغ .
If it’s not Boeing; we’re not going قول مأثور في فترة من الزمن ، و تحديدا خلال فترة الستينات من القرن الماضي، معناه : «اذا لم تكن بوينغ، لن نذهب» والمعنى هنا أن المسافرين اذا لم يتأكدوا أن الطائرة التي سيركبونها في سفرهم، فانهم سيحجمون عن السفر. هذا الانطباع كان غالبا في تلك الفترة حيث اكتسبت بوينغ صانعة الطائرات العريقة ، سمعتها تلك بسبب كفاءة طائراتها من طراز 707 و727 و747 العملاقة ، حيث كانت تلك الطائرات أفضل ما تم صنعه آنذاك، قبل ظهور ايرباص وقلبها للموازين والتنازع مع بوينغ على عرش صناعة طائرات الركاب القياسية .
إيرباص و تغيير المفاهيم :
وبينما كانت الطائرات من طراز ايرباص الأوروبية الصنع هي الأقل تعرضا للحوادث أو السقوط، كانت طائرات بوينغ الأميركية وتوبوليف الروسية الأكثر تعرضا للحوادث وبعضها كان مميتا ، والسبب في تفوق ايرباص يرجع الى عدة عوامل أهمها حداثة عمر طائراتها عن تلك التي لبوينغ والتي يعود بعضها الى فترة قديمة، حيث أن الطائرات التي تستعمل في معظم شركات الطيران التي لديها ايرباص من الجيل المزود بنظام الطيران بواسطة الأوامر الكهربائية Fly-By-Wire و التي تخضع الأوامر الصادرة عن الطيارين الى الكمبيوتر الذي يقوم بحساب تلك الأوامر التي تصدر عن الطيارين في ثوان معدودة قبل أن يسمح بالقيام بها من دون أن يسمح بخروج الطائرة عن الحدود القصوى للطائرة ، وبالتالي يقلل ذلك وربما في بعض الأحيان يمنع من حدوث الأخطاء ، وليس هذا وحسب، بل يتدخل هذا النظام أحيانا في احداث ردة فعل فورية عند حدوث طارئ ما، حيث أن ردة فعل الكمبيوتر الحسابية هي أضعاف ما لدى الانسان ، الأمر الذي يعزز من فرص الأمان في الطائرة ، و هذا ما تدعوه ايرباص « بمحتوى الطيران المحمي ».
السر في الإشارة الكهربائية :
مع تعقيد ظروف الطيران بتطور الطائرة ووصولها لسرعات واداءات عالية، لم يعد بمقدور القوة الجسدية لعضلات الطيارين مجابهة الأحمال التي تنتج عن الظروف الفيزيائية لميكانيكية الطيران من مقاومة هوائية واجهاد بفعل العجلة الناتجة عن التسارع والجاذبية، وبالتالي صار لا بد من ان يستعاض عن تلك القوة الجسدية التي تعتمد على الكابلات والأحبال في التحكم بأسطح الطائرة الرافعة يدويا، بقوة أخرى أكثر كفاءة وقدرة، فكان النظام الهيدروليكي الذي بلغ من التعقيد وقلة المرونة ان جعل من عملية المناورة شيئا محدودا أو متاحا، لكن بمجازفة لخطر الخروج عن الحد الأقصى لمحتوى الطيران للطائرة، ومرة أخرى جرى البحث عن بديل ناجح ليحل محله، فكانت فكرة استخدام الأسلاك الكهربائية في نقل الأوامر الكترونيا عبرها الى مشغلات السطوح الرافعة للطائرة.
التقنية الرقمية :
شكل ظهور التقنية الرقمية في مطلع السبعينات وكثرة استخدام الكمبيوترات، امكانية عمل برمجيات الطيران وادراج جميع الظروف القياسية لمحتوى الطيران للطائرات بمختلف أحجامها، لكن الأمر اقتصر على الاستخدام والتطبيق العسكري كعادته، بحيث تخضع جميع الأوامر التي يقوم باصدارها الطيار عبر عصا القيادة لمراقبة تامة من قبل كمبيوترات الطائرة التي على متنها في اجزاء من الثانية قبل القيام بتنفيذها، فلا يتم تنفيذ المناورة الا اذا تأكد الكمبيوتر المراقب لمحتوى الطيران انها تقع ضمن الحدود القصوى للطائرة حتى لا تجهد البدن، وبما يطلق عليه نمط «المنطق» LOGEC، وهو منطق رياضي يتم بموجبه اداء عمليات حسابية لوغارتمية معقدة، والنتيجة قدرة فائقة على اداء مناورات وحركات بهلوانية مثيرة من دون خطر فقدان السيطرة أو اجهاد الطائرة، وهذا بدوره يوفر في الوقود ويطيل من استثمار الطائرة لمدة أطول، كما انه أخف وزنا من النظام الهيدروليكي المعقد والثقيل ، و أقل منه تعرضا للعطب .
اختلاف إيرباص و بيونغ :
تختلف ايرباص في فلسفتها باعتماد نظام الطيران بواسطة الاوامر الكهربائية او الطيران بواسطة السلك كما يعرف احيانا FLY-BY-WIRE عن غريمتها بوينغ، فأول استخدام لهذا النظام الرقمي للتحكم بالطيران كان في عام 1988 عندما دخلت ايرباص A320 الخدمة وهي مزودة به، وكانت ايرباص موفقة في ذلك حيث طبقته على طائرة صغيرة الحجم، وتدريجيا نشرته على طائراتها الاكبر من سلسلة ايرباص 330 و340 وصولا للعملاقة 380، وقامت خلالها بتحديثه وتحسينه، وتعتمد ايرباص مبدأ التحكم الكامل بمحتوى الطيران بواسطة الكمبيوتر الذي لا يتولى قيادة الطائرة عن الطيار، بل يحرص على عدم تخطيه للحدود القصوى للطائرة، وهذا يفند مزاعم تقول خطأ بأن طائرات ايرباص يقوم الكمبيوتر بالطيران عوضا عن الطيار، اما بوينغ فقد اعتمدت هذا النظام متأخرة بعض الشيء، وتم ذلك من خلال طائرتها الاكبر والاثقل البوينغ 777 والتي جاء نظام الطيران بواسطة السلك فيها مختلفا بحيث يمكن للطيارين تجاوزه، والطيران بالطائرة لأبعد الظروف وتجاوز الخطوط الحمراء والمجازفة بها عند الضرورة ، لكن ليس جميع الطيارين بالقدرات نفسها وهذا بدوره قد يعرض أرواح الركاب للخطر .
النماذج الروسية الأقدم :
من الملاحظ أن معظم الحوادث الجوية المميتة التي وقعت منذ فترة، كانت في الغالب لطائرات قديمة الطراز ، وهذا لا يمنع من وقوع بعض الحوادث لطائرات حديثة، لكن النسبة الأعلى تعود للطائرات القديمة نسبيا حيث أن 90% من ألفي طائرة مستخدمة لدى شركات الطيران في روسيا وحدها لنقل الركاب أو للشحن الجوي هي من صنع 20 عاما مضت ، وان العديد منها بات ممنوعا من الطيران خارج روسيا بسبب عدم موافاتها للشروط التي تتعلق بالسلامة والتلوث البيئي والضجيج ، والدليل ما يحدث من حوادث جوية لتلك الطائرات المتهالكة في كل من ايران والجمهوريات السوفيتية السابقة .
***