شيوعية في الصين من دون شيوعيين !

إنضم
10 فبراير 2020
المشاركات
9,111
التفاعل
21,651 115 36
الدولة
Russian Federation
الصين.jpg

لو كان ماو تسي تونغ حاضراً في هذه الاحتفالات الصينية في الذكرى المائة لقيام الحزب الذي أسسه سنة 1921 لما تعرّف على شيء من سياسة هذا الحزب، ولا على البلد الذي غادره سنة 1976. والحقيقة أنه كان سيفاجأ بأن زوجته جيانغ كينغ، أو «مدام ماو»، كما كانت تعرف، كانت أولى ضحايا تلك الصين الجديدة التي يقودها اليوم «القائد الخالد» شي جينبينغ، بعدما كانت بين مجموعة «عصابة الأربعة»، الذين اعتقلهم دينغ هسياو بينغ، راعي مسيرة الانفتاح الصيني، بعد اتهامهم باستغلال إعلام الحزب الشيوعي وأجهزته الأمنية لمصالحهم الشخصية. تمت محاكمة الأربعة علناً وإيداعهم السجون. كان الحكم على زوجة ماو بالإعدام قبل تخفيفه إلى السجن المؤبد. وأنهت حياتها بالانتحار سنة 1991 بعد إطلاق سراحها لأسباب صحية.
ولو كان ماو حاضراً هذه الذكرى المئوية لفوجئ باتساع حجم القطاع الخاص وبعدد رجال الأعمال والأثرياء الذين باتوا يشكلون الطبقة التي ترفد كوادر الحزب الشيوعي الصيني بالمال والقدرة على النفوذ والهيمنة الاقتصادية في الأسواق الغربية. كان يعتقد أن الصراع الطبقي هو الذي سيقود الصين إلى «النعيم الشيوعي»، وكان يستقي ما وصل إليه، وهو شبه أمي، من أفكار ماركس ولينين، ليبني عليها دفاعه عن حق الطبقة العاملة في الاستئثار بأموال طبقة الأغنياء، على قاعدة التوزيع العادل للثروة. وها هي الصين اليوم، ينافس ثراء مدنها وناطحات سحابها، ما عرفته قبلها مدن «رأسمالية» من طينة نيويورك ولندن وسان فرنسيسكو.
كأنما كان دينغ هسياو بينغ يستشرف التاريخ ويقرأ في المستقبل، عندما قام بتلك الانعطافة الاستثنائية في مسيرة الحزب الشيوعي الصيني، من حزب تتحكم فيه الآيديولوجيا الجافة إلى حزب منفتح على آفاق المستقبل، وعلى اعتبار الأولوية للتقدم والنمو الاقتصادي على حساب الصراع الطبقي.
توفي دينغ سنة 1997، وهكذا أُتيح له أن يرى ما حل بالحزب الشيوعي السوفياتي سنة 1991، وأن يتأكد كم كانت نظرياته ملائمة للعصر وقابلة للحياة. جاء غورباتشوف، دينغ الاتحاد السوفياتي، إلى عرش الكرملين سنة 1990، لكن الوقت كان قد تأخر كثيراً بعد أن نخر السوس الهيكل الشيوعي المتهالك في موسكو.
الانقلاب الكبير الجاري في الصين على إرث ماو وعلى العقيدة الشيوعية لم يدفع القادة الصينيين إلى التخلي عن الصورة التاريخية لزعامة الرجل المؤسس. هم يدركون أن ترابط الحاضر بالتاريخ الماضي هو عامل أساسي للاستقرار الداخلي الذي ينشدونه، كما أنه سلاحهم في وجه الأصوات التي تنتقد المسيرة الانقلابية للحزب الشيوعي الصيني، على يد من أصبح يطلق عليهم «الرأسماليون الحمر»، وفي طليعتهم بالطبع الرئيس شي جينبينغ. لهذا السبب اختار شي أن يحتفل بمناسبة مئوية الحزب في المنزل الذي اجتمع فيه ماو مع 12 من رفاقه سنة 1921 لإعلان قيام الحزب الشيوعي. وأقسم شي ورفاقه «يمين الولاء لمبادئ الحزب والتضحية بكل شيء من أجل الشعب».
غير أن التمسك بزعامة ماو لا يمنع محو قسم كبير من التاريخ من الذاكرة الصينية: من مسيرة ماو الشهيرة إلى «الثورة الثقافية» وتصفيات المعارضين والمجاعة التي تسبب فيها قرار ماو نقل الصين من الزراعة إلى العصر الصناعي. أوقع كل ذلك ضحايا بعشرات الملايين. كما لا يمنع من الذاكرة كذلك مجزرة ساحة «السلام الإلهي» في وسط بكين سنة 1989 والصور الشهيرة لاقتحام الدبابات صفوف المتظاهرين. كل هذا ممنوع من التداول في ظل إعلام متشدد خاضع للرقابة الصارمة، يمنع «جلد الذات» لأنه يُضعف الشعور الوطني.
هذا الشعور الوطني هو الذي تعتمد عليه القيادة الصينية حالياً لحشد التأييد الشعبي والولاء للسلطة. في الخطاب الذي ألقاه شي بمناسبة الاحتفالات هدد من يحاولون المس بالسيادة الصينية أو تلقين الصين دروساً ومواعظ، بأنهم سيجدون في وجههم «جداراً صلباً» من مليار و400 مليون صيني. وأكد تمسك الحزب الشيوعي باستعادة تايوان إلى «حضن الوطن»، مهما كانت الظروف. كما ترافقت المناسبة مع الذكرى الرابعة والعشرين لاستعادة الصين سيادتها على هونغ كونغ من بريطانيا، حيث توسع الصين هيمنتها الأمنية والسياسية، رغم الاتفاق الذي قضى باحتفاظ هونغ كونغ بحكم خاص واستقلال ذاتي، على قاعدة «بلد واحد ونظامان مختلفان». وكان آخر القرارات التي لقيت انتقادات واسعة في بريطانيا والدول الغربية قرار إغلاق صحيفة «أبل دايلي» التي كانت توصف بصوت المعارضة في هونغ كونغ ضد الهيمنة الصينية.
يصطدم انفتاح الصين الاقتصادي على العالم، ووفرة بضائعها ومنتجاتها في أسواقه بانتقادات غربية للسياسات الصينية في مختلف المجالات، من معاملة الأقلية المسلمة، إلى سلوكها حيال المعارضين، إلى العلاقات التي تزداد سوءاً مع جيرانها على خلفية الصراعات في بحر الصين الجنوبي. وزادت جائحة «كورونا» والاتهامات الموجهة إلى الصين بتصديرها إلى العالم، من حجم الشكوك والحملات. وفيما يفاخر شي جينبينغ بنجاحه في الحرب على «كورونا» وباستعادة الحياة الاقتصادية الطبيعية، ما زال العالم يعاني من الوباء الذي يعود إلى التمدد كلما بدت بارقة أمل من نجاح اللقاحات. ومثلما يشكك الغرب في نجاح الصين في حربها على الوباء، يشكك كذلك في نفيها المسؤولية عن عدم مواجهة عوارضه الأولى.
غير أن العالم سوف يبقى مضطراً للتعايش مع الصين، رغم مآخذه وانتقاداته، ورغم من يرون أنها العدو الأول للمصالح الغربية. لقد فرضت نفوذها كثاني أكبر اقتصاد عالمي، معتمدة نموذجاً نجح في تحرير القطاع الخاص وفتح مجالات الثروة، من دون أن تتأثر هيمنة حزب يحكم خُمس أبناء البشر. حزب شيوعي بنكهة رأسمالية، لم يتح لماركس وأتباعه أن يتذوقوا ما يشبهها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الياس حرفوش - كاتب و صحافي لبناني

 
لولا الاندماج الرأسمالى مع نكهة شيوعية فى الصين لما وصلت الصين لما وصلت اليه
 
الإمام فلاديمير لينين عبده :

ذهبتُ للصين فوجدت شوعيّةً ولم أجد شيوعيين.. ولما عُدتُ للكرملين وَجَدتُنِي ولكنّي لم أجد الشيوعية!!

DcKjLlpX0AIAO2M.jpg
 
الشيوعية كايدولوجيا تقوم على اسس وشروط لا بد من توفرها لكي يتم التحول الى الاشتراكية ثم الوصول الى اليوتوبيا الشيوعية وطبعا كارل ماركس ماركس نفسه توقع ان الثورة كانت لتقوم في بلد صناعي بدل روسيا التي كانت متخلفة مقارنة باوروبا، فالثورة الاشتراكية كمباديء مثل المساواة الاجتماعية والايدلوجيا الواحدة وتقسيم الثروات وكونها ندا متكاملا للرأسمالية كنظام حكم وثقافة ونظام اجتماعي يعني ان هذا نظام جذاب وبديل لالشعوب الذين يرون الراسمالية مرادفة للاستعمار ، ولكن هذا لا يعني بالضرورة كونها نظاما ناجحا لهذا السبب ظهرت تعديلات وافكار وتفسيرات شيوعية متعددة وحتى ان قادة الدولة السوفييتية امثال يوسف ستالين وليف تروتسكي كان مختلفين جدا وفي البلدان العربية مثلا في مصر والصومال التي رئيسها الدكتاتوري حاول ان يقدم نموذجا اسلاميا من الاشتراكية ولكنه كان نموذجا مشوها ويفتقر لاسس قوية جعل الشعب نفسه فريسة لبروبغندا للحركات التي استترت بشعار الاسلام وجعلت البلد كله في فوضى في ما بعد ...
.
ولكن الصين لديها نموذج يتفادى مساويء الاشتراكية ويحلل اخطاء السوفييت وبنفس الوقت لا زال لديه مشاكل لم يتم حلها منها الاقتصاد اللذي يعتمد بشدة على التصدير بدل الاستهلاك الداخلي وتطور التكنولوجيا التي تهدد بهتك جدار الاعلام اللذي يفرضه الحزب على الشعب وربما صراع تايوان اللذي سيكون مرحلة مصيرية لحكم الحزب الشيوعي وستؤثر نتائجه بشكل عميق جدا على الشعب الصيني وقيادته.....
خلاصة القول الاشتراكية ليست مرنة جدا ولا تقدم تفسيرا على كثير من التساؤلات على الصعيد الاقتصادي و الاجتماعي والثقافي في البلدان المختلفة وايضا تعطي الفرصة للدكتاتوريين والعسكريين لكي يسيطرو على سلطات واسعة ويستعملو الايدولوجيا لخدمة مصالحهم الشخصية وتثبيت اركان حكمهم
 

شيوعية في الصين من دون شيوعيين ؟ده زى رأيت اسلام بلا مسلمين​


احببت مصطلح اضحى يطلق على الصين بقشرة شيوعية ولكن قلبها واعضائها رأسمالية

الصينيون في عصرنا هذا هم الرأسماليون الحمر
 

612493ff423604282d50cef6.jpg


الشيوعيون الصينيون مستاؤون من الرأسمالية

تحت العنوان أعلاه، نشرت "إكسبرت رو"، مقالا عن الخطوات المحفوفة بالخطر التي تلجأ إليها القيادة الصينية في مجال الاقتصاد.

وجاء في المقال: تواصل بكين الرسمية إرسال إشارات إلى أن موقف السلطات الصينية تجاه الشركات الكبرى تغير بشكل كبير. فقد قال الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ، إن على الحكومة تنظيم المداخيل المرتفعة بشكل مفرط، وتشجيع الفئات والشركات ذات الدخل المرتفع على إعادة توزيع ثرواتهم بما يخدم المصلحة العامة أكثر. ووفقا للسلطات، يجب أن يؤدي النضال ضد الأثرياء إلى خلق مجتمع يتسم بالازدهار العام. جاء هذا الطلب في اجتماع للجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية بالحزب الشيوعي الصيني. ولا يجدر النظر إلى هذا البيان فقط من زاوية احترام الشعارات الشيوعية في بلد يبني "رأسمالية متطورة": فهو يرتبط بآخر الإجراءات التي اتخذتها السلطات فيما يتعلق بالبزنس.

في يوليو الفائت، أعلنت الحكومة الصينية عن خطط لضبط تدفق البيانات عبر الحدود، والأمن، ما سيساعد في مكافحة الانتهاكات في سوق الأوراق المالية. كما أعلنت أنها ستتحقق من مصادر استثمار شركات التكنولوجيا في الأوراق المالية ومراقبة معامل الزيادة المالية عند إجراء المعاملات. وتم منع شركات قطاع تكنولوجيا المعلومات التي يزيد عدد مستخدميها عن مليون مستخدم تماما من دخول البورصات الأجنبية دون إذن خاص من المنظمين الصينيين. كما باتت الشركات الخاصة العاملة في مجال التعليم تخضع للوائح حكومية أكر تشددا. لقد تم منعها من دخول البورصة وجذب الاستثمارات، بل والحصول على الأرباح! وبدا القرار غريبا، لأن هذا الحظر على جني الأرباح وحده يمكن أن يثني المستثمرين عن الاستثمار في هذا المجال.

وبالنتيجة، سجلت جميع أسهم الشركات التي خضعت لرقابة السلطات الصينية انخفاضا سريعا في سوق الأوراق المالية.

بالانتقال من الرأسمالية، التي وضعت الصين في مرتبة الاقتصاد العالمي الثاني، إلى الإدارة اليدوية للاقتصاد، تخاطر بكين بتقليل كفاءتها. لكن ما يقلق السلطات الصينية أكثر هو قابلية الاقتصاد للإدارة من الخسائر الصغيرة نسبيا اليوم، في ظل مواجهة قاسية محتملة مع الولايات المتحدة.
 
عودة
أعلى