شكرا للاخ العزيز طارح الموضوع. الحقيقة ان تنوع الآراء وتنوع المواضيع يخدم المنتدى في النهاية والفائدة هي ما يبحث عنه الجميع.
شخصيا أنا لدي مشكلة مع مثل هذه الاشياء لأنني شاهدت كيف ممكن تتسبب في ضرر خطير (مهدد للحياة) لمرضى مقتنعين بهذا الكلام الذي ليس عليه دليل علمي مستقل يمكن استخدامه بدرجة تركيز ودرجة أمان معلومة مسبقا.
سأحكي لك قصة شاهدتها بعيني،،
جاءني في يوم من الأيام مريض ذو بشرة سوداء. المريض جاء في زيارة اعتيادية للفحص. وأنا أفحصه جاءتني الممرضة وقالت لي يا دكتور المريض ضغطه 200/110. أقسم بالله على هذا!
انا خفت كثير جدا جدا. وأعدت الفحص في العيادة وإذا به نفس الرقم. قلت للمريض هل أنت مصاب بالضغط؟ رد علي وقال ايه بس اكل ثوم وبعد الفحص باخرج اجري عشان اخفض ضغط الدم.
المريض لا يعرف أن حياته في خطر وقد يموت. ليست مبالغة، ليست تهويل، ليست شركات ادوية تبحث عن المال لانها شريرة. الحقيقة المحضة التي لا تعرف المشاعر. أنت على وشك الوفاة.
طلبت له المسعفين وأرسلته للطواريء وأنا أتأمل كلمته، سوف آكل ثوم وأجري وإن شاء الله اتحسن وهو لا يعلم ان باب القبر انفتح له ونجاه الله منه.
الكثير من النصائح الصحية القادمة من علم التغذية والتغذية الاكلينية ليست أكثر من هراء سمين فخم مغلف بدرجات ماجستير ودكتوراة في التخصص. لمن لا يعلم الأغلبية الكاسحة من أبحاث التغذية عبارة عن ابحاث منخفضة الجودة (والمضحك في الموضوع أن الأبحاث التي أحدثت فارق في التخصص قام بها أطباء وليس متخصصين تغذية ههههههه).
عندما تكون ال observational studies هي جوهر نصائحك ادعوك لأن تشاركها الآخرين ولكن بدرجة واضحة من عدم اليقين. لأن أبحاثك لا تقيم البرهان الضروري للاستخدام العلاجي.
أيضا، هناك آلة دعاية متضخمة خاصة بأنصاف المتعلمين الذين يشتغلون في العلوم غير الإكلينيكية. شركات الأدوية تسرق الاموال وتنهش لحم الفقراء وتبقيك في حاجة الدواء إلى الأبد. ربما هذا الكلام صحيح ولست هنا في معرض الدفاع عن شركات الأدوية. ولكن عليك أن تفهم أن القوانين العلمية التي تحكم صناعة الدواء هي قوانين في غاية الصرامة والتشدد. عكس قوانين الطب البديل والعلاج بالتغذية (الفالصو).
هل تعلم مالذي تحتاجه لتنشر بحثك في مجلة اكلينيكة محكمة؟ هل تعلم حجم التدخلات المقرفة للهيئات الصحية في ابحاث الناس قبل السماح لك بان تقوم ببحث اكلينيكي حتى على الحيوانات؟
الموضوع ماهو لعبة حتى لو كرهنا شركات الدواء. بينما هو بكل تأكيد لعبة ومسخرة وتساهل فظيع في الجهة المقابلة من المتطببين بالتغذية.
أخيرا أود أن أقول شيء كنت اقوله دائما لدبلومات الصنايع خريجي مدرسة الحياة (من يسمون انفسهم اطباء بديلين). أنتم تقومون بجريمة أخلاقية لا يمكن مغفرتها ولا يستطيع العقلاء المتخصصن مسامحتكم. تخيل أنك تعرض في تويتر شيء تفتري وتقول انه يعالج السرطان، ثم يموت شخص بالسرطان، أتعلم كيف تشعر عائلته بعد نشرك للأكاذيب هذه؟ أتظن أنهم سيعيشون دون تأنيب ضمير ولوم لأنفسهم أنهم لم يقدموا الدواء الذي تصفه كذبا لمريضهم لربما أنقذوه؟ هل تعلم حجم الحسرة التي تحقنها في قلوب الناس من أجل أوهامك؟ هل تعلم أنهم يمضون بقية حياتهم ومسمار الحسرة في قلوبهم وعقولهم وأرواحهم لأنك فرضت عليهم تصورا غير حقيقي مفاده في المحصلة النهائية أنهم مذنبين مقصرين في رعاية مريضهم الذي مات!
آسف على الإطالة لكن في القلب الكثير على هؤلاء المتسلقين على أثمن ما يملك الناس،، صحتهم.
